قبل نحو شهر قررت أن أصبح برجوازيا من شلة الـ «بي أو تي» ومشاريع «الخاء راء طي»، فاصطحبت السيد الفاضل أبي عنتر وشقيقتيه وتركت «بو عزوز» في البيت يحمي غيابنا ويكمل شهره السابع، ويممت وجهي شطر إحدى المدارس الأجنبية في منطقة الجابرية الشقيقة بعدما قررت نقل أولادي من القاع إلى القمة أو من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة. وهناك نبهتني مسؤولة شؤون الطلبة إلى أن تلاميذ مدارس الحكومة سيتساقطون مع أول طلقة تخرج من المدارس الخاصة، فوضعت رجلا على رجل وتنحنحت وصححت معلوماتها: سيدتي الفاضلة، أنتِ لا تعرفين «الحاجّة عزة» ابنتي «غلا» التي كُرّمت لتفوقها في الصف الثاني وامتلأت خزانتها بالجوائز. فقذفت المسؤولة بقفاز التحدي في وجهي: ما رأيك لو أجرينا اختبارات لأبنائك الثلاثة؟ يا سلام، على الرحب والسعة. متابعة قراءة صِفر
اليوم: 6 يوليو، 2008
إيران وإسرائيل والولايات المتحدة
إن التسخين المفاجئ بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وبين إيران من جهة أخرى يعكس مخاطر الوضع العسكري في منطقة الخليج. ففي قناعتنا الشخصية أن أي حرب إضافية في المنطقة ستكون عبئاً كبيراً على المنطقة بكل ما للكلمة من معنى. ولكن خيار الحرب كان مطروحاً منذ مدة في الأروقة الأميركية والإسرائيلية، وهو خيار حذرنا منه مراراً في مقالات كتبناها على مدى الشهور الماضية. فسيناريو ضرب إيران، ثم تحرك إيران لممارسة ردود فعل في الخليج سيؤدي إلى دخول أميركي حازم، وسيؤدي بطبيعة الحال إلى تفجير المنطقة من العراق إلى غزة، ومن غزة إلى لبنان. متابعة قراءة إيران وإسرائيل والولايات المتحدة
المصالحة الوطنية وعبدة الشيطان
نشرت الصحف قبل مدة اعلانا لاحد افراد عائلة العوضي الكريمة شكر فيه صاحب السمو الامير، حفظه الله، على تدخله لاصلاح ذات البين بينه وبين بعض اقاربه، كما نشرت الصحف قبل يومين استقبال سموه للشيخين خليفة وعلي الخليفة الصباح ثم النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري لاغلاق ملف التأبين، ولا شك ان تلك الجهود الطيبة لـ «اطفائي» الازمات في الكويت ستساهم في حل بعض الاشكالات القائمة على سطح الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية الكويتية، والمطلوب ان تساهم جهات اخرى وافراد في تلك المسيرة الطيبة كل بقدر جهده.
وضمن الامور المستغربة انه في الوقت الذي يتكاتف ويتلاحم فيه ابناء امم يبلغ عدد سكانها المليارات كالصين والهند والحال كذلك مع أتباع امم اخرى واسعة الارجاء وافرة السكان، نجد ان الخلاف على اشده في بلدنا الذي لا يزيد عدد سكانه على مليون نسمة ولا تزيد مساحته الآهلة بالسكان على 30كم شمال وجنوب العاصمة حتى ندر ان نسمع بكويتي يشيد او يثني على كويتي آخر وكأن الكويت خلت من الاخيار والطيبين، والعياذ بالله.
لقد استفحل الخلاف الشديد دون مبرر بين ابناء الاسرة الواحدة وامتد الخلاف ليشمل ابناء المجاميع السياسية والاقتصادية والدينية وحتى ابناء المهنة الواحدة الذين اعتادوا ان يتراصوا في الامم الاخرى كي يدافعوا عن مصالحهم المشتركة فوجدنا لدينا ظاهرة الطبيب ضد الطبيب، والدكتور ضد الدكتور، والمحامي ضد المحامي، والصحافي ضد الصحافي، والاديب ضد الاديب ..الخ، بشكل بعيد عن التباين والتنافس الصحي الذي يهدف للصالح العام فأغلب تلك الخلافات والصراعات قائمة على معطى شخصي لا غير ولو سألت اغلب المتخندقين بها وحولها عن اسبابها لما وجدت عندهم اجابة معقولة عدا مقولة «مع الخيل يا شقرا» فاذا شاهدنا اناسا يتصارعون فبدلا من الاصلاح بينهم تصارعنا معهم.
وتثبت ظاهرة الصراع المستدام في الذهنية الكويتية ان جينات مقاتلي حربي «البسوس» و«داحس والغبراء» اللتين يضرب بهما المثل في الغباء والتدمير الذاتي الهدمي قد ورّثت مرة اخرى لدى الاحفاد، والغريب ان نسمع من امثال هؤلاء المتخندقين والمتحاربين شكوى مريرة من تخلف الكويت عن جاراتها دون ان يشيروا باصبع الاتهام لانفسهم، فكيف لمرفق من مرافق الدولة ان ينهض وينافس اقرانه من الجيران والقائمون والعاملون فيه يمضون جل اوقاتهم في «كعبلة» وعرقلة بعضهم البعض حتى اصبحنا كالسفينة التي يجدف نصف بحارتها الى الامام ونصفهم الآخر الى الخلف فتبقى ساكنة في الميناء رغم وفرة الجهد الضائع، بينما تمر عليها سفن الجيران منطلقة بأقصى سرعتها الى المستقبل الزاهر.
ولتلك التخندقات الضارة والمعارك والصراعات العبثية اكثر من سبب، فبعضها يقوم على معطى الحقد والحسد غير المبرر، الذي يؤمن بعض اصحابه بسياسة «الارض المحروقة» او مقولة «علي وعلى اعدائي يا رب»، تجاه الناجحين، والبعض الآخر يقوم على تصديق مقولات الزيف والكذب والافتراء وتصديق الاشاعات والاقاويل دون عناء التأكد مما ينقل من المصدر مباشرة وهو احد ادنى مستوجبات العدل، والبعض الثالث – وخاصة ما هو قائم في الدوائر الحكومية – يقوم الخلاف الشديد فيه على معطى عدم الاحتراف حيث يقوم بعض الموظفين باختصام رؤسائهم والتشهير بهم دون الاحترام الواجب من المرؤوس لرئيسه، او بالمقابل الخطأ الفادح لبعض الرؤساء واعتقادهم ان الوزارات والمؤسسات الحكومية هي ملك «خاص» بهم يقربون او يبعدون من جنتها من يشاءون، ضاربين بالانظمة والقوانين عرض الحائط، والحديث ذو شجون.
آخر محطة:
1 – نحتاج لمؤتمر مصالحة وطنية يتم خلاله مصالحة القريب مع القريب واصحاب التوجهات السياسية والمهنية مع بعضهم البعض وهذا العمل اجدى وانفع للجنة الظواهر السلبية من التعامل مع قضايا لا تمس الا اعدادا لا تذكر من المواطنين او حتى لا توجد، ولله الحمد، في مجتمعنا كأكذوبة عبدة الشيطان التي اخترعها احد الاعلاميين لجذب المشاهدين لبرنامجه والتي سيحولها الوهج الاعلامي والبرلماني لحقيقة واقعة، لحب الشباب لكل ما هو غريب.
2 – لو وزع عدد الشكاوى والدعاوى والعداوات على عدد السكان لحاز بلدنا، ولا فخر، المركز الاول بين امم الارض.
آراء في السلف والتلف
يعتبر السلف مجموعة من المتدينين، او غير ذلك، السائرين على هدى من سبقهم من في مرحلة ما من التاريخ.
ولو افترضنا ان السلف الصالح بمجموعه كانوا فعلا على صلاح واستقامة، لوجب على اتباعهم ان تكون اخلاقياتهم وسلوكهم اليوم تشبه، او على الاقل تقارب، ما كان الاولون عليه.
ولكن بتمحيص الوضع الراهن نجد ان الحقيقة خلاف ذلك تماما، وغير ما كانت عليه اوضاع ومواقف هؤلاء قبل سنوات قليلة فقط، فمواقف السلف «القديم» من قضية المشاركة في الحياة السياسية مثلا، من خلال اطر الحضارة الغربية، كانت واضحة تماما، حيث كانت ترفض مثل هذه المشاركة جملة وتفصيلا لكونها نوعا من الشرك بالذات الالهية، واعتمادها على مصادر تشريع غير التي يؤمنون بها وقبول لحكم لا يرتضون به، واعتماد على قضاء لا يثقون بمسوغ حكمه، ولكن فوز غرمائهم في الدين من الاخوان وغيرهم بالمغانم، وعدم ترك حتى الفتات لهم، دفع «كبار مفكريهم» لتغيير مواقفهم «المبدئية» والقبول بالمشاركة في اللعبة السياسية، وبالتالي السكوت عن كل الاعيبها ومداهناتها وخشها ودسها! فهل كان هذا هو برنامج حياة واسلوب عيش السلف الصالح؟
كما يقوم الكثير من المنتمين للسلف بامامة الصلاة في عدة مساجد مقابل اجر ومكافأة، فهل كان هذا من شيم السلف الصالح؟
ويقوم عدد آخر من المحسوبين عليهم، هيئة وتسمية، بالمتاجرة بقراءة القرآن على المياه والزيوت والبصق فيها وبيعها للسذج والمرضى النفسيين مقابل مبالغ مجزية، فهل كان هذا من وظائف السلف الصالح؟
كما «يستحرم» عدد منهم توقيع اي كفالات مقابل الحصول على تسهيلات او قروض من مصارف عادية بحجة معارضة دفع فوائدها للدين!! ولكن هؤلاء انفسهم لم يترددوا في الوقت نفسه من الاقتراض من هذه المصارف وقبول دفع الفوائد الربوية لها، على ان يتحمل بقية اخوتهم وشركائهم مسؤولية كفالة تلك التسهيلات والقروض، فهل هذا من صفات السلف؟
كما يحرص العديد من قادة السلف على الطلب من العاملات لديهم، او لدى الشركات التابعة لهم، ضرورة ارتداء الحجاب، وحتى النقاب ان امكن، في اماكن العمل، ولكنهم ينسون في الوقت نفسه انفسهم واهل بيتهم، فهل كان السلف الصالح يؤمن بالمزدوج من المواقف والوصولية؟
القائمة طويلة والواحد منا لا يحتاج الى ذكاء مفرط ليعرف ان المسألة برمتها ليست الا متاجرة بالدين واستغلال له للوصول لأعلى المناصب واكثرها ربحية ونفوذا، وهذا لا يعني عدم وجود البعض من السلف البسطاء الذين بقوا على عقيدتهم السابقة التي تكفر كل افعال هولاء وغيرهم، وهؤلاء لا يزالون على اعتقادهم بانهم، وهم فقط، الفئة الناجية من النار، ويا نار كوني بردا وسلاما عليهم.. وعلينا.
أحمد الصراف
abibi [email protected]
ليست سوى «خيالات مقلقة»!
لم تكن «أزمة» مواد البناء، التي ما كانت لتطرأ على بال الكثيرين «صورة خيالية»… كانت ولاتزال حقيقة قائمة، ولانزال نجهل كيف ستكون الحلول على رغم التحرك الحكومي! ونجهل أيضا، هل ستكون الحلول، علمية واقعية موضوعية، أم هي «ترقيعية» والسلام؟
لا أحد من أهل البلد يتمنى السوء لبلاده أبدا، ولكن، ذلك لا يمنع من أن نعترف بأن الصعود على السلالم الورقية والادعاء بأن الأمور في البلاد دائما وأبدا على خير ما يرام سيجعلنا نسقط السقطة تلو الأخرى، ثم نهب للبحث عن الحلول، وقد عزت… بعد فوات الأوان، أو حتى في أوان الفوت، لن يكون في مقدورنا التحرك لضمان الحلول المطمئنة… إذا، ما الحل؟
الحل ببساطة، أن نعترف، بأن الكثير من الأجهزة الحكومية ينقصها التخطيط الإستراتيجي، وهي حين تدعي دائما تحقيق المراتب الأولى، بل والأولى من نوعها، فإنها لن تصبح وحدها حطاما تحت جبل من المشكلات والأزمات، بل سنكون كلنا تحت ذلك الحطام لا قدر الله.
الوقت ليس مناسبا للحديث عما حققناه من إنجازات والركون إلى العافية، وكأننا لا نستطيع التحرر من مقولات ولدنا وتربينا عليها من قبيل أن العرب تسيدوا العالم… وعلماء المسلمين اكتشفوا الابتكارات قبل أن يكتشفها الغرب… وكنا، وكنا، وكنا، في السابق… في الماضي من الأيام… أما عن اليوم الحاضر، فلا شيء لدينا إلا الفخر بإنجازات الماضي، وأننا لانزال، منذ القدم، في المقدمة.
يعتقد الكثير من كبار المسئولين، وأصحاب القرار، أنهم بتكرار العظيم المنجز كل يوم، إنما هم بذلك يفرحون القيادة السياسية، ويعتقدون أيضا، أنه من العيب أن نتحدث بصراحة عن أوجه الخلل واستقراء المستقبل بعقول متفتحة تنجينا مما لا تحمد عواقبه، إذا، هم بذلك يخدعون القيادة ويخدعون الدولة ويخدعون الشعب كله! متناسين مسئوليتهم أمام الله وأمام القيادة بأن عليهم أن يكونوا صادقين، وإلا فإنهم سيغضبون القيادة وسيغضبون الشعب كلما وقعت واقعة.
لنتخيل، من باب التخيل الحر فقط الآتي:
– كيف سيكون وضعنا لو تكررت أزمة «الاثنين الأسود» وانقطعت الكهرباء عن البلاد مجددا؟
– لو لا سمح الله، تعطلت محطات تحلية المياه، ما المخزون لدينا، والى أي مدى يمكن أن يصمد؟
– ماذا لو استمرت أزمة مواد البناء، وانقطع المدد القادم عبر جسر الملك فهد لسنوات مقبلة؟
– ليس لدينا أمن غذائي إطلاقا… فلا ثروة زراعية ولا حيوانية، ولا مصانع أغذية تتوافر موادها الخام محليا… ماذا لو اشتدت أزمة الغذاء العالمي، كيف سيكون وضعنا؟
– بين حين وحين، نواجه أزمة دوائية، ودائما الحلول موجودة وناجحة، لكن ما هي؟
– ما مصادر الدخل القومي المستقبلية القادرة على الإيفاء باحتياجات الأجيال المقبلة… زادت أسعار النفط أم تدهورت؟
– نستورد كل شيء من الخارج… متى سنحصن أنفسنا داخليا؟ ماذا لو نشبت الحرب، ومرة أخرى، انقطع المدد القادم من الخارج؟
لاشك في أن كل الحلول موجودة لدينا، لكن أين وكيف ومتى؟
قد نراها مجرد «أوهام»، لكن لا يمكن أن يكون التخطيط الإستراتيجي الحقيقي وهما؟