سامي النصف

الحكومة الائتلافية القادمة

ما أهم دروس تشكيل حكومة 2006 التي يمكن تفاديها في الحكومة المقبلة؟

درسان مهمان: الأول هو عدم اقصاء أي طرف من الاطراف الفاعلة على الساحة السياسية المحلية، فمصلحة الكويت والظروف المحيطة تقتضي هذه المرة وأد الخلاف وطلب مشاركة الجميع في الحكومة ومن يرفض من الكتل او خارجها يجب ان يعلن سبب رفضه ويتحمل مسؤوليته امام الشعب والتاريخ عن اي ازمات واستجوابات قادمة.

الدرس الثاني هو ان كثرة المشاورات تضيع الأوقات الثمينة وتصبح اقرب لـ«عدم المشاورات» حيث ان الكلام يضيع الكلام، وما يوصي به طرف يلغيه طرف آخر، والواجب ان يوضع هذه الايام وفي هذا الوقت المبكر تصور واضح لكيفية تشكيل الحكومة القادمة وشخوص المشاركين فيها، فالانتخابات تجري في النهاية على مستوى فردي ولن يكتسح على سبيل المثال الحزب الشيوعي الكويتي الانتخابات حتى ننتظر النتائج لتسليمه مقاليد الحكم.

ونرجو ان تتضمن الاسماء القادمة كثيرا من رجال القطاع الخاص المتحررين من البيروقراطية الحكومية ممن يفرض «الواجب الوطني» عليهم المشاركة دون وضع مطالب تعجيزية او تقديم مطالب مالية لا تتحملها جداول رواتب القطاع العام كما حدث في الماضي القريب، من جانب آخر يجب الوصول الى اتفاق واضح ومعلن مع كل النواب لاعطاء الوزراء فرصتهم كاملة للعمل وخدمة الوطن، لا التسابق على استجوابهم وتعطيل اعمالهم.

كما نريد هذه المرة «حكومة ناطقة ذكية»، والاثنان مرتبطان ببعضهما البعض، فالذكاء الفطري والتفوق او التميّز يؤهلان الوزير المعني لمقارعة الحجج بالحجج والرد على الاتهامات النيابية والاعلامية – وما اكثرها – والشعب الكويتي ذكي ولماح ويستطيع عند سماع الرأي والرأي الآخر ان يميز الغث من السمين وان يعرف الحق من الباطل.

وقد اثبتت تجربة وزارة 2006 صدق مقولة «أُكلت يوم أكل الثور الأبيض» فالتضحية المبكرة باحد الوزراء جعلت السبحة تكرّ ومن ثم يتسابق النواب لاقامة «عروسهم الديموقراطية»، كما تسمى الاستجوابات، عبر اقتناص الوزراء الواحد تلو الآخر بحق او بباطل حتى وقفت لهم «السيدة الحديدية» نورية الصبيح، ولو اظهرت الحكومة العين الحمراء مع اول استجواب كيدي وهددت بالاستقالة ومن ثم احتمال حل المجلس الجديد لوفرنا معاناة سنتين من الازمات الطاحنة المتلاحقة.

ومن متطلبات الانجاز التنموي المعروفة ديمومة البقاء في المنصب ولا شك في أن الحكومة الحالية تضم عددا كبيرا من الوزراء الاكفاء الذين تفترض المصلحة العامة بقاءهم في مناصبهم لاكمال العمل الخيّر الذي بدأوه، كما تضم الحكومة على الجانب الآخر للعملة وزراء ضحوا بسمعة الحكومة لاجل مصالحهم الذاتية ولحفظ خطوط الرجعة لهم مع بعض التوجهات السياسية رافعين شعار «لا أرى، لا اسمع، لا أتكلم» امام انتقادات مست صميم عملهم، متناسين ان صلب العمل السياسي في الدول الديموقراطية يقوم على معرفة حقيقة انه «اذا كان السكوت من فضة فالكلام من ذهب» وليس العكس.

آخر محطة:
وهناك حاجة ماسة لوزير دولة لشؤون مجلس الامة برغماتي ومتمكن من نصوص الدستور وقادر على الحشد والاقناع كحال الوزيرين السابقين والمستشارين الحاليين ناصر الروضان ومحمد ضيف الله شرار.

احمد الصراف

علاقة الموسيقى بالمرض (2 ــ 2)

أحمد الصراف
[email protected]
نستكمل اليوم حديثنا عن تأثير البيئة في ثقافة وفن وأدب أي أمة.
لم تأت شهرة العرب بقول الشعر وحفظه اعتباطاً، بل جاءت انسجاماً مع ظروف البيئة وفقرها بكل متطلبات اتقان، أو حتى أداء الفنون والآداب الأخرى.
فالرسم يحتاج للقماش والريشة واللون والإطار وأمور ضرورية كثيرة أخرى، والنحت يحتاج إلى الحجر والرخام وإلى أدوات محددة، كما ان الكتابة تتطلب وجود قلم ومداد وورق وطرق حفظ من التلف، وهكذا الحال مع كل أدب وفن، اما الشعر فلا يحتاج من الموهوب غير ملكة الحفظ وجزالة الإلقاء، فالشعر لم يكن فقط ديوان العرب وفي مقام الالياذة والأوديسة بالنسبة لهم، بل كان ايضاً سيد فنون المنطقة برمتها التي أبدعوا فيها ايما ابداع، خصوصا انه لا يحتاج إلا إلى عقل خلاق يؤلفه وذاكرة تحفظه ورأس يحمله من مكان الى آخر، فلا ريشة ولا ألوان ولا إطار ولا قماش ولا مطرقة ولا حامل ولا وتر ولا أي شيء مادي آخر يتطلب النقل والحفظ والعناية من عوامل البيئة.
من كل ذلك نجد ان للبيئة أعظم الأثر في تشكيل فكر الإنسان ومعتقده، فمسلمو الجزيرة مثلا أكثر ميلا إلى بساطة العيش وأكثر تقبلا للنوائب بسبب فقر البيئة ورتابة الحياة وشظفها الذي لا مجال فيه للرفاهية في العيش أو في العراء، من سكان المدن، لاسيما الزراعية منها الذين يكثر الوقت عندهم وتتسم حياتهم بالاستقرار وبتعدد ألوانها.
كما نرى في الجانب الآخر ان غنى البيئة الإسلامية خارج الجزيرة، وتعقد علاقات أهلها وتراثهم الحضاري الموغل في القدم قد ساهم في تشكيل التراث الإسلامي الجديد الخاص بهم والمختلف عن تراث الجزيرة، فقد بقيت جميع الدول التي دخلها الإسلام على عاداتها في ما يتعلق بالاهتمام بمناسباتها الدينية القديمة كعيد شم النسيم في مصر والنيروز لدى الفرس والتركمان والافغان والاكراد وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي الإسلامية السابقة، نعود ونؤكد ان الطبيعة هي التي كانت دائما تملي التطرف أو التسامح وليس العكس!!
نأتي لموضوع مقالنا هذا لنقول إن ايران، كمثال فقط، كانت طوال تاريخها، وحتى وقت قريب، من المصادر العظيمة لفن الغناء والعزف، وقد نهل الكثيرون من فنها الذي كان له الأثر الواضح على فنون المنطقة.
ولكن عندما جاء الخميني بثورته منع كل أشكال الطرب من عزف وغناء، ولكن توالي الضغوط عليه، وزيادة نسبة التجاوزات، دفعته في فترة لاحقة إلى تليين موقفه والسماح ببث أو الاستماع للبسيط وغير المثير من الموسيقى، ولكن من دون غناء، ثم سمح في مرحلة لاحقة للرجال بغناء أنواع محددة من الأغاني، ولم يسمح للنساء بالغناء لان اصواتهن «عورة»، وستبقى كذلك.
ونجد الأمر ذاته في انحاء كثيرة من الجزيرة العربية، حيث لا يزال الغناء، والعزف الموسيقي بجميع اشكاله، امراً مكروها وجالباً للشر، وهذه الحال مضت عليها اكثر من 14 قرنا، ولكن تخللتها فترات «انحلال» متقطعة.
وقد انحسرت دروس الموسيقى في السنوات الاخيرة في مدارس دول اسلامية كثيرة، ومنها الكويت، لمصلحة دروس تقوية دينية.
وفجأة اكتشف العلماء ان للموسيقى الكلاسيكية، ومقطوعات موزارات السيمفونية على وجه الخصوص، تأثيرا علاجيا ايجابيا على المرضى عموما والمرضى النفسيين والمصابين بالصرع بشكل خاص، فمقاطع قصيرة من سوناتا (ك 448) لموزارات مثلا يمكن ان تؤدي إلى الإقلال من حدوث نوبات المرض، ويقول البروفيسور جون جينكنز في هذا الصدد، وبعد مراجعته لنتائج البحوث الدولية التي اجريت في حقل الموسيقى العلاجية، انه من المحتمل جدا ان تكون لمؤلفات موسيقيين آخرين آثار ايجابية موازية لموسيقى موزارات، وورد في الـ«بي. بي. سي» على لسان البروفيسور نفسه ان مؤلفات باخ تشبه من الناحية التركيبية مؤلفات موزارات، واضاف ان البحوث دلت على ان تعريض المصابين بأمراض محددة إلى موسيقى موزارات لمدة عشر دقائق يوميا يؤدي إلى تحسن ملحوظ على قدراتهم الحركية كطي الورق وتقطيعه.
كما بينت بحوث مشابهة اجريت على الفئران ان الاستماع للموسيقى يجعلها اكثر قدرة على تجاوز العقبات.
وأظهرت تجارب دول اخرى ان الاطفال الذين يتمرسون على العزف على آلة موسيقية لمدة ستة أشهر يتفوقون على نظرائهم الذين يعملون على اجهزة الكمبيوتر، وعبر البروفيسور جينكنز المسؤول في كلية الأطباء الملكية بلندن، عن اعتقاده بأن نتائج هذه البحوث ستكون لها قيمة كبيرة وان التأثيرات الايجابية للموسيقى على مرضى الصرع أمر مشجع جداً، ومن الجدير بالذكر ان مناطق عديدة في المخ تشترك في عملية الاستمتاع بسماع الموسيقى ومنها الجهة اليسرى التي تختص بتحليل الايقاعات، بينما تتكفل الجهة اليمنى بتحليل اللحن، وان الاستمتاع بسماع الموسيقى من شأنه تحفيز تلك الاجزاء من المخ.
كما اكتشفت باحثون من هونغ كونغ ان الاطفال الذين تلقوا دروسا في الموسيقى لديهم ذاكرة لغوية أقوى من هؤلاء الذين لم يتلقوا هذه الدروس، وان الساعات التي يقضيها المرء في تعلم العزف على البيانو أو الكمان لا تضيع هدرا، فدروس الموسيقى تقوي من ذاكرة الاطفال، ويقول هؤلاء العلماء ان اكتشافهم سيساعد الذين أجروا جراحات في المخ على استعادة قوة ذاكرتهم، ومثلهم في ذلك مثل الاطفال الأصحاء.
وهكذا نرى ان تحريم الموسيقى الذي نادى به الكثير من رجال الدين (العلماء)، ولا يزالون، لا يفتقر فقط لأي سند ديني بل ولأي سند عقلي منطقي، فالمنع كان منشأه بيئيا وانطلق من فكر متأثر ببيئة جافة اكثر من أي شيء آخر، فمرحبا بالموسيقى.. ولكن مع من نتكلم نحن؟

د. شفيق ناظم الغبرا

كويت العصر الذهبي… كيف كانت؟

عندما يتساءل الناس والشباب عن العصر الذهبي للكويت تأتي مع هذا التساول جملة من الصور المختلفة من واقع اليوم. أحياناً يتساءل الجيل الجديد: كيف كان حال الكويت في ذلك العصر وكيف كان حال الكويت مختلفاً؟ قد لا تستطيع الأسئلة في هذه المرحلة أن تجيب عن الأساس الذي أعطى الكويت ألقاب مثل لؤلؤة الخليج أو درة الخليج وأعطى فرقها الرياضية وريادتها التعليمية صفة النموذج لشعوب شتى في منطقة الخليج. وكان ذلك عصر خاص تميّزت فيه الكويت عن غيرها، لأنها حكمت العقل والمنطق والطموح في كل شيئ كما حكمت الحكمة والإبداع في قراراتها وطرق بناء فرقها. العصر الذهبي للكويت يعني أن الكويتيين كانوا منفتحين على ذاتهم وعلى العلم والعمل وعلى الجديد بأنواعه كلها. كانوا من بين العرب مجددين، مكتشفين، مقبلين على العالم الذي يتشكل من حولهم بلا خوف أو تردد أو تقييد. في العصر الذهبي كانت التنمية أولوية تنفيذية قبل أن تكون أولوية كلامية، وكان التعليم والتجديد والانفتاح والانعتاق من القيود ممارسة دائمة. وكان هذا العصر بالتحديد عصر ثقة بالنفس وثقة بالمستقبل وتبنٍ للكفاءات والقدرات كلٌ في مكانها وكلٌ في مجالها. لقد اكتسب ذلك العصر لقبه الذهبي، لأنه التزم أولاً بمشروع الدولة وبإنشاء الدستور، بالانفتاح على الآخر، أكان عربياً أو عالمياً، وبمعايير الإنجاز عبر إنشاء البرلمان وبناء المؤسسات وتحديد الصلاحيات. في الزمن الذهبي تصالحت الكويت مع نفسها ومع العالم لتنتج الكثير من الجديد. متابعة قراءة كويت العصر الذهبي… كيف كانت؟

سامي النصف

حكومة قصيرة = مجلس قصير

الإنجاز وعملية التنمية المستدامة لا يمكن ان يتما عبر وزراء لا يبقون في مناصبهم إلا أشهرا قليلة وتتم محاسبتهم على هوياتهم لا إنجازاتهم لذا فالخيار الوحيد أمام أي حكومة مقبلة هو خلق معادلة الاستجواب غير المبرر يعني عدم التعاون ومن ثم الحل الدستوري والاثنان – لا واحد منهما – اداتان دستوريتان جائز استخدامهما وتقصير عمر الوزراء في الوزارة سيعني تقصير عمر النواب في المجلس والاحتكام الى الشعب.

رأت الأسرة الحاكمة ان تبعد أبناءها عن منافسة أبناء الشعب في الانتخابات وأن يبعدوا أنفسهم مختارين عن المخيمات الانتخابية كمرشحين ومتحدثين وضيوف حتى لا يرجحوا كفة على كفة، ومادامت الأسرة قد أخرجت نفسها عن تلك المخيمات فالواجب على المرشحين ان يخرجوا كذلك عن لغو وقدح المخيمات ويبحثوا لهم عن مواضيع أخرى يتحدثون فيها مثل التنمية والأمن والصحة والتعليم الخ، كنوع من التغيير.

من الثقافات السياسية الكويتية الخاطئة المتوارثة هجوم المرشحين المتواصل على الحكومة المقبلة التي لم تولد بعد وهو ما يُظهر بشكل جلي ان المرشح المعني لا يملك فكرا أو خططا أو برامج لحل مشاكل المواطنين، في مقابل ذلك الهجوم تقوم عناصر حكومية بدعم مرشحين ليسوا فوق مستوى الشبهات أملا في أن يدعموها في المجلس وتنتهي هذه المعادلة عادة بانقلاب من ساهمت في إنجاحهم عليها بعد ان يأخذوا خيرها ويتسببوا لها في السمعة السيئة بين المواطنين الشرفاء.

تصحيح تلك المعادلة الخاطئة التي تشجع على الفساد من ناحية وتعطل مشاريع التنمية من ناحية أخرى يكمن في وقف عمليات التسخين والدغدغة الانتخابية التي لم تكتف بالهجوم على الحكومة وجعل النواب المعنيين أسرى لتلك المواقف بحيث لا يستطيعون بعد ذلك الوقوف مع أي حكومة أو وزير إصلاحي، بل امتدت للهجوم على رجال الاقتصاد والأعمال ممن هجروا بأموالهم البلد ليعمروا الدول الأخرى، والواجب ان تعتمد الحكومة على الشرفاء من النواب لدعم المشاريع التي تهم المواطنين ولا يمكن للبلد ان يتقدم دونها.

ومن مشاكل العمل السياسي الكويتي المستمدة من الثقافة العربية الإيمان بمبدأ الا يهم مقدار خسارتي مادمت نجحت في التسبب في خسارتك تحقيقا لمعادلة LOSE-LOSE الغبية، بدلا من معادلة WIN-WIN الذكية الشهيرة ولا شك في أن التحول الى الدوائر الخمس الذي أحال عمليات الفرعيات وشراء الأصوات من 5 دوائر من 25 الى 5 دوائر من خمس، وزاد التخندقات الطائفية والقبلية والفئوية الى مستويات أوصلتنا الى حافة الخطر للمرة الأولى في تاريخنا قد تم على معطى التفكير في كيفية خسارة الخصم بأكثر من التفكير في مصلحة الوطن.

آخر محطة:
أسابيع قليلة وتخرج علينا نتائج انتخابات الدوائر الخمس وأتحدى منذ الآن ان يكون عدد الإصلاحيين والأكفاء والنظاف الناجحين فيها بعدد مخرجات الدوائر الـ 25 التي شهدناها قبل أقل من عامين، وكم من يوم بكيت منه فلما كنت في غيره بكيت عليه، لذا مرة أخرى حذار حذار من خيار الدائرة الواحدة الكوارثي.

احمد الصراف

علاقة الموسيقى بالمرض (1ــ2)

أحمد الصراف
[email protected]
لو نظرنا إلى طبيعة وظروف الحياة في الجزيرة العربية اليوم، لوجدنا انها في غالبيتها لم تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل آلاف السنين، خصوصا اذا أزلنا ما جلبته اموال البترول من ادوات وآلات ومظاهر حضرية، كالمركبات والبنايات والمدارس والملاعب والمساكن الفخمة التي تتناثر هنا وهناك، فطبيعة المنطقة لا تزال بشكل عام تتسم بطابع شديد الرتابة والبساطة والتواضع الى درجة الخشونة القاسية، فحياة الحل والترحال التي اتسمت بها حياة الاعرابي من جهة، ورتابة حياة عرب المدن من جهة اخرى، وآلاف السنين، وجفاف البيئة الناتج عن شح المياه وقلة الموارد والمواد وخلوها من الباهر من الالوان والاطياف، كل ذلك اثر بطريقة او بأخرى على المسلك والمأكل والمشرب والمسكن ومختلف انشطة الحياة سواء المعيشية منها او الترفيهية.
فآلة الربابة ذات الوتر الواحد، هي الوحيدة التي عرفتها المنطقة منذ القدم ولا تزال تستعمل بوترها اليتيم المنسجم مع قلة ما في الطبيعة الصحراوية من اصوات اصلا.
في هذه البيئة القاسية والجافة نجد ان الموت مثلا لا يحظى بذلك الاهتمام الذي عادة ما يلقاه في اماكن اخرى، كما لا تتسم طقوس التعزية بأي مظاهر صارخة في وقارها وهيبتها، كما هي الحال عادة في البلاد والمناطق وحواضر المدن القديمة المجاورة لها ذات الانهار والشطوط، فحالة الموت المفاجئ التي تقع مثلا اثناء سير القافلة او ترحال القبيلة من مكان لآخر، بحثا عن الماء والكلأ او في طلب الغزو او التجارة، كان يتم التعامل معها بأقل ما يمكن من مراسم وطقوس، فالدفن يتم خلال لحظات وينتهي العزاء بكلمات مقتضبة ليستمر الركب في سيره ولتعود الحياة الى رتابتها المعتادة بعد دفن الميت في قبر لا يكاد يرى من فرط تساويه مع الارض، فلا شاهد يميزه ولا ألواح رخام تغلفه ولا ادوات ومواد حفر وبناء ترفعه، وكل هذا بسبب فقر البيئة وظروف الزمان والمكان التي لا تحتمل الترف او تأخر الركب.
وفي السياق نفسه، نجد ان الموت لا يتطلب التعامل معه في هذه البيئة بارتداء الداكن من الثياب، كما هو شائع في مناطق اخرى، ولا تقام للميت قبور كبيرة او عالية او أضرحة، كما انهم لا يعرفون شيئا عن اسبوع الميت واربعينيته وسنويته، فهذا الرفض لم ينطلق من واقع ديني بقدر تأثره بظروف البيئة وفقرها وقسوتها التي فرضت نفسها فرضا على تصرفات البشر في تلك البقعة من الارض، وفي كل المناطق المشابهة لها.
نجد الامر ذاته ينسحب على مختلف انشطة المنطقة الترفيهية، حيث تكاد تنعدم فنون العزف الموسيقي، غير دقات بسيطة وشبه بدائية علي الربابة او الدف! اما آلات العزف الاخرى، التي جلبت لاحقا للمنطقة في فترات لاحقة، فإنها لم تجد قبولا او رواجا خارج نطاق قصور الحكام والموسرين، وبالتالي كان من السهل على رجال الدين عدم تشجيع استخدامها او حضور مجالس عزفها والغناء معها، ووصل الامر في مرحلة ما الى تحريم استخدامها وتحريم الغناء بشكل تام.
كما نجد ايضا ان الفنون الاخرى، كالنحت والرسم والتمثيل المسرحي والحفلات الموسيقية لم يعرفها اهل المنطقة بشكل عام بسبب النقص الشديد في المواد والادوات التي يتطلبها اداء مثل هذه المهارات، اضافة الى شبه انعدام حالة الاستقرار السياسي او البيئي اللازمة لتطور اي فن او اي ثقافة.
ولو نظرنا للتعاليم الدينية بشكل عام لوجدناها انعكاسا للبيئة التي خرجت منها. فالبيئة الخشنة والبسيطة لا يمكن ان يخرج منها دين لا يتسم بهذه الصفات نفسها، كما نجد ان انتقال الدين، اي دين، لبيئة اخرى، تدخل عليه تحولات جذرية تجعله اكثر انسجاما مع البيئة الجديدة، فمهما كانت سطوة او قوة تعاليم اي معتقد في تشكيل الوعي والتصرف، فإننا نجده اكثر مرونة وتقبلا لعادات وتقاليد المكان الجديد، وبالتالي نجد طقوس الحياة اليومية، سواء ما تعلق منها بالولادة او الزواج او الموت او طرق الاحتفال بالاعياد والمواسم، تختلف من بيئة لاخرى، وعلى الرغم من وحدة الايمان بمعتقد واحد!
ففي المجتمعات التي دخلها الاسلام في مرحلة لاحقة نجد انه لا تزال للموت رهبته وطقوسه المعقدة التي لا فكاك من الالتزام بها على الرغم من مظاهرها الوثنية السابقة للاسلام، فالموت كارثة ويتم التعامل معه على هذا الاساس بكل ما يعنيه ذلك من بكاء ولطم وتعفير تراب وشق جيوب، مع تكرار استمرار العزاء لاسبوع او 40 يوما، والاحتفال به سنة بعد اخرى، كما تشيد للموتى قبور عالية وتغطى بقطع رخام، وتوضع لمقابر الاغنياء والكبار اسوار وتخصص لها مبان وقطع كبيرة من الاراضي، ويتطور الامر في بعض الدول ليصبح القبر مزارا تشد اليه الرحال بين الفترة والاخرى، كما هي الحال في مصر وايران والعراق وبلاد الشام ودول جنوب شرق آسيا وجمهوريات آسيا الاسلامية الاخرى!

سعيد محمد سعيد

أسمع كلامك يعجبني…

 

ليس عن طريق المصادفة، إنما رغبة في فهم أسباب كذب المشرفين على بعض المنتديات الطائفية وكذب أذنابهم وأذناب أذنابهم، اطلعت على «شروط» بعضها! تشعر وأنت تقرأ تلك الشروط، وكأنك في مكان مقدس لا يقبل بالمساس لا بالأديان ولا بالبشر ولا بالطوائف ولا حتى بالدعاء على الظالم المستبد المستحل لحرم الله… تشعر وكأن هذه الشروط نبعت من قلب كبير، يشابه قلوب الأنبياء والأولياء الصالحين…

هكذا تشعر… هذا مع الاعتبار إلى أنك تشعر بشيء، وترى أمامك شيئا آخر، ما يكشف زيف وكذب وازدواجية ومرض من وضع تلك الشروط وغباء من يصدقها أيضا… لأن كل ما تقرأه في تلك المنتديات، ما هو إلا طائفي بحت، بل وفيه تحريض على حرب طائفية حامية الوطيس بين الناس في البلد…

سأقدم إليك ما هو مكتوب نصا في شروط أحد المنتديات البحرينية الشهيرة، التي يعرفها الجميع:

– تأكيد الهوية الإسلامية والعربية لمملكة البحرين والحفاظ عليها، تماشيا مع دستور مملكة البحرين.

أقول: تبلغ نسبة الموضوعات والمشاركة الهدامة العدائية في ذلك المنتدى نحو 60 في المئة (طبقا لحسبة بسيطة أجريتها خلال شهر كامل لمحتوى ذلك المنتدى).

– خدمة المجتمع البحريني إمّا بطريقة مباشرة عن طريق فريق الفعاليات الخارجية وجهود التنسيق الخارجي، أو من خلال تقديم مادة تثقيفية مدروسة ترتقي بوعي الأعضاء.

أقول: أفضل خدمة يقدمها الموقع للمجتمع البحريني هو أن يخجل من نفسه، ويغلق.

– رفع اسم البحرين عاليا من خلال التعريف بالنشاطات الثقافية والسياحية والمناسبات الوطنية.

أقول: لا أحد يستطيع أن يكذب عينه وهو يرى ويقرأ التقارير والمشاركات الطائفية الموغلة في البغض والحقد، ولا علاقة لهذا الموقع بأية صورة حضارية للبلد إطلاقا.

– استكشاف المبدعين والموهوبين في جميع المجالات وإعطاؤهم الفرصة لإظهار إبداعاتهم وتقديمها للمجتمع.

أقول: أتحدى إدارة الموقع أن تكون قد فعلت شيئا من هذا القبيل!

– الحث على الأخلاق الحميدة وتحبيب النفوس لعمل الخير بجميع ألوانه من دون تمييز ديني أو مذهبي.

أقول: أما هذه بصراحة، فهي مئة في المئة، تنطبق على هذا المنتدى «المغرض» من دون تمييز ديني أو مذهبي.

– تبني الثقافات والأفكار التي تساهم في مواجهة جميع أنواع الغزو الغربي مع الاهتمام بالجوانب الإيجابية من الحضارة الغربية.

أقول: صح الله لسانكم!

– رفع الوعي فيما يتعلق بالقضايا والمخاطر التي تهمّ المسلمين والعرب وتقديم المساندة المعنوية للشعوب المعرضة للأخطار.

(وأولها العمل على تفتيت كل مجتمع على حدة من خلال مجموعة قليلة من الأعضاء ذوي الأسماء المستعارة بالعشرات، مختلفون من ناحية العمر والانتماء السياسي والمذهبي، لكنهم مجتمعون في أمر واحد… وهو أنهم كلهم مرضى نفسانيون حمانا الله منهم).

سيقول قائل: وماذا عن المنتديات الطائفية في القرى؟ فنقول: كلكم في الهواء سواء…

احمد الصراف

الشرف والسلف والطبطبائي

أقرأ يومياً ما لا يقل عن 6 صحف، ما يرد فيها يصلح زاداً لكتابة عشر مقالات يومياً، ولكن ليس بإمكاني نشر أكثر من 5 مقالات أسبوعياً، وأحياناً 4 فقط. لذا سأحاول، بين الفترة والأخرى الإكثار من تغطية أكثر من موضوع في المقال الواحد: 1- ورد في قبس الخميس ان شقيقين سوريين قتلا شقيقتهما ليس لشكهما في أخلاقها فقط، بل ليقينهما انها حامل في شهرها السابع (!!)، وحدثت الجريمة قبل موعد زفافها بفترة قصيرة. تبين لاحقاً، وكالعادة، ومن واقع التحقيق في عشرات حالات القتل دفاعاً عن «الشرف» المماثلة، ان الضحية بريئة، و….عذراء (!!) يحدث ذلك في جميع دولنا العربية والحرة والأبية، ونعتقد بعدها أننا أعطينا المرأة حقوقها، ونسينا أو تناسينا عمداً أن قوانين الأحوال الشخصية وعقوبات جرائم الشرف لا تزال تكبل حريتها بألف قيد وقيد! آه كم أتمنى لو تنجح المرشحة طيبة الإبراهيم في الانتخابات القادمة! 2- أكد وكيل وزارة الأوقاف المساعد، وهذه المرة ليس القراوي، بل إبراهيم الصالح، أكد ان جمعية إحياء التراث (السلف) أخذت على عاتقها تصفية الدين الإسلامي من الخرافات والبدع (!!)، ووردت كلمته بمناسبة افتتاح المقر الجديد للجمعية في العمرية. كنا نود تصديق ذلك ولكنها يا أخ إبراهيم قوية وايد!! فلو أجلت بصرك في وجوه المشاركين في ذلك الحفل العظيم، ولو أمعنت النظر في صحف اليوم التالي لوجدت أن أكثر المشتغلين بأمور قراءة الطالع والشعوذة والعلاج بكاسات الهواء والرقية و«كت الفال» وتفسير الأحلام وفك السحر وأسر المسحور لوجدت أن غالبيتهم من السلف! فإذا كان هذا حالنا بعد كل ما أخذته الجمعية السلفية على عاتقها من تصفية الدين من خرافات وبدع فما الذي كان من الممكن أن تكون عليه أحوالنا من تخلف لولا كريم جهودهم؟ 3- أرسلت عزة توفيق محامية سامي الطراح، مدير الإدارة الهندسية في الصحة رسالة لـ «القبس» «30-4» بينت فيها أن القضية المرفوعة من موكلها على النائب السابق وليد الطبطبائي على ضوء اتهامات الأخير بأنه موظف غير كفء وان وزارة الصحة قد أسندت مهمة بناء 15 مستشفى جديدا للإدارة التي يرأسها موكلها، وما يشكله ذلك من هدر للمال العام، هي اتهامات غير صحيحة، فموكلها الصالح حصل طوال سنوات عمله التي بلغت الأربعين على تقدير امتياز، وكرم من قبل معظم وزراء الصحة السابقين. وان الجهة المناط بها بناء المستشفيات الـ 15 هي وزارة الأشغال، وان إدارة الهندسة التي يديرها موكلها لا علاقة لها بالأمر. وورد في كتاب المحامية أن المرشح الطبطبائي نفى أمام المحكمة وجود أي مستندات لديه تثبت صحة أقواله أو تؤيد اتهاماته الخطيرة بحق السيد سامي الطراح!! لا نعرف المحامية عزة ولا السيد الطراح ولم يسبق لنا الالتقاء أو التحدث مع أي منهما، ولا نود التدخل بطبيعة الحال بسير قضية منظورة أمام القضاء، بل كل ما نود ذكره ان اللحية ليست دليلاً على التقوى والصدق، وان كثيراً من الاتهامات الشخصية التي صدرتبحق الكثير من الأبرياء تحت قبة البرلمان كانت مغطاة بالحصانة البرلمانية أكثر من تضمنها حقائق دامغة! نضع هذه القضية بتصرف ناخبي المنطقة الثالثة ونحن، وآل بيتنا، جزء منهم. ومن محاسن الصدف ان نظام الدوائر الانتخابية الخمس أذن بوضع مصير المرشح الطبطبائي السياسي، ولو جزئياً بين أيدينا! • ملاحظة: قامت جهات تابعة للحركة الدستورية، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي، بتوزيع الآية التالية من خلال الرسائل الهاتفية القصيرة: «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون»! وورد فيها كذلك ان الآية تنطبق على مستلمها إن لم يبادر بنصرة «حدس» وعموم الإسلاميين (!) إن هذا إرهاب حزبي واضح واستغلال غير كريم لنصوص دينية في حملة سياسية لا تخلو من الدسائس، كما أنها تتضمن طعناً في نوايا الآخرين وتتهم المرشح والناخب بالفسق فقط لكونهم من غير المنتمين لأحزابهم الدينية! أحمد الصراف [email protected]

احمد الصراف

أميركا الأجنبية

نادرا ما اكتب عن وزارة الخارجية، واشعر بتردد كلما انتابتني الرغبة في الكتابة عنها، سلبا، وسبب ذلك يعود لما اكنه من ود لوزيرها الشيخ محمد الصباح الدمث والخلوق، ولما بيننا من لقاءات، قبل الاحتلال وبعد التحرير، والتي تخلل بعضها «عشوات» عامرة.
لكن تصريحه الاخير الذي اعلن فيه: «.. اننا لسنا بحاجة لاجنبي ليبلغنا اهمية فتح سفارة في بغداد»! خرج عن كل مألوف، واحتاج الى الدبلوماسية التي يتحلى الوزير الشيخ بها، وبالتالي خيب كلامه امل الكثيرين منا!
يطلق لفظ «اجنبي» عادة، وفي اي لغة او لهجة، على الغريب او غير المألوف من الامور او الافراد غير المنتمين للبيئة او الخارجين عنها.
والاجنبي اما ان يكون شخصا غير مرغوب فيه، او يكون وجوده، مقبولا ولكن على مضض لحاجة ما!، وبذلك يصبح للكلمة معنى سلبي لا يمكن اخفاؤه، ويطلق عادة على ما نود التقليل من شأنه او التعريض به!
ولو علمنا ان الاجنبي الذي قصده وزير الخارجية وعناه في تصريحه، وترفع حتى عن ذكر اسمه، هي حكومة الولايات المتحدة الاميركية، بكل ما لها من دين في اعناقنا، وما بيننا وبينها من مودة لكل ما قدمته للكويت، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من امن وسلام وكرامة، والتي «لاتزال» تربطنا بها اتفاقيات ومعاهدات تتعهد فيها الحكومة الاميركية، الممثلة الشرعية للشعب الاميركي، بالتدخل عسكريا للحفاظ على استقلال وطننا وكرامتنا وشرعية حكمنا، حتى ولو تطلب ذلك التضحية بارواح شبابهم والمخاطرة بصرف اموال دافعي ضرائبهم من اجل الذود عنا وعن استقلال وطننا وحرية وكرامة الشعب والاسرة الحاكمة!
لسنا على اطلاع كاف على مجريات السياسة وخفاياها، وقد تكون للدبلوماسية الكويتية اسبابها التي تجعلها تتريث في مسألة فتح سفارة للكويت في بغداد.
فالوزير والوكيل ليسا اقل حرصا على مصلحة الكويت من اي مواطن غيور آخر، وبالتالي، لسنا في معرض المزايدة على احد ومطالبة الحكومة بضرورة فتح سفارة لنا في بغداد او في غيرها، فكبار الخارجية اعلم بذلك، ولكننا لا نعتقد في الوقت نفسه ان اطلاق صفة «اجنبي» على الحكومة الاميركية كان حصيفا.. وكل ما نتمناه ألا يكون ذلك وصف «الاجنبي»، الذي لا استسيغ شخصيا استخدامه، كتابة او قولا، في الاشارة الى المقيمين بيننا من غير المواطنين، نتمنى ألا يكون اكثر من زلة لسان من شيخ الدبلوماسية الجديد، الذي نتوقع منه كل خير مستقبلا، فأميركا اكثر من صديق واكبر من حليف، ووجودنا برمته يعتمد عليها وحدها، ان حاول اي طرف الاعتداء علينا.. ولا اعتقد اننا نريد من «اجنبي» ان يحمينا مرة ثانية.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

لا تقرأوا هذا الموضوع!

 

يسمى يوم الأول من مايو «عيد العمال»!

جميل هو هذا اليوم ورائعة هي تسميته، وخصوصا أن المفردتين كبيرتان وعظيمتان: عيد… وعمال! ولربما اختصرتا كل ما في حياتنا اليوم… حياة العمل والشقاء والكدح، بحثا عن لحظات السعادة والعيد… لأن العمل عبادة.

واليوم أيضا، لا أود الحديث كثيرا عن يوم العمال العالمي، بل سأذكر الجميع بهدف مهم من أهداف الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وهو ما نبحث عنه جميعا، لأننا جميعا «عمال» في هذا الوطن الجميل ونفخر بذلك! لا يهمني كائن من يكون حين يقول عني: «هندي الخليج» أو «كولي الخليج» أو «كومار الخليج».

في نظامه الأساسي، وفي قائمة أهدافه، فإن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين يهدف إلى رفع الكفاية الإنتاجية للعمال ورعاية مصالحهم وتحسين حالتهم المادية والاجتماعية، وهو يمثل العمال أمام القضاء، والعمل على تسوية المنازعات العمالية بالمنشآت التي لم تكن بها نقابات تحقيقا لأهداف رئيسية منها:

– العمل على تنمية وتطوير التنظيم العمالي في مملكة البحرين ليرتقي إلى مستوى ما نصت عليه الاتفاقات العربية والدولية في شأن التنظيمات العمالية.

– صيانة حقوق ومصالح عمال البحرين وتحسين شروط وأوضاع عملهم.

– العمل على رفع مستوى الصحة والسلامة المهنية وتحسين المستوى الثقافي والاجتماعي لعمال البحرين ومساندة الجهود الرامية إلى محو الأمية.

– العمل على رفع الكفاية الإنتاجية بتوفير أفضل الخدمات الاجتماعية والتدريبية لضمان الاستقرار في العلاقات ما بين أطراف الإنتاج.

– تعميم اللجان العمالية في منشآت مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية.

نلاحظ أن تحسين مستوى المعيشة بالنسبة إلى العمال هو ركن أصيل من أهداف الاتحاد العام لعمال البحرين، لذلك، ونحن اليوم نعيش أوضاعا مضطربة من مختلف النواحي، لابد من التذكير، بأن هناك دعوة «لعدم الشراء اليوم»! لا أدري من أين جاءت هذه الدعوة، لكن حتى وإن كانت قادمة من الجحيم، فإنني واحد من الناس، واحتفالا بعيد العمال، سأكون ملبيا للدعوة بعدم شراء شيء اليوم من السوق الذي يلاحقنا بالنيران المشتعلة كل يوم.

وبالنسبة إلي، أجدها مصادفة عظيمة، أن تتزامن الدعوة مع عيد العمال الذين كانوا ولا يزالون يكدحون ويكسبون الرزق من صلب الظروف وقساوة الأيام! فأكثر ما يؤرقنا اليوم، هو أحوالنا المعيشية التي أصبحت تتردى يوما بعد يوم ويزيدها الغلاء الفاحش ألما على ألم.

قبل أن أختم، هناك سؤال لم أجد له إجابة: تنطلق المسيرات والاعتصامات الواحدة تلو الأخرى وكلها مكفولة ومنظمة من جانب جهة ما: رفض فتح سفارة في بغداد… مسيرة قانون الأسرة… مسيرة التجنيس… مسيرة الإفراج عن المعتقلين… مسيرة المطالبة بإعدام القتلة… مسيرة المطالبة بدستور 73… اعتصام التضامن مع غزة ومع الشعب الفلسطيني… مسيرة… ومسيرة ومسيرة..

بالله عليكم، حتى الآن ولم نجد جهة تبادر وتتكرم علينا بتنظيم مسيرة أو اعتصام «عظيم» لمواجهة غول غلاء الأسعار بمشاركة كل مواطن بحريني يحترق بنار الغلاء؟

نعيب زماننا والعيب فينا…

على كل حال، كل عام والجميع بخير؟