سامي النصف

سَكِر فأصبح بطلاً عربياً

ردت مرشحة الرئاسة هيلاري كلينتون على من لامها بأنهم وصلوا لقرب موعد المؤتمر الديموقراطي العام المزمع عقده في شهر أغسطس ولم تنسحب بأن المرشح روبرت كينيدي قام بذلك الأمر قبل أربعين عاما حيث كان يحاول دون كلل الحصول على ترشيح الحزب حتى يوم مقتله في 4/6/68 وقد استهجنت الصحافة ذلك التشبيه مما عجل بانسحابها دون ان يعلموا ان فرصة هيلاري كانت أكبر بكثير من فرصة كينيدي الذي لم يحز إلا 390 من أصوات المندوبين مقابل 570 مندوبا لمنافسه هوبرت همفري الذي خسر في النهاية أمام الرئيس نيكسون.

ويتهم كثيرون الرئيس جون كينيدي بوفرة علاقاته النسائية وهو أمر لا يعد شيئا كما يذكر الكاتب ديڤيد كيسلر في كتابه «داخل البيت الأبيض» مقارنة بخليفته «الكاوبوي» الليبرالي القادم من الجنوب الرئيس ليندون جونسون الذي كان يحضر معه بعد كل اجازة يقضيها في تكساس فتيات جميلات يمارس مع بعضهن الحب على الطائرة الرئاسية في وقت تجلس فيه زوجته الليدي بيرد في مقدمة الطائرة، كما اشتهر عنه تجواله مع أحد «مساعديه» على المبتدئات العاملات في البيت الأبيض (كحال مونيكا لوينسكي فيما بعد) وكان يشير بالاصبع لمن يريدها من الفتيات حيث يفاتحها المساعد بالأمر ويرتب جلسة الأنس متى ما وافقت وهي أمور كانت مقبولة في حقبة الستينيات أي زمن الحريات الجنسية.

وفي يونيو 67 حدثت النكسة العربية الكبرى، وفي يونيو 68 كان الشعب العربي مازال محبطا ويبحث بلهفة عن بطل يرفعه للعلياء بدلا من بطله السابق عبدالناصر حتى أحيلت هزيمة «الكرامة» في الأردن التي وقعت في شهر مارس من ذلك العام الى بطولة وهمية رفع من خلالها البطل الجديد ياسر عرفات الى عنان السماء وتسابق بعد ذلك مئات «الأبوات» من قيادات المنظمات المختلفة لادعاء عمليات وبطولات وهمية داخل اسرائيل طمعا في المال والسمعة.

ضمن تلك الساحة العربية المتعطشة لبطل وصل المرشح الديموقراطي روبرت كينيدي لفندق الامبسادور في لوس انجيليس ضمن جولته الانتخابية وكان حاله كحال المرشحين الأميركان في الأمس واليوم قد اعلن عن دعمه لاسرائيل ووعد ببيعها طائرات الفانتوم حال فوزه، ولم يكن ذلك الدعم – للعلم – سيغير من وضعه الانتخابي اليائس شيئا كما ان بقية المرشحين قد وعدوا بالشيء نفسه ووصلت فيما بعد تلك الطائرات لاسرائيل التي حققت من خلالها الانتصار في حرب الاستنزاف حيث مكنتها من ضرب العمق المصري ومنعت وصول الطائرات المصرية لعمقها لتفاوت القدرات الكبير بين الطائرات الأميركية والروسية.

في الوقت ذاته كان يوم 4/6/68 تعيسا جدا لشاب فلسطيني هاجر قبل عشرة أعوام لأميركا ولم يعرف عنه قط اهتمامه بالسياسة بل انصرف كليا للعمل في احد أندية الصيد والفروسية كـ «جوكي» وكان يتدرب كحال الأميركان على ضرب النار من مسدسه الشخصي الصغير في ذلك النادي وقد ترك ذلك المساء النادي غاضبا لأحد البارات ليحتسي أربعة أقداح «توم كولن» كبيرة ويسكر للمرة الأولى في حياته كما روى في اعترافاته التي نشرت في كتاب «قتل روبرت كينيدي» للمحقق الجنائي الشهير دان موليديا.

لم يستطع سرحان المشي او قيادة سيارته للذهاب لبيته لذا دخل بالمصادفة البحتة لمطبخ فندق امبسادور صارخا «قهوة، قهوة» كما يروي الشهود الا ان القدر جعل المرشح كينيدي يترك الممر الطبيعي والمعتاد ويدخل الى المطبخ للسلام على الطباخين ليفاجأ سرحان السكران والغاضب والمشوش معا بشخصية بارزة أمامه فيخرج مسدسه ويطلق النار دون وعي ومازال حتى هذه اللحظة يروي أنه لا يذكر ما حدث على الاطلاق وينتهي الحادث في تلك المرحلة المضطربة بأن يصبح السكران سرحان بطلا قوميا عربيا ولولا مسيحيته لأصبح بطلا اسلاميا كذلك، ويذهب روبرت كينيدي ضحية لعربي فاقد الوعي يبحث عن فنجان قهوة أميركية لا عربية لاستعادة وعيه.

آخر محطة:
بعد عرض فيلم «المرشح المنشوري» قبل أعوام قليلة الذي يظهر مرشح رئاسة أميركيا يزرع في رأسه زر صغير يجعله يأتمر بالأوامر ويفعل أشياء لا يتذكرها فيما بعد، قال أصحاب نظرية المؤامرة الأميركان ان سرحان هو أول من جرب عليه ذلك الاختراع وان ذلك سبب عدم اطلاق سراحه حتى اليوم ونسي اخوتنا الأميركان دعاة المؤامرة ان عقلنا العربي لا يحتاج لزرع أزرار كي تشوش عليه للقيام بأعمال مجنونة لا يذكرها فيما بعد فتلك الأمور مزروعة في ادمغتنا خلقة ونقوم بها كل يوم.

احمد الصراف

بين هايف 1920 وهايف 2008

أحمد الصراف
habibi [email protected]

قام هايف شقير الدويش عام 1920 ببناء هجرة لـ«الاخوان» في منطقة تعود ملكيتها لحاكم الكويت الشيخ سالم مبارك الصباح.
اساء ذلك الاعتداء الشيخ سالم فأرسل سرية بقيادة دعيج الصباح لترهيب الاخوان وطردهم، ولكن هؤلاء قاموا بتجهيز جيش من 2000 مقاتل وتمكنوا من الاغارة على قوات دعيج وقتل الكثير منها في معركة «حمض».
جهز الشيخ سالم جيشا آخر بقيادة ضاري الطوالة ومعه دعيج الصباح للانتقام من هايف الدويش، ولكن نجدة عسكرية من فيصل الدويش افسدت هذه الحملة ايضا. وهكذا ادى احتلال هايف الدويش لارض الشيخ سالم لان يتخذ الاخوان في النهاية قرارا بغزو الكويت، وكانت معركة الجهراء.
وقعت معركة الجهراء في 10ــ10ــ1920 بين قوات الحاكم الشيخ سالم الصباح وبين قوات الاخوان، بقيادة فيصل الدويش، الموالي لحاكم نجد، ابن سعود.
جمع الشيخ سالم ما بين 1500 الى 3000 مقاتل، منهم 500 من مدينة الكويت وجميعهم من السنة، بعد ان رفض عرض اشراك الشيعة معه معللا ذلك بأن الاخوان يكفرون سنة الكويت، لانهم اهل مخزي ومعازف، اي سجائر وموسيقى، وان علموا ان بينهم شيعة فسيزداد حماسهم للقتال.
بدأت المعركة في السادسة صباح يوم 10 اكتوبر وسقطت الجهراء بعد 3 ساعات بيد الاخوان.
احتمى الشيخ سالم الصباح بمن تبقى معه بالقصر الاحمر وتشتت البقية. وما ان انشغل الاخوان بأداء صلاة العصر حتى انتهز الفرصة وارسل يطلب النجدة من الكويت.
اثناء ذلك أرسل الاخوان من يعرض الصلح، او الاستسلام، على الشيخ سالم. وكانت شروط الصلح تتضمن تكفير الاتراك ومنع التدخين والمعازف والدعارة والمنكرات في الكويت وترحيل الشيعة وهدم المستشفى الاميركي وطرد اطبائه واعتناق مذهب الاخوان (!!!)
اجاب ذلك الشيخ المستنير على هذه المطالب بالقول انه لم يثبت لديه ما يستلزم تكفير احد من اهل الكويت فالجميع مسلمون، وان شرائع الاسلام تقام فيها، اما منع المنكرات فهو على استعداد لمنعها علنا ولكنه لا يستطيع دخول بيوت الناس ومنعهم. كما لا يستطيع منع الاجانب الذين لا يدخلون تحت سلطته.
وصلت النجدة من الكويت وحاولت فك الحصار عن المتحصنين في القصر الاحمر ولكنها لم تنجح. وهنا لجأ الشيخ سالم للحنكة والدهاء بعد ان بدأت الاغذية والمياه بالتناقص لديه فتظاهر بقبول الشروط، على ان يقوم الدويش بسحب مقاتليه عن الجهراء باتجاه الصبيحية. وهذا ما حدث وفك الحصار عن القصر وعاد الشيخ سالم ورفاقه للكويت ورفضوا بعدها شروط الاخوان بكاملها، وقام الميجور «مور» البريطاني بتسليم موفد الاخوان رسالة تهديد واضحة من اي هجوم على الكويت وتم القاء بضع نسخ منها عن طريق الطائرات فوق مخيم الاخوان بالصبيحية.
والآن، وبعد 88 عاما، يحاول هايف وربعه فرض شروط الاستسلام نفسها على شعب الكويت، ولكن عبر قاعة «عبدالله سالم الصباح»!
فهل سنمكنهم من ذلك؟

سعيد محمد سعيد

مرة أخرى: هل الحكومة تريد ذلك؟

 

سنعود معا إلى يوم الخميس 12 يونيو/ حزيران الجاري، لنعيد قراءة الموضوع المعنون بعنوان: «هل الحكومة تريد ذلك؟»، الذي أشرت في بدايته إلى أن موضوع التحشيد الطائفي أصبح من الموضوعات القديمة والمملة والمكررة في البلد، لكنه مع ذلك، لا يجد تعاملا صارما، وقبضة «حديد» من جانب الدولة… دولة القانون والمؤسسات، لكي تلقم كل طائفي حجرا، ما جعل الكثير من الناس يقولون: «إن الدولة تريد ذلك».

تلك العبارة وردت نصا في مقدمة الموضوع، لكن وردت الكثير من التعقيبات والتعليقات تجمع كلها في خانة واحدة وهي «أن الدولة راضية فعلا عما يجري من عمل طائفي منظم من قبل مجموعات وأقطاب من ذوي النفوذ ومن مشايخ الفتنة والنواب، والمؤلفة قلوبهم من الذين يعملون مع أولئك في الخفاء… يعني في المنتديات الإلكترونية، أيا كان توجههم وأيا كان الهدف الذي يخدمونه»… بل زاد البعض قوله إنه من الصعب القضاء على تلك الأصوات ما لم تضرب الدولة بقبضة قاسية على كل هؤلاء… أيا كان انتماؤهم.

الحمد لله، على الأقل سأحتفل اليوم مع الأصوات النادرة التي قالت إن هناك مقدرة لدى الحكومة وأجهزتها على منع كل ما هو طائفي، وأنا معهم في هذا الرأي، ولا بأس على أهل البحرين مادام ضمير الأمة… جلالة الملك قد أصدر توجيهاته السامية، وفي نظري، وليس كما يرى البعض، أن الخطوة لم تكن متأخرة، ولكنها وقعت تحت الاختبار والمراقبة حينا من الدهر، وحينما تبين أن لا مجال لأن يرتدع كل من تسول نفسه العبث بأمن واستقرار المجتمع… جاء اللقاء المهم يوم الخميس 19 يونيو بقصر الصافرية، لنقف أمام أول خطوة تستحق الإشادة، وهي إقفال المواقع الإلكترونية التي تبث الفتنة، التي اعتاد الناس على معرفتها أو تسميتها بذلك… مع اختلاف بسيط في وجهات نظر بعض المدافعين والمؤيدين.

بعض أقطاب أحد المنتديات التي أغلقت… أقصد أحد أنشط ناشطيه، أرسل إلي رسالة إلكترونية باسمه المستعار الذي أترفع عن ذكره، قائلا بكل صلافة وقلة ذوق: «سنستمر نفضحكم ونفضح مؤامراتكم، ولن يوقفنا أحد… حتى أكبر رأس في الدولة لا يستطيع أن يوقف هذا المنتدى العظيم الذي لا يجهر إلا بالحق»… فيما كنت ولاأزال، داعيا إلى التعامل مع قضايا الوطن باحترام ورقي، سواء في الحديث عن قيادة البلد ورموزها السياسية، أم عن قضايا العلاقات بين الطائفتين الكريمتين، أم في حال مناقشة أي موضوع له علاقة بحياة المواطنين مباشرة… فأسلوب التهديد والوعيد والبطولات وراء الأسماء المستعارة هي صفة الجبناء قطعا… حتى لو ادعى من ادعى، أن ذلك حقه في التعبير عن رأيه.

النقطة المهمة، هي أننا سنكون طرفا مراقبا لكل ما يجري… من حقي أن أكون مراقبا، وستكون لي كلمة تجاه التجاوزات التي ستحدث… ستحدث من دون شك، لأن هناك من يريد لها أن تحدث!

د. شفيق ناظم الغبرا

الانقلاب والثورة والإصلاح… الفوارق

كثيراً ما يتساءل الطلبة في حوارات الفصل في جامعة الكويت، عندما نغطي الشأن السياسي الإسلامي والعربي والدولي عن الفارق بين الإصلاح والانقلاب والثورة. ويثير هذا الأمر الكثير من الأسئلة. فهناك فارق بين كل من هذه الأحداث، والتي وقع بعض منها في العالم العربي والإسلامي في مراحل مختلفة من تاريخه الحديث. متابعة قراءة الانقلاب والثورة والإصلاح… الفوارق

سامي النصف

الأشجار تموت واقفة

صندوق المعسرين الذي تقدمت به الحكومة كأخف الشرّين أمام الفكرة المجنونة والظالمة القاضية بإسقاط القروض، يذكرنا بصندوق آخر فرضه المجلس اوائل الثمانينيات على الحكومة وسمي آنذاك بصندوق صغار المستثمرين والذي حدد رأسماله بـ 500 مليون دينار بقصد طيب هو إنقاذ الصغار، فانتهى بإفادة الكبار بعد ان تجاوزت الاموال التي صرفت منه 2 مليار دينار، وساد التدليس بعض اعماله فعوقب – كالعادة – الشريف واستفاد المتحايل.

اشكالية صناديقنا وحلولنا انها غير مستوردة، اي انها اختراعات كويتية بحتة، تلبس الدشداشة والعقال، ولم تجرب في بلدان اخرى حتى تعرف اوجه الخطأ والقصور وتسد الثغرات تباعا، ومما سمعته شخصيا بالأمس ان عمليات التدليس والتحايل قد بدأت للاستفادة بطريقة غير مشروعة من الصندوق، واننا سنشهد خلال الايام القليلة المقبلة رفع عشرات ولربما مئات القضايا والدعاوى المصطنعة التي تحيل المشتكى ضدهم (بالتراضي) الى معسرين كي يستفيدوا من الملايين التي رصدت للصندوق الذي نود ان يغلق فور انتهاء اعماله وامواله والا يتم طلب صندوق ثان وثالث.. الخ، كل عدة سنوات ليسدد المال العام ثمن مغامرات المغامرين.

جرت العادة في العالم اجمع ان يبتدئ الانسان حياته العملية بشراء سيارة معقولة الثمن وبناء بيت صغير يتناسب مع دخله وحجم عائلته، وبعد سنوات طوال ومع ازدياد الدخل يتم التغيير الى سكن اكبر وسيارة احسن، ولدينا يحدث العكس تماما، حيث يبدأ الشاب الصغير بشراء افخم وافخر السيارات وبناء اكبر المنازل حتى قبل ان يصل ولي عهده الاول ثم الصراخ المعتاد «الحقونا يا حكومة، والحقونا يا مجلس».

«خطآن لا ينتج عنهما قط صواب واحد»، اذا كان السكوت عن التجاوزات على الاراضي العامة للدولة خطأ كبيرا فإن ما يتم هذه الايام – وكما ابلغني محب البيئة الصديق عمر القاضي – من تدمير للاشجار وكل شيء اخضر جميل جنوب البلاد هو بمنزلة الدواء الذي هو اسوأ كثيرا من المرض ذاته.

اننا بحاجة لقرار سريع من الجهات العليا في الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولإيقاف عمليات قتل الأشجار البريئة مادام انه لا يوجد ما يدل على تسييجها او اقامة منشآت وإحاطة حولها.

إن ما يقوم به عاشق البيئة الصديق عمر القاضي وغيره من اصحاب المنازل والشاليهات من زراعة المناطق القريبة منهم امر يجب ان يشجع مادام انه لم يسيج او يدعي ملكيته، خاصة ان الذي يقوم بذلك يصرف عليه من جهده وحرمانه دون مردود عدا تخضير بلده الصحراوي حيث تخفف الزراعة من الغبار المتطاير الذي يملأ الاجواء.

آخر محطة:
سواء في المناطق السكنية او الشاليهات الجنوبية لا يجوز لوزارة المالية ان تحل محل ادارة المرور في تقرير مناطق الامان القريبة من الشوارع التي تمنع الزراعة بها.

احمد الصراف

الساعة 7،30 مساء يوم 2008/6/22

ارتأيت التزام الصمت لبضعة ايام قبل الكتابة عن قرار وزارة الخزانة الاميركية القاضي بإدانة جمعية احياء التراث عن دورها في تمويل الارهاب العالمي.
سأحاول ان اجعل مقالي مختصرا، دون اخلال:
اتفق، على مضض مع كل من كتب عن براءة جمعية احياء التراث من تهم اميركا، فهذا حق مؤسساتنا الوطنية علينا.
ولكني ارجو كذلك الاتفاق معي عندما اقول انه، ومنذ 25 عاما، او ما يقارب ذلك، لم تقم أي جهة رسمية او غيرها، سواء كانت محاسبية مستقلة او حكومية، او مكتب تدقيق عالميا أو محليا بدخول مكاتب جمعية احياء التراث أو أي من الفروع واللجان الخمسين التابعة لها في شرق البلاد وغربها وحتى الساعة السابعة والنصف من مساء يوم 22 يونيو 2008، أي ساعة كتابة هذا المقال، والاطلاع على كامل سجلاتها ومعرفة حقيقة اوضاعها المالية والكيفية التي تصرفت بها في كامل المبالغ التي جمعتها او التي وردتها من مختلف الجهات وأين وكيف صرفت؟!
فلو قبلت ادعاءاتنا، وهي صحيحة على حد علمنا، فكيف عرف كل من كتب مؤيدا ومبرئا ساحة هذه الجمعية وغيرها العشرات من الجمعيات الخيرية والمبرات واللجان انها ابعد ما تكون عن سوء التصرف، والاصرار في الوقت نفسه على نصاعة سجلاتها وسلامة تصرفات اعضائها، وعصب اعمالها وعمود نشاطها المتمثل في جمع المال وصرفه لا يعرف عنه شيئا؟!
الموضوع لا علاقة له بالنيات الحسنة ولا بطهارة يد المشرفين على هذه الجمعيات ولا بحسن السمعة والاخوة والصداقة والميانة والحب والاحترام، بل بمجموعة ارقام صماء تمثل مبالغ ضخمة لا تعرف اي جهة مصادرها، ولا كيف تم التصرف بها.
وانا هنا اتمنى على جميع وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل الذين تعاقبوا على سدة الوزارة منذ التحرير وحتى اليوم جميع وكلاء الوزارة للفترة نفسها ومعهم الوكلاء المساعدون ومديرو ورؤساء الاقسام المناط بهم مراقبة اعمال الجمعيات واللجان والمبرات الخيرية التي يزيد عددها على 150 جهة ان يصرحوا بخطأ اقوالي او سوء نواياي او كذب ادعاءاتي، والتصريح بأن اعمال جميع الجمعيات والمبرات واللجان الخيرية مراقبة من قبل الوزارة، ومعروف مداخل اموالها ومصارفها والى اين اتجهت تحويلاتها الملايينية طوال الفترة منذ ما بعد التحرير وحتى اليوم!
نقول ذلك ونحن على اطلاع بغالبية ما ورد على لسان كبار مسؤولي وزارة الشؤون عن هذا الموضوع في الفترة المعنية. كما ان ارشيف صحافتنا الوطنية يتضمن كل شكاوى وتصريحات مسؤولي الوزارة في ما يتعلق بعجزهم التام عن مراقبة اعمال هذه الجمعيات واللجان والمبرات!
ما هذا الا إبراء للذمة في حدود ما نعلم، ولكل صاحب مصلحة الرد علينا!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

كيفيت

أقطعُ جازما بأن النائب الفاضل خالد السلطان تجمعه صلة قرابة بالدهاء، أبناء الخالة اللزم، الطوفة على الطوفة… في الانتخابات قبل الماضية، سنة 2006، فوجئنا بوجوده على باب إدارة الانتخابات وحوله مجموعة من المواطنين الغاضبين يدفعونه دفعا للتسجيل بينما هو يرفض ويصرخ ويدفعهم بجسمه مبديا عدم رغبته في الدخول والتسجيل! الأمر الذي دفع صاحبكم الوشيحي لحك رأسه والتساؤل: هل تعرض السلطان لعملية خطف من الدرجة الأولى. يبدو أنه كان يلهو مع أقرانه أمام المنزل فهجم عليه الأوباش واختطفوه إلى إدارة الانتخابات عِدِل، وهو يرفض ويتمنع لكن صوته لا يُسمع لأنه مكبل اليدين. لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا ما حصل بالتأكيد وإلا ما الذي أتى بالسلطان إلى إدارة الانتخابات إذا كان يرفض تسجيل اسمه في قيود المرشحين من الأساس؟! وجاءتني الإجابة على تساؤلي: حركات دهاء. متابعة قراءة كيفيت

سامي النصف

القمعيون الجدد والديموقراطيون الجدد

السبب الرئيسي لوفرة الفتن والمشاكل في منطقتنا العربية هو استمراء بعض السفهاء لمعطى الافتراء على الآخرين والادعاء عليهم بما لا يقولونه أو يضمرونه، ثم ادعاء البطولات الكاذبة عبر الرد المفحم على أقاويل وأكاذيب هم من اختلقوها وادعوها، وهو أمر نلحظه كثيرا عند اختلاف المذاهب والأديان، حيث ينسب الخصم لخصمه ما يريد ثم يتكفل بالرد المفصل على بطلان ما ادعاه هو ذاته، دون ان يتعب أحد نفسه بالتأكد من ثبوت الدعوى على الآخر.

مثل ذلك قيام مئات الدواوين برفع عريضة تبدي فيها دعمها الكامل للنطق السامي الداعي لتخفيف الأزمات السياسية وتركيز الجهود على عمليات البناء والتنمية، وقد عكسوا ذلك التوجه برسالة مكتوبة بلغة عربية فصيحة لا لبس ولا غموض فيها، وكان يفترض، حالها كحال جميع الرسائل والعرائض الأخرى التي ترسل لولي الأمر من قبل المواطنين بل حتى من قبل أعضاء المجلس أنفسهم، ألا يعلم بها أحد ومن ثم لا تثير الضجة التي أثارها خصومها، لا الموقعون عليها.

ومن البديهيات التي يعلم بها الصغير قبل الكبير أنه لو اجتمع المئات من اصحاب الدواوين من الموقعين على رسالة «للتآمر على الدستور» أو «لطلب الحل غير الدستوري» لعلم بذلك السر الكبير الكويت قاطبة فالكويت بلد لا سر يخفى فيه، إلا أن من الأمور الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أن أحدا لم ينسب للموقعين الأفاضل أي رواية تثبت أن هناك من أشار، تصريحا أو تلميحا، لذلك التوجه المعادي للدستور.

ورب ضارة نافعة، فقد اظهرت ردود الفعل على تلك الرسالة التي وقع عليها أبناء الكويت من أقصى شمالها إلى جنوبها للسطح وجود تجمع يصح تسميته بـ «القمعيين الجدد» ممن يؤمنون بأن حرية الرأي التي نص عليها الدستور مقتصرة عليهم فقط ولا مانع لدى هؤلاء القمعيين ومن تبعهم من «ببغاوات» شارع الصحافة، كما اسماهم أحد الزملاء، من استخدام كافة وسائل الزيف والافتراء والخداع تجاه الخصوم وتكرار تلك الاكاذيب حتى يصدقها البسطاء من الناس.

ومع قدوم «القمعيين الجدد» خلقت معهم شريحة «الديموقراطيين الجدد» ممن لا يخرج تأييدهم الاعلامي ونصرتهم للديموقراطية ومجلس الامة عن المصالح الشخصية البحتة حيث يمثل المجلس لهم تحقيق المطالب المدغدغة والشعبية غير المسبوقة في تاريخ بلدان العالم الاخرى ولو وعدوا بتحقيق تلك المطالب المدغدغة في غياب المجلس لما مانعوا للحظة من تأييد الوضع الجديد.

يتبقى القول إن ظاهرة القمعيين الجدد والديموقراطيين الجدد قد تفشت في ديموقراطيتنا الفتية حتى بتنا نخشى أن تصبح هي القاعدة وما عداها استثناء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

آخر محطة:
التهنئة القلبية للأخت الفاضلة فاطمة يوسف العلي لحصولها على شهادة الدكتوراه والتهنئة موصولة لبعلها الزميل صالح الشايجي، ومبروك.

احمد الصراف

هفوات أبو وليد القاتلة

في صيف 1982، أي قبل 26 عاما، التقيت بـ «أبو وليد»، الذي كان، ولا يزال، واحدا من كبار عملاء بنك «عادي» كنت اعمل فيه، التقيت به وجمع من الاصحاب في منتجع «كرانز مونتانا» الواقع في جبال سويسرا الجميلة.
كان «أبو وليد» وقتها في بداية انزلاقه نحو الدروشة ورفقة الصحبة الصالحة. وكانت لحيته الحمراء الجميلة قد بدأت بالبروز. وكان قد أنفق وقتها بعض المال على طباعة كتيب صغير تضمن مجموعة من النصوص الدينية وقام بصادق جهوده بتوزيعه على المصطافين العرب في ذلك المنتجع الكافر، بغية هدايتهم!!
بادر الصديق عبدالله البحر، وكان احد حضور تلك الجلسة، بسؤال أبو وليد عن فقرة وردت في كتابه ذلك عن سبب بطلان صلاة المسلم في حال مرور كلب أسود أمامه، ولماذا بالذات كلب أسود؟ وما الحكم لو كانت في ذلك الكلب خطوط أو نقاط رمادية مثلا؟ فأجاب الداعية أبو وليد «خذه كما هو ولا تسأل»! من يومها علم الحضور، وكان جمعا جميلا، ان صاحبنا لا يفقه في تلك الأمور الا اليسير.
كان الوقت يمر سريعا وأبو وليد بالانتظار، وكاد حلمه يضيع مع تقدمه في السن، وفجأة برقت الفرصة التي كان ينتظرها منذ ربع قرن مع تغيير الدوائر الانتخابية، فقرر، بعد أن وصل الحزب الذي يترأسه إلى قمة ثرائه المادي، قرر خوض الانتخابات النيابية وكان النجاح من نصيبه ونصيب عدد من رفاقه. لم يطل الأمر كثيرا لكي أستعيد تجربة سؤال الصديق عبدالله البحر المتعلق بالكلب الأسود، الذي بين تواضع قدراته، حيث قام أبو وليد، ونشوة النصر لا تزال تطن في رأسه، قام بمبادرة المناصحة الشهيرة التي بينت مدى قلة تجربة ذلك التيار وسذاجته، الذي شغلنا بقضه وقضيضه لسنوات! ثم جاءت انتخابات المجلس ووضع في حجمه الطبيعي! وهنا أيضا لم يتعظ من هفواته بل ورط نفسه و«وهق جماعته» برفض الزيادة على الخمسين دينارا، بالرغم من اتفاقنا معه هنا. ثم ختم مسلسل هفواته القاتلة بذلك المسج السيئ وانكاره له في البداية ثم الاعتراف بأنه المرسل بعد ان شاهد الدليل الدامغ ضده، وهنا أيضا وقع في خطأ قاتل آخر بمحاولة تغطية تصرفه بعذر أقبح من ذنب، والقول ان الحق على مستلم «المسج» الذي خان الأمانة وأفشى السر!!
أثرت هذه الهفوات والأخطاء كثيراً في مكانة أبو الوليد لدى ناخبيه ومحبيه، الذين فوجئوا بها، ولكنها كانت في رأينا متوقعة وعادية جدا، فهذا ما كنا نتوقعه منه منذ سنوات، كما نتوقع الكثير مما يماثلها في القادم من الأيام.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

علي محمود خاجه

مَن قتل الأزرق؟

وإليكم بعض الأرقام علنّا نخجل مما يحدث لنا، ولو قليلاً، أو نتحرك ولو أمتار معدودة من أجل الإصلاح:

– آخر نادي رياضي هو نادي الساحل في أوائل السبعينيات. ( مازال هذا النادي على الرغم من أنه الأحدث لا يملك ملعباً بمدرجات)

– آخر إنجاز كويتي لكرة القدم هو كأس الخليج في المنامه عام 1998.

– «ستاد جابر الرياضي» تم توقيع عقده وتدشين العمل فيه بحضور كبار الشخصيات على رأسهم سمو رئيس الوزراء آنذاك صباح الأحمد في عام 2004 على أن ينتهي في أكتوبر 2006!

– عدد مدربي منتخب ألمانيا منذ عام 1910 إلى 2008 هو 10 مدربين فقط، عدد مدربي منتخب الكويت منذ 2000 إلى 2008 يتجاوز العشرة!

– الكرة الكويتية بلا اتحاد رسمي منذ سنتين.

– قوانين لإصلاح الأوضاع الرياضية تحمل توقيع الأمير منذ أكثر من عام ومازالت تسعة أندية تقول: لا لتطبيق القوانين. من بينهم ابن أخ سمو الأمير.

– لم يتولَّ أي فرد غير محسوب على تيار الشهيد فهد الأحمد قيادة اتحاد الكرة منذ 1986 إلى اليوم، مع العلم أن في عام 1986 تم الحصول على كأس الخليج في فترة إعداد لم تتجاوز أسبوعاً.

رغم تلك الظروف كلها، فالغريب هنا أن لاعباً كجاسم الهويدي حصل على جائزة هداف العالم قبل أعوام، والنجم الجديد أحمد سعد عجب العازمي يسير على خطاه، فيا تُرى ماذا يمكن أن يحققه هؤلاء الأبطال لو توافرت لهم الظروف؟

وتبقى إجابة السؤال لديكم، مَن الذي قتل الأزرق؟

خارج نطاق التغطية:

أخجل صراحة حينما أسمع أن نواباً يفترض أنهم يؤمنون بالحرية والديمقراطية يقدمون إقتراحاً لحبس مَن يعبر عن رأيه ويدعو إلى الحل غير الدستوري، عادل الصرعاوي تحديداً، لا أقبلها منك أنت بالذات يا بو عبدالعزيز.