احمد الصراف

كوكتيل المخاطر

لا يكاد يمر يوم دون ان تطالعنا الصحف بكم هائل من الجرائم الغريبة والعجيبة التي ترتكب في كل مناطق الكويت تقريبا، يحدث ذلك على الرغم من ثراء الدولة الذي يعني وجود فائض في الوظائف، وعلى الرغم من هذا الجو الايماني الذي يفترض ان «الشعب» يعيش فيه، علما بان المساحة التي تجري فيها كل هذه الاحداث لا تزيد كثيرا على 2000 كيلومتر مربع.
ومن هذه الحوادث، على سبيل المثال فقط، والتي تمكنت من جمعها من 3 صحف خلال اربعة ايام:
القبض على عشريني يتعاطى داخل احد المطاعم. ام تشتكي زوجها الذي يعاشر ابنتهما منذ 13 عاما. هتك عرض صبي يبلغ 12 عاما من قبل زميله البالغ 19 سنة في رحلة لجمعية دينية. سقوط تاجر مخدرات يعمل في ادارة التحقيقات. مواطن ووافد ينتحلان صفة رجلي امن ويسلبان آسيويين. ضبط 17 آسيويا افتتحوا سنترالا للمكالمات الدولية (مكرر بصورة يومية). القبض على موظف في اكاديمية عسكرية بتهمة المتاجرة ببيع المعاملات وتزوير التواقيع مقابل 500 دينار للمعاملة. ضبط رقيب في الشرطة وبحوزته كوكتيلا من السموم البيضاء. مجموعة من الشباب يختطفون صبيا ويهتكون عرضه وسط الصحراء. الابلاغ عن تغيب فتاة عشرينية. العثور على شبكة دعارة في الجليب، سقوط شبكة دعارة اخرى يديرها بنغالي في السالمية، تحرير 15 آسيوية من عصابة تتاجر بأجسادهن بغير ارادتهن. القبض على عصابة ثلاثية تقوم بتزوير الطوابع الرسمية، وافد يقع في قبضة رجال الامن وبحوزته كمية من الخمور محلية الصنع، وافد آسيوي يتبرز نصف كيلو هيرويين، مقتل مواطن في فرح نتيجة اطلاق نار عشوائي.
ما ورد اعلاه يجب ان يدعونا الى التفكير في حقيقة ما يحدث، فهذه الجرائم والحوادث المخجلة في تزايد كبير، على الرغم من وجود كل هذا العدد الهائل من البرامج الدينية والمعاهد والمراكز الشرعية والصفحات الدينية في كل جريدة ومجلة. وكذلك المحاضرات «الجماهيرية» التي اصبحت تقام في كل مكان، التي تهدف الى «تثقيف الشباب» واظهار لذة الصلاة وزواج السفر وتعلم الفقه في 24 ساعة من غير معلم، وكيف تصبح مليونيرا من اموال الزكاة، وكيفية التلذذ بالاكل من تحت النقاب، واصول الاستمتاع بغسل الاموات، والاستعداد لتقبل ضيق القبر، وكيف ان 99،9% من الناس تغيرت حياتهم بعد سماع هذه المحاضرات!
نكتب ذلك لكي نبرئ الذمة، ونحن على يقين بان عجلة التدهور ستستمر وسيزيد اهتمام «كبارنا» بقضايا الجنس الثالث وعبدة الشيطان على حساب المخاطر الحقيقية التي تعصف بنا من كل صوب.
ملاحظة: بشهادة مَنْ تبقى م.نْ اصحاب ضمير ومخلصين في وزارة الصحة، فإن قبول مجلس الوزراء لاستقالة الوكيل د. عيسى الخليفة تعني سقوط السد الاخير امام استفحال الفساد في الوزارة وصعوبة القضاء عليه، ولو جزئيا.
لا تفرطوا في الرجل، فأمثاله أصبحوا قلة في الجهاز الحكومي.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

عندما يغضب المصريون

لكن ذلك الكاتب عندما هاجمني، وهو الذي يتبجح دائما بأنه الكاتب الذي لا يُهزم وأن قلمه أقوى من السيف البتار وأشرس من رجل الصرصار، امتشقت قلمي برواق ومزاج وضربته على قفاه الكريم، و«ضرب القفا فيه الشفا»، فراح يصرخ صراخ العوالم ويشتكيني لطوب الأرض ولكل عابر سبيل. هذا وهو يملك سلاحا كسلاحي وميدانا كميداني… ولهذا أقول للمصريين الغاضبين بسبب فيلم «اغتيال فرعون» الذي أنتجته إيران ومجدت فيه قتلة السادات، أقول لهم: حماية الوجوه بإخفائها خلف الأيدي لن يمنعكم من تلقّي الكف الثاني أو «القلم» العاشر… وليس أمامكم إلا المنازلة في الميدان وبالسلاح عينه، والبادي أظلم. متابعة قراءة عندما يغضب المصريون

سامي النصف

امرأتان وخبران

اتى في الاثر قصة امرأتين ادعتا امومة احد الاطفال امام نبي الله سليمان الحكيم ( عليه السلام )، فلما حكم بشطر الطفل الى نصفين صرخت احداهما وهي الام الحقيقية بأن يعطي الطفل للام الاخرى، اي الزائفة، وهذا في الواقع ديدن الام الحقيقية للاطفال.. وللاوطان!

كثير من الخلاف القائم في الكويت هو في حقيقته اقرب للخلاف الذي تم بين هاتين المرأتين، اي بين من يحرص على امن الكويت ومواردها ومستقبلها كحال الام الحقيقية، ومن يظهر دائما انه لا مانع لديه من الاساءة لسمعتها وايقاف نموها وتطورها والتفريط في ثرواتها ومواردها على معطى ان «مال عمك لا يهمك».

ومن ذلك انني شاهدت ذات مرة دكتورا «كويتيا» يقول ضمن لقاء متلفز ان على الكويت ان تمنح جنسيتها لكل «من يطالب بها» دون التقيد بعدد او وضع شروط، حيث ان العالم – حسب قوله – تحول الى قرية صغيرة لا فارق بين سكانها، وبالطبع من قال ذلك الكلام لا يهمه على الاطلاق ما سيحدث لهويتنا او لموارد الدولة عندما نجنس الملايين ممن سيتقاطرون علينا بعد اقرار ذلك المقترح المجنون.. و«جلد مو جلدك جره على الشوك» يا دكتور.

وخبران من السعودية، الاول تحذير مفتي السعودية من تكفير كتاب المقالات الصحافية، معتبرا «ان تكفير كاتب الرأي او المقال ليس من اصول الدين او اسسه»، وهو ما يذكرنا بزملاء كانوا يسارعون بتكفير مخالفيهم في الرأي عند وقوع اي خلاف سياسي – لا فقهي – معهم مما خلق صورة سالبة عن سماحة ديننا الحنيف، فنرجو ان نرى تشريعا يجرم التكفير كونه الخطوة الاولى في الطريق الذي ينتهي بالتفجير.

الخبر الآخر قرأته في «المنتديات السعودية» وينسب لجريدة «الحياة» ولوكالة الانباء السعودية (واس)، عن لقاء مع امام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس اعلن فيه ان وزارتي الاوقاف والداخلية السعوديتين تعتزمان الغاء اسم القبيلة من البطاقة الشخصية منعا للفتن الطائفية والقبلية والمذهبية، وان ذلك القرار يصب في مسعى الحكومة السعودية لاحداث التقارب بين المواطنين عبر الحوار الوطني المشترك، وانه امر يحظى بدعم د.عائض القرني الذي قال ان هناك من يريد اعادة الامة الى عهود «داحس والغبراء» وعصر حروب «عبس وذبيان» والى ملاعب الوثنية والتمييز العنصري.

واعتقد اننا في وسط موجات التعصب والتخندق القائمة، التي تهدد بأسوأ العواقب، يجب ان ننظر في تبني ذلك المقترح بل حتى الغاء الاسماء العائلية او تلك التي تدل على العنصر او الفئة او الطائفة اقرارا لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الناس الذي يحث عليه ديننا الحنيف ومبادئ الانسانية جمعاء ونصوص الدستور، وارى ان المنتمي لـ «وطن النهار» لن يمانع من التضحية بالامور العظام من اجل مستقبل الوطن وامنه.

آخر محطة:
الشكر الجزيل للنائب الفاضل د.علي الهاجري على اتصاله بالجريدة لتبيان تبنيه لمقترح تخزين الوقود في ناقلات خارج الخليج بدلا من مد انابيب لـ 1200 كلم تبقى عاطلة لسنوات لتعمل عند الازمات.

احمد الصراف

خطر على الحريات

طالب الشيخ صالح الفوزان، وهو واحد من كبار رجال الدين في السعودية، بفتح كليات شرعية في الجامعات المدنية، لان حاجة الناس للمفتي والإمام والخطيب والقاضي والداعية أكثر من حاجتهم للطب والعلوم الأخرى.
(وفي عالمنا المتخلف هذا والميئوس من أمره ربما يكون معه حق!).
وأعرب السيد الفوزان، في خطاب لصحيفة الرياض، عن أمله باهتمام المسؤولين بهذا الأمر، لان الناس، من وجهة نظره، بحاجة الى الفقه في دينهم وعبادتهم والى تقويم الأفكار والبعد بها عن الانحراف والغلو والتطرف ولا يمكن ذلك الا بدراسة العلوم الشرعية والعقائد الصحيحة والمنهج السليم.
لم يعلم السيد الفوزان ان الكويت سبقته في طلبه هذا، ولو بطريقة مختلفة، وأكثر عصرية وتقدما، عندما وافق مجلس وكلاء التربية العرمرم، برئاسة الوزيرة المعنية، والذي يفترض انه يمثل النخبة المتعلمة، وبأنها تحسب على التيار الليبرالي، ولا أدري أين هو هذا التيار، وافق المجلس، ولأول مرة في التاريخ، لخريجي المعاهد الدينية، من مستوى الثانوية العامة وما دون ذلك، على الابتعاث الى الخارج لدراسة المواد التي يرغبون في دراستها، طالما استوفوا بعض الشروط البسيطة، وهذا كفيل بمساواتهم مثلا بطلبة الفروع العلمية الذين نشفت في مآقيهم الدموع وهم منكبون على الدراسة الجادة أملا في الحصول على نسبة عالية تكفي لابتعاثهم الى الخارج.
كنت أتمنى وجود جهة رسمية تمتلك الشجاعة لتفيدنا بمستوى خريجي المعاهد الدينية، عندها سنرى العجب، فنسب النجاح فيها، كما أخبرني عليم، بالرغم من روتينية وبساطة المواد التي تدرس فيها، لا تتعدى الثلاثين في المائة، ترفع «قهرا» الى ما فوق الخمسين بقليل ذرا للرماد في العيون. ومن المتوقع صدور استثناءات عدة تجيز لغير مستوفي الشروط من «خريجي» الابتعاث للدراسة في الخارج اما لحسن الخلق أو لسماحة الوجه، او لوجود واسطة نائب، وعادة ما يكون من المتأسلمين!
إضافة الى ذلك، هناك قرار مساواة خريجي الشريعة بخريجي كليات الحقوق، وهذه مأساة أخرى تحدث في دولة العجب على الرغم من الفارق التعليمي الواضح بين مواد ومستوى التعليم في الكليتين! حدث ذلك ايضا بعد ان «أفتت» جهات بالسماح لخريجي الشريعة بالمرافعة امام المحاكم في حال نجاحهم في اجتيار اختبارات شكلية بسيطة تتعلق بأصول المرافعات وغير ذلك.
كما تم تعيين خريجي الشريعة بشكل مكثف في جهاز التحقيقات البالغ الأهمية، وسنرى ان تعيينهم سينتج عنه عزوف الطلبة عن الدراسة في كليات الحقوق الصعبة، والاتجاه الى كليات الشريعة السهلة المواد، طالما ان النتيجة، بعد التخرج واحدة! وسيساعد وجود هذا العدد الكبير من خريجي الشريعة في الأجهزة الأمنية والعدلية في السنوات المقبلة في قضايا «تطبيق الحدود»، والتعسف في تطبيق القانون، ان تغاضت الحكومة عن تدخلاتلجنة السلبيات البرلمانية.
نعم، الموضوع يشكل خطرا جديا على الحريات والمنطق والعقل لكن لا اعتقد ان هناك من يود ان يفهم!
آه، كم من الجرائم تقترف باسمك يا شريعة ويا فقه!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

ما راح يسوون شي

– حالة المدرسة كان المعتدي فيها عامل غير معيَّن من قبل الوزارة.

– حالة الجمعية المسماة بالخيرية كانت تحت إشراف تام من تلك الجمعية، إن لم تكن الجمعية أخذت رسوماً مادية للاشتراك فيها.

– حالة المدرسة تمت إحالتها فور التأكد منها إلى الجهات المختصة لتأخذ العدالة مجراها، وأصدرت الوزارة بشأنها بياناً فور التأكد من وقوعها.

– حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم يتم التعليق عليها إلى اليوم من قبل الجمعية.

– حالة المدرسة تم التصعيد النيابي عليها مع صبيحة اليوم الثاني من نشر الخبر.

– حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم ينبس أي نائب من نواب التصعيد النيابي في حالة المدرسة ببنت شفة إلى يوم كتابة هذا المقال.

– حالة المدرسة أدت إلى استجواب وزيرة التربية وتقديم طلب طرح الثقة بها.

– حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم يتم إلى الآن حتى سؤال وزير الشؤون عنها.

لقد تسابق النواب في حالة المدرسة بالدفاع -كما ادعوا- عن الطفل المعتدى عليه، ولكنهم اليوم يتحَدَون بعضهم في القدرة على الصمت تجاهها. لقد ذرفوا الدموع وتاجروا بخوفهم على الأعراض في حالة المدرسة، من أجل إقصاء الوزيرة غير المحجبة… واليوم، ومع أن الحادثة مؤلمة ومحزنة كسابقتها وبإشراف جمعية تسمى بالخيرية وكل لحية فيها أطول من الأخرى، فإنهم لم يقولوا شيئاً… ولن يقولوا.

ماذا يريد الشعب حتى يعرف أن نواب تيار الإسلام السياسي لا يسعون إلى صون الشرف، بل يسعون الى الاقتصاص من معارضيهم فقط؟ ماذا نريد كي نميز بين مَن يقترن قوله بفعله، ومَن يهذب الكلام ولا يفعل شيئاً؟!

خارج نطاق التغطية:

عندما كان مغنياً لم يضر الكويت بشيء حتى وإن لم ينفعها، ولكن عندما جندته قوى الإرهاب ذهب إلى الجهاد في أفغانستان ولا نعرف مفهوم الجهاد حتى هل هو القتل والتشريد أم ماذا بالتحديد؟

سامي النصف

نسبة 48% والحرب القادمة

يتقدم مرشح الرئاسة الاميركية الديموقراطي باراك اوباما على المرشح الجمهوري ماكين بنسبة 48% الى 45%، ويمكن ان نستخدم تلك النسبتين المتقاربتين عند نظرنا لاحتمالات وسيناريوهات الحرب القادمة في المنطقة خاصة انها قد تقلب حال حدوثها نتائج الاستفتاءات الاميركية سالفة الذكر ويصبح ماكين متقدما بـ 48% الى 45% لاوباما الذي يعاب عليه ضعفه في الامور العسكرية ومن ثم ينتقل اهتمام الشعب الاميركي – مرة اخرى – من الاقتصاد الى الامن.

ويمكن القول تبعا لذلك ان نسبة احتمال نشوب الحرب في المنطقة هي 48% الى 45% لنجاح المساعي الديبلوماسية، وواضح ان هناك اطرافاً متشددة في ايران ترى انها ستكسب سياسيا واعلاميا من نشوب الحرب الجوية حيث ستدعي في اليوم التالي لانتهاء الحرب انها حققت الانتصار السياسي وستجعل من تلك الدعوى الاعلامية وسيلة لتوسيع دورها في المنطقة كما حدث مع مصر الثورية بعد حرب 56 وحزب الله بعد حرب 2006.

كما يمكن القول ان 48% من تهديدات ما بعد قيام الحرب لن تحدث، ونعني اغلاق مضيق هرمز لمدة طويلة او التعدي على الدول الخليجية لعدم وجود مصلحة لايران في استعداء دول المنطقة عليها، يقابل ذلك نسبة 45% من احتمال ردود أفعال عنيفة تحيل الخليج الى بحيرة نفط مشتعلة واطلاق صواريخ لا يعلم احد ما تحمله من رؤوس، خاصة ان ايران تعمل في مجالي الذرة والصناعة الحربية منذ اكثر من 18 عاما.

ويمكن التنبؤ بنسبة 48% ان دولنا الخليجية ستندم كثيرا على عدم قيامها بعمليات تدريب مدني لمواطنيها ومقيميها بشكل متزامن وموحد في الدول الست لرفع الحرج، كما قامت بذلك اسرائيل في ابريل الماضي ولمدة 3 ايام متتالية، وبالطبع هناك نسبة 45% بأننا سنكتشف أنه لا حاجة لمثل تلك التمارين على الاطلاق لفارق القدرات العسكرية بين القوات المتقاتلة ومن ثم نرسخ مفهوم ان «العيش على البركة» هو الخيار الافضل في كل الاوقات.

وهناك نسبة 48% بحدوث عمليات ارهابية ضد المصالح الاميركية في العراق ولبنان وفلسطين وبعض الدول الاوروبية والخليجية، قد تشمل خطف الطائرات، يقابلها 45% بأن الاوضاع في العراق وغيرها تحت السيطرة، وانه لا مصلحة لايران في حرق الجماعات الموالية لها امام شعوبها واظهارها بأنها حجر شطرنج بيد القيادة الثورية الايرانية، وهو ما يؤكد دعاوى خصومها عليها.

ومن الممكن القول ان نسبة دخول اسرائيل الحرب عبر ضربها المفاعل النووي الايراني تصل الى 48% كما قامت بذلك في السابق ضد المفاعل النووي العراقي عام 1981 والسوري عام 2007، وفي ذلك تدعيم للحكومة الاسرائيلية اليمينية القائمة واظهار انها الحليف الوحيد لاميركا في المنطقة، يقابل ذلك نسبة 45% بأن اسرائيل لن تدخل الحرب كونها لا تريد ان تستعدي شعوب المنطقة ضدها وضد الولايات المتحدة.

آخر محطة:
(1) ان كانت هناك حرب فستكون بنسبة 48% في شهر اغسطس و45% في شهر اكتوبر، ونرجو الا تتعدى نسبة حدوثها في شهر سبتمبر – اي شهر رمضان المبارك – 7%، والله اعلم.

(2) احتمالات الحرب تقوى كلما ازداد عدد المستفيدين منها، وواضح ان هناك فائدة كبرى من قيام الحرب للاطراف المتشددة الفاعلة في ايران واسرائيل وبعض دول التحالف الدولي.. والله يستر!

احمد الصراف

قمع الحريات.. وفضيحة الوكيل المساعد

صرح مصدر حكومي «فارغ العمل» بأن من المستبعد قيام المجلس بإقرار قانون يشترط قيام الراغبين في الزواج بضرورة اخضاع أنفسهم لفحص طبي خاص، قبل الاقدام على الارتباط بعضهم ببعض! وزاد ذلك المصدر العظيم في القول، ويا ليته لم يقل شيئا، إن هذا الفحص يمثل «قمعا» للحريات الشخصية، كما أنه مخالف للعادات والتقاليد(!!)
كنا نعتقد، قبل قراءة هذا التصريح الصحفي، ان رياح التخلف ستهب علينا من مجلس الامة فاذا بها تأتينا، بكل سمومها، من جهة حكومتنا التي اصبحنا نشك في مدى رشادها! فالاهتمام بصحة المواطنين والمقيمين هو من مهام الحكومة ولا ينازعها عليه اي طرف. فتطعيم المواليد الجدد مثلا ضد مختلف الأمراض والاوبئة هو نوع من التدخل في حق وحرية الآباء في اختيار ما يناسب أبنائهم، ولكن على الرغم من ذلك فان حقهم يتوقف عندما يبدأ حق المجتمع في السريان. فالطفل المصاب بالشلل مثلا نتيجة رفض والديه حصوله على التطعيم سيكون عبئا على الدولة الى الابد، وسيكلفها الكثير، وبالتالي فالتدخل الحكومي، على الرغم من مخالفته، وبالذات للسخيف وغير المنطقي من عاداتنا وتقاليدنا، أكثر من ضروري وحيوي للحفاظ على صحة الأجيال القادمة وثروة المجتمع وطاقاته.
الفحص الطبي الذي يسبق الزواج لا يختلف ولا يقل أهمية عن تطعيم الاطفال. وسجلات وزارة الصحة، وفي أي دولة كانت، خير دليل على مدى أهمية هذا الفحص الذي يمكن عن طريقه تجنب انجاب أطفال مصابين بعاهات مستديمة أو امراض خطيرة بسبب عدم انسجام جينات الأب مع الأم او بسبب صلات القرابة المكثفة بين الزوج والزوجة.
نعود للوصف الغريب الذي أطلقه المصدر الحكومي على هذا الاقتراح النيابي، بأنه يمثل قمعا للحريات، ونقول جميل أن تهتم الحكومة بمواضيع القمع هذه، ونتمنى عليه المبادرة ووقف أنشطة «لجنة الظواهر السلبية»، بالطرق التي تتقن عادة اللجوء إليها في حالة رغبتها في تمييع موضوع معين! فيكفينا ما نعانيه في هذا الجو الخانق والحرارة الشديدة المصحوبة بأتربة وغبار، فلسنا بحاجة إلى من يطلب من بناتنا ازالة مساحيق التجميل ووضع الأقنعة على وجوههن، ومن ثم تجاهل طلب الشيء نفسه من أهاليهم.. ومعروف هنا من نقصد وعن أي طرف نتكلم.
* * *

ملاحظة:
أوردت «عالم اليوم»، 6/29، وبتفصيل، على مساحة ربع الصفحة الأخيرة كشفا بالعلاوات والمكافآت التي يتقاضاها وكيل وزارة الأوقاف المساعد للحج والقرآن، التي تبلغ 40 ألف دينار سنويا (!!)، أي اكثر من راتبه السنوي، وهذه حالة شاذة في الخدمة المدنية، وربما لا تضاهيها إلا حالة مماثلة في الوزارة نفسها، وقد تكون مع الوكيل.
لقد بح صوتنا ونحن نقول إن مشروع «المركز العالمي لنشر الوسطية» الذي بلع حتى الان أكثر من 50 مليون دولار لم يؤسس الا لتنفيع جماعة الاخوان في الوزارة، ولمزيد من التفاصيل عليكمبسؤال منافسيهم من السلف الذين أكل الحقد قلوب الكثيرين منهم من طويل ربيع الاخوان فيوزارتي العدل والأوقاف!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

كوت وبلوت

والأمن مستتب، والناس تلعب الجنجفة، الورق بلغة الضاد… في المناطق الداخلية يلعبون «الكوت بو ستة» وهي لعبة تشع غباء سميكا يتقاسمه اللاعبون الستة بالتساوي المريح، غباء لن تجد له مثيلا لا في الصين ولا في النويصيب. وفي المناطق الخارجية يلعبون «البلوت» وهي لعبة يقال بأن مصدرها السعودية، وقيل بل فرنسا، واختلف الرواة. أما الكوت بو ستة فمصدرها البقر. والبلوت أقل غباء من شقيقتها الكوت، لكن لاعبيها هم أنفسهم الأغبياء، فهم يبتسمون في بداية الأمر ويتقاتلون بعد نصف ساعة على أحسن الأحوال: «وين غلام السبيت يا الحرامي؟»/ «الحرامي أبوك»/ «طلّق أختي منت كفو نسب»… ويحتدم النقاش، فيتدخل «العقلاء» بعد أسبوع لإصلاح ذات البين، وتذبح الذبائح وتعود المياه إلى مجاريها، وتعود المرأة المسكينة إلى عش الغراب، ويعود اللاعبان إلى التحدي مرة أخرى، ويبتسمون، وبعد نصف ساعة: «وين غلام السبيت يا الحرامي؟»/ «الحرامي أبوك»/ «طلّق أختي»… ويتدخل العقلاء. متابعة قراءة كوت وبلوت

د. شفيق ناظم الغبرا

إيران والولايات المتحدة: حالة حرب أم حل وسط؟

تتعمق حال الخوف وحال الضغط في منطقتنا. فصواريخ إيران الجديدة موجهة إلى إسرائيل والمواقع الأميركية في منطقة الخليج في البحر وعلى الأرض وفي العراق وفي دول الخليج. يقابل ذلك القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة وحاملات الطائرات الأميركية والوجود العسكري المكثف للجيش الأميركي المنتشر في العراق ومنطقة الخليج ودول آسيا الوسطى. لقد اصبحت الولايات المتحدة واحده من دول المنطقة بفضل انتشارها العسكري وتواجدها المكثف. في الوقت نفسه تمثل منطقتنا التي تتصاعد وسطها الآن لهب التصريحات المتبادلة والاستعدادات للحرب واحدة من أكثر مناطق العالم في القيمة الاستراتيجية بسبب النفط. النفط ووجوده في باطن الأرض في منطقة الخليج: إيران والعراق ودول مجلس التعاون بنسبة تتجاوز 60 في المئة من احتياط العالم (وقد تبين أخيراً أن العراق على سبيل المثال لديه احتياطي كبير لا يقل عن ذلك الذي تمتلكه إيران التي تعتبر الثانية في الاحتياط النفطي العراقي في العالم بعد المملكة العربية السعودية). متابعة قراءة إيران والولايات المتحدة: حالة حرب أم حل وسط؟

سامي النصف

الانهيار الكبير

في الولايات المتحدة أغنى دول العالم وذات الـ 300 مليون نسمة أزمة عقارية خانقة باتت تهدد أكبر اقتصاد في التاريخ بالركود بسبب المضاربات التي تمت على العقار في الفترة الماضية، وفي أوروبا تعاني اسبانيا ذات الـ 40 مليون نسمة والتي يزورها نفس العدد من السائحين أزمة مماثلة على معطى مبالغتهم في بناء العقار مما خلق فائضا تسبب في انخفاض حاد في الأسعار.

شهد عالمنا العربي خلال السنوات الخمس الماضية ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط وشهد معه تحويل عوائد البترودولار الى أعمال إعمار وبناء غير مسبوقة امتدت من ساحل المحيط الأطلسي غربا إلى الخليج العربي شرقا حيث خلقت في بعض دول المنطقة العربية أكبر الشركات العقارية في العالم وانفردت بعض دولنا بعمل ثلث رافعات العالم فيها.

وضمن تلك العملية أصبحت بعض دولنا قليلة السكان تحوي «أكبر» الأسواق و«أطول» العمارات و«أضخم» المدن الترفيهية.. الخ في وقت يفترض فيه أن تكون تلك المنشآت قائمة في البلدان شديدة الثراء كأوروبا وأميركا واليابان أو وافرة السكان كالهند والصين واندونيسيا.

ويمتد ذلك التمدد العمراني لدول عربية محدودة الدخل مما يعني ان أي هزة عقارية بها ستعرض بنوكها للخطر الشديد، والغريب أن أحدا لا يتحدث عن الزبائن المنتظرين لذلك العمران الباهر، فبعض دولنا لا يؤهلها عدد سكانها القليل لملئه، كما ان الفقر السائد في دول أخرى يمنع الشريحة الكبرى من الشراء والاستمتاع بملاعب الغولف وغيرها من وسائل الترفيه في غياب واضح لعمليات نزوح أثرياء العالم لمنطقتنا بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة فيها.

وقد نشكر في يوم ما بيروقراطيتنا العتيدة وأزمات مجلس الأمة المتكررة كونها حدت دون قصد من قيام الكويت بمثل تلك المشاريع الضخمة عالية المخاطر فأصبحت منشآتنا بالتبعية وأسواقنا وأماكننا الترفيهية متناسبة تماما مع حاجتنا المحلية دون بهرجة أو مبالغة أو انتظار ملايين الأثرياء الأجانب ممن قد لا يحضرون.

ان الاستخدام الأمثل لعوائد نفطنا هو في جعلها تجلب الموارد المالية لنا مستقبلا كحال وضعها في استثمارات عالمية ثابتة مدرة للعوائد بدلا من الخسارة الثلاثية المضاعفة لها عبر وضعها في مشاريع ندفع المليارات على انشائها ثم ندفع المليارات اللاحقة لصيانتها وتشغيلها ولربما مليارات ثالثة لانهيارها.

آخر محطة:
الموارد الخليجية والعربية هي انعكاس لفرصة تاريخية نادرة ونرجو ان نرى عملا جماعيا على مستوى الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي لعمل دراسة واقعية ووافية لمستقبل التمدد الانشائي القائم، فجميعنا في قارب واحد وما سيضر بمشاريع رقعة جغرافية معينة سيمتد بالضرورة للأماكن الأخرى.