لم يجف حبر مقالتي التي كتبتها عن سطوة أم كلثوم ونفوذها الذي فاق نفوذ الوزراء، وكيف كان الوزراء يخشونها ويتفادون إزعاجها ولو بـ«شكة إبرة»، حتى جاء صوت النجمة الكبيرة الممثلة حياة الفهد حزينا على الهاتف وهي تنقل لي شكواها واستغرابها من تصرفات وزارة الإسكان التي ألصقت على باب شقتها في «الصوابر» إنذارا وتهديدا بإخلاء الشقة! حقيقة، لم أستغرب تصرفات الوزارة، فالوزارة من الحكومة، والحكومة بدعة (لم تكن هناك حكومات في صدر الإسلام)، وكل بدعة ضلالة… إنما ما أثار غبار دهشتي وسبّب لي الحوَل النصفي، هو أن واحدة من أكبر وأعظم رموز الخليج العربي الفنية تسكن في إحدى شقق الصوابر. هل كيف يا بلد؟ هذه المبدعة التي سنشاهدها في رمضان على قناة دبي الفضائية في مسلسل «أبله نورة» تحترق فناً فنكافئها نكرانا. متابعة قراءة حياة… أبله نورة
الشهر: أغسطس 2008
الانتخابات الأميركية … أوباما رمز للتغيير!
متابعة المشهد الأميركي تحمل معها الكثير من الرمزية. رمزية تصالح أعداء الأمس من أجل هدف أسمى، ورمزية توحيد حزب ديموقراطي أعضاؤه بعشرات الملايين، ورمزية بروز أوباما بصفته الأميركي الأول من أصل أفريقي يصل إلى المرحلة الأخيرة في انتخابات الرئاسة. إن خطاب أوباما في ختام أعمال مؤتمر «الحزب الديموقراطي» أمام حشد من 85 ألف مواطن كان حدثاً تاريخياً لم تشهد الحملات الانتخابية السابقة مثيلاً له. هذا الحشد شكل رسالة كبيرة لـ «الحزب الجمهوري» والقوى المنافسة للديموقراطيين. ولكن خطاب أوباما كان هو الآخر متميزاً في طرحه لبرنامجه، ولرؤيته للولايات المتحدة وكيفية تميز عهده في السياسة الداخلية والخارجية. لقد حرك أوباما الحاضرين الخمسة وثمانين ألفاً، كما لم يحركهم زعيم أميركي يترشح للرئاسة من قبل. إن قدراته الخطابية، ووضوح خطابه، وطريقة تعبيره، ومضمون كلامه خلقوا حدثاً فريداً في السياسة الأميركية شاهده عشرات الملايين عبر محطات التفلزة في الولايات المتحدة والعالم. وتتواصل هذه الحال مع تعطش الأميركيين لشيء جديد ولتغيير كبير ووضع مختلف عن ذلك الذي عرفه الأميركيون مع الإدارة السابقة. بشكل أو بآخر هناك عوامل عدة تؤثر في ثورة أوباما: الاقتصاد الأميركي وتراجعه الكبير في الأعوام الثمانية الماضية، إضافة إلى تراجع موقع ودور وشرعية الولايات المتحدة على الصعيد العالمي وشعور الأميركيين أنهم فقدوا الكثير على الصعيد العالمي، إضافة إلى تنامي دور الأقليات في السياسة الأميركية. متابعة قراءة الانتخابات الأميركية … أوباما رمز للتغيير!
شعب الكويت.. وطاقية الإخفاء
كشف وزير التجارة والصناعة عن ضبط 65 طنا من المواد الغذائية المدعومة تباع في السوق في اكبر عملية من نوعها في تاريخ الكويت.
وقال الوزير احمد باقر انه طلب من وزير الداخلية ضرورة ابعاد اي وافد يتورط في عملية بيع سلع غذائية مدعومة، ومحاسبة من يقف خلفها!
طلب الابعاد هذا غريب وغير انساني اضافة الى عدم قانونيته. فالتحقيق يتطلب وجود شهود واطراف متورطين للمساهمة في معرفة وكشف الجهات الحقيقية التي تقف وراء سرقة وبيع 65 طنا من المواد المدعومة، ويصبح بالتالي طلب الترحيل وكأنه تواطؤ على دفن القضية بقيدها ضد «مجهول»!
قبل هذه الحادثة قيل ان جهات عدة تورطت في قضايا العمالة، وان شركات وافرادا اوقفت ملفاتهم. ولكن لم تقم اي جهة بكشف المتورطين الحقيقيين ولم تقم الوزارة المعنية بطريقة واضحة وصريحة، ولاسباب سياسية بحتة، بنفي تورط «اطراف كبار» في الموضوع، بالرغم من جهود «الشؤون» المخلصة في كشف ملابسات مختلف القضايا العمالية.
وقبل هذا وذاك قيل وأشيع ان جهات اخرى عديدة تورطت في عمليات سرقة طوابع حكومية وتزوير عملات وتلاعب بنتائج الكشف الصحي للعمالة الوافدة وتسهيل شراء وتقطيع وبيع وشحن حديد المناهيل واسلاك وكيبلات الكهرباء المسروقة، والمساعدة في هروب مساجين وتزوير اقامات وتهريب مطلوبين للعدالة، وسرقة وبيع الاعلاف المدعومة، واستغلال الاراضي الزراعية وحظائر الماشية من خلال تأجيرها للسكن والتخزين وحتى في السمسرة. والعجيب ان التحقيق في جميعها لم يبين تورط اي مواطن، صالح او حتى طالح، ولم يحاسب ويطرد غير البنغالي والهندي والمصري والباكستاني وغيرهم من مذنبين وابرياء!
كما سبقت ذلك بسنوات سرقات اراضي الدولة واختفاء مخططات ومستندات من البلدية واملاك الدولة وتوزيعات الليل لبيوت الشامية وتسريب قرارات الاستملاك، او التثمين، ولم يثبت تورط اي كويتي فيها ولم يوجه اللوم لغير الفراشين والمساكين و«الغلابة» وابناء السبيل!
كل ذلك يبين للعالم اجمع اننا واحد من اكثر شعوب الارض شرفا وامانة وانه ليس بيننا من تورط خلال نصف القرن الماضي على الاقل في اي عمليات سرقة ونهب ونصب واحتيال وغسل اموال. وربما يتطلب الامر تكليف دون براون مؤلف «شفرة دافنشي» لكتابة حبكة روائية عما جرى ويجري حقيقة في الكويت، وسبب كل هذا التستر على كل مجرم وأفاق بحجة الستر على «العوايل والأياويد».
أحمد الصراف
بحث في الشاعر الزهاوي
جميل صدقي الزهاوي شاعر وفيلسوف عراقي كردي الأصل، ولد عام 1863 وتوفي عام 1936، نظم الشعر بالعربية والفارسية منذ صغره فأجاد فيه، تميز منهج الزهاوي الفلسفي بالاستناد إلى علوم الطبيعة والظواهر، وخصوصا نسبية انشتاين ومنهجه الاجتماعي في التحرر واحترام المرأة وتقدير دورها في بناء الوطن. كما تميز شعره بالواقعية ورقة المشاعر ونبل الآراء وجرأة القول والتحريض على التحرر من قيود الدين والتقاليد والمفاهيم العتيقة، وتبني الفكر الاشتراكي.
وقال فيه طه حسين: لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب، ولا شاعر العراق، بل شاعر مصر وغيرها من الاقطار، لقد كان شاعر العقل، ومعري هذا العصر، ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم.
اهتم الزهاوي بالفكر المادي، وآمن بقوى الطبيعة واستوعب مفهوم اللانهاية في الكون، وفي ذلك قال:
«لاتقبل الأجرام عدا كلا ولا الأبعاد حدا
إن المجرة لم تكن إلا عوالم فُقْن عدا
والسحب فيها أنجم هن الشموس بَعُدن جدا
والأرض بنت الشمس تلزم أمها جريا وتحدى».
ونتجية هذا المستوى الرفيع من فهم المادة والكون، فقد انعكس هذا على مواقفه من المجتمع والعادات والحياة العامة. كان الزهاوي نصيرا عنيدا للمرأة، وكتب في حريتها ومساواتها بالرجل الكثير نثرا وشعرا. وقد سببت له احدى مقالاته في الدفاع عن المرأة المتاعب، وانتهت بتسريحه من وظيفته في احدى مدارس بغداد. كما شنت عليه حملات شرسة من كتاب متشددين ووصف بالمارق والزنديق.
في مقالة له عن المرأة، عبر الزهاوي عن اعترافه الكامل بدورها المهم، واشار الى مساوئ المفاهيم السائدة التي تحط من قدرها وتظهرها كمتاع يمتلكه الرجل ويفعل به ما يشاء، ويحق له التخلي عنه او استبداله متى رغب في ذلك، تلك المفاهيم التي لا تعترف للمرأة بمقوماتها كإنسان، وبالتالي بحقوقها البشرية، وأشار الشاعر والفيلسوف الى الظلم المتعدد النواحي الذي تتعرض له المرأة إضافة الى الزواج والطلاق.. فحق الميراث وقيمة الشهادة وشروط المظهر خارج المنزل واسهامها في الشأن العام، تثبت امتهانا كبيرا للمرأة تبدو معه امة لا وزن لها ولا حقوق.
وعن حجاب المرأة وتسترها أمام الرجال تحدث الزهاوي، مبينا ان في الامر امتهانا فظيعا لها، وتكريسا لثقافة الخوف والضعف والخيانة وانعدام الثقة بين بني البشر، وحدد سلبيات الحجاب على جميع الأصعدة وايجابيات السفور التربوية والاجتماعية، وانعكاسات ذلك على قدرة المرأة على التفاعل مع الرجل في تطوير المجتمع وبناء الحضارة. وفي ذلك قال:
«مزقي يا ابنة العراق الحجابا
واسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه واحرقيه بلا ريث
فقد كان حارسا كذابا».
وفي مجال آخر، يقارن الزهاوي بحسرة تطور الغرب وسعي ابنائه الى التقدم، في حين يغط شرقنا بالسبات العميق، حيث يقول:
«الشرق ما زال يحبو وهو مغتمض
والغرب يركض وثبا وهو يقظان
والغرب أبناؤه بالعلم قد سعدوا
والشرق أهلوه في جهل كما كانوا».
ويرى أن السبب الرئيسي في نقص حياتنا واكتمال الحياة في الغرب، هو موقع المرأة في المجتمع:
«وكل جنس له نقص بمفرده
أما الحياة فبالجنسين تكتمل».
ذلك الموقع الذي يجعل الناس مشغولين بالعمل والابداع والانتاج الوفير، بينما نحن مشغولون بالترهات وبتبادل الاتهام في قضايا الدين:
«الغرب يشغله مال ومتربة
والشرق يشغله كفرٌ وإيمان».
ويقول:
«الغرب عز بنوه أينما نزلوا
والشرق إلا قليلا أهله هانوا».
ولكنه لم يفقد الأمل في نهضة العرب إن هم استيقظوا، وفي ذلك يقول:
«سترقى بلاد الشرق بعد انحطاطها
لو ان بنيها استيقظوا وتعلموا
يزول تماما ما بها من تأخر
لو ان حكومات البلاد تنظم!».
وفي معرض آخر، يعيد تأخر العرب الى التعصب والتمسك بمفاهيم الماضي المتخلفة، وبمواقف الرجال الأنانية من المرأة بالتحديد، تركت آثارها السيئة على كل شيء:
وفي الزواج غير المتكافئ من حيث السن ولا القائم على أساس من المودة والحب والاحترام والاعتراف للمرأة بإنسانيتها، يصور الحياة الجحيمية وما تمتلئ به من مآس:
«كم قد تزوج ذو الستين يافعة
والشيب في رأسه كالنار يشتعل
يقضي لبانته منها إلى أجل
وقد يكون قصيرا ذلك الأجل».
وظلم المرأة كما يراه الزهاوي يبدأ في البيت، وهي طفلة عند أهلها، الذين أرضعوها الخوف والدونية مع حليب الطفولة، وهيأوها للزواج المبكر القسري في حالة تشبه بيع النعاج، بعيدا عن اي قيمة انسانية، وفي بيئة متخلفة ظالمة تتكرس فيها كل اشكال العبودية والقهر.
هكذا صور الزهاوي المجتمع العراقي المتخلف تكبله قيود المفاهيم الرجعية والموقف اللاإنساني من المرأة ومن التحرر الاجتماعي.. وهو اذ يضع الإصبع على الجراح في مرحلة مبكرة نسبيا، فإنه يرى ان الخلاص من هذا الواقع السيئ ممكن، والنهوض بالوطن والمجتمع ممكن بشرط التخلص من اسباب ومسوغات الظلم والتمييز، المفروض على المرأة الاذعان لهما والخضوع للرجل على أساس هذه المسوغات.
* * *
• ملاحظة:
المقال منقول بتصرف كبير من: http://ar.wikipedia.org
أحمد الصراف
سطوة محببة
ولولا وسائل الإعلام لبطش بعض حكام الدول بشعوبهم بطشا يحبه قلبك… وكان ديكتاتور زيمبابوي روبرت موغابي يحتفظ داخل أسوار قصره الشاسع بمبنى البنك المركزي، وبسبب مقالة لمراسل أجنبي، كتبها وهرب، تم بناء سور يفصل القصر عن البنك. صحيح أن شيئا لم يتغير في الواقع، إلا أن الأكيد أن موغابي الذي لا يستحي من شيء استحى بعد تلك المقالة أو خاف. وإذا كان خبراء الاقتصاد يحذرون من خطورة معدلات التضخم المرتفعة في دول مجلس التعاون الخليجي والتي بلغت سبعة في المئة، ففي زيمبابوي بلغ التضخم أربعة ملايين في المئة بفضل الأستاذ روبرت موغابي الذي يمتلك أكثر من أربعين قصرا خياليا ويحكم شعبا هو الأشد جوعا في العالم. ولم يستح موغابي أو يخف من أي شيء سوى من مقالة صغيرة نشرت من وراء البحار. متابعة قراءة سطوة محببة
الحل في العلمانية
يقول الزميل فهد راشد المطيري «إن التعايش السلمي بين الأديان ممكن فقط في ظل نظام يفصل بين الدين والسياسة، وأن فرصة الوجود غير المشروط لأي دين تحت مظلة دين آخر ضعيفة جداً، ان لم تكن مستحيلة، وربما نستثني من ذلك تاريخ دخول البوذية لليابان وتعايشها السلمي مع ديانة الشينتو الأصلية».
بالرغم من تعدد ديانات منطقة جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية وتشعبها فإنه من المعروف ان المنطقة برمتها، وطوال آلاف السنين، لم تعرف أي حروب دينية، فجميع ديانات المنطقة من بوذية وهندوسية وشنتو وكنفوشيوسية لا تميل للعنف أصلاً ولا تدعو أتباعها للتبشير بها، وأكثرها يسمح بتعدد الآلهة وتعدد صور الاعتقاد والعبادة.
فتح، أو غزو، القائد الأموي محمد القاسم للهند قلب الموازين في المنطقة وجعل من الحروب الدينية جزءاً من تقاليدها، وإن بقيت في حدود ضيقة، وشبه محصورة بين المسلمين من جهة، واتباع الديانات الأخرى من جهة ثانية.
نقطة الانقلاب الحقيقية بدأت عند تأسيس حزب «جاناتا» الهندوسي المتطرف في الهند، وبعد أكثر من ألف عام تقريباً على الغزو الإسلامي. حيث قام هذا الحزب بقلب المعادلة، والبدء بشن حرب دينية ضد اتباع الديانات الأخرى كافة، والمسلمين منهم بالذات، واضعاً بذلك حداً للتسلط النفسي الإسلامي الذي طال كثيراً على الأغلبية الهندوسية. وقد بلغ ذلك العنف ذروته قبل سنوات عندما أقدم اتباع ذلك الحزب بهدم مسجد «بابري» التاريخي، الذي شكل زواله علامة فارقة في تاريخ الصراع الديني في المنطقة.
نعود إلى موضوع مقالنا لنقول إن ما يكمن حقيقة في نفوس المشاركين في مؤتمرات حوار الأديان أو تقارب المذاهب شيء، وما يصدر عنهم من تصريحات دينية سياسية شيء آخر. فالتقارب بين أي قطبين أو طرفين أو أكثر يتطلب أولاً اعتراف كل طرف بالطرف الآخر، أو الأطراف الأخرى، وأن لهم الحق في الاعتقاد، وهذا بحد ذاته كفيل بهدم الأسس التي تقوم عليها ديانات محددة، هذا إن اتفقنا على أن المشاركين في هذه المؤتمرات لهم الحق الديني في تمثيل الآخرين، وهكذا نجد ان المسألة لا تتطلب مؤتمرات حوار مع الآخر بقدر حاجتنا أولاً إلى مؤتمرات حوار مذاهب داخل كل مذهب، ومن ثم كل المذاهب داخل الدين الواحد قبل التفكير في الحوار مع اتباع الديانات الأخرى!
نعم، نحن بحاجة إلى المصارحة والمناصحة بيننا قبل أن نسعى لتحقيقها مع الآخر. فعندما لا يعترف الشيعي هذا بمرجعية ذاك، وعندما يبغض السلفي جاره الإخوانجي، وعندما يسعى اللبناني السني الحبشي لقتل السني الطرابلسي.. وعندما.. وعندما.. فكيف نسمح لأنفسنا بمجرد التفكير في التنطح لقراع الخطوب مع أصحاب الديانات الأخرى.
وعليه فالحل يكمن في العلمانية التي تحفظ وتحترم لكل طرف حقه في الاعتقاد والعبادة.
• ملاحظة: المواطن السوداني عصام البشير العضو في المكتب الحاكم في السودان، وأمين عام الاختراع الكويتي المسمى بـ «المركز العالمي لنشر الوسطية»، أصبح مثل الشوكة في خاصرة الحكومة. فحزب الإخوان، الفرع المحلي للتنظيم العالمي، الذي أحضره وفصل له ذلك المنصب، لعدم وجود من يجاريه في الكفاءة بين أكثر من مائة ألف مواطن كويتي، يصر على بقائه في منصبه، والسلف يسعون جاهدين لإخراجه، ليس لعدم كفاءته، بل لأنه لم يسلمهم أيا من خيوط اللعبة داخل اللجنة، وبالتالي حصر أموالها ومزاياها على الإخوان الذين يدين لهم بالفضل والمنة!!
أحمد الصراف
السياسة الأميركية والمسألة الفلسطينية
إن الاعتقاد بإمكان تهميش القضية الفلسطينية لن يكون ممكناً على المدى البعيد أو المتوسط مهما بلغت الخسائر الواضحة في الطرف العربي والفلسطيني، فهذا ما حصل مع الرئيس بوش الذي اعتقد بإمكان إنجاح السياسة الأميركية في المنطقة بلا حل عادل للقضية الفلسطينية، وربما يمكن القول ان الرئيس بوش مع نهاية ولايته لم يهتم بالأساس لمسألة السلام في الشرق الأوسط، بل غرق حتى العظم، طوال عهده، بقضية واحدة: الحرب في العراق. لهذا فإن تميز عهد بوش بشيء فهو الحرب في العراق والحرب على الإرهاب. ومع الحرب على الإرهاب أصبحت القضية الفلسطينية، كما أصبح «حزب الله» اللبناني و«حماس» مشمولين في التعريف، إضافة إلى الكثير من التيارات الإسلامية التي لا تمارس العنف المسلح. هكذا أصبحت المساحة من المحيط إلى الخليج مساحة قتالية من نمط غريب. متابعة قراءة السياسة الأميركية والمسألة الفلسطينية
هيئة الفضيلة اليمنية والزنداني
أعلن رسميا قبل أيام عن تأسيس «هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» في اليمن السعيد… سابقا!! وأطلق عليها اسم «هيئة الفضيلة»!!
وفي مراسم الاعلان عن تأسيس الهيئة، وبحضور عدد كبير من رجال دين التيار السلفي في السعودية واليمن، اعلن عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان في صنعاء، ان الرذيلة انتشرت في اليمن، كما انتشرت فيه الكثير من الظواهر السلبية، وأن محاربتها أصبحت ضرورة شرعية، خصوصا مع انتشار «سيديهات» تظهر قيام فتيات يمنيات ماجنات بالرقص مع خليجيين ماجنين، الامر الذي ألحق العار باليمن. كما انتشرت كذلك حركات التنصير المسيحية، وهذا كله تطلب إنشاء هيئة الفضيلة!!
نبارك لليمن هيئته الجديدة وللزنداني رئاسته لها، ونتمنى ان تمحّى الرذيلة من اليمن في عهده الميمون، وان تغادر حركات التنصير مدن عدن وصنعاء والحديدة وغيرها، وان تنتشر الفضيلة ويتوقف الاستنتاج بأن فتيات السيديهات هن في الحقيقة يمنيات.. ولكن ماذا عن الفقر والمرض والأمية والتخلف الاجتماعي وهجرة الكفاءات وانعدام فرص العمل؟
لقد سبق ان حل السيد الزنداني ضيفا على الكويت أكثر من مرة، وخصوصا من خلال مشاركته وترؤسه لاهم لجان مؤتمرات الإعجاز، والتي كان يعلن في كل واحد منها عن اكتشاف طبي أو علمي اسلامي محدد وغير مسبوق، ثم كان يقبض «المقسوم» من أموال الجمعيات والاحزاب الدينية السياسية ليغادر بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. وقد اعلن في آخر مؤتمر حضره قبل 9 أشهر تقريبا ومن خلال «المختبرات العلمية في جامعة الإيمان الصنعاوية» التي يرأسها، عن توصله شخصيا لدواء مضاد لفايروس الإيدز، أو نقص المناعة، وقد قمنا بالتشكيك في صحة ادعائه أكثر من مرة، وتأكدنا من انه اطلع على مقالاتنا التي سلمت له عن طريق صديق يمني يعيش في دبي، ولكنه فضل السلامة والسكوت، والسبب معروف، ولكنه قال لصديقنا، أنه متردد في الكشف عن دوائه خوفا من استيلاء شركات الأدوية الغربية على سر خلطته، وأن مختبراته العلمية ليس بإمكانها انتاج أكثر من كمية محدودة بالكاد تكفي لشفاء مريض أو أكثر شهريا!!
لعلم محبي فكر السيد الزنداني فإنه مطلوب للسلطات الأمنية في الولايات المتحدة، فهنيئا لليمن هيئته الجديدة و«عقبالنا»، او العقبى لنا، في الكويت.
* * *
ملاحظة:
أعلن النائب الطبطبائي (الرأي 2ـ8) أن لجنته البرلمانية المسماة بـ «حقوق الانسان» ستكشف المتورطين في تجارة العمالة!!
ولا نزال بعد مرور شهر تقريبا على هذا التصريح بانتظار الاسماء، فإن كان يعرفها فهو مدان لعدم الكشف عنها، وإن كان لا يعرفها كان جديرا به التصريح بتعهده ذلك!!
النووي أحمد الفهد
«من يصادق الجميع لم يصادق أحدا»، هذه مقولتي التي أرددها كلما جاءت سيرة الشيخ أحمد الفهد. والشيخ أحمد الفهد صديق الجميع، وصديق خدمهم وسائقي سياراتهم، ولديه الوقت لمناقشة تاريخ انتهاء جواز هذا الهندي وشروط كفيله بعدما يخرج من اجتماع ترأسه لمناقشة الرياضة العالمية مع رئيس أوروبي، وسيجلب معه بعد عودته من اجتماعات رؤساء أجهزة الأمن الخليجي علاجا للصلع طلبته أنت منه قبل سفره، وسيسألك عن وظيفة زوجتك وهل لا يزال رئيس قسمها يحاسبها على الدقيقة والثانية… هو رجل لديه الوقت لكل هذا، ويبدو أن ساعات يومه أطول من ساعات يوم الإنسان العادي.
وهو صديق لجماعات السلف وللإخوان المسلمين وأبناء خالاتهم، ولا أحد أكثر منه يعرف خططهم في اللعب، فيشجعهم ويسهل لهم تسجيل الأهداف، فلكل أهدافه، هم يهمهم المال والسيطرة على مفاصل الدولة، وهو لا يريد سوى الحُكم، وهو حقه المشروع. متابعة قراءة النووي أحمد الفهد
العفة المفاجئة
هناك أمثال شعبية، وقحة غالبا، يمكنها اختصار قول الكثير، ولكن القانون يمنع ذكرها في مطبوعة عامة، مثل ذلك المثل الذي يتعلق ببائعة الهوى التي أصبحت فجأة تتحدث في العفة، بعد أن بلغ بها العمر أرذله!
بعض دوائر الدولة المهمة، ومنها إدارة فحص العمالة الوافدة، كانت، وربما لا تزال مخترقة بشكل كبير من قبل بعض العصابات التي تعمل على تمرير مختلف المخالفات مقابل قبض مبالغ نقدية. وسبق أن كتبنا عن فساد هذه الإدارة أكثر من مرة. كما خاطبت شخصيا وزير الصحة الأسبق، الأخ عبدالله الطويل، عن الموضوع نفسه، ولكنه، ترك الوزارة من دون أن يتمكن من قهر البيروقراطية الفاسدة.
من المعروف لدى الكثير من الجهات المعنية بالصحة أن نسبة المصابين بأمراض وبائية ومعدية بين العمالة الوافدة تزيد كثيرا عن النسبة المسموح بها. ولو كانت إجراءات الفحص الطبي دقيقة، وما تخرش الميه، لما نجح أحد في تجاوزها بهذا الشكل الخطير، وذلك لتقدم وسائل كشف حالات المصابين بالأيدز والسل والكبد الوبائي وغيرها من الأمراض الخطيرة!
وفجأة أبدت إدارة الفحص تشددا في عمليات الكشف الصحي على العمالة الوافدة، وهو الأمر الذي نعتقد أنه لن يستمر طويلا، حيث رفضت تجديد إقامات عمال فقط للشك في إصابتهم بـ«السالمونيلا»، أو التسمم الناتج عن تناول أطعمة فاسدة!! ولو استمرت الإدارة في تشددها، بعد كل سنوات الاسترخاء والانبطاح، فإن نصف العمالة الوافدة ستصنف بـ«غير لائق صحيا»!!
من جانب آخر، نشرت إدارة حكومية أخرى أرقاماً عن نسب العمالة الكبيرة في البلاد، وبشكل رمزي من دون الإشارة إلى أسماء الدول التابعين لها. كما أعلنت تلك الجهة، وبعد سنوات من التسيب والفساد والمتاجرة بقوت هؤلاء العمال البؤساء، عن نسب العمالة التي سيتم الاستغناء عنها، وإلغاء إقاماتها، والحديث هنا يتعلق بمصير مليون عامل وموظف تقريبا!!
فمن أين أتت هذه العفة المفاجئة لدى هذه الجهات؟ وكيف يمكن للدولة، ولكل الأنشطة التجارية والعقارية، استيعاب هذا التخفيض المفاجئ من دون تداعيات سلبية هائلة عليها؟
لا خلاف في أن العمالة، والهامشية منها بالذات، تزيد كثيرا عن حاجة البلاد، أفرادا وأسرا ومؤسسات وحكومة، ولكن تخفيضها يجب أن يبدأ من خطة واضحة وسياسة حكومية أكثر وضوحا، وليس بنشر أرقام عن عدد العمالة وتخفيضها إلى النصف بطريقة تفتقر لأدنى درجات الحكمة والإنسانية!!
* * *
ملاحظة: أعلن وكيل الصحة المساعد للشؤون القانونية قبل شهر عن تشكيل لجنة للنظر فيما أثير عن وجود تلاعب في نتائج فحص التهاب الكبد الوبائي للعمالة الوافدة، ولا نزال بانتظار نتيجة التحقيق الجبلية، التي لن يتمخّض عنها حتى فأر صغير.
أحمد الصراف