عندما يتساءل الناس والشباب عن العصر الذهبي للكويت تأتي مع هذا التساول جملة من الصور المختلفة من واقع اليوم. أحياناً يتساءل الجيل الجديد: كيف كان حال الكويت في ذلك العصر وكيف كان حال الكويت مختلفاً؟ قد لا تستطيع الأسئلة في هذه المرحلة أن تجيب عن الأساس الذي أعطى الكويت ألقاب مثل لؤلؤة الخليج أو درة الخليج وأعطى فرقها الرياضية وريادتها التعليمية صفة النموذج لشعوب شتى في منطقة الخليج. وكان ذلك عصر خاص تميّزت فيه الكويت عن غيرها، لأنها حكمت العقل والمنطق والطموح في كل شيئ كما حكمت الحكمة والإبداع في قراراتها وطرق بناء فرقها. العصر الذهبي للكويت يعني أن الكويتيين كانوا منفتحين على ذاتهم وعلى العلم والعمل وعلى الجديد بأنواعه كلها. كانوا من بين العرب مجددين، مكتشفين، مقبلين على العالم الذي يتشكل من حولهم بلا خوف أو تردد أو تقييد. في العصر الذهبي كانت التنمية أولوية تنفيذية قبل أن تكون أولوية كلامية، وكان التعليم والتجديد والانفتاح والانعتاق من القيود ممارسة دائمة. وكان هذا العصر بالتحديد عصر ثقة بالنفس وثقة بالمستقبل وتبنٍ للكفاءات والقدرات كلٌ في مكانها وكلٌ في مجالها. لقد اكتسب ذلك العصر لقبه الذهبي، لأنه التزم أولاً بمشروع الدولة وبإنشاء الدستور، بالانفتاح على الآخر، أكان عربياً أو عالمياً، وبمعايير الإنجاز عبر إنشاء البرلمان وبناء المؤسسات وتحديد الصلاحيات. في الزمن الذهبي تصالحت الكويت مع نفسها ومع العالم لتنتج الكثير من الجديد. متابعة قراءة كويت العصر الذهبي… كيف كانت؟
اليوم: 4 مايو، 2008
حكومة قصيرة = مجلس قصير
الإنجاز وعملية التنمية المستدامة لا يمكن ان يتما عبر وزراء لا يبقون في مناصبهم إلا أشهرا قليلة وتتم محاسبتهم على هوياتهم لا إنجازاتهم لذا فالخيار الوحيد أمام أي حكومة مقبلة هو خلق معادلة الاستجواب غير المبرر يعني عدم التعاون ومن ثم الحل الدستوري والاثنان – لا واحد منهما – اداتان دستوريتان جائز استخدامهما وتقصير عمر الوزراء في الوزارة سيعني تقصير عمر النواب في المجلس والاحتكام الى الشعب.
رأت الأسرة الحاكمة ان تبعد أبناءها عن منافسة أبناء الشعب في الانتخابات وأن يبعدوا أنفسهم مختارين عن المخيمات الانتخابية كمرشحين ومتحدثين وضيوف حتى لا يرجحوا كفة على كفة، ومادامت الأسرة قد أخرجت نفسها عن تلك المخيمات فالواجب على المرشحين ان يخرجوا كذلك عن لغو وقدح المخيمات ويبحثوا لهم عن مواضيع أخرى يتحدثون فيها مثل التنمية والأمن والصحة والتعليم الخ، كنوع من التغيير.
من الثقافات السياسية الكويتية الخاطئة المتوارثة هجوم المرشحين المتواصل على الحكومة المقبلة التي لم تولد بعد وهو ما يُظهر بشكل جلي ان المرشح المعني لا يملك فكرا أو خططا أو برامج لحل مشاكل المواطنين، في مقابل ذلك الهجوم تقوم عناصر حكومية بدعم مرشحين ليسوا فوق مستوى الشبهات أملا في أن يدعموها في المجلس وتنتهي هذه المعادلة عادة بانقلاب من ساهمت في إنجاحهم عليها بعد ان يأخذوا خيرها ويتسببوا لها في السمعة السيئة بين المواطنين الشرفاء.
تصحيح تلك المعادلة الخاطئة التي تشجع على الفساد من ناحية وتعطل مشاريع التنمية من ناحية أخرى يكمن في وقف عمليات التسخين والدغدغة الانتخابية التي لم تكتف بالهجوم على الحكومة وجعل النواب المعنيين أسرى لتلك المواقف بحيث لا يستطيعون بعد ذلك الوقوف مع أي حكومة أو وزير إصلاحي، بل امتدت للهجوم على رجال الاقتصاد والأعمال ممن هجروا بأموالهم البلد ليعمروا الدول الأخرى، والواجب ان تعتمد الحكومة على الشرفاء من النواب لدعم المشاريع التي تهم المواطنين ولا يمكن للبلد ان يتقدم دونها.
ومن مشاكل العمل السياسي الكويتي المستمدة من الثقافة العربية الإيمان بمبدأ الا يهم مقدار خسارتي مادمت نجحت في التسبب في خسارتك تحقيقا لمعادلة LOSE-LOSE الغبية، بدلا من معادلة WIN-WIN الذكية الشهيرة ولا شك في أن التحول الى الدوائر الخمس الذي أحال عمليات الفرعيات وشراء الأصوات من 5 دوائر من 25 الى 5 دوائر من خمس، وزاد التخندقات الطائفية والقبلية والفئوية الى مستويات أوصلتنا الى حافة الخطر للمرة الأولى في تاريخنا قد تم على معطى التفكير في كيفية خسارة الخصم بأكثر من التفكير في مصلحة الوطن.
آخر محطة:
أسابيع قليلة وتخرج علينا نتائج انتخابات الدوائر الخمس وأتحدى منذ الآن ان يكون عدد الإصلاحيين والأكفاء والنظاف الناجحين فيها بعدد مخرجات الدوائر الـ 25 التي شهدناها قبل أقل من عامين، وكم من يوم بكيت منه فلما كنت في غيره بكيت عليه، لذا مرة أخرى حذار حذار من خيار الدائرة الواحدة الكوارثي.
علاقة الموسيقى بالمرض (1ــ2)
أحمد الصراف
[email protected]
لو نظرنا إلى طبيعة وظروف الحياة في الجزيرة العربية اليوم، لوجدنا انها في غالبيتها لم تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل آلاف السنين، خصوصا اذا أزلنا ما جلبته اموال البترول من ادوات وآلات ومظاهر حضرية، كالمركبات والبنايات والمدارس والملاعب والمساكن الفخمة التي تتناثر هنا وهناك، فطبيعة المنطقة لا تزال بشكل عام تتسم بطابع شديد الرتابة والبساطة والتواضع الى درجة الخشونة القاسية، فحياة الحل والترحال التي اتسمت بها حياة الاعرابي من جهة، ورتابة حياة عرب المدن من جهة اخرى، وآلاف السنين، وجفاف البيئة الناتج عن شح المياه وقلة الموارد والمواد وخلوها من الباهر من الالوان والاطياف، كل ذلك اثر بطريقة او بأخرى على المسلك والمأكل والمشرب والمسكن ومختلف انشطة الحياة سواء المعيشية منها او الترفيهية.
فآلة الربابة ذات الوتر الواحد، هي الوحيدة التي عرفتها المنطقة منذ القدم ولا تزال تستعمل بوترها اليتيم المنسجم مع قلة ما في الطبيعة الصحراوية من اصوات اصلا.
في هذه البيئة القاسية والجافة نجد ان الموت مثلا لا يحظى بذلك الاهتمام الذي عادة ما يلقاه في اماكن اخرى، كما لا تتسم طقوس التعزية بأي مظاهر صارخة في وقارها وهيبتها، كما هي الحال عادة في البلاد والمناطق وحواضر المدن القديمة المجاورة لها ذات الانهار والشطوط، فحالة الموت المفاجئ التي تقع مثلا اثناء سير القافلة او ترحال القبيلة من مكان لآخر، بحثا عن الماء والكلأ او في طلب الغزو او التجارة، كان يتم التعامل معها بأقل ما يمكن من مراسم وطقوس، فالدفن يتم خلال لحظات وينتهي العزاء بكلمات مقتضبة ليستمر الركب في سيره ولتعود الحياة الى رتابتها المعتادة بعد دفن الميت في قبر لا يكاد يرى من فرط تساويه مع الارض، فلا شاهد يميزه ولا ألواح رخام تغلفه ولا ادوات ومواد حفر وبناء ترفعه، وكل هذا بسبب فقر البيئة وظروف الزمان والمكان التي لا تحتمل الترف او تأخر الركب.
وفي السياق نفسه، نجد ان الموت لا يتطلب التعامل معه في هذه البيئة بارتداء الداكن من الثياب، كما هو شائع في مناطق اخرى، ولا تقام للميت قبور كبيرة او عالية او أضرحة، كما انهم لا يعرفون شيئا عن اسبوع الميت واربعينيته وسنويته، فهذا الرفض لم ينطلق من واقع ديني بقدر تأثره بظروف البيئة وفقرها وقسوتها التي فرضت نفسها فرضا على تصرفات البشر في تلك البقعة من الارض، وفي كل المناطق المشابهة لها.
نجد الامر ذاته ينسحب على مختلف انشطة المنطقة الترفيهية، حيث تكاد تنعدم فنون العزف الموسيقي، غير دقات بسيطة وشبه بدائية علي الربابة او الدف! اما آلات العزف الاخرى، التي جلبت لاحقا للمنطقة في فترات لاحقة، فإنها لم تجد قبولا او رواجا خارج نطاق قصور الحكام والموسرين، وبالتالي كان من السهل على رجال الدين عدم تشجيع استخدامها او حضور مجالس عزفها والغناء معها، ووصل الامر في مرحلة ما الى تحريم استخدامها وتحريم الغناء بشكل تام.
كما نجد ايضا ان الفنون الاخرى، كالنحت والرسم والتمثيل المسرحي والحفلات الموسيقية لم يعرفها اهل المنطقة بشكل عام بسبب النقص الشديد في المواد والادوات التي يتطلبها اداء مثل هذه المهارات، اضافة الى شبه انعدام حالة الاستقرار السياسي او البيئي اللازمة لتطور اي فن او اي ثقافة.
ولو نظرنا للتعاليم الدينية بشكل عام لوجدناها انعكاسا للبيئة التي خرجت منها. فالبيئة الخشنة والبسيطة لا يمكن ان يخرج منها دين لا يتسم بهذه الصفات نفسها، كما نجد ان انتقال الدين، اي دين، لبيئة اخرى، تدخل عليه تحولات جذرية تجعله اكثر انسجاما مع البيئة الجديدة، فمهما كانت سطوة او قوة تعاليم اي معتقد في تشكيل الوعي والتصرف، فإننا نجده اكثر مرونة وتقبلا لعادات وتقاليد المكان الجديد، وبالتالي نجد طقوس الحياة اليومية، سواء ما تعلق منها بالولادة او الزواج او الموت او طرق الاحتفال بالاعياد والمواسم، تختلف من بيئة لاخرى، وعلى الرغم من وحدة الايمان بمعتقد واحد!
ففي المجتمعات التي دخلها الاسلام في مرحلة لاحقة نجد انه لا تزال للموت رهبته وطقوسه المعقدة التي لا فكاك من الالتزام بها على الرغم من مظاهرها الوثنية السابقة للاسلام، فالموت كارثة ويتم التعامل معه على هذا الاساس بكل ما يعنيه ذلك من بكاء ولطم وتعفير تراب وشق جيوب، مع تكرار استمرار العزاء لاسبوع او 40 يوما، والاحتفال به سنة بعد اخرى، كما تشيد للموتى قبور عالية وتغطى بقطع رخام، وتوضع لمقابر الاغنياء والكبار اسوار وتخصص لها مبان وقطع كبيرة من الاراضي، ويتطور الامر في بعض الدول ليصبح القبر مزارا تشد اليه الرحال بين الفترة والاخرى، كما هي الحال في مصر وايران والعراق وبلاد الشام ودول جنوب شرق آسيا وجمهوريات آسيا الاسلامية الاخرى!
أسمع كلامك يعجبني…
ليس عن طريق المصادفة، إنما رغبة في فهم أسباب كذب المشرفين على بعض المنتديات الطائفية وكذب أذنابهم وأذناب أذنابهم، اطلعت على «شروط» بعضها! تشعر وأنت تقرأ تلك الشروط، وكأنك في مكان مقدس لا يقبل بالمساس لا بالأديان ولا بالبشر ولا بالطوائف ولا حتى بالدعاء على الظالم المستبد المستحل لحرم الله… تشعر وكأن هذه الشروط نبعت من قلب كبير، يشابه قلوب الأنبياء والأولياء الصالحين…
هكذا تشعر… هذا مع الاعتبار إلى أنك تشعر بشيء، وترى أمامك شيئا آخر، ما يكشف زيف وكذب وازدواجية ومرض من وضع تلك الشروط وغباء من يصدقها أيضا… لأن كل ما تقرأه في تلك المنتديات، ما هو إلا طائفي بحت، بل وفيه تحريض على حرب طائفية حامية الوطيس بين الناس في البلد…
سأقدم إليك ما هو مكتوب نصا في شروط أحد المنتديات البحرينية الشهيرة، التي يعرفها الجميع:
– تأكيد الهوية الإسلامية والعربية لمملكة البحرين والحفاظ عليها، تماشيا مع دستور مملكة البحرين.
أقول: تبلغ نسبة الموضوعات والمشاركة الهدامة العدائية في ذلك المنتدى نحو 60 في المئة (طبقا لحسبة بسيطة أجريتها خلال شهر كامل لمحتوى ذلك المنتدى).
– خدمة المجتمع البحريني إمّا بطريقة مباشرة عن طريق فريق الفعاليات الخارجية وجهود التنسيق الخارجي، أو من خلال تقديم مادة تثقيفية مدروسة ترتقي بوعي الأعضاء.
أقول: أفضل خدمة يقدمها الموقع للمجتمع البحريني هو أن يخجل من نفسه، ويغلق.
– رفع اسم البحرين عاليا من خلال التعريف بالنشاطات الثقافية والسياحية والمناسبات الوطنية.
أقول: لا أحد يستطيع أن يكذب عينه وهو يرى ويقرأ التقارير والمشاركات الطائفية الموغلة في البغض والحقد، ولا علاقة لهذا الموقع بأية صورة حضارية للبلد إطلاقا.
– استكشاف المبدعين والموهوبين في جميع المجالات وإعطاؤهم الفرصة لإظهار إبداعاتهم وتقديمها للمجتمع.
أقول: أتحدى إدارة الموقع أن تكون قد فعلت شيئا من هذا القبيل!
– الحث على الأخلاق الحميدة وتحبيب النفوس لعمل الخير بجميع ألوانه من دون تمييز ديني أو مذهبي.
أقول: أما هذه بصراحة، فهي مئة في المئة، تنطبق على هذا المنتدى «المغرض» من دون تمييز ديني أو مذهبي.
– تبني الثقافات والأفكار التي تساهم في مواجهة جميع أنواع الغزو الغربي مع الاهتمام بالجوانب الإيجابية من الحضارة الغربية.
أقول: صح الله لسانكم!
– رفع الوعي فيما يتعلق بالقضايا والمخاطر التي تهمّ المسلمين والعرب وتقديم المساندة المعنوية للشعوب المعرضة للأخطار.
(وأولها العمل على تفتيت كل مجتمع على حدة من خلال مجموعة قليلة من الأعضاء ذوي الأسماء المستعارة بالعشرات، مختلفون من ناحية العمر والانتماء السياسي والمذهبي، لكنهم مجتمعون في أمر واحد… وهو أنهم كلهم مرضى نفسانيون حمانا الله منهم).
سيقول قائل: وماذا عن المنتديات الطائفية في القرى؟ فنقول: كلكم في الهواء سواء…