سامي النصف

حكومة قصيرة = مجلس قصير

الإنجاز وعملية التنمية المستدامة لا يمكن ان يتما عبر وزراء لا يبقون في مناصبهم إلا أشهرا قليلة وتتم محاسبتهم على هوياتهم لا إنجازاتهم لذا فالخيار الوحيد أمام أي حكومة مقبلة هو خلق معادلة الاستجواب غير المبرر يعني عدم التعاون ومن ثم الحل الدستوري والاثنان – لا واحد منهما – اداتان دستوريتان جائز استخدامهما وتقصير عمر الوزراء في الوزارة سيعني تقصير عمر النواب في المجلس والاحتكام الى الشعب.

رأت الأسرة الحاكمة ان تبعد أبناءها عن منافسة أبناء الشعب في الانتخابات وأن يبعدوا أنفسهم مختارين عن المخيمات الانتخابية كمرشحين ومتحدثين وضيوف حتى لا يرجحوا كفة على كفة، ومادامت الأسرة قد أخرجت نفسها عن تلك المخيمات فالواجب على المرشحين ان يخرجوا كذلك عن لغو وقدح المخيمات ويبحثوا لهم عن مواضيع أخرى يتحدثون فيها مثل التنمية والأمن والصحة والتعليم الخ، كنوع من التغيير.

من الثقافات السياسية الكويتية الخاطئة المتوارثة هجوم المرشحين المتواصل على الحكومة المقبلة التي لم تولد بعد وهو ما يُظهر بشكل جلي ان المرشح المعني لا يملك فكرا أو خططا أو برامج لحل مشاكل المواطنين، في مقابل ذلك الهجوم تقوم عناصر حكومية بدعم مرشحين ليسوا فوق مستوى الشبهات أملا في أن يدعموها في المجلس وتنتهي هذه المعادلة عادة بانقلاب من ساهمت في إنجاحهم عليها بعد ان يأخذوا خيرها ويتسببوا لها في السمعة السيئة بين المواطنين الشرفاء.

تصحيح تلك المعادلة الخاطئة التي تشجع على الفساد من ناحية وتعطل مشاريع التنمية من ناحية أخرى يكمن في وقف عمليات التسخين والدغدغة الانتخابية التي لم تكتف بالهجوم على الحكومة وجعل النواب المعنيين أسرى لتلك المواقف بحيث لا يستطيعون بعد ذلك الوقوف مع أي حكومة أو وزير إصلاحي، بل امتدت للهجوم على رجال الاقتصاد والأعمال ممن هجروا بأموالهم البلد ليعمروا الدول الأخرى، والواجب ان تعتمد الحكومة على الشرفاء من النواب لدعم المشاريع التي تهم المواطنين ولا يمكن للبلد ان يتقدم دونها.

ومن مشاكل العمل السياسي الكويتي المستمدة من الثقافة العربية الإيمان بمبدأ الا يهم مقدار خسارتي مادمت نجحت في التسبب في خسارتك تحقيقا لمعادلة LOSE-LOSE الغبية، بدلا من معادلة WIN-WIN الذكية الشهيرة ولا شك في أن التحول الى الدوائر الخمس الذي أحال عمليات الفرعيات وشراء الأصوات من 5 دوائر من 25 الى 5 دوائر من خمس، وزاد التخندقات الطائفية والقبلية والفئوية الى مستويات أوصلتنا الى حافة الخطر للمرة الأولى في تاريخنا قد تم على معطى التفكير في كيفية خسارة الخصم بأكثر من التفكير في مصلحة الوطن.

آخر محطة:
أسابيع قليلة وتخرج علينا نتائج انتخابات الدوائر الخمس وأتحدى منذ الآن ان يكون عدد الإصلاحيين والأكفاء والنظاف الناجحين فيها بعدد مخرجات الدوائر الـ 25 التي شهدناها قبل أقل من عامين، وكم من يوم بكيت منه فلما كنت في غيره بكيت عليه، لذا مرة أخرى حذار حذار من خيار الدائرة الواحدة الكوارثي.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *