سامي النصف

إلى السادة الوزراء مع التحية

وزير الدفــاع: سويسرا وسنغافورة وحتى إسرائيل هي دول صغيرة استطاعت ان تخلق امكانيات عسكرية ضخمة تفرض من خلالها هيبتها على الآخرين، بودنا ان نتبنى ضمن مجلس التعاون مثل هذا المفهوم العسكري فلا تنمية دون منظومات قادرة على الدفاع عنها.

وزير الداخلية: لن ينضبط الشارع وتفرض هيبة الدولة دون انضباط رجل الأمن وجعله قدوة في احترافه واحترامه لعمله، بودنا ان تفعّل وتشدد أدوات الرقابة على الضباط والأفراد كي تكافئ المجد المنضبط – وما أكثرهم – وتحاسب المتسيب والمتجاوز.

وزير العـدل: بودنا خلق آلية تتبع وتعرف أسباب ومصادر الأحكام المخففة التي تصدر وتجعل القتلة وتجار المخدرات يسيرون بيننا في الشوارع وتهدر بالمقابل جهود رجال الأمن المضنية.

وزيرة التربية: نرجو النظر في خلق قطاع تعليم مشترك تساهم فيه الدولة بالمباني والمدرسين وأولياء الأمور بدفع رسوم مقابل توفير تعليم نوعي قريب من مخرجات التعليم الأجنبي للدفع بعملية التنمية للأمام.

وزير الصحة: بودنا توفير دراجات نارية مجهزة يقودها ممرضون مؤهلون للوصول سريعا لمصابي حوادث الطرق حتى وصول سيارات الإسعاف، كما نود ان يسمح للمختبرات الأهلية بعمل فحوصات كشف مخدرات كي يمكن لأرباب العمل وأولياء الأمور طلب ذلك الفحص، فالحوادث والمخدرات هما السبب الرئيسي لوفاة الشباب، والمقترحان معمول بهما في الدول المتقدمة.

وزيرة الإسكان: لا يمكن الاستفادة من فكرة الاسكان العمودي الحكومي أو الخاص دون خلق قوانين تفرض وجود جمعيات لإدارة العمارة تلزم الملاك بدفع تكاليف الصيانة، ودون ذلك ستصبح جميع مشاريع الإسكان العمودي الواعدة كحال مجمع الصوابر الذي دمره عدم اهتمام أحد بصيانته.

وزير الكهرباء والماء: الحل الوحيد للحد من الإسراف الشديد في استخدام الكهرباء والماء يكون بتركيب عدادات حديثة لكل وحدة سكنية ثم محاسبة الجميع على مقدار استهلاكهم للكهرباء والماء، ومعها خلق قوانين «جفاف» ملزمة كحال القانون البريطاني، فحملات الترشيد لا تؤتي ثمارها في غياب قوانين رادعة قوية تحد من الاستهلاك.

وزير المالية: منذ عهد سمو الشيخ المرحوم جابر الأحمد، طيب الله ثراه، والحكمة في استخدام المال «كويتية»، نرجو ألا ننجرف خلف مشاريع البهرجة السائدة في المنطقة التي تدفع مليارات في إنشائها ومليارات أخرى لصيانتها وثالثة ربما.. لانهيارها!

وزير البلدية: نرجو تخصيص اراض عامة لانشاء اسواق حراج سيارات منظمة في شمال ووسط وجنوب البلاد، بدلا من جعل الناس تضطر لعرض سياراتها للبيع بشكل قبيح على الارصفة مما يعرضها للمخالفات والكوابح وينتهي ببيعها بنصف ثمنها.

آخر محطة:
 (1) العزاء الحار للكباتن جاسم الكندري وعبدالعزيز اسحاق وفيصل اسحاق ونجيب اسحاق في فقيدهم المرحوم – بإذن الله تعالى – علي اسحاق، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

(2) العزاء الحار الى آل بوعركي الكرام وللكابتن نبيل بوعركي في فقيدهم المرحوم – بإذن الله تعالى – إبراهيم بوعركي، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

احمد الصراف

مفهوم لجنة أسلمة القوانين

قام المشرفون على اللجنة العليا لتطبيق الشريعة، في بداية تأسيسها بعقد ندوة تعلق موضوعها بالاقتصاد الاسلامي. في نهاية المحاضرة قام أحد الحضور، وهو صديق ومن الشخصيات السياسية المعروفة، وذكر أن من غير الانصاف ربط الدين بالأنشطة الاقتصادية. فالدين، من وجهة نظره، رسالة سماوية أرسلت لخير البشر وليس لمعالجة وضع اقتصادي أو تجاري لدولة ما. وبالتالي ليس هناك اقتصاد اسلامي وآخر بوذي وثالث يهودي وهكذا، بل هناك مجموعة مفاهيم وقيم اقتصادية تختلف من دين إلى آخر!!
جرى نقاش حول تلك النقطة شارك فيه آخرون ممن لهم وزنهم الاقتصادي والمهني والسياسي، وأيد اغلبهم وجهة نظر صديقنا. وكان واضحا ان المداخلة وما حصلت عليه من تأييد قد سببت حرجا للمحاضرين.
يقول صاحبنا إنه تلقى في اليوم التالي اتصالا هاتفيا من اللجنة اياها طالبين منه زيارتهم في مقرهم، فذهب في الموعد المحدد متسلحا بمجموعة من المذكرات والكتب المؤيدة لوجهة النظر التي ابداها في المحاضرة.
استُقبل بحفاوة عند المدخل من قبل احد كبار مسؤولي اللجنة الذي طاف به في اروقة المقر وعرفه على بعض العاملين هناك، ومن ثم سلَّمه كيسا يحتوي على بعض المطبوعات وودعه بالحفاوة نفسها، فور انتهائه من شرب استكانة الشاي، ولم يناقشه او يسأله احد عن الموضوع الذي اعتقد أنهم قد دعوه من اجله، والذي سبق ان استعد له.
غادر صديقنا مكاتب اللجنة ونسي موضوع الكيس، ولم يتذكره الا بعد اسبوعين، وعندما فتحه وجد بداخله عدة مطبوعات دعائية عن «منجزات» اللجنة، كما وجد كذلك علبة فخمة وما كاد يفتحها حتى فوجئ بوجود ساعة ثمينة بداخلها، وقد قدر ثمنها في ذلك الوقت بمبلغ 400 دينار، وكان ذلك منذ عام تقريبا!!
لم يعجب ذلك صاحبنا وقرر اعادة الساعة لرجال الدين في اللجنة، لكنه خشي من ان يساء تفسير تأخره في ابلاغهم بالرفض، واختار قبول الهدية على مضض، خصوصا بعد ان اتصل بصديق كان في الندوة نفسها، وكان يشغل مركزا مرموقا في البنك المركزي، وتبين له ان ذلك الصديق قد تسلم هدية مماثلة!!
سرد لنا صديقنا تلك الرواية بعد قراءته مقالنا، الذي نشر قبل ايام عن انشطة اللجنة، فقلت له إنني لا استغرب ذلك من المشرفين عليها، فقد دأبوا منذ اليوم الاول لتشكيلها على اتباع سياسة توزيع هدايا فخمة وغالية للكثير من مسؤولي الدولة وكبار موظفي البنوك والشركات الاستثمارية وغيرهم، وكنت شخصيا احد المستفيدين من هدايا اللجنة الغالية، ولكن بصورة غير مباشرة، وسبق ان كتبت عن الموضوع نفسه اكثر من مرة!!
نتمنى ان تقوم اللجنة بتكذيب ما ورد في مقالنا هذا من اتهام بانها تقوم بصرف مبالغ كبيرة جدا على بند الهدايا لكل من هب ودب، علما بأن طبيعة نشاطها وخصوصيته لا تتطلبان منها الترويج لنفسها بتلك الطريقة الفجة، فعملها محصور اصلا في قنوات فقهية وقانونية.
نكتب ذلك ونحن على ثقة بأن اللجنة ستتجاهل الرد علينا ايمانا منها بأن «الحقران يقطع المصران»!! وبما ان مصراننا لا يزال سليما، ونحن نستمتع بهواء جبل لبنان الصحي، فإننا نطلب من اي من اعضاء اللجنة، التبرع بنفي روايتنا هذه وأن اللجنة لم تقم قط بتوزيع هدايا بمئات آلاف الدنانير لمن يسوى ولمن لا يسوى!!
نضع هذه القصة بتصرف معالي وزير الديوان الاميري، الشيخ ناصر صباح الاحمد، لعل وعسى.
* * *

ملاحظة:
نثمن محاولة الزميل عادل القصار الرد علينا بطريقة غبر مباشرة في مقال الامس الذي بين فيه تواضع منجزات منظمة الكويت ــ أميركا، وهذا ليس اسمها الصحيح، على الرغم من مرور 13 عاما على تأسيسها (1991) وهنا ايضا الحسبة غير دقيقة!! ونتفق معه على ان الجمعية طاخة وننتظر ردها، علما بأننا حاولنا الاتصال بأحد مسؤوليها فلم يرد!!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

… أو فليعتزل النساء

يتحدثون بحماسة فائقة، يشرحون مآساتهم الوظيفية بقهر متضخم وحزن يخجل الثكلى، وبو سلمان يستمع ويحدق في العيون والشفاه، لكن لا يفقه قولهم، فعقله لم يكن معه، أبدا. يتحدثون عن حقوقهم في الترقيات فيسافر بي خيالي إلى الأرجنتين، أثناء حديثهم، لأرقص التانجو على ضفاف الأنهار هناك… إطلاقا لم يكن الأمر استهانة بهم ولا بقضيتهم، وإنما العقل ولله الحمد وصل إلى مرحلة لم يعد فيها هرش الجبهة يجدي لتنشيطه.
أحيانا أشعر بأن العقل له روح وكيان مثلنا تماما، وله ساعات عمل محددة، فإذا ما شغّلته أكثر من الساعات المتفق عليها، بعث إليك وصولات الإنذار، فإن لم ترتدع حمل ما خف وزنه وغلا ثمنه ورفع ذراع الوداع وغادر بالسلامة، وحلّني على ما يرجع… تتأسف له، تستجديه، تعتذر، تقسم بخالقك وخالقه بحاجتك الماسة إليه في هذه الفترة الحرجة، ولا فائدة. فتشتمه وتشتم أهله وتنام ملوما محسورا. متابعة قراءة … أو فليعتزل النساء

د. شفيق ناظم الغبرا

قضية السودان… قضية انتهاك الحقوق في العالم العربي

تتطور الأوضاع بين العرب وغير العرب، كما حصل في السودان أخيراً لتتحول إلى قنبلة كبيرة تعصف بأوضاعنا. ما وقع في دارفور منذ عام 2003، ذلك الإقليم الذي يقع في الجانب الغربي من السودان كان كبيراً. هذا الوضع لم يكن من نتاج خيال الإعلام، بل من واقع مقتل ما يقارب من 300 إلى 400 ألف قتيل وأكثر من مليوني مشرد من الإقليم. إن ما وقع في دارفور كان مؤسفاً بحق شعب تلك المنطقة غير العربي، بسبب ما قامت به ميليشيات عربية تدعمها الحكومة السودانية. والنزاع في درافور، كما هو النزاع في كل مكان، يصبح مشكلة أكبر عندما تمعن الأطراف الأقوى والرسمية بإطلاق العنان لقدراتها العسكرية ضد المدنيين بهدف تهجيرهم وكسرهم، هكذا تخرج الأمور عن السيطرة، وتتحول السلوكيات العسكرية إلى ذبح على الهوية، وإبادة جماعية. لهذا فعندما تأتي الاتهامات الدولية، فهي تأتي من مكان ما ومن واقع على الأرض، وليس كل ما يحصل تجنياً علينا وعلى دولنا. متابعة قراءة قضية السودان… قضية انتهاك الحقوق في العالم العربي

احمد الصراف

ليذهب الاتهام الأميركي إلى الجحيم

مر حتى الآن شهر تقريبا على صدور الاتهام الاميركي بحق «جمعية إحياء التراث» والذي نتج عنه تجميد اموالها في الخارج وحظر انشطتها للاشتباه بدورها في تمويل العمليات الارهابية حول العالم. وبالرغم من طول الفترة الا ان الجمعية، او أيّاً من فروعها، لم تبد اي استعداد لفتح مكاتبها او سجلاتها امام مفتشي وزارة الشؤون «الكويتية» للتأكد من «كيدية» الاتهام الاميركي، والذي يبقى صحيحا وساريا ما لم يثبت عكسه!! فالمتهم في حالتنا هذه هو الطرف الاضعف وهو المشكوك في امره، وعليه تقع كامل مسؤولية تبرئة نفسه، خصوصاً وان عدة دول سبق وقامت باغلاق مكاتب هذه الجمعية للاسباب نفسها، ولا يعتبر القرار الاميركي، الذي تأخر صدوره قليلا، الا تأكيدا اضافيا على صحة قرارات تلك الدول بحق جمعيتنا العتيدة.
لقد سبق وان صدر تصريح رسمي من وزارة الشؤون «الكويتية» (القبس 15ــ6ــ2008) ذكر فيه ان الوزارة عاجزة عن كشف مصروفات الجمعية المالية بشكل كامل، وان هناك «خللا» في آلية المراقبة، وان الوزارة كررت مطالباتها للجمعية بضرورة تزويدها بالبيانات المالية بشكل كامل للتأكد من عدم استخدام اي من ارصدتها بصورة غير مشروعة، ولكن لم تردها اية معلومات من الجمعية، ربما حتى تاريخ اليوم!! واكد المصدر الرسمي في حينه ان المشكلة تكمن في عشرات اللجان التابعة للجنة الام والتي تكاد تنعدم الرقابة عليها جميعا!!.
نشارك «الجميع» القول بأن تذهب اتهامات اميركا بحق جمعياتنا الى الجحيم فهي متحاملة علينا كارهة لنا متعاونة مع اعدائنا، وهذا كله مفهوم، وبالتالي نطالب جمعياتنا الخيرية المباركة بعدم الالتفات إلى تلك الاتهامات!! ولكن أليس من حقنا، نحن المواطنون العاديون، ان نطالب جمعياتنا تحري الشفافية التامة في اعمالها؟ فما يلحق بها من سمعة سيئة ينعكس على وطننا وما يمس وطننا يمسنا، وهنا يصبح الرد على مسؤولي وزارة شؤوننا، وهم مواطنون عرب ومسلمون وأتقياء، أمرا أكثر من هام وضروري، وهذا كل ما نطلبه من رئيس جمعية إحياء التراث وأمينها العام وممثليها في مجلس الامة من المنشغلين اكثر بمصالحهم المالية مع المصفاة الرابعة.
كما نتمنى على السادة المحامين الذين تبرعوا بالدفاع عن الجميعة أمام المحاكم الاميركية، نتمنى عليهم إقناع مسؤولي الجمعية بالرد أولا على اتهامات وزارة شؤوننا الاجتماعية قبل المباشرة بالترافع عن الجمعية أمام المحافل الدولية، هذا إن لم يكن حماسهم، بعد كل هذا، قد فتر قليلا!!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

حوار ديني يرعاه الملك

 

سيكون علماء الدين من الطائفتين الكريمتين في البلاد أمام امتحان صعب… لا خيار آخر أمامهم جميعا غير النجاح في ذلك اللقاء الذي أعلن رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الترتيب لعقده قريبا برعاية جلالة عاهل البلاد، ولابد من إعداد العدة من الآن لهذا الحدث الذي لا أعتقد أن أحدا يريده محاطا بالمجاملات والتنميق وإطلاق التوصيات التي تذهب أدراج الرياح، أو الاكتفاء بمظهرية الشعارات التي شبعنا منها كثيرا إلى درجة أن المواطن البسيط صار ينفر منها، لأنها لا تغني ولا تسمن من جوع.

طوال سنوات مضت، بعد مرحلة الإصلاح في البلاد وقبلها، لم يجلس علماء الدين في البلاد مع بعضهم بعضا… حتى عندما نشطت «خفافيش الظلام» في تنفيذ محاولات تفكيكية أخذت من الطائفية والتفريق والتأليب شعارا لها، لم تكن للعلماء العاملين ذوي الحضور المقبول في المجتمع أية مبادرة أو تحرك لصد الأفكار السلبية المؤثرة على حياة الناس من الطائفتين الكريمتين في البلد، بل كانت خطابات الشحن وكتابات النزاع هي التي ظهرت وانتشرت، وإن كانت قليلة محدودة، لكن لا يمكن إنكار تأثيرها السيئ.

والحمد لله، أن المبادرة جاءت من جلالة الملك، وكأن العلماء الأفاضل لا يمكنهم أن يمارسوا مسئوليتهم الدينية والاجتماعية والوطنية إلا من خلال التوجيهات الملكية! بلاشك، نحن نحترم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ونحترم كذلك المجلس العلمائي، ونكن التقدير لكل العلماء والمشايخ الذين يحملون هموم الوطن، لكننا في الوقت ذاته، لا يمكننا القبول بحال التباعد التي لا تخفيها اللقاءات الرسمية أو المنتديات الفكرية والدينية، فكثيرا ما وجدنا تلك اللقاءات في جانب، والقضايا الملحة والحساسة على مستوى الهم الوطني في جانب آخر، والكل يعلم أن تأثير ودور علماء الدين في نفوس الناس، له الأثر البالغ والتجاوب الأكبر، لكن لو سألت أي مواطن: كيف ترى دور علماء الدين؟ فإن إجابته لن تتجاوز عبارة: كثر الله خيرهم، وجزاهم الله خير الجزاء، لكن ننتظر منهم المزيد، غير خطب الجمعة، والمحاضرات والبيانات والدروس الفقهية.

كنت قد كتبت ذات يوم، أن حال التباعد والجفاء بين علماء الدين، وخصوصا من الطائفة الجعفرية، وبين الديوان الملكي هي حال سلبية يجب ألا تستمر، لكن بعض الإخوة الأفاضل من القراء الكرام، ادعى أنني لا أرى الصورة واضحة، وهي صورة حصروها في المناسبات كعاشوراء والزيجات الجماعية واللقاءات الدورية في مجالس الشيوخ، لكن لم يستطع أحدا أن يقنعني بأن هناك تواصلا وطنيا للتباحث بشأن قضايا الوطن الحساسة، قد وجدت المبادرة من العلماء، واكتفى البعض بالقول إن العلماء يمدون يدهم لكنهم لا يجدون التجاوب المطلوب!

إن الدعوة التي أعلنها رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة لعدد من المعنيين بالشأن الديني في البلاد، إلى لقاء ودي تحت سقف المصارحة والتحاور الحر المباشر وطرح أمور الدين الحنيف بشفافية وصدق ورؤية قائمة على العلم والبحث النزيه، تتجه نحو خطاب وطني في المجالس والمنابر والجمعيات والصحافة، وفي الحياة العامة عموما كما ورد في البيان، لكننا نتمنى أن يكون هذا اللقاء المرتقب، جسرا نعبر من خلاله إلى ما يشبه «لقاءات الحوار الوطني»، يبدأ بعلماء الدين والرموز الدينية الفاعلة في الساحة، ولا ينتهي إلا بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني مستقبلا، لوضع النقاط على الحروف وبشكل واضح… لإنهاء كل ملفاتنا المؤرقة.

احمد الصراف

الضيف الوقح

بعد سنوات قليلة من ولادتي، قابل والدي شخصا غريبا، وكان جديدا على منطقتنا. ومنذ اليوم الأول أعجب والدي به كثيرا، ولم يمر وقت طويل قبل ان يدعوه الى بيتنا ليعيش معنا لفترة ما، لكن اقامته طالت بيننا كثيرا وأصبح فردا من الأسرة بعد ان تقبله الجميع بترحاب شديد.
كان والدي من أشد المتمسكين بأهداب الفضيلة والخلق، وتعلمت منه طاعة من هو أكبر مني. كما علمتني والدتي الفرق بين الخير والشر وأصول التعامل والأدب في الحديث، لكن ذلك الغريب كان شيئا آخر، فقد كان يتصرف بالطريقة التي تروق له بلا تردد. كما كان مصدرا لا ينتهي من القصص والخيال والمغامرات والمتعة والابتسامة. وعندما كنت أود معرفة شيء عن السياسة أو التاريخ أو العلم، فإنه كان يعرف ما حدث في الماضي، وما يحدث في الحاضر، بل أيضا التنبؤ أحيانا بما سيحدث في المستقبل. وكان بمقدور هذا الضيف الغريب اصطحاب عائلتي لحضور مباريات كرة قدم أو الكريكت، وكان يضحكني كثيرا ويجعلني أحيانا أخرى أبكي بمرارة، ولم يكن يتوقف عن الحديث، لكن والدي لم يكن يكترث كثيرا لذلك. وكانت أمنا تتسلل أحيانا الى المطبخ بخفة وهدوء لتختلي بنفسها أثناء حديثه مخافة ان نطلب منها عدم اصدار صوت يقطع علينا أفكارنا ونحن نستمع له، ولا أدري ان كانت تصلي في المطبخ من أجل ان يترك ذلك الضيف بيتنا بعد ان طال مكوثه!
كان والدي يحكمنا بقوانينه وتعليماته التي كانت تحظر علينا التلفظ بأي ألفاظ نابية، ولكن لم يكن يعترض كثيرا على سماع الشيء ذاته من ذلك الغريب، وكثيرا ما احمر وجه أمي وهي تستمع لتلك الكلمة النابية التي كانت تعتصر قلب والدي كمدا لسماعها، والتي كان وقوعها على مسامعنا مصدر ازعاج كبير لنا، ولكن والدي لم يكن يبدي الكثير من الاكتراث بهذا الأمر بعدها بسنوات!
كان والدي يمنع تناول المسكرات في بيتنا، ولكن ذلك الضيف الذي طال مكوثه، لم يكن يكتفي بعدم الاكتراث بتعليمات أبي، بل كان يشجعنا على تناولها بطريقة غير مباشرة، كما كان يجعل من تدخين السجائر أمرا يدل على النضج. وكانت أحاديثه عن القضايا الجنسية شبه حرة ومن دون أي قيود مشددة، وكانت تعليقاته تبدو أحيانا مباشرة، وأخرى ملمحة، وغالبا مثيرة للحرج.
انني أعرف الآن، بعد ان تقدم بي العمر، ان مفاهيمي المبكرة عن العلاقة بالطرف، أو الجنس الآخر قد تكونت بتأثير حديث ذلك الغريب، وقد تحدى ذلك الغريب، المرة تلو الأخرى، مفاهيم التربية التي آمن بها والدي، لكنه نادرا ما كان يطلب منه الصمت أو التوقف عن الحديث في تلك المواضيع، ولم يطلب منه قط ان يترك منزلنا ويغادره الى الأبد.
لقد مر الآن خمسون عاما على قدوم ذلك الضيف، وقد أصبح جزءا منا، لكنه توقف ان يكون بمثل جاذبيته السابقة التي كان يصعب عدم الالتفات إليها. ولو ذهبت لمخدع والدي اليوم لوجدته قابعا في احدى الزوايا بانتظار ان يطلب منه الحديث او ان ينظر الى ما لديه من صور.
ضيفنا هذا هو التلفزيون وقد تزوج قبل سنوات قليلة، وزوجته هي الكمبيوتر!
ترجم بتصرف من واقع النصوص الموجودة لدى زوجة التلفزيون!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

جرحوا أناملها يا محمد الصباح

رسالتها الإلكترونية تحمل الكثير من القهر، كتبتها لي بعدما أضرب عمال محطات الوقود البنغاليون في الكويت عن العمل احتجاجا على حرمانهم من رواتبهم، تقول في رسالتها: «يرضيك يا الوشيحي أن أنزل من سيارتي في هالحر أعبّي بنزين بنفسي، وين راحوا البنغالية يعلّهم الماحي»، وللتوضيح لغير المتحدثين بالكويتية: «هل ترضى يا الوشيحي بأن أنزل من سيارتي في هذا الجو الحار لأملأها بالوقود بنفسي؟ أين ذهب العمال البنغاليون المختصون بتعبئة سيارات النساء بالوقود؟»، وكلمة «يعلهم الماحي» دعاء للإبادة الجماعية… كانت هذه هي رسالتها وكان ردي مختصرا: «سلامة أناملك». متابعة قراءة جرحوا أناملها يا محمد الصباح

سامي النصف

قضايا آخر الأسبوع

يعلم المواطن البسيط انه لو أراد بيع سيارته لوجب عليه إصلاحها وتنظيفها وتلميعها للحصول على أفضل ثمن بيع لها، حيث لا يعقل ولا يقبل ان يعرضها وعجلاتها مبنشرة وصبغتها متقشرة وحالتها للويل، الحكومة تنوي تماما القيام بذلك الأمر مع «الكويتية»، حيث تزمع بيعها والخسائر المالية تملأ دفاترها والأعطال الفنية تصيب بشكل يومي طائراتها القديمة، على العموم حال الدولة مع بيع «الكويتية» للقطاع الخاص كحال قصة زواج حجا من بنت السلطان، أي حضّر حاله للعرس دون ان يشغل باله بسؤال بسيط هو: هل ترغب بنت السلطان به؟!

لا فائدة من التساؤل هذه الأيام عن الأسباب التي تسببت في وصول منطقة جليب الشيوخ للحالة المزرية التي وصلت إليها، المهم ان الحل الوحيد يكمن في تثمين تلك المنطقة، ومعها تثمين البيوت الحكومية في السالمية، ويجب بعد ذلك تحويل المنطقتين الى استخدام تجاري واستثماري عالي الكثافة، وبيعهما للقطاع الخاص كي تسترد الدولة ما دفعته في التثمين أضعافا مضاعفة.

علينا ان نبعد عن أذهاننا، عند ترشيح شخصيات كويتية للمناصب العامة، قضية الأسماء، فلا نستخدمها للتقريب أو للإبعاد، بل يجب التركيز على الكفاءة والخبرة والاقدمية، وعليه نرجو ان نبارك في القريب العاجل للسيدة الفاضلة تماضر السديراوي بحصولها المستحق على منصب وكيلة التربية، نظرا لما تشتهر به من كفاءة وخبرة وأقدمية.

لو أراد أحد ان يحفر بئر ماء في الكويت فانه سيعطي هذا العمل، على الأرجح، لعمال أفغان أشداء كونهم شديدي الاختصاص بمثل تلك المهن اليدوية الشاقة، وعليه لا افهم معنى ان يسافر مطرب تائب قاطعا آلاف الأميال في ثلاثة أشهر لحفر آبار في جبال أفغانستان، ودنا نصدق بس قوية شوية!

تابعت على محطة LBC لقاء ممتعا مع الزميل قينان الغامدي الكاتب المشهور ورئيس تحرير جريدة الوطن السعودية السابق والمرشح هذه الأيام لرئاسة تحرير جريدة عكاظ، مما ذكره الزميل قينان انه نادم على الحدة التي كانت تصبغ مقالاته كونها لا تصلح ولا تعمر شيئا حسب قوله، حيث يرى ان نهج الحكمة والتعقل في الأعمال وضمن المقال أجدى وانفع.
 
ما تعلمه الغامدي في مدة قصيرة مازال بعض كتابنا لا يستوعبونه رغم انهم يمارسون الكتابة منذ عقود ولا نقول قرونا.

آخر محطة:
اعطوا الأجير حقه قبل ان يجف عرقه، وافضحوا بالأسماء من يتاجر بـ «شقى» وأرواح المستضعفين في الأرض، هل يعقل ما نشر في الصحف من ان وزارة الصحة تعطي بعض الشركات 120 دينارا للعامل فتعطي الشركة 100 دينار لصاحبها وتخصص 20 دينارا فقط للعامل لا تصل له في الأغلب، لقد طفح الكيل ولا يجب ان تقبل الكويت من يتاجر بسمعتها لتكوين الثروات المغموسة بالدم وعرق الابرياء.

احمد الصراف

الكذبة الأخرى.. والأمر

تضخم المركز العالمي لنشر الوسطية وتورم جهازه الاداري ليتجاوز المائتي موظف وذلك خلال فترة قصيرة، وغالبتيهم، ان لم يكن جميعهم، من المنتمين، اوالمحسوبين على الحركة الدستورية، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين.
اكثر من 200 موظف على ماميش!! فلا عمل ولا هدف ولا خطة ولا برنامج غير مرافقة مجموعة من الفتية الذين اطلق عليهم «علماء المستقبل» في زيارات عمرة بدرجة 5 نجوم، واقامة الحفلات والمؤتمرات الفالصو، فكلما زاد الصرف زادت علاوات البعض واستفادتهم من ميزانية المركز الوسطية!
يبدو ان الكويت، بسكانها الذين تجاوز عددهم المليون وبمعاهدها ومدارسها الدينية، عجزت عن ان تعطي مركز الوسطية، الذي لا فائدة ولا طائل من وجوده، عجزت عن ان تعطيه امينا عاما!! ولهذا يمم كبار مسؤولي وزارة الاوقاف وجههم شطر افريقيا، والسودان بالذات، ليحضروا منها شخصية سياسية لاتزال تعمل بالمكتب السياسي للحزب الحاكم هناك، وينتمي لحركة الاخوان المسلمين العالمية، ليعمل امينا عاما للمركز براتب اساسي يبلغ 300 دينار وعلاوة خاصة، بامر وزير الاوقاف السابق، قدرها 2000 دينار، او اكثر قليلا، اضافة الى علاوات وبدلات اخرى!
كل ما نتمناه من مجلس الوزراء هو سؤال وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية عما حققه المركز العالمي لنشر الوسطية منذ اربع سنوات حتى اليوم غير صرف الملايين من دون طائل.
يا جماعة يا هو، هذه لجنة فارغة تعمل في محيط هلامي والكويت لم تكن قط ولن تكون معنية بنشر الوسطية لا فيها ولا في محيطها فما بالك بالعالم اجمع وعدد مسلميه يزيد على المليار بكثير، فهل اصبحنا بمثل هذا الجهل وقلة العقل لنصدق ان بامكاننا القيام بهذه المهمة؟
من اكثر الادلة وضوحا على مدى هلامية اهداف المركز ان لا جهة في الدولة تعرف بصورة دقيقة تابعيته الحقيقية! فقد اسسه الوزير السابق المعتوق وانتدب عشرات موظفي الوزارة للعمل به وحاول من جاء بعده الحاقه بالديوان الاميري، اسوة باللجنة العليا لاسلمة القوانين، لاعطاء المركز بعض القوة المعنوية.
كما رأت جهات اخرى الحاقه بديوان الخدمة المدنية، وهكذا يستمر وضعه المهزوز واستمرار الصرف الباذخ على كبار مسؤوليه ورؤساء لجانه من موظفي الوزارة الكبار.
آه، كم اشتاق للسفر اليك يا لبنان، فمتى تهدأ الاحوال لاتخلص من كل هذا الصداع؟!

أحمد الصراف