سامي النصف

شرف الخصومة

اختلاف الخلق حول القضايا المختلفة امر طبيعي ومعتاد ولاضرر منه على الاطلاق مادمنا حافظنا على «شرف الخصومة».

وقد تباينت ذات مرة بالرأي مع احد النواب فلم اذكر اسمه في مقالي، الا انه ذكر اسمي بالسوء في مقاله، فأتتني انذاك اتصالات تستهجن ما كتبه، الا انني اعتبرت الموضوع منتهيا مادام الامر لم يزد على تبادل وجهتي نظر قد تخطئ أو تصيب، الا انني فوجئت بذلك النائب يرسل للنشر حزمة من الاسئلة الكيدية المليئة بالمغالطات المفضوحة، يروم منها الاساءة المقصودة لي عبر وضع الاسم الثلاثي لابني الطيار، وارسالها لوسائل الاعلام في قضية واضح عدم الخطأ فيها وضوح الشمس في منتصف النهار، ومن ثم لا تستحق قطرة حبر واحدة مما كتب فيها.

فمن يرتحل على «الكويتية» وغيرها من شركات الطيران العربية والعالمية للقاهرة وبيروت ولندن.. الخ يجد بشكل دائم معه في كابينة الركاب – لا القيادة – طيارين يسجلون اسماءهم كملاحظين او ما يسمى مختصرا «S.N.Y» للسفر على الرحلات المختلفة في الاجازات وغيرها، وهو تماما ما قام به ابني الطيار عند ارتحاله على احدى رحلات «الكويتية»، ولا يتطلب الامر للعلم ان يكون الطيار«الملاحظ» مؤهلا على نوع الطائرة التي يسافر عليها كونه يسافر كراكب منذ الاقلاع حتى النزول، مع ملاحظة ان ابني الطيار كان مؤهلا تماما على الطائرة التي سافر عليها بعكس ما اوحى به السؤال.

ان استخدام الاسم الثلاثي في السؤال الخاص بابني، رغم ان النائب المعني قد تقدم في الوقت ذاته باسئلة ظالمة اخرى مست ابرياء اخرين على الارجح الا انها اكتفت بالاسم الثنائي (!) ومعها استقصاد شاب في مقتبل العمر بقصد الاساءة لابيه هي امور يعف عنها الرجال وتتوقف عندها الاقوال، وهل كان ذلك النائب سيسعد لو انني عاملته بالمثل وتناولت اسم ابنه البريء بالسوء كوسيلة للوصول اليه؟!

وكنا قد اشرنا في مقال سابق لكتاب «المكلمة البرلمانية» للدكتور المختص زين فراج الذي ذكر ضمن كتابه ان من ضوابط الكلام والاسئلة البرلمانية في الديموقراطيات المتقدمة الا يتم ذكر اسماء المواطنين والموظفين العامين حتى لا تتم الاساءة لهم بالعلن ثم تأتي الحقائق جلية ضمن الردود التي تودع في السر لدى امانة المجلس، لذا نرجو من رئاسة ومكتب المجلس الحرص على الا تتم الاساءة مستقبلا لابناء الشعب من بعض ممثلي الشعب عبر الاستقصاد الكيدي للابناء بالاسماء للاساءة للاباء، ولا حول ولا قوة الا بالله.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *