سعيد محمد سعيد

الصراع المفتعل

 

لم يكن أحد يتوقع أن يتفجر الصراع فجأة بين السنة والشيعة، بمثل هذه الحدة والضراوة والشراسة. ويبدو أن وراء الأكمة ما وراءها، فحينما صادق مؤتمر القمة الإسلامية في دورته العاشرة، التي عقدت في ماليزيا العام 2003 على «إستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية» التي أعدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) بالتعاون مع صفوة من العلماء والفقهاء والمفكرين والدارسين المتخصصين الذين يمثلون المذاهب الإسلامية كافة، لم يكن أحد يتوقع أن تطرأ ظروف جديدة تعود بالعالم الإسلامي إلى عصور مضت، يوم أن كان النزاع بين السنة والشيعة يتخذ أشكالا مرعبة، وخصوصا في القرن السادس عشر الميلادي، حين نشبت الحرب بين الدولتين العثمانية السنية والصفوية الشيعية، أو في القرنين السادس والسابع الهجريين، حينما كان السنة والشيعة يتقاتلون في بغداد وفي غيرها من المدن العراقية.

تلك كانت مقدمة بحث قيِّم ومهم للغاية، وقدمته شخصية مهمة ولها مكانتها في العالم العربي والإسلامي وهو المدير العام لمنظمة «ايسيسكو» والأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي عبدالعزيز التويجري، وهو في الوقت ذاته يشير إلى الوثيقة التي صدرت عن المنظمة، التي استغرقت سنوات تخللتها دورتان لندوة التقريب بين المذاهب الإسلامية.

الأمر المؤسف، أن كل توجه للتصدي للطائفية البغيضة في الأمة يكون مصيرها الفشل؟

وددت لو أن التويجري، وهو الذي يعرف أكثر من غيره (أن وراء الأكمة ما وراءها)، واصل مسعاه لكشف ما وراء تلك الأكمة باعتبارها مسئولية، وباعتبار أن الأمة الإسلامية كلها في خطر بسبب محركات الفتن الطائفية التي تحركها وتغذيها في بعض مراحلها دول وجماعات، مع الاعتبار للجهد الذي تبذله المنظمة لرسم الأهداف على المديين القريب والبعيد، ورصد عوامل الوحدة بين كل مذاهب الأمة، وتحديد البؤر الخلافية التي فرقت ولاتزال تفرق صفوف الأمة، وخططت للانتقال بالخلاف بشأن هذه القضايا من إطار (الكفر والإيمان) إلى إطار (الخطأ والصواب)، وتنقية تراث المذاهب الكلامية الإسلامية، وكل مصادر التراث للفرق الإسلامية المختلفة من أحكام وتهم «التكفير» و «التفسيق».

الغريب في الأمر، أن هناك أطرافا أقوى وأكثر تأثيرا من التويجري وأمثاله من المفكرين الذين ينظرون لصالح الأمة، لتصبح كفة أهل الشر من يعيشون في عمق المجتمع الإسلامي لتدميره، أكثر قدرة على الهدم، وربما هم – أي أهل الشر – يتبوءون في المجتمع أعلى مراتب الإيمان والصلاح والتقوى.

د. شفيق ناظم الغبرا

إيران والتوتر… هل من حل؟

في الأيام القليلة الماضية زاد الوضع الإيراني – الأميركي انحناء لصالح التسوية، كما ويمثل الحضور الأميركي للمناقشات على النووي الإيراني تطوراً على قدر من الأهمية. ومع الإشارات الإيجابية كلها سيبقى التحدي الكبير في كيفية الوصول إلى حل مقبول لإيران وللولايات المتحدة بحيث يبعد عن المنطقة شبح الحل العسكري. بل يمكن التأكيد بأن حال السباق بين الحل الأمني العسكري الذي قد تقوم به الولايات المتحدة والحل السياسي بات الآن أكثر ترجيحاً لصالح السياسي بعد أن تم بناء حال تحييد أيضاً للوضع في لبنان مع «حزب الله» وللوضع في فلسطين مع «حماس» وللوضع مع سورية، كما والوضع في العراق. هكذا أصبحت بعض أهم الملفات الساخنة محيدة مرحلياً، مما يفقد إيران نسبياً لبعض أدوات التفاوض. متابعة قراءة إيران والتوتر… هل من حل؟

سامي النصف

الإنجازات 13 لثورة 23/7/52

في مثل هذا اليوم من عام 1952 حدثت ثورة (انقلاب) 23 يوليو التي غيرت المفاهيم العربية العامة واصبحت بالتبعية ام كل الثورات العربية والاسلامية والمصائب والكوارث التي اصابت فيما بعد العراق وسورية وليبيا والسودان وايران واليمن.. الخ وفيما يلي كشف سريع لاهم انجازات ذلك الانقلاب المشؤوم:

الاساءة الشديدة لمفاهيم القومية والوحدة العربية عبر استخدامها في كل عمل قبيح قام به رجال سياسة ومخابرات وعسكر، ذلك الانقلاب من ناصر الى نصر الى عامر.

تغييب الديموقراطية والحريات العامة والترويج الزائف لنهج الديكتاتوريات العسكرية عبر مكائن الاعلام الغوبلزية التي قام بخلق اكاذيبها التي كشفتها حقائق العصر رجال امثال محمد هيكل واحمد سعيد حتى تفشى ذلك النهج وابتليت الشعوب العربية بظلمه وقمعه.

المغامرات والهزائم العسكرية المتكررة (56، 67، الاستنزاف، وباليمن) التي اضاعت سيناء مرتين – لا مرة واحدة – وتسببت في السمعة السيئة لقدرات المقاتل العربي واضطرت العرب لتقديم كثير من التنازلات لاحقا.

تضييع فرص ايجاد حل سلمي واقعي ومبكر للقضية الفلسطينية عندما كانت اسرائيل تستجدي السلام بأي ثمن قبل حرب 67 مما كان سيزيل معاناة الشعب الفلسطيني ويسخر الموارد المصرية والعربية للبناء والتعمير بدلا من الحروب العبثية والتدمير.

خلق شرخ دائم مازلنا نعاني من آثاره المدمرة بين التوجهين القومي والاسلامي العربي عبر القمع الشديد الذي اصاب الحركات الاسلامية من انظمة الانقلابات العسكرية المصرية والعربية.

التسبب في انفصال السودان وسورية وغزة عن مصر بسبب تسليم الملفات السياسية والعسكرية لمجانين وحشاشين امثال صلاح سالم وعبد الحكيم عامر ولو بقيت تلك الدول ضمن نظام عاقل وديموقراطي في مصر لما بتنا نخشى على البعض منها هذه الايام وخاصة السودان من انقسام جديد لـ 4 – 6 دول سنراها قائمة في القريب العاجل.

الاساءة الشديدة لعلاقة مصر بـ «جميع» الدول العربية الاخرى والتدخل في شؤونها الداخلية وزرع الانقلابات والقلاقل فيها اضافة الى استخدام اسلحة الدمار الشامل الممنوعة من غازات وكيماويات ضد قرى ومدن اليمن والسعودية.

اعتماد الكذب والخداع لتحسين صورة المستعمر القمعي الاكبر ونعني الاتحاد السوفييتي امام شعوبنا العربية واساءة العلاقة بسبب تلك العلاقة لدول جارة مؤثرة مثل ايران وتركيا وباكستان والحبشة، وخلق بالمقابل صورة سالبة غير حقيقية للعالم الحر بقيادة اوروبا والولايات المتحدة.

محاربة مشروعي ايزنهاور الاقتصادي وحلف بغداد العسكري اللذين كانا سيضمنان عدم قيام «جميع» الحروب والغزوات التي حدثت فيما بعد في الشرق الاوسط خلال 55 عاما ويفتحان الاسواق الغربية الثرية للمنتجات العربية كما حدث لدول غرب اوروبا وشرق آسيا مما تسبب في غناها وتطورها.

ابعاد الطبقة السياسية المحترفة وشديدة الثقافة السائدة في العهود الملكية في مصر والدول العربية والتي كان اغلبها خريج ارقى الجامعات العالمية واستبدالها بضباط قمعيين سراق لا تتعدى معرفتهم ثكنات المعسكرات التي يعيشون بها.

الترويج لمبادئ التأميم والتدمير المنظم للمنشآت الصناعية والاقتصادية والزراعية والتعليمية والسياحية في مصر والعالم العربي فحولتها من دول قريبة في تطورها لدول العالم الاول الى دول عالم اول.. بعد المائة!

التسبب في اغلاق قناة السويس وحرمان مصر من مداخيلها ومثلها موارد النفط والغاز في سيناء وتهجير اهالي مدن القناة وجعل السد العالي اكثر سدود العالم كلفة في التاريخ وتسليط زوار الفجر على الاحرار من اهالي مصر.

التدمير الشامل والكامل لمؤسسات التعليم المصري العريقة وخلق «اكذوبة» ان انقلاب 52 هو سبب تعلم المصريين علما أن مجانية التعليم الاولي كانت قائمة ابان حكومات ما قبل 52 مع فارق ان تعليم العهد الملكي هو من اخرج جميع عباقرة وعلماء ومبدعي مصر ممن حصدوا جوائز نوبل وغيرها بينما أجدبت حقبة تعليم ما بعد 52 اضافة الى ان سوء تعليم فترة الانقلاب اضطر المصريين كافة لارسال ابنائهم للمدارس الخاصة او الاستعانة بالمدرسين الخصوصيين مما افرغ مقولة مجانية التعليم من محتواها.. والحديث ذو شجون.

آخر محطة:
اتى في مقال الامس ان اسم رجل الاعمال هو سامي بدر الساير والصحيح هو ساير بدر الساير لذا اقتضى التنويه.

احمد الصراف

كليمنصو وجون هوبكنز

يعتبر جورج كليمنصو الفيزيائي والطبيب والسياسي الفرنسي المعروف، الذي ولد قبل 167 عاما في قرية صغيرة، من اهم شخصيات فرنسا في العصر الحديث، فهو الذي قاد بلاده إلى النصر في الحرب العالمية الاولى.
كما تعتبر جامعة جون هوبكنز الاميركية واحدة من ارقى الجامعات واكثرها تقدما، وبالذات في المجال الطبي.
في محاولة للاستفادة القصوى من اسم الطرفين، قامت مجموعة من المستثمرين الاجانب، من اطباء وممولين، بتأسيس مستشفى باسم كليمنصو جون هوبكنز.
قبل سنتين تقريبا قادني سوء الحظ، وبناء على نصحية صديق، إلى ذلك المستشفى بغية اجراء مجموعة من الفحوصات الطبية الروتينية. تبين بعد الانتهاء منها ان ادارة المستشفى تطالبنا بالمبيت فيه «قسرا» لليوم التالي بانتظار النتائج.
رفضنا ذلك لتنافيه مع المنطق، فنحن لم ندخل المستشفى الا لاجراء فحوص دورية روتينية، والامر بالتالي لم يتطلب النوم فيه. امام اصرارنا وافقوا على طلبنا وطالبوا بدفع كامل المصاريف، التي تبين انها بلغت اكثر من 15 الف دولار لكل واحد منا (!!) وانهم سوف لن يسمحوا لنا بالخروج ان لم ندفع المبلغ، علما بأنهم قاموا اساسا بتحصيل مبلغ خمسة آلاف دولار من حساب صديقي وما يماثل ذلك تقريبا من حسابي!!
بعد جدال ونقاش طويلين مع صراف المستشفى، وبعد رفض اي من مسؤولي المستشفى التحدث معنا، وبعد التغيير والتلاعب الواضحين في فواتير وكشوف الفحص المالية وبعد التهديد باللجوء إلى القضاء، تم قبول الافراج عنا مقابل دفع مبلغ 9000 دولار مقابل فحوص روتينية لا يتكلف اجراؤها في اي مستشفى آخر اكثر من 2000 دولار!!
قمنا في اليوم التالي باجراء عدة اتصالات مع جمعيات مهنية واتحادات طبية، فتبين ان الموضوع معروف لهم، ولكن وضع لبنان في ذلك الوقت، وربما لا يزال لم يكن يسمح لهم بفعل شيء.
قمنا بالكتابة عن الموضوع في حينه، كما قمنا برفع دعوى على المستشفى، ولكن بعد تدخل جهات صديقة في الموضوع أسقطنا دعوانا ضد المستشفى الذي قام بارسال رسالة اعتذار لنا!!
بعد سنتين من ذلك التاريخ، وبتأكيد من الطرف الذي قام باصلاح الحال بيننا، قمنا بمراجعة المستشفى نفسه مرة ثانية، ومع الاسف الشديد تعرضنا لعملية استغلال ثانية، ولكن هذه المرة لم تكلفنا ماديا الكثير على الرغم من كم الآلام الشديدة الذي صاحب عملية الفحص، والذي تبين لاحقا للمختصين غرابة ما حدث معنا، كما تبين ان من قام بها لم يقم بذلك بناء على تحويل طبي او توصية كتابية من طبيب مختص بل من تلقاء نفسه مما يشكل مخالفة طبية خطيرة!!
آلامنا نسيناها، واموالنا كسبنا غيرها، واصبحت القضية بالنسبة لنا جزءا من التاريخ ولن تطأ أقدامنا مدخل ذلك المستشفى مرة اخرى، ولكننا نكتب لنحذر وزارة الصحة، ادارة العلاج بالخارج، من خطورة ارسال مرضى كويتيين إلى ذلك المستشفى، وضرورة التيقن من عدم تعرض الموجود منهم فيه للاستغلال عن طريق اعطائهم ما لا حاجة لهم به من علاج ودواء وتحقيق اقصى الارباح من وراء ذلك، فمن اجل «شوية مصاري» لم تتردد ادارته عن تمريغ سمعة كليمنصو وجون هوبكنز والسمعة الطبية للبنان في التراب.
مستندات الحالتين موجودة لدينا لمن يود الاطلاع عليها، وسنكتب لادارة مستشفى جون هوبكنز بهذا الخصوص.
* * *

ملاحظة:
موقف الحكومة الكويتية من قرار المحكمة الجنائية الدولية توجيه الاتهام لعمر البشير لم يكن سيئاً فقط بل ومخجلا أيضاً، فقد كان حرياً بها إما التزام الصمت إزاء القرار، كما فعلت دول كثيرة، أو تأييد قرار الشرعية الدولية الذي سبق ان كان لما يماثلها الفضل الأكبر في تضافر جهود أكثر من 34 دولة عام 1990 في تحررنا من الاحتلال الصدامي.
ونتمنى أن يلقى المجرم رودوفان كاراديتش الحكم الذي تستحقه أفعاله أمام المحكمة الدولية.

أحمد الصراف
[email protected]

محمد الوشيحي

العقارب تريد حقها أيضا

لكل زمان دولة ورجال. وبعض رجال الفن في نهاية الثمانينات من فصيلة خاصة. شيء أشبه بالفقاعة، انتفخت وتلاشت بلمح البصر.
كنت طالبا في مصر عندما ظهرت أغنية «لولاكي» التي غناها «زنبرك» على هيئة إنسان اسمه علي حميدة. مصري بهيئة ليبية، طويل الشعر، ضئيل الجسم. وكان لصحته ولياقته العالية يقفز وكأن أرضية المسرح من جمر، وكلما تجلّى رقص حاجبيه وقفز أعلى، حتى خُيّل لي أنه سيتشعبط في السقف لا محالة، عاجلا غير آجل. متابعة قراءة العقارب تريد حقها أيضا

سامي النصف

وصل مع الشكر

نبدأ بمعاناة إنسانية للزميل الكاتب فيصل الحامد ارسلها مع سيرة ذاتية ثرية تظهر حبه للكويت التي بقي على ارضها دون مغادرة لنصف قرن ومازالت امنيته ان يدفن في ترابها، ولا يحتاج الأخ فيصل الا لحل مشكلة اقامته عبر حفظ كرامته من ان يلجأ لهذا الطرف او ذاك لكفالته، عن طريق كفالته لنفسه، أو ان يعطى إقامة دائمة، ومنا للمسؤولين الأفاضل متمنين ردا قريبا.

وتحدثنا في مقال سابق عن التنافسية، فوصلنا من رجل الاعمال سامي بدر الساير عضو «لجنة الكويت الوطنية للتنافسية» تقريرها الوافي الاخير عن بلدنا، وضمنه نكتشف، وحسب جداول المقارنة مع الدول الأخرى، اننا تقريبا الأوائل في كل المؤشرات السالبة والاواخر في كل المؤشرات الموجبة، كما تظهر الدراسة المهمة ان اكثر من 60% من اشكالات التنافسية الكويتية سببها عدم كفاءة الجهاز الوظيفي وتعقيد نظم العمل وعدم ملاءمة تعليم وتدريب القوى العاملة، وتفشي الفساد وانخفاض اخلاقيات المهنة، اضافة الى سوء البنى التحتية وضعف مستوى الصحة العامة والتعليم الابتدائي، وعدم تقبل العاملين للتكنولوجيا الحديثة ورفضهم للتطور والابتكار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ووصلنا من الاستاذ د.رمضان الشراح كتابه القيم الذي صدر مؤخرا والمسمى «الاقتصاد الكويتي، التطوير الاقتصادي والاداري واستشراف المستقبل»، وضمن 400 صفحة وثلاثة عشر فصلا يأخذنا أمين عام اتحاد الشركات الاستثمارية الى مفاهيم عامة في التنمية الاقتصادية والبيئة والادارة ونظم السوق، اضافة الى نبذة تاريخية عن تطور الجهاز المصرفي الكويتي ودراسة المؤشرات الاقتصادية وينتهي الكتاب بتوصيات مهمة حول اداء أفضل للاقتصاد الكويتي.

ومما تضمنه الكتاب مفاهيم وعناصر «الاستراتيجية» التي كادت تختفي في الكويت ضمن مسار الاهتمام بالتعامل اليومي مع الاحداث، كما اعادنا الشراح لاشكالات تكويت الادارة المحلية، التي كانت نتيجة سباق بين السلطتين لارضاء الناخب وما نتج عنها من تكويت الفساد، كما عرّج على ازمة المناخ التي وجد فيها مظهرا من مظاهر «المرض الهولندي» الذي لا علاقة له – للعلم – بالبقر بل ارتبط بما جرى خلال النصف الاول من القرن الماضي عندما ركن الهولنديون للكسل بسبب اكتشاف النفط في بحر الشمال وخرجت بعد ذلك توصيات اقتصادية دولية تحذر من اعتماد الدول على مواردها الطبيعية فقط كحال الكويت وبعض دول الخليج.

وقد وصلنا مع كتاب الصديق د.رمضان مجموعة من الأشرطة التاريخية لاغاني أم كلثوم وعبدالوهاب وتسجيلات نادرة للقاءات اذاعية مع بعض الفنانين العرب، وقد وضعت جميع تلك الاشرطة في السيارة واصبحت بسببها استمتع بالزحمة المرورية والوقوف عند الاشارة الحمراء بل وصل الحال بي الى ان وصلت ذات مرة ودون قصد للجهراء بسبب استماعي واستمتاعي بأغاني «الآنسة» أم كلثوم التي غنتها بحضور الملك الشاب فاروق، وشكرا بوعدنان.

آخر محطة:
لدينا معضلة حقيقية مع المتطرفين والمحرضين المحليين فهم يرسلون شبابنا الكويتي للعراق وافغانستان لقتال الاميركان في كل مكان، لينتهي الامر عادة بقتلهم او اسرهم، في وقت يقوم به الاصدقاء الاميركان بإنقاذ حياة شبابنا الكويتي الذين تاهوا في البحر وكانوا قاب قوسين او ادنى من الموت.
 
رجال البحرية الاميركية شكرا، رجال خفر سواحلنا هناك حاجة ماسة لمزيد من التدريب على عمليات البحث والانقاذ، ايها المتطرفون – وقبلكم المحرضون – لا مكان لكم ولا لكراهية الاميركان بيننا.

احمد الصراف

سرية لجان الهداية.. والوزير صفر

نشرت صحيفة محسوبة على تيار اسلامي متشدد خبرا يتعلق بقيام مهتد باشهار اسلامه في ديوان وزير الصحة (!!!!) وورد في الخبر ان السيد منيف العجمي مدير الافرع في لجنة تعنى بقضايا الهداية، قام بزيارة وزير الصحة، علي البراك العجمي، في مكتبه بصحبة احد الآسيويين، لكي تتم عملية تحوله الى الاسلام في ديوان الوزير!
وبينت الصورة المصاحبة للخبر الوزير واقفا مع ثلاثة اشخاص، وقد ظللت وجوههم جميعا بحيث اختفت معالمها تماما!
السؤال الاول: لماذا يقوم مدير افرع لجنة تعنى بالهداية بزيارة مكتب وزير الصحة، لكي تتم عملية دخول الاسلام في ديوانه؟ أليس هناك ما هو اكثر اهمية في جدول السيد الوزير، خاصة وان مشاكل الوزارة، وفي هذا الوقت من العام اكثر من ان يتخيلها اي فرد، واكثر اهمية من امر يمكن ان يؤدى في اي مكان، وفي ديوان وزير العدل والاوقاف مثلا؟
ومنذ متى كانت دواوين الوزراء مكانا لاشهار واعلان هداية شخص ما؟ وما الذي سيحدث لو طالب وزراء آخرون بالتكريم نفسه؟
واذا كانت عملية الهداية امرا شرعيا وجميلا، فلماذا تم اخفاء وجه المهتدي الجديد؟ فهل هو خجل لخروجه من دينه السابق، ألا يعني ذلك عدم صحة ايمانه؟
ولو وجدنا للمهتدي المسكين عذرا، ولو انه لم يختر ذلك بنفسه، فما سبب قيام الصحيفة بتظليل وجوه اعضاء لجنة الهداية الآخرين، الذين ربما وجمعيتهم، ينتمون الى الاتجاه السياسي الديني للجريدة نفسه؟ فهل في عملهم ما يخجل بحيث رأوا ان من الافضل عدم نشر ملامح وجوههم؟ واذا كان الامر كذلك فلم ورد اسم مدير الافرع كاملا في صلب الخبر؟
واذا كانت السرية هي الهدف من عملية التظليل فلم نشر الخبر اساسا؟
مجموعة من الاسئلة نضعها بتصرف السيد وزير الصحة والسيد منيف العجمي، مدير الافرع في لجنة التعريف بالاسلام.. آملين الرد عليها لدرء الشبهات وما اكثرها!!
ملاحظة: يبدو ان هناك اتجاها في الحكومة يهدف الى تعديل قانون البلدية، بحيث تعطى بلديات المحافظات صلاحيات اكبر!!!
ان اقرار هذا القانون سيكون بمنزلة وصفة جاهزة لخلق عشر مناطق تماثل منطقة «جليب الشيوخ» سوءا في البناء والتنظيم والتخطيط!، ليأتي بعدها وزير جديد ويطالب بتثمينها!

أحمد الصراف

سامي النصف

مدينة إعلامية ثقافية تراثية

سواء تباين زوجان في المنزل او صديقان في الديوانية او سلطتان تعملان تحت قبة واحدة، كحال الحكومة ومجلس الامة، فالقاسم المشترك لحل كل تلك التباينات والاشكالات يأتي عبر وضع الاصبع على موطن الخلل والخلاف، فمتى عرف الداء سهل الدواء.

وواضح ان هناك فلسفتين مختلفتين تخلقان الاشكال المتكرر بين السلطتين حول النهج الامثل للتعامل مع موارد النفط المتصاعدة، فعلى جانب النواب هناك طرح شعبي يتبناه البعض منهم يرى ان الحكومة هي اقرب للاب الذي منّ الله عليه بوفرة المال، لذا فعليه ان يتبحبح بالصرف على ابنائه – اي ابناء الشعب – عبر رفع الرواتب واسقاط الديون وتغطية كلفة التقاعد المبكر.. الخ، ويرى اصحاب هذا التوجه ان في ذلك توزيعا عادلا للثروة يصيب اكبر قطاع ممكن من المواطنين بدلا من ذهاب الاموال لقلة قليلة من المستفيدين.

يقابل ذلك طرح حكومي يرى ان دور الحكومة ليس اشبه بدور الاب، بل هو اقرب لدور مدير الشركة الذي يرعى مصالح موظفيه ومساهميه – اي ابناء الشعب – عبر الحرص على اموالهم وتنميتها بدلا من توزيعها اولا فأولا عليهم، وان الاخذ بفلسفة الاب لا المدير يعني تعويد الناس على عدم تحمّل تبعيات اعمالهم، كما انه يفتقر للنظرة المستقبلية حيث قد نحتاج لتلك الاموال لسد عجوزات الميزانية حال انخفاض اسعار النفط المتقلبة بدلا من الاضطرار لرفع الدعم عن اسعار الكهرباء والماء والبنزين كما يحدث في بلدان العالم الثالث والذي يؤدي عادة للاضطرابات السياسية.
 
الفلسفتان قائمتان وتحتاجان للنقاش والاتفاق حولهما بين رجال السلطتين منعا للخلاف.

كلما مررت علي الطريق الدائري الاول شعرت بالحزن بسبب عرقلة مشروع «نهر الكويت» العظيم الذي كان يفترض ان يدخل مياه الخليج من منطقة بنيد القار ويخرجها من منطقة قبلة قرب الشيراتون، على ان تكون على ضفتيه الحدائق والمقاهي والمطاعم والاسواق والاماكن الترفيهية، وبالمقابل كلما مررت على الدائري الخامس او اتجهت للسالمية وشارع الخليج والفحيحيل والجهراء سعدت لضخامة مشاريع القطاع الخاص المقامة على الاراضي العامة للدولة التي اصبحت مقصد المواطنين والمقيمين والزائرين، وآخر ما زرته بالامس كان مشروع «سليل الجهراء» الذي اصبح الرئة الترفيهية والتسويقية لتلك المدينة التاريخية العريقة.

هناك ارض حكومية جرداء مساحتها مليون متر مربع تطل على البحر في منطقة الشويخ تذرو رمالها الرياح ولا تدر على المال العام فلسا احمر، فنرجو ان تنشأ شركة مساهمة عامة تخلق على تلك الارض مدينة اعلامية ثقافية تراثية بحيث توزع قسائمها بأسعار تشجيعية على جميع الدور الصحافية القائمة على ان يغلق باب التراخيص بعدها بعد ان اصبح لدينا اصدارات يومية جميلة تمثل الجميع وتكفينا خمسين سنة قادمة، كما ستكفي مساحة تلك الارض لتوزيعها على الفضائيات المحلية القائمة اضافة الى ستديوهات ومكاتب لمحطات التلفزة والصحافة العربية والدولية، فموقعنا في الكويت اقرب لاحداث ايران والعراق من المناطق الاخرى في الخليج.

ويجب ان يتوافر ضمن تلك الارض مسارح وسينمات ومقاه ومجمع يضم المكتبات ودور النشر امثال «الربيعان» و«وكالة المطبوعات» و«الرويح» و«قرطاس» وغيرها، حيث من المخجل حقا ان يستمر اغلاق المكتبات ودور النشر بسبب الصعوبات المالية في بلد وافر الثراء عريق في قضايا الثقافة والفن، يضاف الى ذلك خلق اسواق للتراث والتحف كحال «خان الخليلي» في مصر كي يتم اخراج محلات التراث والتحف و«الانتيك» الحالية من احد السراديب القديمة في منطقة السالمية، ومركز كهذا يمكن ان يُنتهى من انشائه خلال 36 شهرا ويصبح مركز استقطاب شعبي جديدا واشعاع حضاري في الخليج.

آخر محطة:
العزاء الحار لآل الصراف الكرم وللصديق المحامي عبدالحميد الصراف في فقيدهم الراحل محمد الصراف، للفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان.

احمد الصراف

خطر الجنوس والعمالة السائبة

اجرت جريدة «الآن» الالكترونية المقروءة استبيانا عن اهم الاخطار التي يواجهها المجتمع في الكويت، وقد صدمت بالنتيجة حقا!!
جاءت قضية الفساد الحكومي في المرتبة الاولى في قائمة الاخطار، وهذا معقول، ولكن غير معقول هو ورود خطر العمالة الوافدة وخطر البويات او الجنس الثالث في المرتبة الثانية، وبدرجة متساوية (!!!)
لا شك ان هذه النتيجة تمثل مؤشرا خطيرا على مدى انحدار مستوى الفهم لدى المواطن، وربما المقيم. فإذا كان هذا هو رأي متصفح الانترنت، الذي يفترض انه على قدر كاف من الفهم والتعليم، من ان وجود البعض من المتشبهين بالجنس الآخر، او الثالث، او اي تسمية اخرى تطلق عليهم، يساوي في خطورته مشاكل العمالة الوافدة، فهذا يعني ان عقل المواطن الكويتي مصاب بخلل كبير ويحتاج الى تركيب ساعة عليه تشبه تلك الموجودة على برج التحكم بجنوب منطقة السرة!!
كيف يمكن ان نصدق ان شعبا صغير العدد، كالشعب الكويتي، انفقت حكومته على تعليمه خلال نصف القرن الماضي ما لا يقل عن 30 مليار دولار، يعتقد بأن مشكلة الجنس الثالث تعادل في خطورتها وجود اكثر من 50 الف عامل دون عمل حقيقي او دخل او رعاية صحية، يشكلون في مجموعهم قنبلة اخلاقية وامنية فائقة الخطورة؟
كيف يمكن ان نصدق ان مجموعة من الجمعيات المتخلفة استطاعت على مدى عقدين من الزمن اعادة تشكيل عقل المواطن، بحيث اصبح وجود مائة او الف من المتشبهين بالجنس الآخر يشكل قضية وطنية، وانها بنفس خطورة قيام آلاف المواطنين بخداع الدولة وتزوير محرراتها الرسمية وانتهاك انسانية عشرات الآلاف من العمال ورميهم بالشارع دون عمل، بعد سلبهم مبالغ نقدية كبيرة، اذ رهن البعض منهم بيوتهم وباع البعض الآخر ماشيته لدفعها لذلك المواطن النذل؟
ان المواطن الكويتي بحاجة حقا لاعادة تأهيل بعد ان نجحت قوى الردة والظلام في تغيير طريقة تفكيره، بحيث اصبحت اولوياته اكثر ميلا للغرائز منها للعقل، والا فكيف ينجح خطيب في تجميع آلاف الشباب في هذا الصيف القائظ للاستماع إليه وهو يصف لهم لذة الصلاة، وينجح آخر في جذبهم لسماع محاضرة عن كيفية غسل الموتى، وهي الحالة الاولى في تاريخ البشرية التي يقوم فيها «مغيسل» بإلقاء محاضرة عامة عن طبيعة عمله!
لا ادري متى تهدأ الاوضاع في لبنان لأذهب الى هناك واتخلى لمرة واحدة والى الابد عن كل هذا القهر والعهر الفكري الذي اراه امامي، واجد نفسي عاجزا عن فعل شيء ازاءه.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

عاشور… هو أم الطفل

النائب صالح عاشور، حفظه الله بعيدا عن متناول الأطفال، كلما اهتز كرسي أحد المسؤولين الشيعة ارتدى قميص المظلومية وشرع بالبكاء على الوحدة الوطنية، وهات يا لطم ونواح وعويل ونثر التراب على الوجوه على طريقة نائحات البصرة. فوكيل وزارة الصحة عيسى الخليفة الذي صلى بالوزارة باتجاه الشرق، هو مسؤول متفان، حاشا لله أن يخطئ، وهم يهاجمونه لأسباب طائفية. أما تردي الخدمات الصحية والفساد المستشري في الوزارة فلا علاقة له به، لا من هنا ولا من هناك. ولا أدري من الذي له علاقة بالموضوع؟ عبد الله الرويشد مثلا؟ ثم من قال بأن الخدمات الصحية متردية أساسا؟
صالح عاشور على استعداد تام لتحويل حادث سيارة على الدائري الرابع إلى مناسبة يستغلها للتصريح بأن الشيعة مستهدفون وأنه ولخشيته على الوحدة الوطنية يتمنى أن ترغم الحكومة المواطن السني على شراء سيارة جديدة للشيعي بعدما يقبل رأسه ويركع على ركبتيه أمامه. ولو ساء حظ عاشور يوما ولم تتصادم سيارة شيعي بأحد فلا مانع من فتح الكتب المدرسية والبحث عن أي سطر يسد الرمق ويفتح صناديق المظلومية. أي شيء وفي أي وقت وأي مكان بإمكان عاشور «ترهيمه» واستخدامه للبكاء والعويل والتظاهر بالشعور بالظلم! المد والجزر واتجاهات الرياح والأدوات المنزلية وعصير البرتقال، كلها تدل على تعرض الشيعة للظلم في الكويت، واسألوا صالح عاشور. متابعة قراءة عاشور… هو أم الطفل