احمد الصراف

اللذة وغسل الأموات

امور غريبة عدة اصبحت تحيط بنا وتملأ حياتنا هلعا من الكارثة الاخلاقية المقبلة التي تحاول لجان «الكر والفر وكره البرد وحب الحر» الترويج لها.
فقد اعلنت وزارة الاوقاف، بالتعاون مع «مبرة طريق الايمان» دعوة الجمهور لحضور فعاليات «رياض الجنة» للاستماع لمحاضرتين «جماهيريتين» واحدة في الفردوس وهذه «اوكي»، والاخرى في العديلية، وهذه «ليست اوكي»، وورد في الاعلان ان «عباس بتاوي»، المختص بغسل الموتى، القادم لنا من السعودية سيلقيهما، وسيكون موضوع المحاضرتين «وقفات مع مغسل الاموات»!!!
وورد في النشرة الجماهيرية ان المحاضرة ستتضمن عرضا مرئيا لمغسلة الاموات، وسيكون هناك مكان مخصص للنساء.
على النسق العظيم نفسه، قامت جهة مجهولة بنشر اعلانات مكلفة في الصفحات الاولى من غالبية الصحف عن «كيفية التلذذ بالصلاة»، وادعى منظمو الحفل، المجهولو الهوية، ان المحاضرة الاولى، التي القاها رجل الدين «الشاب فلان الفلاني» قد حضرها 20 الف شخص! علما بأن وسائل الاعلام في حينه ذكرت ان الرقم كان اقل من نصف ما ادعوا! حدث ذلك بالرغم من ان الإعداد للمحاضرة تم بطريقة حزبية واضحة تمثلت في نقل الشباب من مراكز تجمع معروفة، وبحافلات مؤجرة، قبل وقت طويل من بدء المحاضرة، التي اقيمت في مسجد الدولة الرسمي الذي جعلته «الحكومة الرشيدة» رهن بنان وسبابة احد الاحزاب الدينية المسيسة حتى النخاع، كما ورد في الاعلان ارقام اربعة خطوط هواتف نقالة وضعت خصيصا تحت تصرف الرجال والنساء للرد على الاستفسارات!
الغريب ان اي جهة لم تتبرع، كتابة او شفاهة، بوضع اسمها على الاعلان، وهذا ما يريب حقا، فإن كان موضوع المحاضرة يصنف ضمن اعمال الخير فما الداعي لتوخي السرية فيه واخفاء اسم الجهة المنظمة، واللجوء إلى أساليب الخش والدس؟ فهذه السرية تعني ان في الامر ما يريب.
لقد صلى المسلمون لاكثر من 14 قرنا بكل هدوء وثقة، وفجأة خرج عليهم من يرغب في ادخال اللذة في صلواتهم وهو عالم بأنه لا يخاطب هنا عقولهم بقدر ما يخاطب غرائزهم، وماتعنيه «اللذة» للكثير من الحضور من الجنسين، وهذا تصرف لا يستقيم والمنطق، ولكن من نخاطب هنا، والجهة المسؤولة اختارت الانزواء بعيدا عن النقد والمسؤولية، بعد ان صرفت اكثر من 30 الف دينار على «حملة لذة مباركة»!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

ما بين الفيل والكوبرا

لا شيء يدعو للغضب هذه المرة. قائمة متفوقي الثانوية العامة خلت من الكويتيين والكويتيات باستثناء طالبة واحدة كانت كالابتسامة في الكويت… يخزي العين.
النائب عادل الصرعاوي الذي تقمص شخصية مقاتل الساموراي وراح يشن الغارة تلو الغارة على وزير التربية السابق انتصارا، أو قل انتقاما وحمية، لنورية الصبيح، ابنة منطقته، نبحث عنه الآن فلا نجده. قيل بأنه ذاب فجرفته المياه، وقيل بل هاجر إلى الهند وشوهد هناك يركب الأفيال. وما الذي يمنعه من الهجرة طالما أن الأمن مستتب ومقاليد الوزارة في يد نورية الصبيح؟ حتى ولو كانت السيدة الوزيرة لا تجيد سوى تبديل كراسي القياديين. متابعة قراءة ما بين الفيل والكوبرا

سامي النصف

في المسألة العراقية

لم يكتف أحبتنا في الخليج بتخطينا في أمور التنمية والصحة والتعليم والرياضة والإعمار..الخ بسبب انشغالنا الدائم بالصراعات السياسية
ونسياننا ما عداها، بل اصبحوا يتقدمون علينا فيما كانت تتميز به الكويت صغيرة الحجم والكبيرة بدورها السياسي في المنطقة والذي جلب احترام العالم لنا وهو ما ادى في النهاية لحشد قوى الشرق والغرب للمرة الاولى في التاريخ الحديث لتحريرنا.

فبعد ان استضافت الشقيقة السعودية حوار «المصالحة الفلسطينية» والشقيقة قطر حوار «المصالحة اللبنانية» ومصر حوار «المصالحة العراقية» وحصدت الثناء من الاعلام الدولي على ادوارها الخيرة تلك، وكنا فيما مضى السباقين للعب مثل تلك الادوار، اتى الدور على الشقيقة الامارات للقيام بمبادرة سياسية مهمة هي اسقاط ديونها عن العراق وارسال سفير لها في بغداد وهو قرار تصدر كذلك وسائط الإعلام العربية والدولية وحاز، وهو الاهم، تقدير الاخوة العراقيين.

والعلاقة مع العراق هي علاقة استراتيجية مهمة جدا لحاضر ومستقبل الكويت التي يجب الا تكتفي بحماية الدول الكبرى لها، والتي يمكن ان تتغير مصالحها وقراراتها كحال قرار بريطانيا في الماضي بالانسحاب من شرق السويس، والواجب ان نستغل اللحظة التاريخية الحاضرة لخلق علاقة ود وصداقة متميزة مع الشعب العراقي تبقى باقية بقاء الدهر وتشمل معاهدات وبروتوكولات ثنائية تودع لدى المنظمات الدولية لها شقان سري ومعلن تتضمن ديمومة السلام وحصد المكاسب للطرفين وتجعل العراق يخسر كثيرا حال تغييره تلك العلاقة من الود الى العداء.

من الاخطاء الفادحة محاولة بعض اعضاء البرلمان تقييد حركة السياسة الخارجية الكويتية ومن ذلك ما نسمعه من تهديد اجوف بمساءلة رئيس الوزراء حال اسقاط الديون الكويتية (المعدومة) عن العراق، لقد اسقطت روسيا ديونها وهي احوج منا للمال واقل حاجة منا للأمن مع العراق، كما لم نسمع قط بمن يقول بمثل ذلك الطرح ليحد من مسار المساعدات الخارجية الاميركية او الاوروبية او اليابانية او الصينية بحجة ان هناك قروضا او حاجيات اخرى داخل تلك البلدان تحتاج لمثل ذلك المال.

ان مصلحة الكويت واجيالها المقبلة تفرض علينا فتح باب مفاوضات فورية وسرية مع العراق نبدي فيها استعدادنا لإسقاط الديون الكويتية ومعها ارسال سفير كويتي لبغداد، على ان يربط ذلك بتوقيع بروتوكولات تمنع الى الابد المطالبة العراقية بالكويت او اعادة فتح ملف الحدود بين البلدين حتى ان اقتضى ذلك الامر ان يتم تضمينه الدستور العراقي وفرض عدم التطرق له في المناهج الدراسية العراقية بنصوص ملزمة غير قابلة للنقض.

ونحتاج ضمن مثل ذلك النوع من المفاوضات الى الاستعانة بخبراء دوليين في القانون ومستشارين من متقاعدي الخارجية الاميركية والبريطانية والمصرية، حيث علينا ان نقر بأننا لا نملك قدرات كالتي يملكها العراق هذه الايام وفي هذا السياق نحتاج الى سفير وطاقم متميز جدا للعمل في بغداد خلال المرحلة المقبلة وهي مرحلة تأسيس للعلاقة الكويتية – العراقية الجديدة، كما يجب ان يصاحب ذلك فتح بلاد الرافدين ارضها للاستثمار الكويتي واستخدام العراق الكويت كمركز مالي لتلبية حاجياتها المستقبلية، فالعلاقة الاقتصادية – لا السياسية – هي ما منع الحروب بين الدول الاوروبية.

آخر محطة:
دعاني الرئيس اليمني ذات مرة للقصر الجمهوري وامضيت معه ما يقارب 45 دقيقة في حديث قال فيه ان لديهم برلمانا منتخبا ومعارضة قوية كالحال في الكويت الا ان برلمانهم ومعارضتهم لا يتسببان في إساءة علاقة اليمن بالدول الاخرى، كما لا يتدخلان في اعمال تختص بها الخارجية اليمنية.

احمد الصراف

الشيخة فريحة

تعتبر اسرة الصباح من اكثر اسر الدولة والمنطقة تسامحا وانفتاحا، وقلما تجد بينهم من اشتهر بتشدده الديني، سواء فكرا أو ملبسا او حتى في مظهره الخارجي، وان وجد فعن بساطة وسذاجة اكثر من اي شيء آخر.
ويورد التاريخ ان الشيخ سالم مبارك الصباح رفض مطالب الاخوان الوهابيين، وهو محاصر في القصر الاحمر، بضرورة قيامه بمعاقبة المدخنين ومحبي الطرب من مواطنيه، بحجة عدم قدرته دخول بيوتهم او التجسس عليهم!
قبل ايام ناشدت الشيخة الفاضلة فريحة الأحمد، التي ترأس لجنة المرأة المثالية، الآباء ضرورة استغلال العطلة الصيفية في ما ينفع ابناءهم، وتجنب السفر الى البلاد التي تكثر فيها المفاسد، لكي لا يعودوا بأمراض جنسية مميتة او عادات مخالفة للدين والتقاليد (!!) وحذرت الشباب من اجراء عمليات تجميل للتشبه بالنساء او قيام النساء بعمليات تجميل معاكسة، كما حذرت من السفر الى بلاد تمارس فيها طقوس عبدة الشيطان، كما ناشدت الحكومة ولجان العمل الاسري والجمعيات التعاونية عمل برامج مكثفة لبناء «الفكر التربوي» والثقافي والشرعي (!!).
قد لا تكفي صفحات «القبس» للرد والتعليق على تصريح الشيخة الفاضلة، ولكن سنختصر تعليقنا في النقاط التالية:
اولا: الصيف اصبح في منتصفه، ولا وقت بالتالي للتخطيط في كيفية قضائه في ما تبقى من وقت، وفي دولة لا يقرأ 99% من شعبها كيفية التصرف بأعز ما لديه.. فما بالك بالتفكير في الطريقة المثلى لقضاء اجازة تتضمن فكرا تربويا؟!
ثانيا: كانت المناشدة ستصبح مفيدة لو تضمنت اسماء الدول التي لا توجد فيها امراض جنسية، ولا تكثر فيها المفاسد، ولا توجد فيها عادات مخالفة للدين والتقاليد، ولا تجرى فيها عمليات تجميل، وانا شخصيا وجميع المواطنين ربما، لا نعرف الدول التي يكثر او يقل فيها عبدة الشيطان، فمن العبث بالتالي تحذير اسرة عطشى لقضاء اجازة بعيدا عن حر الكويت وغبارها، من الذهاب الى دولة لا وجود لها على خريطة العالم، هذا مع الافتراض ان الكويت تخلو تماما من كل هذه الشرور والموبقات والاخطار والاوبئة والامراض الجنسية، وانها الجنة الصحية والعقلية المنشودة التي لا يمرض ولا يهرم فيها احد، اي شنكريلا القرن الـ 21!!
ثالثا: ان اعطاء مشكلة المثليين كل هذا الثقل من الخطورة امر خطير في حد ذاته، فهؤلاء ليسوا إلا نتاج هذا المجتمع الذي يعود باصوله لآلاف السنين، والتي كانت مشكلة المثليين جزءا لا يتجزأ منه، وكتب التاريخ التي تغوص في التراث تمتلئ بقصص هؤلاء حتى في اكثر العصور الاسلامية تشددا.. فهذه ظاهرة بشرية لا يجدي التصدي لها بالضرب والقتل والنفي في الارض، بل بالمعالجات الجنسية والنفسية والطبية المعروفة للتخفيف منها، وليس للقضاء عليها.. فالارحام تلد المزيد من هؤلاء كل يوم وكل دول العالم بالنسبة نفسها تقريبا، وبالتالي فان دول العالم الاخرى، يا شيختنا الفاضلة، بريئة من التهمة.
رابعا: لقد سافر آباؤنا، وقبلهم اجدادنا، الى اكثر مدن العالم فسادا ومجونا في الهند وجنوب شرق آسيا وافريقيا، وعادوا سالمين، ولم يُفت. احد وقتها بمنع سفرهم خوفا من تعرضهم لعادات مخالفة للدين والشريعة، فلماذا سكتنا وقتها.. هل لاننا كنا في حاجة لما نأكله؟
نكتفي بهذا القدر، ونتمنى على شيختنا الكريمة سعة الصدر وقدرا اكبر من التسامح، فما تطالب به، ان طبق، سينتج عنه عدم سفر احد الى الخارج في صيف السنة المقبلة.. وهنا ستتحول الكويت الى اكبر سجن في التاريخ!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

مخها وصخ!

قد يكون الأمر طريفاً في بعض الأحيان لو كان بيننا مَن يفكر بعقلية «المخ الوصخ» إن كان على سبيل الدعابة القصيرة المدى، لكن أن يكون هذا حال مجتمع بأكمله من خلال مخرجاته التي تنوب عنه في «قاعة عبدالله السالم»، فتلك المصيبة حقاً.

سأشرح وبإيجاز ما أعني، على مر الاثني عشر عاماً الماضية قدّم لنا مجلس الأمة الكويتي اقتراحات وتشريعات تثبت ما أعني، إليكم جزء منها: فصل التعليم المشترك بالجامعة لتجنب المشاكل الأخلاقية بين الجنسين؛ كالإيدز والزهري واللقطاء، كما قالت «جمعية الإصلاح» قبل فترة، ومنع الخيم الرمضانية التي كان يرتادها كثيرون لقضاء أجوائهم الرمضانية كل على حسب طريقته وللتواصل الاجتماعي وتناول وجبة الإفطار أو السحور، ومنع الشباب الذكور من دخول المجمعات التجارية خوفاً من الفساد الأخلاقي، ومراقبة الحدائق العامة وخصوصاً في منطقة كيفان، ومنع الشباب الذكور من حجز شاليه في المتنزهات العامة، وأخيراً منع الأندية الصحية الرياضية المشتركة خوفاً من الفساد الأخلاقي والقادم أخطر.

من خلال بعض هذه الاقتراحات والتشريعات نستشف بأن مجلسنا الموقر يعتقد أن مَن يسعى الى العلم ويكمل تحصيله العلمي سيكون عرضة للفساد الأخلاقي والتواصل الجنسي، ومَن يذهب ليتواصل اجتماعيا ويتناول وجبة الإفطار أو السحور وهي عادات إسلامية يكون، وفق رأي كثيرين من نواب المجلس المنتخبين من شعب الكويت، عرضة أيضاً للفساد الأخلاقي، ومَن يذهب للتسوق في المجمعات التجارية سيكون مهدداً كذلك بالفساد الأخلاقي! ومَن يرتاد المتنزهات العامة سيكون معرضاً أيضاً للانحلال الأخلاقي، ومَن يذهب لممارسة الرياضة والمحافظة على صحته سيكون عرضة أيضاً للفساد الأخلاقي، ومَن يجوب العالم من خلال صفحات الإنترنت أيضاً سيكون معرضا للفساد الأخلاقي.

باختصار، فإن مجلسنا الموقر والمنتخب من قبل الشعب يعتقد أننا إن سعينا إلى علم، أو رياضة، أو ترفيه، فإن طرقنا كلها تؤدي إلى المفاسد، وهو تحليل نوابنا الموقرين لتصرفاتنا اليومية كلها.

المصيبة هو أن كل مَن ينتخب أصحاب هذه العقول من النواب يعترف ضمنياً بأنه يحتاج إلى تقويم للسلوك، وأنه لم يحظ بتربية جيدة لذا فهو يحتاج إلى الوقاية التشريعية!

ملاحظة أخيرة:

بما أننا نملك مجلساً بهذا المخ فأنا أطالب بإلغاء اسم منطقة «جنوب السرة» من جميع الأدبيات والإصدارات، لأننا في ديرة «مخها وصخ».

خارج نطاق التغطية:

سكرتير لترتيب المواعيد، وآخر للبحث والحصول على المعلومات، وثالث للدواوين والزيارات الاجتماعية، وثلاثة آخرون لتخليص المعاملات بالوزارات، وسابع لتوصيل الأبناء وقضاء أمور المنزل، ويتبقى 8 من السكرتارية بلا عمل سوى أنهم يتلقون أموال الدولة فقط… عاش مجلس الأمة المحارب للهدر.

سامي النصف

إغلاق المضايق والخيار النووي

عندما تهدد ايران باغلاق مضيق هرمز يتبادر للأذهان اغلاق مصر لقناة السويس عامي 56 و67، والواقع ان هناك فارقا كبيرا بين الاثنين، فالقناة تمر وسط الأراضي المصرية وهي ملك لها بينما يعتبر مضيق هرمز قانونا من «أعالي البحار» فلا تملك ايران حق اغلاقه او حتى وضع شروط او حصد رسوم للمرور فيه، كذلك فعرض قناة السويس لا يزيد على 190 مترا مما يجعل من السهولة اغلاقها عبر اغراق سفينة او سفينتين فيها بينما يبلغ عرض مضيق هرمز 34 كم ولو أغرقت ايران جميع سفنها فيه لما نجحت في عرقلة الملاحة فيه.

ولو حاولت ايران اغلاق المضيق بالصواريخ والسفن السريعة فسيمكن خلال ساعات او أيام قليلة تدمير جميع مواقع الصواريخ واغراق السفن المغيرة، وللمعلومة لو كانت لإيران القدرة على اغلاق مضيق هرمز لقامت بذلك الامر ابان الحرب العراقية – الايرانية عندما توقف تصدير نفطها تماما وكانت لديها رغبة ملحة آنذاك في إيقاف تصدير النفط الخليجي الا انها لم تنجح الا في زرع الألغام البحرية في مياه الخليج، وللمعلومة ايضا تصدر هذه الايام ايران 4.2 ملايين برميل تدر عليها ما يقارب 750 مليون دولار يوميا وبذلك تصبح هي المتضرر الأكبر من اغلاق مضيق هرمز.

واذا ما علمنا باستحالة اغلاق المضيق يصبح من غير الحكمة بالتبعية محاولة مد انابيب لـ 1200 كم حتى نصدر نفطنا عن طريق البحر الأحمر أو بحر العرب والأفضل من ذلك ان نفكر في بدائل رخيصة قصيرة المدى كتخزين النفط في ناقلات خارج المضيق لفترة محدودة عند وقوع الأزمات او عقد اتفاقات مع السعودية والامارات لبيع نفطهما باسمنا عن طريق «الإعارة» ثم نقوم برده في وقت لاحق مع الفائدة، او ان نتقبل العيش دون تصدير نفط لأيام قليلة حتى تقوم الدول الكبرى بتأمين الملاحة الحرة عبر المضيق.

وتتحدث الجارة ايران عن تخصيب اليورانيوم، والحقيقة الجلية انه لا فائدة على الاطلاق لايران من ذلك التخصيب في جانبيه العسكري والمدني ومن ثم لا يستحق تعريض الشعب الايراني لمخاطر الحصار والحرب لأجله، ففي الجانب العسكري والاستراتيجي لن تتملك ايران أسلحة نووية وصواريخ متطورة أكثر مما تملّكه الاتحاد السوفييتي في السابق والذي لم تفده ترسانته تلك بشيء حيث انهار وانفصلت عنه أراضيه على شكل جمهوريات مستقلة واضطر للانسحاب من أوروبا الشرقية وسقط فكره الايديولوجي ومحاولته تصدير ثورته لخارج أرضه، كما تملك ايران مخزونا هائلا من النفط والغاز ومن ثم لا تحتاج للمفاعلات لانتاج الطاقة النووية التي توقفت الدول الصناعية عنها بسبب مخاطرها الكبرى على البيئة والسكان.

لقد قام النظام الايراني بممارسة خطرة لسياسة «حافة الهاوية» واستفاد خلال السنين الماضية من تلك السياسة حيث ارتفعت اسعار البترول من 50 الى 150 دولارا وحصل على اعتراف دولي بدوره الاقليمي كما حصد الحوافز من الاتحاد الأوروبي، وجميع تلك المكاسب ستذهب هباء حال سقوط النظام الايراني في الهاوية بدلا من التوقف على حافتها كما حدث في الماضي مع جميع الأنظمة الثورية في المنطقة حيث ان قدرات ايران العسكرية لن تمكنها من الصمود في حال نشوب الحرب بسبب تعنتها ولن يفيدها حلفاؤها في المنطقة حيث تسيطر الحكومة العراقية الحليفة لأميركا على الأوضاع في الجنوب ولن يخاطر حزب الله بادخال لبنان مرة اخرى في حرب مدمرة لصالح ايران تقضي على ما تم تعميره في السنتين الماضيتين كما ان سورية مشغولة بالمفاوضات مع اسرائيل والحال كذلك مع حركة حماس.

آخر محطة:

(1) أي مواجهة أميركية – ايرانية سينتج عنها خسارة ايران عسكريا واميركا سياسيا ومن ثم لا فائدة للطرفين من الحرب.

(2) لا تحتاج القوى الدولية لأي قواعد خليجية لضرب ايران حيث تتكفل بذلك ناقلات الطائرات الموجودة بكثافة في المنطقة، هذه الحقيقة لن تمنع ايران من توجيه غضبها نحو دول الخليج مهما فعلت، كونها لن تستطيع بالقطع ضرب العمق الأميركي او حتى الاقتراب من بوارجها الحربية لذا فلنعض بالنواجذ على تحالفنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي فالنتيجة واحدة وقفنا مع أميركا أو لم نقف.

(3) ان نضرب لشيء عملناه خير ألف مرة من أن نضرب لشيء لم نعمله.

احمد الصراف

جذبة جبيرة

نعيش، حكومة ومجلسا وشعبا، جذبة جبيرة، او اكذوبة كبيرة منذ نحو 15 عاما، وتتمثل في وجود «اللجنة الدائمة العليا لاعادة النظر في القوانين والعمل على أسلمتها»!
قمنا، بعد مرور سنة تقريبا على انشاء اللجنة، بانتقاد عملها لخلو قانون تأسيسها من موعد محدد تنهي فيه مهمتها ضمن اطار عمل محدد. وقلنا وقتها، وكررنا القول في مقالات تالية، ان هذا يعني عدم جدواها بالمطلق كوننا نعيش في مجتمع مدني محكوم بقوانين موضوعة ومتفق عليها من قبل اطراف الدولة والمجتمع، وان اي مس بمجمل القوانين المدنية الراسخة، والسائد مما يماثلها في جميع دول العالم يعني خلخلة اسس المجتمع وهز العلاقة بين مجاميعه لمصلحة قوى الردة والتخلف.. والفوضى!
كتاباتنا عن اللجنة لم تجد اي تجاوب من المعنيين منذ اليوم الاول، ولكننا، وحتى اللحظة، لم نسأم الكتابة في هذا الموضوع، على الرغم من شكنا في ان الحكومة تقرأ، وان فعلت، فغالبية اعضائها لعدم الفهم اقرب، وان كانوا غير هذا وذاك فهم، حسب الظاهر، غير مبالين!
وقد قيل، في معرض تبرير تأسيس اللجنة وبقائها واستمرار وجودها كل هذا الوقت، انها صمام الامان «الحكومي» امام اي مطالبة نيابية تهدف الى تعديل اي من مواد الدستور او محاولة «اسلمة» القوانين، وليس العكس! ولكننا نعرف والحكومة تعلم والنواب يدركون ان هذا تبرير واهٍ ولا يستند الى أي منطق، وغير كاف اصلا لوجود وبقاء لجنة كل هذا الوقت وبهذه الكلفة المالية الباهظة! علما بأن وجودها لم يمنع مشرعينا الاشاوس من اقتراح واقرار الكثير من القوانين واللوائح والانظمة المقيدة للحريات الكاتمة للانفاس الضاغطة على القلوب الكارهة للبسمة والفرحة. كما ان اللجنة، وبشهادة كبار القائمين عليها، لم تقم بأكثر من الانشغال بمكافآت ورواتب ومنح العاملين في لجانها، ودراسة مخططات مبناها الجديد والفخم والاتفاق على كيفية توزيع مكاتب كبار اعضائها وموظفيها ونوعية اثاث مكاتبهم، وغير ذلك من الامور الروتينية، وقامت بذلك بعد ان انتهت «تماما» من تدبيج نصوص عدة مشاريع ورقية تتعلق بكيفية التصدي لعلاج المشكلة الاقتصادية، وطرق مواجهة ظاهرة الاطباق اللاقطة للقنوات الفضائية، وغير ذلك المسائل اللامصيرية!
نعم، لم نسأم الكتابة عن لجنة جعلت الدولة برمتها تعيش كذبة كبيرة كلفتها حتى الآن اكثر من مائة مليون دولار، ومع هذا لم تقدم شيئا يذكر، ولم تمنع تأسيس البائس من اللجان، والكئيب من الانظمة والقوانين الضاغطة على الحناجر والصدور!
هل سنجد يا ترى ما يكفي من الشجاعة والمنطق في قلب وعقل سمو رئيس مجلس الوزراء، وفي قلب وزير الديوان الاميري ليوقفا هذه المهزلة مرة واحدة.. والى الابد؟ ولا نخالهما الا مالكين لها.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

صِفر

قبل نحو شهر قررت أن أصبح برجوازيا من شلة الـ «بي أو تي» ومشاريع «الخاء راء طي»، فاصطحبت السيد الفاضل أبي عنتر وشقيقتيه وتركت «بو عزوز» في البيت يحمي غيابنا ويكمل شهره السابع، ويممت وجهي شطر إحدى المدارس الأجنبية في منطقة الجابرية الشقيقة بعدما قررت نقل أولادي من القاع إلى القمة أو من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة. وهناك نبهتني مسؤولة شؤون الطلبة إلى أن تلاميذ مدارس الحكومة سيتساقطون مع أول طلقة تخرج من المدارس الخاصة، فوضعت رجلا على رجل وتنحنحت وصححت معلوماتها: سيدتي الفاضلة، أنتِ لا تعرفين «الحاجّة عزة» ابنتي «غلا» التي كُرّمت لتفوقها في الصف الثاني وامتلأت خزانتها بالجوائز. فقذفت المسؤولة بقفاز التحدي في وجهي: ما رأيك لو أجرينا اختبارات لأبنائك الثلاثة؟ يا سلام، على الرحب والسعة. متابعة قراءة صِفر

د. شفيق ناظم الغبرا

إيران وإسرائيل والولايات المتحدة

إن التسخين المفاجئ بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وبين إيران من جهة أخرى يعكس مخاطر الوضع العسكري في منطقة الخليج. ففي قناعتنا الشخصية أن أي حرب إضافية في المنطقة ستكون عبئاً كبيراً على المنطقة بكل ما للكلمة من معنى. ولكن خيار الحرب كان مطروحاً منذ مدة في الأروقة الأميركية والإسرائيلية، وهو خيار حذرنا منه مراراً في مقالات كتبناها على مدى الشهور الماضية. فسيناريو ضرب إيران، ثم تحرك إيران لممارسة ردود فعل في الخليج سيؤدي إلى دخول أميركي حازم، وسيؤدي بطبيعة الحال إلى تفجير المنطقة من العراق إلى غزة، ومن غزة إلى لبنان. متابعة قراءة إيران وإسرائيل والولايات المتحدة

سامي النصف

المصالحة الوطنية وعبدة الشيطان

نشرت الصحف قبل مدة اعلانا لاحد افراد عائلة العوضي الكريمة شكر فيه صاحب السمو الامير، حفظه الله، على تدخله لاصلاح ذات البين بينه وبين بعض اقاربه، كما نشرت الصحف قبل يومين استقبال سموه للشيخين خليفة وعلي الخليفة الصباح ثم النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري لاغلاق ملف التأبين، ولا شك ان تلك الجهود الطيبة لـ «اطفائي» الازمات في الكويت ستساهم في حل بعض الاشكالات القائمة على سطح الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية الكويتية، والمطلوب ان تساهم جهات اخرى وافراد في تلك المسيرة الطيبة كل بقدر جهده.

وضمن الامور المستغربة انه في الوقت الذي يتكاتف ويتلاحم فيه ابناء امم يبلغ عدد سكانها المليارات كالصين والهند والحال كذلك مع أتباع امم اخرى واسعة الارجاء وافرة السكان، نجد ان الخلاف على اشده في بلدنا الذي لا يزيد عدد سكانه على مليون نسمة ولا تزيد مساحته الآهلة بالسكان على 30كم شمال وجنوب العاصمة حتى ندر ان نسمع بكويتي يشيد او يثني على كويتي آخر وكأن الكويت خلت من الاخيار والطيبين، والعياذ بالله.

لقد استفحل الخلاف الشديد دون مبرر بين ابناء الاسرة الواحدة وامتد الخلاف ليشمل ابناء المجاميع السياسية والاقتصادية والدينية وحتى ابناء المهنة الواحدة الذين اعتادوا ان يتراصوا في الامم الاخرى كي يدافعوا عن مصالحهم المشتركة فوجدنا لدينا ظاهرة الطبيب ضد الطبيب، والدكتور ضد الدكتور، والمحامي ضد المحامي، والصحافي ضد الصحافي، والاديب ضد الاديب ..الخ، بشكل بعيد عن التباين والتنافس الصحي الذي يهدف للصالح العام فأغلب تلك الخلافات والصراعات قائمة على معطى شخصي لا غير ولو سألت اغلب المتخندقين بها وحولها عن اسبابها لما وجدت عندهم اجابة معقولة عدا مقولة «مع الخيل يا شقرا» فاذا شاهدنا اناسا يتصارعون فبدلا من الاصلاح بينهم تصارعنا معهم.

وتثبت ظاهرة الصراع المستدام في الذهنية الكويتية ان جينات مقاتلي حربي «البسوس» و«داحس والغبراء» اللتين يضرب بهما المثل في الغباء والتدمير الذاتي الهدمي قد ورّثت مرة اخرى لدى الاحفاد، والغريب ان نسمع من امثال هؤلاء المتخندقين والمتحاربين شكوى مريرة من تخلف الكويت عن جاراتها دون ان يشيروا باصبع الاتهام لانفسهم، فكيف لمرفق من مرافق الدولة ان ينهض وينافس اقرانه من الجيران والقائمون والعاملون فيه يمضون جل اوقاتهم في «كعبلة» وعرقلة بعضهم البعض حتى اصبحنا كالسفينة التي يجدف نصف بحارتها الى الامام ونصفهم الآخر الى الخلف فتبقى ساكنة في الميناء رغم وفرة الجهد الضائع، بينما تمر عليها سفن الجيران منطلقة بأقصى سرعتها الى المستقبل الزاهر.

ولتلك التخندقات الضارة والمعارك والصراعات العبثية اكثر من سبب، فبعضها يقوم على معطى الحقد والحسد غير المبرر، الذي يؤمن بعض اصحابه بسياسة «الارض المحروقة» او مقولة «علي وعلى اعدائي يا رب»، تجاه الناجحين، والبعض الآخر يقوم على تصديق مقولات الزيف والكذب والافتراء وتصديق الاشاعات والاقاويل دون عناء التأكد مما ينقل من المصدر مباشرة وهو احد ادنى مستوجبات العدل، والبعض الثالث – وخاصة ما هو قائم في الدوائر الحكومية – يقوم الخلاف الشديد فيه على معطى عدم الاحتراف حيث يقوم بعض الموظفين باختصام رؤسائهم والتشهير بهم دون الاحترام الواجب من المرؤوس لرئيسه، او بالمقابل الخطأ الفادح لبعض الرؤساء واعتقادهم ان الوزارات والمؤسسات الحكومية هي ملك «خاص» بهم يقربون او يبعدون من جنتها من يشاءون، ضاربين بالانظمة والقوانين عرض الحائط، والحديث ذو شجون.

آخر محطة:
 
1 – نحتاج لمؤتمر مصالحة وطنية يتم خلاله مصالحة القريب مع القريب واصحاب التوجهات السياسية والمهنية مع بعضهم البعض وهذا العمل اجدى وانفع للجنة الظواهر السلبية من التعامل مع قضايا لا تمس الا اعدادا لا تذكر من المواطنين او حتى لا توجد، ولله الحمد، في مجتمعنا كأكذوبة عبدة الشيطان التي اخترعها احد الاعلاميين لجذب المشاهدين لبرنامجه والتي سيحولها الوهج الاعلامي والبرلماني لحقيقة واقعة، لحب الشباب لكل ما هو غريب.

2 – لو وزع عدد الشكاوى والدعاوى والعداوات على عدد السكان لحاز بلدنا، ولا فخر، المركز الاول بين امم الارض.