دعا رجل الأعمال الكويتي عبدالعزيز البابطين جمعا من الأصدقاء والإعلاميين لحفل غداء أقامه أمس على شرف صديق الكويت السيد عمار الحكيم والوفد المرافق له، وقد ناقش السيد الحكيم هموم وشجون العراق مع الصديق بوسعود الذي يعتبر، وبحق، احد حكماء الكويت ووجوهها المشرقة على الساحتين العربية والإسلامية.
ومما طرح في اللقاء الممتع حقيقة ان العراق بإمكانه ان يصبح سلة الغذاء للدول الخليجية والعربية متى ما استثمرت فيه الأموال واستقرت الأوضاع الأمنية فيه وهما أمران مرتبطان ومتصلان، فلا يمكن ان نبحث عن الاستقرار الأمني في العراق في ظل انعدام فرص الكسب والعمل وتفشي البطالة بين شبابه ورجاله.
وقد قرأت في صحيفة الصباح العراقية الصادرة صباح أمس ان الدولة نجحت في خلق 16 ألف فرصة عمل للشباب في محافظة الزوراء في ظل أرقام بطالة تجاوزت 100 ألف في تلك المحافظة، ولو افترضنا ان ثمانين ألفا من الباقين لم يقوموا بخروقات أمنية للحصول على لقمة العيش فسيبقى أربعة آلاف شاب يمكن لمخابرات صدام أو مخابرات بعض الدول المجاورة استغلالهم لنشر الذعر والخراب والدمار في ربوع العراق ومن ثم تطفيش السائحين والمستثمرين منه.
والحقيقة انه في الوقت الذي تعاني فيه الدول الاخرى من نقص الطاقة او المياه او الزراعة او فرص ومقومات الاستثمار والسياحة نجد ان العراق الشقيق لا ينقصه – وبشكل فريد – شيء من تلك المقومات الأساسية فمخزونه النفطي يكاد يصبح الأول في العالم، كما يمر في أرضه نهران من المياه العذبة وتشتهر أرضه بالخصوبة حتى ان أول معرفة للبشر بأنظمة الزراعة والري كانت فيه.
ويمكن للعراق الآمن والمستقر ان يستقطب ملايين الزائرين للسياحة الدينية وملايين اخرى للسياحة الثقافية المرتكزة على حضارة بابل وسومر والخلافة الاسلامية، كما يمكن للعراق ان يكون مصيفا في شماله ومشتى في وسطه وجنوبه للخليجيين، مستفيدا من خاصية القرب الجغرافي والتقارب في العادات والتقاليد.
ان للعراق مستقبلا باهرا متى ما توقف عن المجاملة وتحدث بصوت واحد لبعض جيرانه من رفضه القاطع لاستخدام أرضه كساحة لـ«حروب الوكالة» التي يشنونها على الآخرين.
آخر محطة:
أتى في تقرير لمراسل الزميلة «الوطن» من القاهرة ان حادث سرقة الكويتيين تم من خلال مساعدة «فتاة دخلت شقة الشباب الكويتيين لقضاء سهرة ثم لحق بها المتهمون الخمسة»، ومعروف ان العصابة تم القبض عليها خلال 24 ساعة، ومع ذلك لم يتوقف أهل الشقة عن التشهير بالسفير د.رشيد الحمد صاحب الأخلاق المتميزة وأركان السفارة الأفاضل، وكأن المفترض بالسفير ان يلغي أعماله واجتماعاته وارتباطاته كلما وقع حادث مشابه لآلاف الطلبة والسائحين الكويتيين، و«زاد الطين بلة» ما ذكره احد الزملاء من لجوء أهل الشقة لسفارة دولة أخرى للشكوى من ذلك الحادث.