في نشرة صادرة عن «مركز الحوار للثقافة، (تنوير) الذي تشرف عليه مجموعة من المثقفين الكويتيين، وردت النصوص المترجمة التالية بقلم تزفيان تودوروف، اما ما بين القوسين فتعليقاتنا:
ماذا يعني ان يكون المرء متحضرا؟ لا شك ان تحصيل مستوى رفيع من العلم وارتداء ربطة عنق انيقة او تناول الطعام باستخدام الشوكة والسكين او تقليم الاظافر اسبوعيا ليست من المظاهر الكافية لكي تجعل من انسان ما متحضراً! فكلنا نعلم ان الظهور على هذا النحو لا يمنع مثل هذا الشخص من التصرف بأسلوب بربري ووحشي!! (وقد شاهدنا ما يماثل ذلك الى حد كبير خلال الحرب الاهلية اللبنانية عندما تخندق الطبيب المتخرج في اعلى الجامعات الفرنسية خلف متراس حربي وباشر قصف الاحياء السكنية دون تمييز وقتل الابرياء والاشقياء على الهوية!! وحدث الامر ذاته في بوسنيا وكوسوفو وغيرها).
ويستطرد تودوروف بالقول: ان السلوك الحضاري يعني ان يكون الانسان، في اي زمان ومكان، قادرا على الاعتراف بالآخرين وقبول انسانيتهم على الرغم من اختلاف اسلوب حياتهم عنه!! (ولكن يبدو، بالرغم من بداهة هذا المبدأ، انه لا يجد القبول لدى الكثيرين من المسلمين واعداد كبيرة من اليهود والمسيحيين المتعصبين لمعتقداتهم التي تمنعهم من قبول الآخر كما هو).
ويختتم تودوروف مقاله بالقول: لذا علينا بالحوار من خلال التقدم بمبادرات بسيطة ومتواضعة. وفي هذا الاطار نحن بحاجة لترجمة المزيد من افكار وآداب البلدان الاخرى، وللمزيد من السفر للخارج وتعلم اللغات الاجنبية من اجل الاطلاع على ثقافات الآخرين… وان افضل وسيلة لبدء الحوار تكمن في التخلص من الافكار المسبقة والتعميم «الخطير» ومن ثم العمل على تشجيع التواصل واللقاءات بين البشر. وفي الوقت الراهن لا تزال السياسة هي المهيمنة، ولكن يبقى الحوار هو السائد والمنتصر على الحرب، لسبب بسيط، هو ان الحوار يثير فينا الشعور بالانسانية.
وعندما قيل لحكيم لماذا يصف الناس طائر اللقلق، الذي يعتبره البعض حنونا جدا، بانه غير نظيف، قال لانه يمنح حبه فقط لابناء جنسه!
(والآن هل بامكاننا تعلم شيء من كلام «تزفيان تودوروف» وان نصبح اكثر تسامحا ومحبة وقبولا للحوار مع الآخر، ولو مجرد حوار؟ اشك في ذلك، فنحن لسنا على حضارة كافية)!
أحمد الصراف
habibi [email protected]