دماء القلم تعود للحركة بعد توقف كاد أن يصيبه بالشلل الكلوي، أسعد الله أوقاتكم…
في قراءة سريعة لنتائج انتخابات البرلمان الكويتي، أدركت بأن الكويت لن تفكر مطلقا في إقامة مهرجان سينمائي بحجم «مهرجان كان»، ولن تمتلئ فنادقها بكبار اقتصاديي العالم لطرح رؤاهم وأفكارهم الجديدة، ولن ترتفع الجسور المعلقة على شواطئها. كل هذا لن يحدث. وأظن أن سيدة الشرق أم كلثوم كانت تغني بلسان برلمان 2008 الكويتي عندما رددت: «أهو دا اللي مش ممكن أبدا ولا أفكر فيه، أبدا أبدا».
برلماننا الجديد أمامه مسؤوليات جسام بجسامته ووسامته، وعلى رأسها: من الذي قتل «حنيطلة بن منشاف ولا مندري» على مشارف الكوفة قبل ألف وأربع وثمانين سنة؟ فعلا، من الذي قتله يا أولاد اللذينا؟ اعترفوا. على أي حال ستحال القضية إلى اللجنة التشريعية في البرلمان، وسنعرف حينها هل شارك الأستاذ الفاضل «القعقاع بن قرنفل» في تلك المعركة، وهل تُقبل صلاة النائب صالح عاشور خلف النائب محمد هايف أم يجب تبديل الأماكن… كلها مشتاقة لك؟ متابعة قراءة الكوفة ليست في الشويخ
الشهر: مايو 2008
اتفاق لبنان… هدنة لصالح لبنان
أحسنت قطر بسعيها الفعال في إنتاج اتفاق لبناني يقي لبنان الكثير من التداعيات الإقليمية. وأحسنت قطر في سعيها إلى إيقاف آفاق حرب أهلية لبنانية لا يحصد لبنان منها إلا مزيداً من الموت. الجهد القطري جاء في ومكانه ووقته، وقد نتج عنه إعادة بعض من الروح للجامعة العربية، وتأكيد أن دول الخليج العربي بإمكانها أن تحدث فرقاً نوعياً وإيجابياً في الأوضاع الإقليمية المحيطة. إن الاتفاق يعكس من جهة تمتع قطر بالكثير من العلاقات الإيجابية مع فرقاء متناقضين: إيران وسورية، إضافة إلى فريقي المعارضة والأكثرية في لبنان، وإضافة إلى دول الخليج والمملكة العربية السعودية. ولكن الاتفاق عكس في الوقت نفسه حرص الفرقاء في الأقلية والغالبية على تجاوز ما وقع أخيراً، إضافة إلى ميزان القوى بين «حزب الله» وأنصاره من جهة وبين تيار الأكثرية من جهة أخرى. إن ما وقع من اتفاق يعكس توافر أجواء إقليمية منها المفاوضات السورية الإسرائيلية، وأجواء لبنانية تريد الاتفاق، وأجواء عربية تريد أن ينتقل لبنان من واقعه التصادمي. متابعة قراءة اتفاق لبنان… هدنة لصالح لبنان
هل استوعبت القوى السياسية النتائج؟!
طلبت القوى السياسية فور ظهور نتائج الانتخابات الماضية من الحكومة ان تقرأ بصورة صحيحة نتائج تلك الانتخابات، فهل لنا ان نتساءل مع ظهور نتائج الانتخابات الحالية عما اذا كانت القوى السياسية قد قرأت هذه المرة نتائج الانتخابات بصورة صحيحة حتى يمكن لها استخلاص الدروس والعبر منها؟! ولنقرأ نتائج بعض القوى المشاركة في الانتخابات.
«حدس» والتي أختلف جزئيا مع ما ذكره الزميل الحدسي مساعد الظفيري الذي رأى ان موقف الحركة العاقل من قضية مجنونة كإسقاط القروض (العائدة في المجلس الحالي) لم يؤثر على نتائج مرشحيها، مستشهدا باسماء ايدت اسقاط القروض وسقطت دون ذكر حقيقة الفوارق الاخرى بين ظروف المرشحين المختلفة.
والحقيقة ان موقف «حدس» من تلك القضية يجب الافتخار به لا التنصل منه مع الوعد بتكراره في اي قضايا مشابهة، فمصلحة الكويت قبل كل شيء، يتبقى ان تصرفات بعض مرشحي الحركة «المالية» التي دارت حولها الشبهات اثرت بالسلب عليها، كما كان من الافضل الا تنزل مرشحيها في الانتخابات الفرعية بل ان تشكل في المقابل قوائم «قدوة» تمثل مرشحين من جميع القبائل والتوجهات الاجتماعية حتى تكسب مزيدا من المصداقية في الفوز او الخسارة.
«التحالف الوطني»، مازلت اعتقد في الحاجة الماسة لخلق مستودعات عقول متعددة الآراء ضمن التحالف كي تعرض عليها القرارات قبل اصدارها للنظر فيها وحساب الارباح والخسائر المتحصلة منها، حيث لا افهم شخصيا اسباب صدور عدة قرارات رئيسية اضرت كثيرا بالتوجه الليبرالي الذي يمثله التحالف ولم تفده بشيء كتبني التحول للدوائر الخمس الذي ثبت ان ذلك التوجه هو الخاسر الاكبر منه وسيكبر الضرر وتزداد الخسارة تباعا مع كل انتخابات قادمة او حال التحول لخيار الدائرة الواحدة الذي يطالب به مرشحو التحالف.
ومثل ذلك خطأ عدم انزال التحالف لمرشح شيعي في الدائرة الاولى مع د.المدعج مما كان سيعطي فرصة لفوز الاثنين وحصد مزيد من دعم سكان «الجابرية» لمرشحي التحالف في الدائرة الثالثة، كذلك لم افهم الفائدة من ابعاد «الحصان الرابح» صالح الملا من قوائم التحالف او الفائدة من طرح مقترح الغاء قانون فصل الجنسين في الجامعة كونه لا يؤدي الى شيء في ذلك الوقت الضائع من عمر المجلس، وقد تسبب في سحب الدعم المحافظ من بعض مرشحي التحالف.
«التكتل الشعبي» الذي أقترح عليه ان تتم اعادة تشكيله وتسميته بـ «التكتل الدستوري» ما دامت المحافظة على الدستور هي صلب نشأته وهو ما سيمكنه من ضم اعضاء جدد له او اعادة عضوية بعض اعضائه السابقين ولن يتناقض مسماه الجديد مع الاعتراض على اي مطالبات شعبوية كإسقاط القروض او توزيع عوائد بيع النفط في الموانئ بالتساوي بين الناس وغيرها من مطالبات عاقلة قادمة، للمعلومة مسمى «الشعبي» غير موجود في اي ديموقراطية اخرى ويقتصر فقط على الدول الشيوعية الديكتاتورية.
وقد استفادت القوى الدينية سنة وشيعة وبشكل كبير من تصويت النساء المحافظات بالسليقة مما ساهم في نجاح وتصدر مرشحيها وسقوط في الوقت ذاته 28 مرشحة من النساء (!)، والمرجو من قوانا الدينية المسيطرة ان تجعل اجندتها القادمة متوافقة مع اجندة الانفتاح وكويت المركز المالي والتمسك بالتحالفات الدولية التي بها امننا وبقاء شعبنا، مع جعل الاسلام التركي او الماليزي المتسامح هو المثال والقدوة لا المثال الطالباني او الايراني المتأزم فالكويت لا تحتمل.
آخر محطة:
ليحسب دعاة اسطوانة الاصلاح عدد الاصلاحيين (حسب رأيهم) في مجلس 2006 الذي انتخب طبقا للدوائر الـ 25 وعددهم في مجلس 2008 الذي انتخب تبعا للدوائر الخمس، وليقولوا لنا بصراحة ودون خجل اي من النظامين يدعم الاصلاح وأي منهما يدعم الطائفية والقبلية والعائلية وشراء الاصوات.. الخ؟
ملاحظات على الانتخابات الأخيرة
1ــ النائب صالح الملا كان بجدارة فلتة شوط الانتخابات الاخيرة. فعلى الرغم من «شبوبيته» وقلة تجربته وقصر فترة الترشيح التي اتيحت للمرشحين، فإنه استطاع ــ وبجدارة واضحة ــ النجاح في تحقيق ما فشل فيه من هم اقدم منه واكثر خبرة.
2ــ له التهنئة الخالصة والتمني بأن تكون ثقتنا به في محلها.
3ــ كان للمال والقبلية والدين الفضل الاكبر في نجاح جميع اعضاء مجلس الامة الجديد، الا في حالتين او ثلاث فقط!!
4ــ كان سقوط ممثلي الحركة الدستورية، الجناح المحلي للتنظيم العالمي للاخوان، مؤشراً واضحاً على أفول نجمهم، بعد ان اثبتت الممارسات والتجارب خواء فكرهم وفشلهم في تحقيق اي نوع من التقدم والتنمية الحقيقية في البلاد على الرغم من انهم كانوا من الممسكين بالكثير من خيوط حكومات السنوات الثلاثين الماضية، لكن يبدو ان حكومة الشيخ ناصر المحمد كانت بالنسبة لهم شيئاً آخر.
5ــ انهارت في السنوات الخمسين الاخيرة الكثير من الانظمة القمعية في العالم وحلت مكانها انظمة اكثر انسانية وتسامحا. كما خرجت دول كثيرة من عباءات التخلف لرحاب التقدم والحرية، واختارت شعوب كثيرة اخرى هجر كهوف الظلام لنور المعرفة الرحب. حدث ذلك في الاتحاد السوفيتي وألبانيا وفي الصين، التي غيرت الكثير من قوانينها للتماشي مع العصر. حتى كوريا الشمالية اصبحت اكثر ميلا للانفتاح على الدول الاخرى عن ذي قبل، كما تحولت الانظمة القمعية في دول مثل افغانستان وباكستان واليمن الى ديموقراطية منفتحة وفي طور النمو. ورأينا الشيء ذاته يحدث في عدد متزايد من الدول الافريقية. وحدها الكويت اختارت، بملء ارادة شعبها، النكوص عن التقدم والتحضر والعودة الى كهوف التخلف والتعصب والظلام من خلال اختياراتها السياسية والتشريعية.
6ــ مجموعة نواب الحركة السلفية، الذين فشلوا بجدارة في اول محاولة لهم لبسط نفوذهم بطلبهم الغريب المتمثل في عدم تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد برئاسة الوزارة، امامهم احد خيارين: اما الانسجام مع اجندتهم الانتخابية واشغال الحكومة والناس بتوافه الامور كالشيشة وازالة صور النساء من اعلانات الشوارع والسعي إلى إلغاء الحظر المفروض على العسكريين في ما يتعلق بتربية اللحى، وعدم الوقوف عند سماع السلام الوطني وغيرها من الترهات، كالسعي الى نسف قيم المجتمع المدني بحيث تتواءم والمتخلف من افكارهم التي لا تخرج عن المنع والحظر والضرب والحجر على كل ما له علاقة بحرية الانسان في العمل والتنقل والتفكير والتصرف والعيش، وكل هذا سيؤدي حتما الى اصطدامهم مع توجهات حكومة الرئيس المكلف، ونهاية حياة المجلس بصورة مبكرة. او التأقلم مع الواقع السياسي واللعبة البرلمانية، وبالتالي تحولهم إلى سياسيين عاديين يقبلون بالحلول الوسط وبالتسويات والترضيات وانصاف الحلول!! وهذا بالضبط ما كان يحذر منه ويتخوف من التورط فيه مؤسسو السلف الذين كانوا يعارضون دخول اي من اعضاء الحركة في اللعبة السياسية. قد لا يطول انتظارنا كثيرا لمشاهدة تصدع الكثير من المبادئ والمعتقدات الاساسية لهذه الحركة «الدينسياسية» الغربية.
أحمد الصراف
habibi [email protected]
بعيدا عن «الضوضاء»…قريبا من «القلوب»!
أكثر من لقاء وجلسة ومناقشة جمعتني مع بعض القراء والأصدقاء والمعارف على مدى الأسبوعين الماضيين، كان محورها الرئيسي: حال الجفاف العاطفي التي يعيشها أهل البحرين!حتى كدت أبصم بالعشر، أن بعض المتحدثين يبالغون كثيرا في تهويل الأمر، وخصوصا أننا بشر تربينا في مجتمع «عاطفي»من الأساس! حتى في تفكيره! لكن البعض لم يتفق معي في هذه النقطة معللين رأيهم بالقول أن غالبية الناس في المجتمع البحريني عاطفيين في التعامل مع القضايا التي تستوجب العقل، لكن في المواقف والحالات التي تستوجب العاطفة، وخصوصا في حدود الأسرة، فإن هناك قلة من الناس، تتمتع بهذه المقدرة.
أردت اليوم الحديث بشأن هذا الموضوع بعيدا عن ضوضاء مواضيعنا التي يشيب لها الرأس، لنقترب من القلوب قليلا.
ومن الطريف، أن أحد الأصدقاء طرح نقطة لافتة للنظر، فقد سألني :»ما رأيك في برنامج «سيرة الحب» الذي تقدمه فوزية الدريع في قناة الراي؟»، فقلت ببساطة :»يبدو لي أن 99.9 في المئة من نساء البحرين يتسمرن أمام الشاشة لمتابعة البرنامج»، وهنا قال: ألم أقل لك ان الناس أصبحت تبحث عما ينقذها من الجفاف العاطفي.
قبل فترة، اطلعت على دراسة مهمة اجرتها الباحثة زهرة اليامي في مركز الطب بمنطقة «أبها»، إذ كانت تصف المجتمع الخليجي بأنه من أكثر المجتمعات افتقارا للشعور العاطفي، وأرجعت الأسباب إلى النشأة الأسرية منذ الصغر، إذ يغفل الآباء والأمهات عن إشباع الطفل عاطفيا في بدايات عمره، إذ إن مرحلة ماقبل المدرسة للطفل تعتبر من أهم المراحل عمريا في إشباع الطفل عاطفيا من قبل الوالدين، فالحرمان يولّد جوعا عاطفيا حتى الكبر.
المذهل في توصيات زهرة اليامي، أنها طالبت مركز اجتماعي ونفسي في كل حي لتخفيف المشاكل الأسرية، ويساعد أيضا المجتمع على ظهور أجيال نافعة ومنتجة وواعية.
حسنا، لن يكون ذلك ممكنا في مجتمعنا الذي يضج بالكثير من القضايا التي تجعل أكثرنا في منأى عن التأثير العاطفية في الحياة الأسرية والإجتماعية، لكن لابد من الإعتراف بأن هناك بالفعل جفاف عاطفي في حياتنا اليومية نحن البحرينيين…ربما يرجع البعض السبب في ذلك الى صعوبة الحياة المعيشية واللهاث وراء لقمة العيش وضيق ذات اليد…وهذه أسباب معقولة!لكن لا ينبغي لها أن تجعل الكثير من الأسر تعيش في دوامة الأسى والحزن والإكتئاب، فذلك أخطر بكثير ما يجول في دواخلنا من ملفات وقضايا انشغلنا بها جميعا حتى جعلتنا نعود الى منازلنا محمولين بكم هائل من الهموم.
بإمكاننا أن نأخذ نفسا طويلا و…نزيح سحابات الهموم من على وجوهنا ووجوه أطفالنا وزوجاتنا…
إن الله مع الصابرين يا جماعة الخير.
جمعية سلطان التعليمية
أشهرت جمعية سلطان التعليمية قبل أكثر من 30 عاماً. ونص نظامها الأساسي على تحقيق أهداف محددة تتعلق برفع المستوى التعليمي والثقافي للطلبة المتفوقين والنهوض بهم، وإيفاد المميزين منهم للدراسة في الخارج، وتقديم العون المادي لطلبة الجامعات والمعاهد العليا الذين تضطرهم الظروف للتوقف عن الدراسة لسبب أو لآخر.
قامت الجمعية في السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة فقط بإيفاد أكثر من 246 طالباً وطالبة لتلقي العلم في مختلف الجامعات في تخصصات إدارة الأعمال والطب والدراسات الخاصة. كما قامت بإعطاء منح دراسية لجامعة الخليج في البحرين، أما في الكويت فقد قدمت منحاً لجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الاسترالية، والعربية المفتوحة وكلية كويت – ماسترخت لإدارة الأعمال.
لا نود الاستطراد أكثر في الحديث عن هذه الجمعية المرموقة البعيدة عن أي تعصب ديني أو مذهبي أو حزبي سياسي، فكشف أسماء من استفاد من خدماتها العظيمة خير شاهد على ما نقول حيث تضمنت أسماء طلاب وطالبات من الكويت، البحرين، قطر، العراق، سوريا، مصر، لبنان، فلسطين، الأردن، السعودية، اليمن وحتى من إيران وأفغانستان وأميركا. ولم يخل الكشف من عدد كبير نسبياً من أسماء غير محددي الجنسية.
السؤال الذي يطرح نفسه طرحاً هنا يتعلق «بالمنجزات التعليمية» للجمعيات الخيرية في الكويت طوال السنوات الثلاثين الماضية، ودورها في رفع المستوى التعليمي والثقافي لأبناء هذه الأمة السيئة الحظ التي ابتليت بمثل مؤسساتهم المتطرفة في خلقها وتفكيرها وهزال الحس الوطني لدى معظم القائمين عليها، وخاصة إذا علمنا أنها تمكنت في العقود الأربعة الأخيرة من تجميع تبرعات بمليارات الدولارات التي لا يعرف أحد أين صرفت!
نحن لا نطالب هذه الجمعيات، سواء تلك التابعة للإخوان التي تغير اسمها إلى «حدس» بعد التحرير تجنباً لربطها بموقف الإخوان المشين أثناء احتلال الكويت، أو تلك الجمعيات التابعة للسلف بتشعباتها العلمية العقلية وغير العلمية وغير العقلية، لا نطلب منها أن تبين لنا أسماء الطلبة الذين تلقوا العلم على حساب صناديقها المتخمة من الإيرانيين أو البدون أو الأميركيين أو الأفغان من غير التابعين لنهجها ومذهبها، فهذا سيكون تعجيزاً غير مبرر لمؤسسات عريقة في تطرفها، بل نطالبها فقط بكشف أسماء من علمتهم وخرجتهم من جامعات مميزة من المنتمين لها والسائرين على نهجها المذهبي!
ولو علمنا بأن رداً إيجابياً لن يأتينا من أي من هذه الجمعيات لانشغال رجالها بإصدار الفتاوى غير العملية والصرف من صناديقها على تمويل الحملات الانتخابية للمنتمين لها داخل الكويت وخارجها، كما سمحت به فتوى أحد أركانهم، فليس من المستغرب بالتالي أن تسير الكويت عكس الاتجاه العالمي السائد وتعود القهقرى إلى كهوف الظلام بملء إرادة ناخبيها.
أحمد الصراف
habibi [email protected]
الحكومة والإلكترونيات
في محاولة من الحكومة لتسهيل عمل المواطن عند مراجعته لاي من وزارات وهيئات الدولة، وفي خطوة خجولة نحو الحكومة الالكترونية، قامت وزارة العدل، كما فعلت الشيء ذاته جهات حكومية اخرى، بتركيب اجهزة لتنظيم وقت المراجع من خلال اعطائه رقماً متسلسلاً يبين دوره، حسب اولوية حضوره.
وزارة العدل في مجمع الوزارة قامت بتركيب مثل بعض هذه الاجهزة «العجيبة والغريبة»، الذي تأخر استعمالها في جميع اجهزة الدولة لاكثر من 30 سنة، ولا تزال جهات اخرى بامس الحاجة إليها، ولكن هذا ليس موضوع مقالنا هنا.
الايصال الظاهر في نهاية المقال، والصادر من احد اجهزة تنظيم الدور في وزارة العدل، والصادر باللغة الانكليزية، هو نموذج لما تتصف به ادارات الدولة من تقدم ثقافي ولغوي باهر، حيث طلب فيه من المراجع، وبلغة انكليزية واضحة وجميلة، التفضل بالجلوس، وان الخدمة ستقدم له خلال فترة قصيرة.
ولكن بالتمعن اكثر في تفاصيل الايصال المطبوع بكامله بالانكليزية نجد ان كلمة «رقم» الانكليزية قد كتبت Nombor بدلا من Number، اما كلمة العدل فقد دونت Jastice بدلا من Justice والاكثر طرافة ان الايصال، والذي يحمل تاريخ 18-5-2008، يصادف صدوره يوم الاحد، اي Sunday ولكن من ترجم الكلمة اختار كتابة Ahad، ولو كان المترجم ساعيا بنغاليا متواضع التعليم لما وجد ترجمة اسوأ من هذه!!
كما تضمن الايصال كلمة Anda والتي لم يعرف معناها حتى الآن باللغة الانكليزية وجار البحث عن ترجمتها باللغات الحية الاخرى.
جميل ان نستفيد من منجزات الغرب واختراعاته، وحتى المتواضع منها، ولكن يجب قبل ذلك الاطلاع، على الاقل الاطلاع، على «الكاتالوج» الذي يرفق عادة بأي منتج.
أحمد الصراف
habibi [email protected]
يا حكومة… هل تعلمين بالوجع؟!
أعلم جيدا أن نسبة كبيرة من تعقيبات ومراسلات القراء على ما سأطرحه ستكون بمثابة الإجابة نيابة عن الحكومة… فأنا أريد أن أسأل الحكومة: «هل تعلمين وتشعرين بالوجع الناتج عن محاولات التخوين والتخويف من طائفة كبيرة من مواطنيك؟ وهل تشعرين بوجع مؤامرات الفتنة والطائفية والتأجيج والتأليب لكل شاردة وواردة تحدث في المجتمع القروي تحديدا؟ وهل تدركين خطورة ما يفعل أولئك «النفر» من أصحاب الوطنية «الخالصة لله وللوطن وللملك»؟
ستكون إجابات القراء أسرع من إجابات الحكومة قطعا! وسيكون أكبرها ثقلا تلك الإجابات التي ستوجه العتاب واللوم والاتهام الى الحكومة، أو إلى أقطاب وعناصر وأصحاب نفوذ، ذلك أن الكثير من المواطنين، وأنا منهم، أصبحنا في غاية الدهشة من استمرار ممارسات بعض النواب وبعض المسئولين لذلك التعمد المقيت للتمييز بين خلق الله!
تساءلت ذات مرة: «كيف هو النسيج الوطني والعلاقة بين الطائفتين الكريمتين في البلد؟ أليس هذا التلاحم هو الذي قاد الى الاستقلال في العام 1971؟ ترى، لماذا يغيب اليوم عن الوعي الوطني، ولم يغب عن الذاكرة الوطنية؟»، وقد كنت في الوقت ذاته متفقا مع أحد الكتاب البحرينيين الذي اشار الى أن أهم ما وسم حركة هيئة الاتحاد الوطني منذ بداية التحرك في العام 1954، هو نجاحها في تعبئة أهل البلد كلهم، سنة وشيعة، في بوتقة وطنية واحدة، عبر عنها النسيج الوطني الذي طبع قيادة الهيئة وأداءها طوال عامين، هما عمر الهيئة، إذ ساد الهم الوطني الواحد معبرا عنه في شعارات مشتركة، نجحت من خلالها الهيئة في قبر الفتنة الطائفية التي كان المستعمر يرغب في إثارتها لحرف حركة الشعب عن القضايا الجوهرية.
اتجه البعض الى تشكيل لجان أهلية، منذ سنوات ثلاث مضت، من أجل التصدي لهذه الموجة، لكن تلك اللجان لم تجد لها مكانا لأنها – من حسن الحظ – لا تجد ذلك العداء قائما بين أهل البلد بعضهم ببعض، وإنما تجده محصورا في عدد ضئيل من المسئولين، والنواب، لكن تأثيرهم كبيرا.
في ظني، أن النسبة الأكبر من أهل البحرين يمتثلون ويستحضرون أهداف هيئة الاتحاد الوطني لأنها كانت صادقة ومخلصة ومحبة للوطن، وليست دخيلة تستند إلى مؤامرات وتقارير مثيرة وعصابات وغرباء مرتزقة… بل وحتى فئة الشباب أيضا، فإنها أصبحت على وعي بما يحاك من مؤامرات خلف الأستار للنيل من الاستقرار الاجتماعي والوحدة الوطنية التي أصبحت متأثرة – بشكل أو بآخر – نتيجة ممارسات برلمانية هنا، وهفوات حكومية هناك، وأيضا، إخفاقات شعبية في مواطن أخرى.
سنكمل الحديث، وسيكون من الموجع أن نقول الحقيقة..
خطاب بوش في المؤتمر الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ
المعروف عن الرئيس الأميركي في أيامه الأخيرة أنه لا يفعل الكثير ولا يقوم بأخذ قرارات كبرى، ولكن بوش بالتحديد يبدو أنه سيغيّر التقليد. إن خطابه الذي قدمه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ في أعقاب كلمة كل من الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني ملك الأردن كان خطاب حرب ومواجهة. كنت قد دخلت القاعة لاختبر فرضية: هل ستقدم الولايات المتحدة على مغامرة أو حرب جديدة في منطقتنا؟ الاجابة عن هذا السؤال بعد الاستماع إلى الخطاب ولغته وما قيل بين السطور يشير إلى أن الرئيس الأميركي يعد العدة لحرب جديدة في الإقليم، وأن الهدف الرئيسي من المواجهة المقبلة إيران. ومن الواضح من لغة الخطاب ومن الأوضاع على الأرض أن هذا السيناريو مازال ممكناً حتى في المرحلة الأخيرة من فترة الرئيس بوش. إذاً تقبل المنطقة على خطوات رئيسية في حرب جديدة في ظل استمرار للحروب القائمة في كل من العراق وأفغانستان وفلسطين. إن خطاب بوش يشير إلى أنه يعد العدة لاستخدم القوة وما يسميه الحرب الاستباقية لمنع إيران من امتلاك القدرات النووية ولتوجيه ضربات لقدراتها العسكرية وقدرات النظام بما ينعكس على لبنان والعراق وفلسطين وسورية. وسوف ينطلق التصور الأميركي من أن هذا التوجه سوف يضعف الأطراف كلها التي تعتمد على إيران وتستمد منها القوة. هكذا كان الخطاب خطاب مواجهة، كان خطاب حرب، وخطاب تحدٍ حتى للدول العربية الحليفة. متابعة قراءة خطاب بوش في المؤتمر الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ
عاليا المعجزة
بدأت «عاليا» القراءة وهي في الشهر الثامن من العمر، ولم تكن سنواتها الدراسية عادية بأي مقياس فقد كانت تقفز الصفوف والمراحل قفزا، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية وهي لم تتجاوز سن الرابعة عشرة من جامعة «ستوني بروك»، وكانت أصغر فتاة تحصل على الدرجة الجامعية بتلك السن الصغيرة نسبياً.
بعدها حصلت على الماستر ومن ثم الدكتوراه في علوم المواد الهندسية من جامعة دركسل المعروفة في بنسلفانيا، وهنا أيضا كانت أصغر من حصل على تلك الدرجة الرفيعة، ليس في تاريخ الولايات المتحدة فقط، بل وفي العالم اجمع.
كما كانت أصغر من حصل على الزمالة والتكريم من وزارة الدفاع الاميركية ووكالة الفضاء «ناسا» وغيرها من الهيئات الحكومية والعلمية رفيعة المستوى.
لم يقتصر ابداعها الاستثنائي على المواد الدراسية والعلمية الجافة فقط، بل امتد ليشمل الموسيقى، وعزف مقطوعات لموزارت بالذات. كما امتد شغفها ليشمل موسيقى الجاز والاغاني الحديثة، وكل هذا اكسبها احترام الكبار قبل الصغار لتواضعها الجم، ولما حصلت عليه من تقدير مادي ومعنوي مميز.
كما امتد ابداعها العقلي ايضا ليشمل الطب الحديث حيث تمكنت من تطوير انبوب فائق الصغر، لايرى بالعين المجردة، يستطيع قياس ردات الفعل داخل الخلية الواحدة بعد حقنها بمواد كيميائية محددة لقياس تأثير الدواء في هذه الخلية. وهذا الانجاز الطبي الكبير سيساعد في قياس ردود فعل مواد «النانو» التي حُقنت في الخلايا الفردية.
كما أنها مهتمة حاليا بتطوير مايؤدي الى تطوير جهاز قياس نسبة السكر او الغلوكوز في الدم من دون تدخل باستعمال «النانو تكنولوجي»
وتحاول هذه الفتاة الاميركية التي تبلغ التاسعة عشرة من العمر ان تكون، في تصرفاتها كافة، قدوة لبنات جيلها وذلك بمحاولتها تغيير الصورة النمطية للعلماء بكونهم متعالين.
فعندما ضرب اعصار «كاترينا» مدينة نيو أورليانز تطوعت للتدريس في ساذرن يونيفرسيتي، وهي الجامعة الوحيدة التي استمرت الدراسة فيها، ولكن من خلال عربات متحركة «تريلرز» وقد سافرت قبل فترة قصيرة للعمل كأستاذة جامعية في سيئول في كوريا.
تعتبر «عاليا» أصغر استاذة جامعية في التاريخ البشري، حسب سجل غينيس للارقام القياسية، كما ان نسبة ذكائها تفوق جدول قياس مستوى الذكاء البشري بدرجات!
هذه هي «عاليا صبور» ALIA SABOUR المواطنة الاميركية من اصل إيراني، التي سيكون لها دور كبير في التاريخ البشري في القادم من السنوات ، فتذكروها!
والآن، تخيلوا معي ماكان سيكون عليه مصير عاليا، هذه المعجزة الانسانية المميزة، لو لم يقرر والداها الهجرة الى اميركا قبل ولادتها!!
ربما كانت ستتزوج من قريب لها، والذي سيكتشف مبكراً أنها أكثر ذكاء منه بمراحل، وان ما تكسبه من وظيفتها كمدرسة رياضيات في مدرسة ابتدائية للبنات في احد احياء طهران الفقيرة، وما تجنيه من اعطاء دروس تقوية مسائية يفوق دخله الشهري بكثير.. وستنشب بينهما، بالتالي خلافات على اتفه الامور وستنتهي حياتها الزوجية في احسن الاحوال بالطلاق.
أحمد الصراف
habibi [email protected]