لم نكتف بأن نكون الدولة الوحيدة في العالم التي تنشر محاضر مجلس الامة في وسائل الاعلام، مما يجعل النواب الافاضل وخاصة الحكماء منهم في حالة محاسبة يومية من قبل بعض الناخبين، بل اضفنا الى ذلك امرا غير مسبوق في اي ديموقراطية اخرى وهو نشر كيفية التصويت الفردي على القضايا المختلفة، مما يهدد بتحول جميع الاعضاء الى دعم قضايا الدغدغة على حساب مستقبل البلد واجياله المقبلة.
التقينا في حفل العشاء الذي اقامه العم عبدالعزيز الغنام بالسفيرة الاميركية الجديدة ديبورا جونز وقد اتضح من اللقاء معها اطلاعها العميق على مجريات الامور في البلد وتفاصيل اوضاعنا وامراضنا السياسية، وكنت قد التقيت في الليلة السابقة بمجموعة من رجال الاعمال الاميركان لدى احد الاصدقاء، وقد قال احدهم إنه يستغرب من ضعف العرب في الدفاع عن قضاياهم كونه يستطيع بـ 10 ملايين دولار فقط تكوين «لوبي» مؤثر في الكونغرس الاميركي.
شاهدت على احدى الفضائيات الاجنبية برنامجا عن مشروع النخيل في دبي وبقية المشاريع المماثلة في الخليج والمنطقة العربية والتي يتم من خلالها استغلال البحر لاقامة الجزر والمنشآت التنموية وقد تذكرت على الفور مشروع شركة عقارات الكويت اوائل الثمانينيات لانشاء 6 مدن بحرية تحيط بالكويت من الشويخ شمالا حتى الخيران جنوبا، الا ان الحقد والحسد عطلا ذلك المشروع الواعد الذي كان سيوفر عشرات الآلاف من القسائم المطلة على البحر دون ان يكلف الخزينة العامة فلسا واحدا، والغريب ان يتساءل بعض ممن ساهم في تعطيله عن السبب في تأخر الكويت وتقدم الجيران؟ السبب ستراه عند النظر في أقرب مرآة.
يباع في كثير من محلات الادوات الصحية وبأسعار زهيدة مصفيات تضاف الى الحنفيات في المنازل يمكن من خلالها توفير 90% من استهلاك المياه ومثل ذلك مصابيح الاضاءة الخاصة التي توفر 30 – 50% من الطاقة الكهربائية.
هناك حاجة لفرض استخدام تلك الانظمة بحكم القانون قبل الترخيص لاي منازل ومنشآت جديدة ومعها ضرورة تركيب عدادات ماء وكهرباء حديثة لكل وحدة سكنية في البلد ودون ذلك سيتساءل المواطن والمقيم عن الفائدة من التوفير ما دامت الوزارة تحصل فواتيرها بناء على معدلات استهلاك افتراضية ثابتة لا حقيقية.
لديهم – بعكسنا – شح في الطاقة ووفرة في الغذاء لذا بدأوا بتحويل الغذاء الى وقود نظيف، احتجاجنا على فعلتهم تلك سيجعلهم يردون علينا بالقول حولوا طاقتكم النفطية الى غذاء تأكلونه، او ضاعفوا الانتاج وخفضوا الاسعار كي تلبوا حاجياتنا، وفي هذا السياق اخرجت هوليوود عام 80 فيلما ضم عملاقي السينما الاميركية انذاك مارلون براندو (العراب) وجورج سكوت (الجنرال باتون)، وكان اسم الفيلم «الوصفة» وتحدث الفيلم في ذلك الوقت المبكر عن وصفة ناجحة لانتاج الوقود من المواد العضوية مما يتسبب في النهاية في الاستغناء عن العرب ومنظمة اوپيك، وهل يتذكر احد منا فيلما عربيا تحدث او تنبأ قط بالمستقبل؟! نحن وافلامنا نعيش في الماضي فقط ولا نعبره.
آخر محطة:
تطالب ابنتي وصديقاتها شركة السينما بتوفير خيارات اكثر للغذاء في صالات العرض بحيث تغني من يذهب للسينما عن الذهاب للمطاعم، وهناك حاجة لخفض الاسعار في حفلات الصباح والظهيرة وفي دور السينما التي لا تلقى رواجا كالحال في دول العالم الاخرى، التسويق في الكويت وبشكل عام والذي يشمل كل القطاعات سيئ جدا.