سامي النصف

الهوية الخليجية والروشتة الثورية

تمثل قصة النجاح الخليجية القائمة على التعقل والحكمة احراجا كبيرا للثوريات العربية التي تسلمت دول حضارة تملك بشكل فريد اربعة من مقومات النجاح قلّ ان وجدت في بلد آخر وهي الطاقة والماء والارض الزراعية والمناخ المعتدل واسس الاستقطاب السياحي الثقافي والديني والترفيهي الا انها انتهت بتدمير البلدان التي ابتليت بها واوصلتها الى الحروب والكوارث والمجاعات.

فبعد الدعاوى الكاذبة بفشل مجلس التعاون (قارنه بالمجالس الاخرى في المنطقة) والصياح الثورجي على معاهدات التحالف الدولية مع الديموقراطيات الكبرى في العالم بحجة عودة الاستعمار(!) من قبل من جعل من بلاده قواعد عسكرية للمستعمر الاكبر في التاريخ ونعني الاتحاد السوفييتي الذي كان يستعمر ويحكم بالحديد والنار 15 جمهورية ضمن مكوناته اضافة الى استعماره دول اوروبا الشرقية وبعض دولنا العربية حيث كان سفيره في عدن على سبيل المثال يغير حكامها بأسهل مما يغير الوان بدلاته.

وعندما فشلت جميع تلك الغوغائيات الثورية في تفكيك اواصر اللحمة الخليجية او فسخ معاهداتها مع الدول الحليفة، بدأت نغمة او اسطوانة جديدة تسفك فيها دموع التماسيح على ما سمي بـ «فقدان الهوية الخليجية» مستغلين ما نسب الى احد مسؤولي الأمن في الخليج ممن لا نعلم حقيقة ما قاله وان كنا نعلم ان المحاسبة تتم على ما يعمل لا على ما يقال حيث ان الامارة التي يتولى مسؤولية الأمن بها يقارب عدد العمالة الاجنبية فيها 90% دون مشاكل.

اننا في حقيقة الامر امام وصفتين طبيتين مجربتين، الاولى هي الوصفة الخليجية القائمة على الانفتاح والتسامح وعدم الخوف على الهوية وهي وصفة جربتها مصر في عصرها الذهبي حين فتحت ابوابها حتى منتصف القرن الماضي للملايين من الاوروبيين وغيرهم للعمل على ارضها فأفادوها واستفادوا منها حتى ان السد العالي هو فكرة مهندس يوناني مقيم في مصر ومثل ذلك قناة السويس التي هي فكرة وتنفيذ المهندس فرديناند ديليسبس المقيم هو ووالده في القاهرة وقد ساهم هؤلاء بعلمهم واموالهم مع مضيفيهم المصريين بجعل مصر «باريس افريقيا» والقدوة الحضارية التي نظر لها الالمان واليابان اوائل القرن الماضي، الوصفة الثانية هي الروشتة الثورية القائمة على النظرة الشوفينية العنصرية للآخرين وطردهم وتأميم ممتلكاتهم كما حدث في مصر بعد عام 52 وغيرها من دول ثورية ادت بها الى الخراب والدمار.

اخيرا ان الهوية الخليجية والقومية العربية والدين الاسلامي بألف خير وعافية في اقطارنا الخليجية ولا خوف عليها الا من اصحاب الطرح الثوري ممن يريدوننا ان ننظر لاخوة لنا في الانسانية، يشاركوننا بناء اوطاننا وتحقيق المعجزات القائمة، بنظرة الازدراء والطرد كي تتوقف عمليات التنمية في الخليج كما توقفت في الاقطار التي ابتليت بهم بدلا من ان يأخذوا هم بوصفتنا الناجحة فيفتحوا بلدانهم للآخرين كما تقوم بذلك جميع الدول المتقدمة التي لم تعد عواصمها او حتى منتخباتها الرياضية يتمثل بها عنصر واحد حيث وجدوا ان التنوع والتسامح هما وصفة النجاح الدائم.

آخر محطة:
لا تطمح ولا تطمع العمالة الاجنبية في التوطين او الحصول على الجنسية الخليجية لذا فمن اين اتت دعاوى الخوف على الهوية الخليجية التي هي دعوى حق اخرى يراد بها باطل؟

احمد الصراف

ندوة في مقال

قامت «رابطة الأدباء» في الأسبوع الماضي بعقد ندوة تعلق موضوعها بلجنة الظواهر السلبية سيئة الذكر، وطرق مواجهة هجمة القائمين عليها على حريات المواطنين والمقيمين.
شاركت في الندوة متحدثا، ولكن كلمتي لم تنقل بشكل سليم في الصحافة، وهذا نصها بعد، اجراء تعديل طفيف عليها.
اتصلت احدى المشاركات في الندوة وطلبت مني توخي الهدوء في كلمتي، وأن أقلل من هجومي على المتطرفين الدينيين!! وأنا نصف نائم وافقتها الرأي على أن أكون ايجابيا، وأن ليس من المجدي محاربة هؤلاء، فكلما كتبنا كتبوا أكثر!!
حقيقة لم أكن أود الحديث عن مواقف الأطراف المعادية للحريات والانسانية، وكلمة السيدة تلك جعلتني أتساءل لماذا نسكت عنهم ونخاف من ردة فعلهم، وهم على كل تلك الوقاحة في الطرح والرغبة في الخنق؟!
عنوان الندوة اليوم يتعلق بأنشطة لجنة الظواهر السلبية في المجتمع وكيفية الرد عليها بالمناسب والفعال من المواقف.
يجب أن نعرف أولا أن لجنة الظواهر السلبية معنية أساسا بالموقف من المرأة، وبكل ما يتعلق بها من لبس وتصرف وموقف ورأي، وهي لب المشكلة برمتها.
وحيث ان هذه اللجنة مؤقتة، فانها يوما ما ستختفي وينمحي من هم وراءها، أيا كانوا، فهذا هو حكم القدر. وبالتالي فان المشكلة ليست معهم ولا مع الحكومة التي سكتت حتى الآن عنهم، بل المشكلة مع المرأة تحديدا!
فالظواهر السلبية تتعلق بها، فهي الداء وهي الدواء، والرجل هنا، من أمثالي، عاجز عن فعل الشيء الكثير. فالمرأة لم تصل لهذا الوضع المتدني اجتماعيا وسياسيا الا عن طريق القهر، وهو أسلوب يصعب على من في وضعي اللجوء اليه بغية انتشالها من وضعها المتدني هذا.
مواقف النساء في الانتخابات الأخيرة، ومن أمور كثيرة أخرى تتعلق بحقوقها وحرياتها، لم تأت وليدة اللحظة، بل هي مواقف «متعوب عليها» من قبل مجاميع هائلة من الرجال. فطريقة تفكير نسائنا بشكل عام شكٌلت من قبل هذه المجاميع الرجالية على مدى قرون، بحيث سعت لحرمانها من نعمة التعليم لتصل الحال بنا إلى هذا الوضع الذي نحن وهن فيه، فمن يهن يسهل الهوان عليه، ويبدو أن هذا الهوان سيطول كثيرا.
لقد قال «نزار قباني» يوما لقد حملت المرأة ثلاثين عاما على ظهري، ولكنها خذلتني في النهاية. ولو كان نزار مرشحا في الانتخابات الأخيرة لخسرها بما أعطته المرأة من أصوات لغرمائه ومنافسيه!!
المتشددون دينيا، وغالبية قادة دولنا، كانوا من الرجال. وكانوا، ولا يزالون يؤمنون بأن المرأة هي أم وأخت وشقيقة وابنة وزوجة، ولكنها قبل كل هذا وذلك هي «عورة»، وعلى هذا الأساس يجب التعامل معها، علما بأن كلمة عورة دخلت قواميس الكثير من لغات الدول الاسلامية كتسمية رسمية للمرأة في الهند وباكستان ودول أخرى في جنوب شرق آسيا.
كون المرأة عورة يعني أنها يجب أن تحفظ وتبعد عن العيون. كما يعني، ضمن أشياء كثيرة أخرى، أنها يجب ألا تتلوث بالخروج من البيت أو تلقي التعليم، وقد مات واستمات الكثير من الرجال لحرمان المرأة من تلقي التعليم، والأمثلة كثيرة.
يمتد تاريخ الكويت الحديث لـ 300 عام تقريبا، كانت المرأة في جزئه الأعظم راضية بوضعها متقبلة لمكانتها المتواضعة فيه غير عالمة بما يجري حولها. ولكن ما أن تعلمت قليلا، وتنفس عقلها نسائم الحرية، حتى قررت، ليس فقط خلع العباءة السوداء التي كانت تغطيها وتكبس على عقلها، بل وقررت، في رسالة رمزية واضحة، حرق تلك العباءة، أو السجن الذي كان يأسر حريتها!!
يا سيدتي يا من طلبت مني أن أكون لطيفا في كلمتي مع المتطرفين الدينيين وأن ابتعد عن مهاجمتهم أود أن أكرر لك أن مشكلتي الحقيقية كانسان ليست مع هؤلاء، فهم ليسوا الا طلاب مناصب وتجار سياسة ودين وهمهم تكوين الثروات وبلوغ المناصب عن طريق صوتك وصوتي، وبالتالي فثمنهم معروف ومقدور عليهم. فمشكلتي يا سيدتي هي معك أنت، فأنت الخصم والهدف والضحية والحكم والقاضي والمتفرج، ولن ينقذ المرأة من براثن لجنة السلبيات ومن السطوة الدينية للمشرفين عليها غيرك أنت، ولن يجمد نشاطها غير وعيك ولن يضع نهاية للشرير والفاسد من مخططاتها غير امتلاكك لكامل وعيك ومعرفتك لحقوقك كمواطنة، وقبل ذلك كإنسانة حرة.
سيأتي، عاجلا أم آجلا، اليوم الذي ستتحرر فيه المرأة من قيود الرجل وأوامره والشاذ من طلباته، ولكن حتى ذلك الحين سيسقط الكثير من النساء قتلى وثكلى وضحايا باكيات يائسات مسلوبات الارادة منتهكات الحقوق.
ولو حاولنا النظر لوجوه بعضنا البعض في أي تجمع أو سوق، فاننا سنجد أن غالبية النساء اما محجبات أو منقبات. وارتداء الحجاب في نظري ليس حرية شخصية، كما يحب البعض أن يصف الأمر، بل هو موقف سياسي، وأحيانا انتماء طائفي، وفي حالات أخرى دعوة للاغراء من خلال الفاضح من الحجاب واللباس والماكياج. وبالتالي فان تبعات ارتدائه لا يمكن حصرها في أمر أو أمرين. والمشرع الفرنسي الذي منع طلاب وطالبات المدارس من ارتداء الرموز الدينية، ولأي دين انتموا، لم يصدر قراره عن عبث. كما أن حكم المحكمة التركية العليا الذي أوقف قرار الحكومة بالسماح للطالبات المحجبات من دخول الجامعة لم يكن قرارا عبثيا أيضا، بل حمل مضامين واضحة لمن هم في مثل وضعنا، فهل نتعظ؟
النقاب والحجاب لم يكونا بهذا الشيوع قبل 30 عاما مثلا!! كيف أصبح اليوم بمثل هذا الانتشار، ان لم تكن للسياسة علاقة بالموضوع؟ فهو ليس مجرد قطعة قماش توضع على الوجه لتمنع الرجل من النظر للمرأة، بل هي قطعة قماش تغطي الرأس لتمنع ما فيه من أن يفكر وينطلق بحرية؟
لا أدعي هنا أن رأيي صواب ورأي الآخرين خطأ، ولكني عاجز عن الاقتناع بأن الرأس المغطى، ولو بقطعة قماش، يمكن أن ينطلق ويبدع وصاحبته تصنف في الوقت نفسه بكونها «عورة» وناقصة يستلزم الأمر سترها، فهي عنوان اغواء ومشروع فساد، وما يحدثه ذلك في نفسها من شعور بالدونية!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

الوقوع إلى الأعلى

بعد مئات الأعوام من الآن، وعندما يتحول الكويتيون وصراعاتهم إلى قصص وأساطير يغنيها شاعر الربابة كما يغني تغريبة بني هلال… في ذلك الوقت، سيروي الجد ذو الفم المهجور من الأسنان لحفيده حكاية رجل كويتي أحب بني وطنه، وهام بهم وخاف عليهم، لكنهم أو بعضهم، تنكّر له. كان يدافع عنهم وعن حقهم في أن يشاركوا في حكم أنفسهم لا أن يكونوا قطيعا يساق بالعصا الغليظة، بيد أن بعضهم أشاع بأن أهدافه سوداء، سواد قلوبهم… كان الرمز يحفظ لهم ميزانية دولتهم وأجيالهم القادمة، التي هي نحن (الكلام على لسان الجد بعد مئات الأعوام من الآن) وكان يغضب لو رأى تجاوزا أو تطاولا على أموال البسطاء منهم، فاهتز اللصوص الكبار واتهموه هو ذاته زورا بالسرقة، فصدّقهم الغوغاء… كافح الرمز كثيرا من أجل تخفيض الارتفاع المجنون في أسعار الأراضي كي يستطيع البسطاء تأمين مسكن لهم، وتم له ذلك بعد جهد وعرق، وانخفضت الأسعار، لكن الشعب في غالبه كان يسير خلف العمائم واللحى التي تقوده إلى مصير لبنان والعراق. متابعة قراءة الوقوع إلى الأعلى

د. شفيق ناظم الغبرا

الديموقراطية في الكويت!

السؤال الذي يسألك إياه أي عربي من الإمارات أو قطر أو الأردن أو أي دولة أخرى: كيف هي حالكم في الكويت، ماذا يحصل عندكم؟ إن الاجابة على هذه التساؤلات بإقناع ليست بعملية سهلة، فالديموقراطية في الكويت تعيش مأزقاً يكرر نفسه عند كل منعطف. ولهذا أسباب عدة. فالكويت تتواجد في إقليم قلما تطورت فيه التجربة الديموقراطية بصورة حيوية وصادقة وحقيقية. ففي كل مكان مركزية شبه شاملة وأنظمة تهمش النخب والاختلاف. لهذا فالبيئة العربية المحيطة لا يوجد فيها نموذج ديموقراطي ناجح تستطيع التجربة الكويتية أن تستلهم إيجابياته، مما يعود ويجعل التجربة الكويتية واحدة من التجارب القليلة عربياً، كما يجعلها أيضاً تجربة متقدمة نسبة إلى غيرها من التجارب العربية. متابعة قراءة الديموقراطية في الكويت!

سامي النصف

أرق وزير المواصلات

توسعت أعمال ديوان المحاسبة وأصبح الديوان يمسك بمفاصل الدولة، فعبر تقاريره يتم استجواب وإبعاد الوزراء، لذا نرجو الحرص كل الحرص على ألا تتولى زمام أموره أطراف حزبية أو سياسية تصبغه بصبغتها وتجعل هذا الطرف أو ذاك يهيمن بشكل مباشر على القرار الحكومي في بلد تتغير فيه التحالفات والصداقات بأسرع من تغيير سرعة الرياح، وكيل الديوان السيد عبدالعزيز الرومي شخصية كفؤة عاقلة أمينة غير منتمية لأي تيار وهو المرشح الأفضل لذلك المنصب المهم بعد تقاعد العم براك المرزوق الذي لا توفيه الكلمات حقه من الثناء.

أقولها بصراحة كبيرة وبقلب محب للديموقراطية في البلد: إنني أجد استحالة – لا صعوبة – في شرح أو ترجمة القضايا التي تدور حولها الأزمات في ملعبنا السياسي لأي صديق أو إعلامي زائر، أي كيف أشرح أزمة رسالة الدواوين أو لبس الوزيرتين أو الظواهر السلبية أو المقترح الأخير بالسجن 5 سنوات لأي مواطن يبدي رأيه الحر الشخصي بدعم الحل غير الدستوري، أحد الزملاء المخضرمين لم يتعرض لمثل هذه العقوبة القاسية جدا إبان المجلس «المزور» عام 67 عندما قام بزرع المتفجرات في منزل وزير الداخلية، فهل يتعرض لها هذه الأيام بسبب مطالبته الشخصية بالحل غير الدستوري؟ وللعلم لا توجد اتفاقية تبادل مجرمين مع البرازيل إن أحب الارتحال إليها.

لدى بعض مصوري البرلمان مكر شديد، فقد قام البعض منهم بنشر صور للقطات مقربة تظهر بعض النواب المعترضين على لبس الوزيرات الفاضلات وهم في حالة أحاديث ضاحكة معهن لذا فما الداعي لعمليات التصعيد غير المبررة التي تحاول الحصول على حكم قضائي دستوري بفرض «الملافع» أو «البراقع» على وزيرات الحاضر والمستقبل؟! علينا أن نحاسب الوزيرات الفاضلات على ما في رؤوسهن من خطط لخدمة الوطن والمواطنين لا على ما يلبسنه فوق الرؤوس.

لا ألوم على الاطلاق وزير المواصلات الفاضل عبدالرحمن الغنيم على تكرار مقولته انه لا ينام الليل بسبب قضايا السلامة في «الكويتية» واشاطره تماما ذلك التقييم الذي ستتلوه مقالات مختصة لاحقة، وأرى أن مساري السلامة والتخصيص متلازمان، حيث لن يتقدم احد لشراء مؤسسة ذات طائرات متهالكة يتم التخبط الشديد في التعامل مع قضايا السلامة فيها، لقد دوّن في محاضر مجلس الامة ذلك التحذير الذي يمس حياة كل مواطن، ويفترض أن يتلوه تقرير يومي يوضع على مكتب الوزير كل صباح عن مستوى السلامة في المؤسسة من قبل الجهة المختصة بالرقابة عليها، ونعني سلطة الطيران المدني التي يرأسها شخص شديد الكفاءة والاختصاص هو م.

فواز الفرح الذي يجب ان يستمع لاقواله وألا يضرب بتوصياته عرض الحائط.

وفي هذا السياق لم أفهم على الاطلاق ما قاله أحد النواب من أن شراء الطائرات قبل التخصيص خط أحمر، فما نعرفه هو أن «جميع» شركات الطيران العربية الحكومية قد تقدمت دون استثناء بطلبات شراء طائرات وتحديث لاساطيلها توفيرا لنفقات الوقود الباهظة وحفاظا على سلامة ركابها، رغم أن كثيرا منها لديه خطط مستقبلية «للتخصيص»، فهل من قال تلك المقولة أكثر علما وعقلا وكفاءة من القائمين على تلك الشركات الحكومية الدولية كالإمارات والقطرية والاتحاد والخليج..إلخ؟ قاتل الله الجهل والفساد وسيادة مبدأ إما أن استفيد شخصيا أو فلتذهب المصلحة العامة للجحيم.

وللمعلومة، سواء بقيت «الكويتية» حكومية وهو الأمر المرجح، أو وجدت – في أمر أشبه بالاستحالة – من يرضى بشراء شركة تخسر مئات ملايين الدولارات سنويا وأصولها عبارة عن طائرات متهالكة ومبان مملوكة للغير، فالواقع يظهر أن عليها أن تجدد الأسطول حفاظا على سلامة ركابها، ولا يوجد في أسواق الطيران إلا أسطول طائرتي بوينغ 787 والايرباص 320، كبديل لما هو موجود فما الذي استفادته الكويت و«الكويتية» من إلغاء صفقة شراء طائراتها بعد أن تضاعفت هذه الأيام أسعارها وتأخر موعد تسليمها والنتيجة في النهاية واحدة، هذا ما لم ننتظر حتى ندفع ضريبة الدم قبل اتخاذ القرار السليم، والحديث ذو شجون.

احمد الصراف

جريمة في الطريق

لا أعرف القرار النهائي الذي استقرت عليه الحكومة في ما يتعلق بتأجيل دوام المدارس لما بعد العيد، بسبب تضارب رأيها من جهة وبسبب وجودنا خارج الكويت من جهة أخرى، ولكن لو تمت الموافقة على التأجيل لكان ذلك في حكم الجريمة الكاملة بحق المجتمع ككل.
التأجيل، إن حصل، يعني ببساطة ان العطلة ستمتد من منتصف هذا الشهر، السادس إلى منتصف الشهر العاشر، أكتوبر، أي 120 يوماً! وحيث ان بوادر الصيف لا تبشر بطقس حار فقط، بل ومغبر وقاس جداً، فإن هذا سيدفع بغالبية الأسر، من مواطنين ومقيمين للسفر والبقاء خارج الكويت لفترة لا يقل متوسطها عن شهرين، وهذا بحد ذاته سيشكل إرهاقاً واستنزافاً رهيبا لدخول غالبية أرباب هذه الأسر، خصوصاً ان موجة الغلاء لم تستثن أي دولة من شرورها في العالم أجمع، وهذا يعني عودة الكثير من هذه الأسر إلى حلقة الاستدانة الجهنمية، ومن بعدها الشكوى لممثليهم من غلاء المعيشة وشظف العيش، وما سيتبع ذلك من مطالبات سخيفة بإلغاء قروض المواطنين!
ثانياً: وقوع شهر رمضان خلال العطلة الصيفية يعني ببساطة ان طلبة المدارس، واليافعين الذكور منهم بالذات، سيكونون هدفاً سهلاً لناشطي التيارات الدينية المتطرفة الذين سيتهافتون عليهم من خلال دورات صيام ومناسبات قيام وقنوت تمتد إلى ساعات متأخرة من الليل.. وغير ذلك من أنشطة الصحوة والدعوة.
كما أن تأجيل العام الدراسي حتى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، مع احتمال انتظام الدراسة في منتصفه، سيدفع الهيئة التدريسية لـ «كروتة» عمليات التدريس بسبب ضغط الوقت ومن ثم الاضطرار إلى سلق المنهج بغية تعويض ضياع شهر كامل من عام دراسي قصير أصلاً!
نتمنى على عقلاء الحكومة، أو من تبقى منهم، عدم الرضوخ لضغوط الجهلة من أعضاء المجلس.. فهؤلاء لا همّ لهم غير إرضاء الغريب والشاذ والمتخلف من رغبات بعض ناخبيهم.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

أقطاب الفتنة… ورؤوس الشر!

 

الغالبية العظمى من أهل البحرين قرأوا صحف يوم الجمعة… وكان محتواها الأكبر على المستوى المحلي، تمثل في ردود فعل متنوعة من شخصيات ورموز سياسية ودينية واقتصادية ووجهاء أيدوا ما جاء في لقاء جلالة عاهل البلاد بحضور سمو رئيس الوزراء بقصر الصافرية يوم الخميس الماضي وحضور الوزراء في ذلك اللقاء المهم، الذي أعاد تأكيد مسئولية الجميع في التصدي للطائفية من باب الالتزام الحقيقي والامتثال الوطني للحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي ورفض أصوات التفريق وممارسات السوء.

لذلك، جاء لمعان الصحف، كل الصحف واضحا بعناوين أكثر وضوحا تناغمت مع مسيرة جمعية «الوفاق» ضد الطائفية وضد التعرض للرموز الدينية، لكن أقطاب الفتنة ورؤوس الشر، كما كانوا دائما، ينشطون دونما اكتراث لأي صوت!

وربما سيعودون بعد حين…

لكن، في ظني أن هناك ثمة خللا متكرر الحدوث بصورة مربكة، ومثيرة للقلق! فعلى مدى سنوات، كان بعض الكتّاب في الصحافة المحلية، وبعض المشايخ، وبعض السياسيين وعدد من الناشطين، أو كما يسمون أنفسهم، وأسماء مستعارة كثيرة في المنتديات الإلكترونية… كانوا ولايزالون، وسيستمرون، في إشعال فتيل الفتنة…

الخلل الذي قصدته هو ترك من يعبث يعبث، ومن ينعق ينعق، ومن يؤجج يؤجج، دونما محاسبة… علني هنا أشير إلى خطوات عملية يجب اتخاذها – بالقانون – إذا أردنا أن نقطع رؤوس الأفاعي:

– حين يتكرر القول، إن هناك من يريد الفتنة من خلال شتم الصحابة وأمهات المؤمنين في مخطط صفوي ممنهج، يجب على المدعي أن يقدم المدعى عليه للمساءلة القانونية، فهناك من توعد بمراقبة المآتم في شهري محرم وصفر، لكننا لم نجد منهم من تقدم بدعوى قضائية ضد «الشتامين»!

– حين يدعي من يدعي بأن هناك متآمرين يريدون تدمير البلد ويدعون إلى كراهية الحكومة والأسرة الحاكمة، فعليه أن يكون صادق النوايا ويتحرك من خلال مؤسسة القانون.

– حين تكتب كاتبة، أو يصرح نائب، أو يرفع أحدهم صوته محذرا من إخفاء أسلحة، أو يكتشف اكتشافا مذهلا يعرض الأمن القومي للبلاد لخطر فادح، فلزاما عليه أن يتجه إلى وزارة الداخلية أو جهاز الأمن الوطني أو إلى المحاكم، محملا بأدلته وقرائنه، وليس بأكاذيبه وافتراءاته ذات النوايا السيئة.

– بعد الحديث التاريخي المهم لجلالة الملك يوم الخميس الماضي، لم تعد هناك أعذار لكل من يظهر شاهرا ظاهرا في التصريحات والكتابات والخطب على أنه «المواطن الأصيل الصالح» ليلقي قنابله هنا وهناك… عليه أن يحترم القانون، ويتهم بالقانون، ويسائل بالقانون.

أيا كانت انتماءات من تنطبق عليهم النقاط السابقة، لم يعد مقبولا تجاوز القانون في دولة القانون، والمتاجرة بأفكار أناس ترك لهم «إبليس» الدور ليلعبوه نيابة عنه.

احمد الصراف

كارما شارون والزنداني وزغلول

1- ترتبط الممثلة الأميركية «شارون ستون» بعلاقة صداقة روحية عميقة بالـ «دلاي لاما Dalai Lama»، زعيم التبت الروحي الذي طرده الصينيون من وطنه عام 1959.
من واقع صداقتها تلك، وفور انتشار أنباء الزلزال الذي ضرب منطقة شسوان في الصين أخيراً، والذي تسبب في وقوع أكثر من 70 ألف ضحية، صرحت «ستون» بأن هذا الزلزال ما هو إلا «كارما»، وتعني بلغة المندرين، «عقاب السماء»، وذلك بسبب الجرائم التي اقترفتها الصين بحق شعب التيبت وطردها للدلاي لاما من وطنه وقتل أتباعه!!
تصريحات الممثلة «ستون» التي اعتذرت عنها بعد ذلك، أثارت موجة استياء كبيرة في الكثير من الدوائر، وبالذات في الصين التي أعلنت عن مقاطعة أفلامها والتوقف عن عرض منتجات التجميل الفرنسية التي تقوم بالدعاية لها مما سيفقد الشركات المتعاقدة معها مئات ملايين الدولارات.
كنت أعتقد ان قضايا العقاب السماوي تقتصر على حفنة من «مفكرينا» ولكن يبدو، بعد دخول الآنسة «ستون» على الخط، ان الكثيرين من خارج «منظومتنا الفكرية يؤمنون أيضاً بهذا النوع من العقاب الأزرق.
2- ورد في «القبس» 25-6، ان السيد طارق رجب أكمل قائمة الشخصيات المسلمة التي حازت جوائز نوبل. وقال السيد طارق في رسالة له لـ «القبس» تعليقاً على ما نشر فيها في الأسبوع السابق، ان «محمد البرادعي» مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية نال نوبل للسلام عام 2005، وبذلك يكون رابع عربي يحصل على هذه الجائزة والثاني في فرع السلام!!
لقد لفت قارئ حريص انتباهنا لحقيقة ان جائزة نوبل للسلام منحت للوكالة الدولية للطاقة وليس لشخص مديرها العام، الذي استلمها بصفته الوظيفية وليس لإنجازاته الشخصية.
هذه الحادثة البسيطة ذكرتني بكم الانتقادات والاتهامات التي لم يتوقف نفر منا عن توجيهها للمشرفين على منح جائزة نوبل بأنهم صهاينة وأنهم منحازون لليهود، أو معادون للعرب والمسلمين!!
لسنا هنا في معرض الدفاع عن حيادية مؤسسة جائزة نوبل، ولا هم بحاجة لدفاعي، ولكن من حقنا التساؤل عن المنجزات العظيمة التي قدمناها للبشرية والتي كانت علماً بارزاً في أي من المجالات الستة التي تمنح عليها الجائزة والتي لم تحظ باهتمام المشرفين على منح الجائزة؟ هل حقاً حققنا إنجازاً غير مسبوق في الطب أو الفيزياء أو الكيمياء، أو حتى الأدب، وحرمنا من نيل التقدير عليه؟
نعم، هناك إنجازات السيد «زغلول النجار العلمية، التي سبق ان أفضنا في الحديث عنها، والتي كتب عنها الزميل أحمد البغدادي بإفاضة أكثر قبل أيام، وكيف انه، أي زغلول، يرفض وجود أي طرف آخر معه في أي لقاء إعلامي يستفرد فيه للحديث عن منجزاته وعجيب أعماله!!
وهناك أيضاً الإنجاز الطبي العظيم الذي سبق ان كتبنا عنه أكثر من مرة والذي أعلن عنه قبل عام في مؤتمر الإعجاز العلمي الذي عقد في الكويت، والمتعلق بتوصل الفريق الطبي لجامعة صنعاء بإشراف «عبدالحميد الزنداني» لدواء عجيب لمرضى الإيدز!!
ولكن لجنة الجائزة في استوكهولم لم تستلم حتى الآن ترشيح أي طرف لمنح الجائزة لزغلول أو الزنداني، فلا الأول راض بالحديث لطرف محايد ولا الثاني قابل لإفراج عن نتائج أبحاثه «خوفاً من استيلاء شركات الأدوية الغربية الشرهة على أسراره»!! أثناء كل ذلك يموت ما لا يقل عن ألفي مسلم من الإيدز يومياً بسبب «تأخر» وصول دواء جامعة صنعاء لهم.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

اللي بعده

معالي وزير المواصلات عبد الرحمن الغنيم رجل دولة من الطراز الفاخر، تماما كما أن الزعيم الهندي الراحل غاندي بطل في رالي دكار… وزيرنا، أو وزير الشيخ ناصر المحمد الذي رأى فيه رجل المرحلة المؤهل لرعاية مصالحنا، وقّع بيده الكريمة على «وثيقة» إعدام الديمقراطية، أو وثيقة الدواوين كما سمّوها، ثم تراجع واعتذر. وكما تعلمت في مدرسة عبد الرحمن الدعيج المتوسطة للبنين، وفي الحياة أيضا، فإن من يشرب الحليب لا يعتذر. من يعتذر هو من أخطأ فقط.
إذاً رجل الدولة الفاخر عبد الرحمن الغنيم أخطأ، وخطأه لا يدخل من باب الأخطاء غير المقصودة، أي كما لو أنه كان يقود سيارته والنافذة مفتوحة فدخلت ورقة تائهة عليه وهو غافل «ما عنده من الشيطان طاري»، فأخرجت الورقة التائهة قلمه من جيبه وسحبت يده بقوة ليمضي عليها… هذا لم يحدث، إنما هو من وقّّع وبكامل إرادته وإدارته، فوقع هو بنفسه من شاهق.
كثيرا ما اشتكت أقلامنا صرف الحبر على نصائح نسوقها لسمو رئيس الحكومة، وننتقد فيها طريقة اختياره الوزراء ونوعيتهم، لكن نصائحنا كانت مثل كرة المطاط، نطلقها بقوة فتعود إلينا بالقوة نفسها، ومثل الشتيمة تعود إلى صاحبها، وهي لم تكن شتيمة إطلاقا، بل كنا حينها نتحسس كلماتنا، ونلونها بالألوان الهادئة ونغلفها وننثر فوقها ورود الهدايا، الحمراء الداكنة، ولم يصدقنا، حماه الرب، وها هو اليوم يكشف لنا ويكتشف، للمرة المليون، كم هي سيئة طريقته، بعد «العملة السودة» لوزير المواصلات. وهي واحدة من عمايل تجلب للوطن الحساسية وشلل الأطفال. متابعة قراءة اللي بعده

سامي النصف

المباحثات الكويتية – العراقية السرية إبان قاسم

في 14/7/58 حدث الانقلاب الدموي الاسود في العراق وتظهر الوثائق السرية للادارة السياسية في كل من اميركا وبريطانيا انهما لم تمانعا في استفراد الطاغية قاسم بالحكم، وقيامه بالتخلص من القوى القومية، كونه اخف الضررين مقارنة بالرئيس عبدالناصر صاحب الشخصية الكاريزمية الذي حرض شعوب المنطقة عليهما، واسقط عدة انظمة موالية لهما.

وكان قاسم قد خرج لاستقبال الشيخ عبدالله السالم عندما زار بغداد في 25/11/58، مما يعني تعامله معه على انه رئيس دولة مستقلة، لذا كان مستغربا ان يطالب بالكويت بعد اعلان استقلالها في مثل هذا اليوم عام 61، وقد قيل ان من مبررات تلك المطالبة المستهجنة اشغال الشعب العراقي عن مشاكله الداخلية المتزايدة، والمزايدة على القوميين في مسألة الوحدة العربية، وقد صدرت عن الجانب العراقي كتب عدة تحدثت عن مباحثات كويتية – عراقية سرية تمت ابان تلك الفترة المضطربة، ولم يصدر عن الجانب الكويتي شيء حتى اليوم، لذا سنناقش تلك الفكرة كما طرحت من الجانب العراقي لنثبت انها تظهر حنكة ودهاء كويتيا اخذ من تلك المباحثات كل شيء ولم يعط شيئا ولم يقر قاسم على مطالبه.

فقد صدر قبل ايام من مكتبة مدبولي كتاب «السياسة الخارجية العراقية 1958 – 1963» للباحث العراقي د.قحطان الحمداني، واتى ضمنه ان اللواء الداغستاني صرح ابان محاكمته امام المهداوي بأنه كان ينوي القيام بانقلاب يبقي فقط الملك فيصل الثاني في الحكم، ويحتل على اثره الكويت عبر خديعة اسماها «حركة مغوار» تتلخص في ارسال عسكريين عراقيين على شكل مدنيين يدخلون الكويت ثم يتم بشكل مفاجئ احتلالها، ويدعي الكاتب ان قاسم أصر عند انشاء منظمة الاوپيك في بغداد عام 60 على ان تسمى بمنظمة «الاقطار» المصدرة للنفط لا منظمة «الدول» المصدرة للنفط حتى يمكن له الادعاء بأن الكويت ليست دولة في وقت لاحق، سؤال عارض: لماذا لا نتقدم بمقترح بتسميتها منظمة الدول بعد ان استقلت جميع الاقطار المصدرة للنفط بعكس ما كان عليه الوضع عام 60 وما بعده؟

ويظهر الكتاب حقيقة ان الشعب العراقي ممثلا بحركاته السياسية الفاعلة كحزب البعث وحركة القوميين العرب والناصريين حتى الحزب الشيوعي العراقي، كانوا جميعا رافضين لتلك المطالبة آنذاك عبر بياناتهم المعلنة، كما كسبت الكويت المعركة الديبلوماسية حسب قول الكاتب عبر اعتراف 62 دولة بها وتبادل التمثيل الديبلوماسي مع دول عديدة اخرى، ويستطرد المؤلف في الحديث عن مباحثات كويتية – عراقية سرية تمت في زيورخ واثينا وبيروت عامي 62 – 63 واستمرت حتى سقوط الطاغية.

ويرى الباحث في كتابه المعادي للكويت في بعض اجزائه أن تلك المباحثات دلت على «ان الديبلوماسية الكويتية كانت اكثر براعة وحنكة»، فقيام المباحثات بحد ذاته يعني اعتراف قاسم بالكويت ونظام حكمها ككيان منفصل بعكس ما يشاع، كما ان المفاوض الكويتي لم يتزحزح قيد أنملة عن المطالبة بالاعتراف الكامل والعلني باستقلال دولة الكويت قبل الحديث عن اي امر آخر، ويرى الكاتب في الختام ان الكويت استطاعت بدهاء شديد وعبر تلك المباحثات المطولة ان تكسب عامل الوقت وتحد من احتمال حدوث هجوم مباغت عليها من قبل قاسم بعد ان ارتحلت القوات البريطانية والعربية عن ارضها، واستمرت المباحثات السرية حتى تم اسقاط نظام حكمه عام 63، الشهادة للكويت من باحث خصم اجدى واقوى من شهادة باحث صديق.

آخر محطة:
(1): الجميل في تاريخنا انه وبعكس تاريخ امم عديدة اخرى لا شيء فيه يدعونا للخجل او عدم الحديث عنه طالما تسلحنا بالفكر والعلم والتنظير والمعلومة التاريخية الصحيحة مع القدرة على رد الحجة بالحجة.

(2) كشف لنا الكتاب ان اللواء غازي الداغستاني هو ضحية اخرى لـ «حوبة» الكويت الشهيرة.

(3) احال صدام خديعة «حركة مغوار» التي تحدث عنها اللواء الداغستاني الى حركة اخرى شبيهة اضاعته واحالته الى ضحية اخرى للحوبة.. والعبرة لمن اعتبر.