لم يجف حبر مقالتي التي كتبتها عن سطوة أم كلثوم ونفوذها الذي فاق نفوذ الوزراء، وكيف كان الوزراء يخشونها ويتفادون إزعاجها ولو بـ«شكة إبرة»، حتى جاء صوت النجمة الكبيرة الممثلة حياة الفهد حزينا على الهاتف وهي تنقل لي شكواها واستغرابها من تصرفات وزارة الإسكان التي ألصقت على باب شقتها في «الصوابر» إنذارا وتهديدا بإخلاء الشقة! حقيقة، لم أستغرب تصرفات الوزارة، فالوزارة من الحكومة، والحكومة بدعة (لم تكن هناك حكومات في صدر الإسلام)، وكل بدعة ضلالة… إنما ما أثار غبار دهشتي وسبّب لي الحوَل النصفي، هو أن واحدة من أكبر وأعظم رموز الخليج العربي الفنية تسكن في إحدى شقق الصوابر. هل كيف يا بلد؟ هذه المبدعة التي سنشاهدها في رمضان على قناة دبي الفضائية في مسلسل «أبله نورة» تحترق فناً فنكافئها نكرانا. متابعة قراءة حياة… أبله نورة
اليوم: 31 أغسطس، 2008
الانتخابات الأميركية … أوباما رمز للتغيير!
متابعة المشهد الأميركي تحمل معها الكثير من الرمزية. رمزية تصالح أعداء الأمس من أجل هدف أسمى، ورمزية توحيد حزب ديموقراطي أعضاؤه بعشرات الملايين، ورمزية بروز أوباما بصفته الأميركي الأول من أصل أفريقي يصل إلى المرحلة الأخيرة في انتخابات الرئاسة. إن خطاب أوباما في ختام أعمال مؤتمر «الحزب الديموقراطي» أمام حشد من 85 ألف مواطن كان حدثاً تاريخياً لم تشهد الحملات الانتخابية السابقة مثيلاً له. هذا الحشد شكل رسالة كبيرة لـ «الحزب الجمهوري» والقوى المنافسة للديموقراطيين. ولكن خطاب أوباما كان هو الآخر متميزاً في طرحه لبرنامجه، ولرؤيته للولايات المتحدة وكيفية تميز عهده في السياسة الداخلية والخارجية. لقد حرك أوباما الحاضرين الخمسة وثمانين ألفاً، كما لم يحركهم زعيم أميركي يترشح للرئاسة من قبل. إن قدراته الخطابية، ووضوح خطابه، وطريقة تعبيره، ومضمون كلامه خلقوا حدثاً فريداً في السياسة الأميركية شاهده عشرات الملايين عبر محطات التفلزة في الولايات المتحدة والعالم. وتتواصل هذه الحال مع تعطش الأميركيين لشيء جديد ولتغيير كبير ووضع مختلف عن ذلك الذي عرفه الأميركيون مع الإدارة السابقة. بشكل أو بآخر هناك عوامل عدة تؤثر في ثورة أوباما: الاقتصاد الأميركي وتراجعه الكبير في الأعوام الثمانية الماضية، إضافة إلى تراجع موقع ودور وشرعية الولايات المتحدة على الصعيد العالمي وشعور الأميركيين أنهم فقدوا الكثير على الصعيد العالمي، إضافة إلى تنامي دور الأقليات في السياسة الأميركية. متابعة قراءة الانتخابات الأميركية … أوباما رمز للتغيير!
شعب الكويت.. وطاقية الإخفاء
كشف وزير التجارة والصناعة عن ضبط 65 طنا من المواد الغذائية المدعومة تباع في السوق في اكبر عملية من نوعها في تاريخ الكويت.
وقال الوزير احمد باقر انه طلب من وزير الداخلية ضرورة ابعاد اي وافد يتورط في عملية بيع سلع غذائية مدعومة، ومحاسبة من يقف خلفها!
طلب الابعاد هذا غريب وغير انساني اضافة الى عدم قانونيته. فالتحقيق يتطلب وجود شهود واطراف متورطين للمساهمة في معرفة وكشف الجهات الحقيقية التي تقف وراء سرقة وبيع 65 طنا من المواد المدعومة، ويصبح بالتالي طلب الترحيل وكأنه تواطؤ على دفن القضية بقيدها ضد «مجهول»!
قبل هذه الحادثة قيل ان جهات عدة تورطت في قضايا العمالة، وان شركات وافرادا اوقفت ملفاتهم. ولكن لم تقم اي جهة بكشف المتورطين الحقيقيين ولم تقم الوزارة المعنية بطريقة واضحة وصريحة، ولاسباب سياسية بحتة، بنفي تورط «اطراف كبار» في الموضوع، بالرغم من جهود «الشؤون» المخلصة في كشف ملابسات مختلف القضايا العمالية.
وقبل هذا وذاك قيل وأشيع ان جهات اخرى عديدة تورطت في عمليات سرقة طوابع حكومية وتزوير عملات وتلاعب بنتائج الكشف الصحي للعمالة الوافدة وتسهيل شراء وتقطيع وبيع وشحن حديد المناهيل واسلاك وكيبلات الكهرباء المسروقة، والمساعدة في هروب مساجين وتزوير اقامات وتهريب مطلوبين للعدالة، وسرقة وبيع الاعلاف المدعومة، واستغلال الاراضي الزراعية وحظائر الماشية من خلال تأجيرها للسكن والتخزين وحتى في السمسرة. والعجيب ان التحقيق في جميعها لم يبين تورط اي مواطن، صالح او حتى طالح، ولم يحاسب ويطرد غير البنغالي والهندي والمصري والباكستاني وغيرهم من مذنبين وابرياء!
كما سبقت ذلك بسنوات سرقات اراضي الدولة واختفاء مخططات ومستندات من البلدية واملاك الدولة وتوزيعات الليل لبيوت الشامية وتسريب قرارات الاستملاك، او التثمين، ولم يثبت تورط اي كويتي فيها ولم يوجه اللوم لغير الفراشين والمساكين و«الغلابة» وابناء السبيل!
كل ذلك يبين للعالم اجمع اننا واحد من اكثر شعوب الارض شرفا وامانة وانه ليس بيننا من تورط خلال نصف القرن الماضي على الاقل في اي عمليات سرقة ونهب ونصب واحتيال وغسل اموال. وربما يتطلب الامر تكليف دون براون مؤلف «شفرة دافنشي» لكتابة حبكة روائية عما جرى ويجري حقيقة في الكويت، وسبب كل هذا التستر على كل مجرم وأفاق بحجة الستر على «العوايل والأياويد».
أحمد الصراف