في مثل هذا اليوم من عام 1952 حدثت ثورة (انقلاب) 23 يوليو التي غيرت المفاهيم العربية العامة واصبحت بالتبعية ام كل الثورات العربية والاسلامية والمصائب والكوارث التي اصابت فيما بعد العراق وسورية وليبيا والسودان وايران واليمن.. الخ وفيما يلي كشف سريع لاهم انجازات ذلك الانقلاب المشؤوم:
الاساءة الشديدة لمفاهيم القومية والوحدة العربية عبر استخدامها في كل عمل قبيح قام به رجال سياسة ومخابرات وعسكر، ذلك الانقلاب من ناصر الى نصر الى عامر.
تغييب الديموقراطية والحريات العامة والترويج الزائف لنهج الديكتاتوريات العسكرية عبر مكائن الاعلام الغوبلزية التي قام بخلق اكاذيبها التي كشفتها حقائق العصر رجال امثال محمد هيكل واحمد سعيد حتى تفشى ذلك النهج وابتليت الشعوب العربية بظلمه وقمعه.
المغامرات والهزائم العسكرية المتكررة (56، 67، الاستنزاف، وباليمن) التي اضاعت سيناء مرتين – لا مرة واحدة – وتسببت في السمعة السيئة لقدرات المقاتل العربي واضطرت العرب لتقديم كثير من التنازلات لاحقا.
تضييع فرص ايجاد حل سلمي واقعي ومبكر للقضية الفلسطينية عندما كانت اسرائيل تستجدي السلام بأي ثمن قبل حرب 67 مما كان سيزيل معاناة الشعب الفلسطيني ويسخر الموارد المصرية والعربية للبناء والتعمير بدلا من الحروب العبثية والتدمير.
خلق شرخ دائم مازلنا نعاني من آثاره المدمرة بين التوجهين القومي والاسلامي العربي عبر القمع الشديد الذي اصاب الحركات الاسلامية من انظمة الانقلابات العسكرية المصرية والعربية.
التسبب في انفصال السودان وسورية وغزة عن مصر بسبب تسليم الملفات السياسية والعسكرية لمجانين وحشاشين امثال صلاح سالم وعبد الحكيم عامر ولو بقيت تلك الدول ضمن نظام عاقل وديموقراطي في مصر لما بتنا نخشى على البعض منها هذه الايام وخاصة السودان من انقسام جديد لـ 4 – 6 دول سنراها قائمة في القريب العاجل.
الاساءة الشديدة لعلاقة مصر بـ «جميع» الدول العربية الاخرى والتدخل في شؤونها الداخلية وزرع الانقلابات والقلاقل فيها اضافة الى استخدام اسلحة الدمار الشامل الممنوعة من غازات وكيماويات ضد قرى ومدن اليمن والسعودية.
اعتماد الكذب والخداع لتحسين صورة المستعمر القمعي الاكبر ونعني الاتحاد السوفييتي امام شعوبنا العربية واساءة العلاقة بسبب تلك العلاقة لدول جارة مؤثرة مثل ايران وتركيا وباكستان والحبشة، وخلق بالمقابل صورة سالبة غير حقيقية للعالم الحر بقيادة اوروبا والولايات المتحدة.
محاربة مشروعي ايزنهاور الاقتصادي وحلف بغداد العسكري اللذين كانا سيضمنان عدم قيام «جميع» الحروب والغزوات التي حدثت فيما بعد في الشرق الاوسط خلال 55 عاما ويفتحان الاسواق الغربية الثرية للمنتجات العربية كما حدث لدول غرب اوروبا وشرق آسيا مما تسبب في غناها وتطورها.
ابعاد الطبقة السياسية المحترفة وشديدة الثقافة السائدة في العهود الملكية في مصر والدول العربية والتي كان اغلبها خريج ارقى الجامعات العالمية واستبدالها بضباط قمعيين سراق لا تتعدى معرفتهم ثكنات المعسكرات التي يعيشون بها.
الترويج لمبادئ التأميم والتدمير المنظم للمنشآت الصناعية والاقتصادية والزراعية والتعليمية والسياحية في مصر والعالم العربي فحولتها من دول قريبة في تطورها لدول العالم الاول الى دول عالم اول.. بعد المائة!
التسبب في اغلاق قناة السويس وحرمان مصر من مداخيلها ومثلها موارد النفط والغاز في سيناء وتهجير اهالي مدن القناة وجعل السد العالي اكثر سدود العالم كلفة في التاريخ وتسليط زوار الفجر على الاحرار من اهالي مصر.
التدمير الشامل والكامل لمؤسسات التعليم المصري العريقة وخلق «اكذوبة» ان انقلاب 52 هو سبب تعلم المصريين علما أن مجانية التعليم الاولي كانت قائمة ابان حكومات ما قبل 52 مع فارق ان تعليم العهد الملكي هو من اخرج جميع عباقرة وعلماء ومبدعي مصر ممن حصدوا جوائز نوبل وغيرها بينما أجدبت حقبة تعليم ما بعد 52 اضافة الى ان سوء تعليم فترة الانقلاب اضطر المصريين كافة لارسال ابنائهم للمدارس الخاصة او الاستعانة بالمدرسين الخصوصيين مما افرغ مقولة مجانية التعليم من محتواها.. والحديث ذو شجون.
آخر محطة:
اتى في مقال الامس ان اسم رجل الاعمال هو سامي بدر الساير والصحيح هو ساير بدر الساير لذا اقتضى التنويه.