يتقدم مرشح الرئاسة الاميركية الديموقراطي باراك اوباما على المرشح الجمهوري ماكين بنسبة 48% الى 45%، ويمكن ان نستخدم تلك النسبتين المتقاربتين عند نظرنا لاحتمالات وسيناريوهات الحرب القادمة في المنطقة خاصة انها قد تقلب حال حدوثها نتائج الاستفتاءات الاميركية سالفة الذكر ويصبح ماكين متقدما بـ 48% الى 45% لاوباما الذي يعاب عليه ضعفه في الامور العسكرية ومن ثم ينتقل اهتمام الشعب الاميركي – مرة اخرى – من الاقتصاد الى الامن.
ويمكن القول تبعا لذلك ان نسبة احتمال نشوب الحرب في المنطقة هي 48% الى 45% لنجاح المساعي الديبلوماسية، وواضح ان هناك اطرافاً متشددة في ايران ترى انها ستكسب سياسيا واعلاميا من نشوب الحرب الجوية حيث ستدعي في اليوم التالي لانتهاء الحرب انها حققت الانتصار السياسي وستجعل من تلك الدعوى الاعلامية وسيلة لتوسيع دورها في المنطقة كما حدث مع مصر الثورية بعد حرب 56 وحزب الله بعد حرب 2006.
كما يمكن القول ان 48% من تهديدات ما بعد قيام الحرب لن تحدث، ونعني اغلاق مضيق هرمز لمدة طويلة او التعدي على الدول الخليجية لعدم وجود مصلحة لايران في استعداء دول المنطقة عليها، يقابل ذلك نسبة 45% من احتمال ردود أفعال عنيفة تحيل الخليج الى بحيرة نفط مشتعلة واطلاق صواريخ لا يعلم احد ما تحمله من رؤوس، خاصة ان ايران تعمل في مجالي الذرة والصناعة الحربية منذ اكثر من 18 عاما.
ويمكن التنبؤ بنسبة 48% ان دولنا الخليجية ستندم كثيرا على عدم قيامها بعمليات تدريب مدني لمواطنيها ومقيميها بشكل متزامن وموحد في الدول الست لرفع الحرج، كما قامت بذلك اسرائيل في ابريل الماضي ولمدة 3 ايام متتالية، وبالطبع هناك نسبة 45% بأننا سنكتشف أنه لا حاجة لمثل تلك التمارين على الاطلاق لفارق القدرات العسكرية بين القوات المتقاتلة ومن ثم نرسخ مفهوم ان «العيش على البركة» هو الخيار الافضل في كل الاوقات.
وهناك نسبة 48% بحدوث عمليات ارهابية ضد المصالح الاميركية في العراق ولبنان وفلسطين وبعض الدول الاوروبية والخليجية، قد تشمل خطف الطائرات، يقابلها 45% بأن الاوضاع في العراق وغيرها تحت السيطرة، وانه لا مصلحة لايران في حرق الجماعات الموالية لها امام شعوبها واظهارها بأنها حجر شطرنج بيد القيادة الثورية الايرانية، وهو ما يؤكد دعاوى خصومها عليها.
ومن الممكن القول ان نسبة دخول اسرائيل الحرب عبر ضربها المفاعل النووي الايراني تصل الى 48% كما قامت بذلك في السابق ضد المفاعل النووي العراقي عام 1981 والسوري عام 2007، وفي ذلك تدعيم للحكومة الاسرائيلية اليمينية القائمة واظهار انها الحليف الوحيد لاميركا في المنطقة، يقابل ذلك نسبة 45% بأن اسرائيل لن تدخل الحرب كونها لا تريد ان تستعدي شعوب المنطقة ضدها وضد الولايات المتحدة.
آخر محطة:
(1) ان كانت هناك حرب فستكون بنسبة 48% في شهر اغسطس و45% في شهر اكتوبر، ونرجو الا تتعدى نسبة حدوثها في شهر سبتمبر – اي شهر رمضان المبارك – 7%، والله اعلم.
(2) احتمالات الحرب تقوى كلما ازداد عدد المستفيدين منها، وواضح ان هناك فائدة كبرى من قيام الحرب للاطراف المتشددة الفاعلة في ايران واسرائيل وبعض دول التحالف الدولي.. والله يستر!