تعيش الكويت اليوم الدقائق الأخيرة من فصل طويل في أزمة طويلة صار لها أعوام. أزمة الحكومة والمجلس، وأزمة القدرات الحكومية في مواجهة أعباء البيروقراطية والتنمية وتنويع المصادر، وأزمة العمل والانتاج، وأزمة صنع القرار وتطبيقه، وأزمه الوزراء في التعامل مع المجلس ومع أهداف وزاراتهم، وأزمة التعليم والصحة والعلاج والسياحة والجامعات والاختلاط. متابعة قراءة التوقعات للمجلس والحكومة القادمين
الشهر: أبريل 2008
الكويت بين K3 و G8
انتهت قبل أيام قليلة انتخابات غرفة التجارة والصناعة والتهنئة القلبية للعم علي الغانم وقائمته بالفوز الكبير وكنا نتمنى بحق ألا تدخل الاحتجاجات غير المبررة والبودي غاردات إلى دهاليز المجتمع الاقتصادي التقليدي الذي هو أحد معاقل الحكمة والرزانة والصوت الهادئ في البلد.
الوقوف مع المظلوم أمر واجب ولا يهم إن كان من يتعرض للظلم حاكما أم محكوما، غنيا أم فقيرا، كبيرا أم صغيرا، في الوقت الذي يفرش فيه السجاد الأحمر لرجال الاقتصاد والأعمال (التجار) ويشجعون على استثمار أموالهم وتطبيق أفكارهم البناءة فيها ويسألون عن المعوقات التي يواجهونها لإزالتها، نجد نظرة حاسدة معاكسة في بلدنا مستمدة من أفلام الثوريات العربية القديمة التي رسخت في الأذهان صورة نمطية كاذبة تصور رجال الأعمال (ولسنا للعلم منهم) بالاستغلال والظلم والخداع حتى هجروا تلك البلدان التي حاربتهم فخربت بعدهم واصبحت تنعق على أطلالها البوم.
في الكويت لا تخلو صحيفة أو موقع إنترنتي وبشكل يومي من شتم وتحقير والإساءة غير المبررة لرجال الأعمال الكويتيين ومن ذلك ان قاموا باستثمار أموالهم وطاقاتهم في بلدهم اتهموا بأنهم يشترون البلد ويضيقون على الآخرين (!)، وإن ذهبوا بتلك الأموال والأفكار للبلدان الأخرى انتقدوا كذلك وقيل لهم لماذا تعمرون بلدان الآخرين وتنسون بلدكم؟!
وأسوأ من ذلك من «يتهم» التجار بحيازة الوكالات التجارية التي حصلوا عليها من الشركات العالمية وكأن على الدولة ان تصادر تلك الوكالات التي يبلغ عمر البعض منها 70 – 80 عاما وتوزيعها على الناس، أو أن تصبح الدولة هي الوكيل الوحيد لكل البضائع أي التحول إلى نهج دولة الكويت «الشيوعية» كي تكتمل مجموعة “k3” أي الكويت وكوريا الشمالية وكوبا للتنافس مع مجموعة “G8” المعروفة.
والحقيــقة التي لا مجاملة فيها والتي نذكرها كمراقبين لا كلاعبين هي ان للتجار الكويتيين دورا وطنـــيا ومخلصا فعالا قل مثيله في الدول الأخرى كما وفر وعمر لنـــا التجار مشــكورين الأسواق والأماكن الترفيهية حتى لم نعد نبهر بما نراه في أرقى وأغنى الدول بل أصبح الآخرون هم من يبهر عند زيارتهم لبلدنا بما يرونه، كما لم نعد بحاجة لقضاء أوقاتنا بالتسوق في الخارج بعد ان وفر لنا تجارنا الصغار والكبار جميع البضائع من مختلف البلدان ويكفي رجل الأعمال في هذا السياق انه كفى الدولة مؤونة إعاشته وإعاشة أبنائه.
آخر محطة:
أعجبني لقاء د.عادل اليوسفي مع جريدة «الرؤية» ومن ضمنه قوله انه رغم فرحة الفوز إلا أن هناك غصة لعدم فوز إخواننا الآخرين فالجميع أصدقاء وإخوة وأهل، قائمة «الغرفة» استخدمت البودي غارد والعضلات وقائمة «الأسرة» الفائزة ومن ضمنها الصديق بوعزيز استخدمت العقول والأخلاق، وكبير يا دكتور!
صدام الـ VIC
أحمد الصراف
بثت قناة «السي.إن.إن» فيلما وثائقيا عن زيارة قامت بها مراسلة المحطة لزنزانة صدام الانفرادية، وطريقة معيشته فيها وأحداث اللحظات الأخيرة التي سبقت إعدامه، وسبب تسميته بـ «فيك».
عاش صدام أيامه الأخيرة في سجن شيده بنفسه ليقيم فيه معارضوه. وكان حراسه يعتقدون أنه لم يكن يعرف مكان وجوده ولكنهم فوجئوا بأنه كان يعرف ذلك.
وبخلاف الطريقة المتوحشة التي كان يعامل بها معارضيه فقد وفرت له القوات الأميركية زنزانة نظيفة ومريحة نسبيا. احتوت زنزانته على حمام ومغسلة وفراش مرتفع وأجهزة رياضة وحوش صغير وأوان كبيرة لزرع النباتات التي كان يهواها وأدوات كتابة المذكرات وأجهزة طبية لقياس الضغط ودقات القلب والحرارة. كما وفرت كراسي وطاولات للكتابة والجلوس في الحديقة وتدخين سجائره المفضلة.
وفي اليوم الذي علم انه سيعدم فيه قام بالاستحمام بصورة طبيعية وارتدى ملابسه بما في ذلك معطفه الأسود، وودع الحراس، بعد أن سلمهم أوراق مذكراته ومتعلقاته الخاصة، طالبا منهم تسليمها لمحاميه. وطلب ان تبلغ ابنته (وربما يقصد رغد) أنه ذاهب للقاء ربه بضمير مرتاح (!!)
يقول الميجر جنرال ستون الذي رافق المراسلة ان الحراس كانوا في حيرة من الطريقة التي كان عليهم مخاطبة صدام بها، فهل ينادونه بالسيد الرئيس، أم بالرقم الذي يحمله أم باسمه المجرد؟ وعندما لاحظ صدام اتفاقهم على تسميته بـ«فيك» سألهم عن معنى التسمية، فقيل له ان الاسم مكون من الحروف الاستهلالية لـ Very Important Criminal، وتعني «مجرم فائق الأهمية»، فوافق صدام على التسمية!!
ويقول الميجر جنرال ستون أن صدام كان يكتب مذكراته ويصبغ الشعر. وكان حقا خائفا من أن لا ينقل التاريخ ما يعتبره هو حقيقة. وجاءت قصائده ونصوصه التي اطلعت عليها CNN ملأى بالألم والكراهية، ووصفت السماء في الليل و«غياب النجوم والأقمار»، زيادة على تأكيده على أنه رجل أمة، وانه كان يؤمن بما يكتب (!!).
وفي إحدى كتاباته، طالب صدام شعبه بنبذ الكراهية.. والبدء بحياة نظيفة جديدة بقلوب صافية(!!).
وأظهرت الصورة الرسمية الأخيرة التي التقطت لصدام قبل إعدامه أنه كان غاضبا تجاه أمر ما، فقد بدا في تلك الصورة بمعطفه الشهير، وعلى رأسه قبعة عراقية اشتهر أهالي بغداد بارتدائها، أن سبب حنقه يعود الى رغبة السجانين العراقيين على كتابة اسمه على لوحة خلفه عندما كانوا يلتقطون الصورة، لكنهم أخطأوا في كتابته، مما دعا صدام للالتفات نحوهم قائلا «أنا صدام حسين».
نشرت «إيلاف» الالكترونية نص المقابلة، وأوردت أقل من 60 تعليقا عليها، وكانت نسبة كبيرة منها ضد الرئيس العراقي السابق، وبين عدد الردود ونصوص بعضها مدى تدني شعبية الرئيس العراقي السابق. كما بينت مدى الجهل والتخلف والحقد الذي لا يزال يعيش في صدور البعض حتى اليوم، وأنها لا تزال بانتظار ظهور «صدام حسين» آخر!! فنحن أمة لا يمكنها العيش من غير قائد دكتاتوري مستبد ورمز يقود الأمة حتى ولو كان أحمق وجاهلا، وفوق كل ذلك نتوقع منه أن يكون عادلا وإماما!
للإطلاع على نص المقابلة وتعليقات القراء عليها يمكن الرجوع الى الموقع التالي: http://www.elaph.com/Elaphweb/Video/2008/3/316259.htm
قائمة المخربين في البلد
استكمالا لحديث يوم الخميس الذي قدمناه تحت عنوان: «نظرة وزير الداخلية ونظرة المخربين» وتطرقنا فيه إلى أهمية الاعتبار لجوانب ذات حساسية عالية طرحها وزير الداخلية، ومنها الظواهر الطائفية الجديدة والعلامات المقلقة في المجتمع البحريني من التأثر بما يدور حولنا إقليميا، شاء البعض من القراء أن يصنف القول، ويحدد الاتجاه، فأصبح لدينا من خلال الردود التي وردت ثلاثة اتجاهات:
-الاتجاه الأول: أن الأطفال والناشئة وبعض الشباب الذين يثيرون المخاوف والاضطراب الأمني ويتجهون مباشرة نحو مسار التخريب، هم مجموعة من الصغار المغرر بهم، من أهملهم أولياء أمورهم ولم يحظوا برعاية من المجتمع، بل ولم يحظوا بالتوجيه من قبل علماء الدين والناشطين، فصاروا يشعلون النار في الإطارات والحاويات، ويدمرون المرافق الحيوية كالإشارات الضوئية وما إلى ذلك، فقط من أجل التباهي بين الأنداد في الديرة أو في المدرسة، فهؤلاء في نظر أصحاب هذا الاتجاه ليسوا ذوي علاقة بالمطالب المشروعة ولا بسلمية التحرك، إنما هي حال من الهمجية المقيتة التي يجب أن تتوقف، وعلى النشطاء والعلماء تقع المسئولية أولا.
– الاتجاه الثاني: يبدو خلاف سابقه تماما… فأصحاب هذا الاتجاه من القراء يرون أن مشاركة الأطفال تنبع من المعاناة العامة في البلد! فهم يعيشون في ظروف معيشية قاسية، فلا رواتب لمعيلهم تكفيهم، ولا قرى تحظى بالاهتمام والرعاية من الدولة فتتطور وتتوافر فيها المرافق، بل ولا حتى البشر يحظون بحقهم في الحياة والعمل، وأن هذه الفئة ليست سوى رسالة إلى الحكومة لها عدة مسارات هي الأخرى، منها عدم القبول باعتقال ذويهم، وعدم القبول بوضع معيشي مسلوب الحقوق، وهم في كل الحالات إنما يمثلون ضمير الأمة (مع اختلافي مع أصحاب هذا الرأي في كلمة أن الأطفال يمثلون ضمير الأمة)، إلا أنني قلت بشكل واضح في لقاء إذاعي يوم الخميس الماضي إن من حق الأطفال أن يسايروا حركة المجتمع السياسية من باب التمرس على التعبير بالطرق السلمية لا أكثر ولا أقل، و «التحريق» في كل شاردة وواردة لا يدخل تحت هذا الإطار قطعا.
– الاتجاه الثالث: هو الاتجاه الذي يرمي باللائمة على كل الأطراف… الحكومة والمعارضة… النشطاء السياسيين والعلماء… أولياء الأمور والتربويين وكل من له علاقة بالتدهور الحاصل في البلد، وعلى رأس المسئولين: الحكومة أولا والمجلس النيابي ثانيا… فأصحاب هذا الاتجاه يرون أن الأداء الحكومي وكذلك أداء النواب، لم يحققا للمواطنين جملة من التطلعات البسيطة المرتبطة بالحياة اليومية، ولا أدل على ذلك من صرف بدل التعطل وبدل الغلاء.
تلك الاتجاهات الثلاثة، ورد بعضها في تعقيبات القراء إلكترونيا، وبعضها الآخر من خلال الحديث المباشر، وأرجو ألا ينبري أحد من الإخوة ليقول إن تقديم الآراء في هذا الأسلوب يمثل أسلوب «ماسنجر» كما يعتقد البعض بنظرته القاصرة، أما بالنسبة إلي شخصيا فكل آراء الناس يجب أن تحظى بالاحترام، سواء اختلفنا أو اتفقنا معها، ويبقى الرأي رأيا، أيا كان مكان إعلانه.
لكن لي إضافة بسيطة لتحديث قائمة المخربين في البحرين:
@ المسئول الحكومي الذي يذيق المواطنين سوء العذاب، وبدلا من التيسير عليهم يعسر ويعسر حتى يضج الناس من سلوكه، هذا مخرب من دون شك.
@ النائب الذي ينام ويصحو على التأجيج الطائفي والتشكيك في ولاء الناس لوطنهم ويصفق ويرقص في المحن والإحن، هو أيضا مخرب.
@ صاحب النفوذ الذي لايزال يعيش في حقبة “أمن الدولة” السوداء وينكل بالناس غير مكترث بقانون البلد… هو مخرب.
@ كبار الرؤوس التي تمارس الفساد المالي والإداري، وتعبث بالمال العام كما حدث في بعض قضايا الاختلاس، هو مخرب أيضا.
@ المدرس والطبيب والمهندس والعامل وكل إنسان يهمل عمله ليتضرر خلق الله من فعله هو مخرب أيضا.
@ المشايخ والخطباء والعلماء الذين يستحضرون قضايا تفتيتية وطائفية هم أيضا مخربون.
المخربون كثر والقائمة تطول، والكل يعرف بقية القائمة على ما أعتقد، لكن إذا كانت الدولة ستنظر بعين واحدة إلى فئة واحدة من المخربين وتترك بقية القائمة، فالمصائب القادمة – حمى الله بلادنا منها – ستكون أكثر إيلاما.
أنا وعادل والرعب
اختلفت والزميل عادل القصار الكريم في نسبه المئوية، على نسبة الشواذ جنسيا بين الاميركيين، فهو ذكر في مقال له ان نسبتهم 51% في بعض الولايات، وعاد وصحح النسبة وقال انها 15% في اميركا وليس في بعض الولايات الاميركية، والنصان موجودان لدينا وفي «القبس»!!
قلنا في ردنا عليه ان نسبة 15% لا يمكن ان تكون حقيقة في اي مجتمع، مهما كان تحرره، وانها حسب المصدرين الاميركيين المعتمدين اللذين قمنا بايرادهما في آخر مقال لنا، ومن واقع مصدر انترنت ثالث يختص بشؤون المثليين انفسهم، فان النسبة هي بحدود 1% في مصدرين و6% في المتوسط في المصدر الثالث، وهو الاقرب للصحة، وبالتالي لا يمكن ان تكون 15% في اميركا او في غيرها، وربما كانت في قوم لوط، ولكنها انتهت معهم!
رد الزميل علينا جاء مليئا بالتهكم والسخرية وجعلني اشعر بالرعب حقا!! فقد قال انه اصيب بخيبة امل لعدم تمكني من العثور على موقع الانترنت الذي سبق ان استقى منه نسبته!! وكأن هذا الموقع هو عنوان خباز او حلاق!
حيث استطرد قائلاً «كنت اعتقد انني سأستفيد من امكانات زميلنا (أي انا) لو تركت له حرية البحث قبل ان احدد له مصدر المعلومات.. اما وان الزميل قد اعياه البحث ولم يتمكن من العثور على مراده فاستطيع القول انه www.islamonline.net !!.
وهكذا نجد ان الزميل عادل اعتقد، صادقا، انني ساحر واعرف الغيب وان بامكاني معرفة موقع الانترنت الذي استقى منه معلوماته من اصل ستة مليارات موقع في فضاء الشبكة العنكبوتية!! وكان الامر سيهون لو كان الموقع «الاسلامي» الذي اخذ معلوماته منه محايدا ومعروفا بنزاهته، ولا ادري كيف سمح لنفسه الاستشهاد بموقع واحد مقابل ثلاثة مواقع اوردتها، وكيف قبل ان تكون طبيعة الموقع الدينية المتعصبة تسمح بالاستشهاد به اصلا عن نسب الشواذ في مجتمع تكن له العداء والكراهية؟!
نعود لعنوان المقال ونقول إنني شعرت بالرعب حقا عند قراءة رده علينا.
فالزميل يعتبر من «مفكري» الجماعات الدينية ومن المدافعين عنهم في الصحافة المحلية، وهو فوق هذا وذلك من شارحي ومفسري وجهات نظرهم.
ولو علمنا ان هذه الجماعات قد اصبحت هي المسيطرة على اكثر من 65% من اقتصاد الدولة، و90% من مراكز التربية والتعليم فيها، سواء حكومية او خاصة، ولو علمنا فوق كل ذلك انهم نجحوا في التغلغل في كل نشاط وادارة وهيئة، وانهم قاب قوسين او ادنى من الامساك بعصب الدولة، واذ كان هذا حال المعتدلين والاذكياء منهم، فكيف حال المتطرفين؟! كل هذا يجعلني اشعر بالرعب على مصيري ومستقبل عائلتي واحبابي، وقبل كل هذا وطني، من ان يقعوا جميعا تحت رحمة او قسوة، الجماعات الدينية التي يبدو واضحا مستوى افكار قادتها، وهذا ما بدا واضحا في لغة بيانهم الشهير المتعلق بمنع الاختلاط!
ملاحظة: عندما يعتقد البعض ان نسبة الشواذ جنسيا في اي مجتمع هي المقياس للحكم على مدى صلاحه، وعندما نسخر من ارتفاع النسبة في مجتمع ما، فهذا يعني بصورة تلقائية انها اقل بكثير لدينا! ولو افترضنا صحة ذلك بالرغم من شكنا في الامر، لكن العبرة بالنتائج!! فماذا اعطى ذلك المجتمع، المليء بالشواذ البشرية، وماذا اعطاه الاسوياء من امثالنا؟! نترك الجواب للقراء.
أحمد الصراف
حوار مهم في أروقة الجامعة
كعادة كلية العلوم الاجتماعية بقيادة الدكتور الكفؤ يعقوب الكندري في الاهتمام بطرح القضايا التي تهم المجتمع، حضرنا بالأمس ندوة معلوماتية ثرية ادارها باقتدار د.بدر العيسى وشارك بها السفير عبدالله بشارة ود.خلدون النقيب، وقد دارت الندوة حول مقترح ادخال ايران والعراق لمجلس التعاون الخليجي، وكانت لي مداخلة تركزت حول ما طرحه د.النقيب الذي يعرف عنه اثراؤه المكتبة الخليجية والعربية بكثير من المطبوعات القيمة، كما انه شخصيا يمتاز بالنبل ودماثة الخلق في مجتمع تقلصت فيه، للأسف، مثل تلك الاخلاق الحميدة.
كان اعتراضنا على مقترح د.النقيب ادخال ايران والعراق واليمن لـ G.C.C كونه يتناقض مع النظام الاساسي للمجلس، كما ان مسمى المجلس الرسمي هو «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» ومن ثم لا يجوز ضم ايران اليه كونها غير عربية واليمن كونه ليس من الدول المطلة على الخليج وليس في ذلك امر مستغرب، حيث لا يجوز للكويت، على سبيل المثال، ان تنضم الى مجلس دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
ان فتح الباب المغلق للدول الثلاث سالفة الذكر سيعني ضم الاردن كذلك لقرب نظامه الملكي من انظمتنا الخليجية، وسيتلو ذلك ضم مصر وسورية ولبنان الى المجلس لأولويتها على دول الضد (العراق، الاردن واليمن) التي تم ضمها، وستشكو السودان من كونها الجار الفقير كحال اليمن، وسيتم ضمها، ولن يستطيع المجلس بعد ذلك منع ادخال الرئيس الليبي مادام قد ادخل الرئيس الايراني ومن ثم ستنضم ليبيا ولن تبقى الا دول المغرب العربي الصديقة تاريخيا لدول الخليج ومن ثم سيتم ضمها وسينتهي الحال بفيل ابيض كبير لا يستطيع الحراك وستوضع لوحة الجامعة العربية الجزء «2» على بوابة المجلس.
إن إدخال ايران والعراق اللذين يعانيان هذه الأيام من عدم الاستقرار السياسي والأمني سيعني تحول حالة عدم الاستقرار منهما الى المجلس، كما ان مواجهة ايران للتحالف الدولي ستضع دولنا في موقف لا نحسد عليه، حيث يفرض النظام الاساسي للمجلس الوقوف معها ضد حلفائنا الدوليين، كما ان دخول ايران التي تحتل الجزر الاماراتية وتهدد دولنا بين حين وآخر هو كحال مقترح ضم الاتحاد السوفييتي السابق لمنظمة دول حلف شمال الأطلسي!
وقد لام د.النقيب دول الخليج على ما أسماه الاكتفاء بدور «المتفرج» بدلا من دور «اللاعب» وكان رأينا ان جميع نكبات الأمة خلال نصف القرن الماضي تمت من قبل الانظمة الثورية التي ارادت القيام بدور اللاعب بدلا من التفرج على مباريات الكبار بين الشرق والغرب فأدخلت الامة في صراعات وحروب ونكسات وهزائم كوارثية وما كان اسعدنا لو اننا اكتفينا خلال تلك المدة بدور المتفرج وتفرغنا لعملية التنمية والبناء والتعمير وتركنا اللعب والحروب لغيرنا.
كما لام الدكتور الفاضل دول الخليج كونها لم تدعم المقاومة العراقية إبان حكم صدام وكان تعليقنا اننا في الوقت الذي نرفض فيه تدخل ايران في شؤوننا الداخلية لا يمكن ان نقبل بتدخلنا في شؤون العراق إبان حكم صدام او غيره، وقد تباينا مع الدكتور في تقييمه لإنجاز مجلس التعاون وباختزاله موقف اميركا بمقولة غير صائبة لأحد الصحافيين الاميركيين كما تمنينا لو ان امتنا العربية قامت بالدور العاقل الذي تقوم به دول الخليج هذه الايام قبل نصف قرن وانضمت آنذاك لحلف بغداد مع ايران وتركيا وباكستان ولكنا قد تفادينا حروب 56 و67 والاستنزاف و73 و78 و82 و90 و91 و2001 و2003 وكل الحروب المقبلة!
بين نظرة وزير الداخلية… ونظرة المخربين!
مازلت أقول، إنه يصعب على فئة من البشر ألا تشتعل غضبا بمجرد سماع كلمة «المخربين»! فالمخرب بالنسبة إليها أنموذج واحد فقط لا غير، هو ذلك «المجاهد، المقاوم، المظلوم، الذي يطالب بحقوقه»، وهذه «اشتعالة» سيئة للغاية تعكس سطحية صاحبها، وتفضح عجلته التي هي من الشيطان قطعا!
وأعيد مرارا، أنه على رغم كوني واحدا من الذين لا يقبلون بالعنف من أية جهة كانت، سواء كانت من جانب المتظاهرين أم من جانب قوات مكافحة الشغب وغيرهم ممن أصبحنا نراهم ولا نعرف من يكونون، لكنني في الوقت ذاته، أريد أن أعيد أيضا أنه من غير اللائق والمقبول، أن يصبح كل صاحب مطلب هو «مخرب» مع الاعتبار للحركات الصبيانية هنا وهناك التي لا هم لها سوى إشعال الإطارات وحاويات القمامة من دون مناسبة في كثير من الأحيان… فقط من أجل تسجيل بطولة ورقية والعتب على أولياء أمورهم طبعا!
شئنا أن أبينا، فإن مثل هذه التصرفات يجب أن تتوقف وألا تعطى المبرر، لأن الكثير من الصبية الصغار أصبحوا يهملون دراستهم ويتصادمون مع أهاليهم فقط من أجل أن يشاركوا في عمل لا يفقهونه أصلا، وأقول إنها يجب أن تتوقف لأنها تضر بالحركات المطلبية العادلة والمشروعة، وخصوصا في الوقت الذي تتكالب فيه أطراف الطائفية ضد القرى تحديدا، وهنا، وددت الربط بين كلام مهم قاله وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وبين أفعال «المخربين» – ولا نقصد هنا الأطفال والشباب – بل نقصد الكبار الذين يثيرون الدولة ضد «الوفاق» و «حق» وكل صوت يراد له أن يصل إلى «ولي الأمر»، فوزير الداخلية حذر من مظاهر الطائفية التي نشهدها اليوم ولم نعرفها من قبل، ونعيش أجواء من الشد والتوتر وتصدع الثقة بين أطياف المجتمع، ليثار السؤال: «ما نهاية هذا المنحنى الطائفي؟».
نعم، ونحن مع معالي الوزير في أن النهاية المحتومة لهذا الأمر لا تفضي إلى الصالح العام إذا تركنا الأمر إلى الظروف، لكون الطائفية تفاعلت وازدادت خطورتها بسبب الظروف المحيطة التي شهدتها المنطقة، لكن وددنا لو أن أطرافا مهمة في الدولة تستمع إلى كلام الوزير وطرحه المهم، فبدلا من التصريح دائما وأبدا بأن القرى وشباب القرى هم الشوكة في خاصرة البلد وهم السلاح المدسوس لتحطيم البلد، لابد أن ينظر أولئك الشخوص إلى أن الإثارات الطائفية البغيضة التي لم تتوقف يوما ما هي إلا جزء من «التخريب» المتعمد الذي يفوق قسوة وخطرا حرق إطار هنا أو حاوية هناك، ويدمر نفسية المئات من شباب القرى.
يحتاج كلام وزير الداخلية إلى أن تستفيد منه كل الأطراف، وخصوصا تلك الأطراف التي جعلت من كل حركة مطلبية في القرى، حتى وإن كانت قانونية ومرخصة، فرصة للتنفيس والقمع والمواجهة، ليظهر أمام أعيننا تخريب شديد لأنه لن يضر أهل القرى بدخان الإطارات والحاويات، بل ينخر في أساسات البلد ليضر الجميع.
ونحن مع الوزير أيضا في أن: «أخطر ما نواجهه اليوم هو تلك الرواسب الطائفية التي تسهل الأمر على من يريد أن يصطاد في الماء العكر، أن يجد ضالته في التخريب والتفريق بين أبناء الوطن الواحد».
والآن، هل من الصعب التفريق بين «المخربين» الذين قصدهم الوزير؟ أم سيقفل البعض عقله على «القرى وشباب القرى وأطفال القرى ومطالب القرى وحقوق القرى، وحسب»؟!…
الأحد المقبل سيكون لنا تفصيل أكثر.
الشاعرة والطبيبة
كتبت قبل أيام مقالا عن كيفية التعامل مع العاملين معنا في بيوتنا من مربين ومساعدين. حركت كلمات ذلك المقال قريحة الشاعرة والطبيبة سيلفا بورتويان شحيبر، (اختصاصية أمراض أطفال والكويتية من أصل أرمني)، فصاغت بعض أبيات الشعر باللغة الانكليزية التي سأحاول الاحتفاظ بها في الوقت الحاضر. وقامت بارسال النص التالي الذي سبق ان كتبته في اغسطس 2006، وسأحاول، قدر الامكان، ترجمته بتصرف، علما بانه سبق ان صدر للدكتورة سيلفا كتاب شعر بعنوان: Lance my heart at a glance (الصدق، الأمانة والإخلاص.. كلها لي):
«أنا واقعة في الحب، مولودة من الحب
لا حياة لي غير تلك الشجرة فوقي
أنا في حب مع الصدق
في صيفي وقمري الواقعي
أنا في حب مع الإخلاص
كالنجوم التي تضي الصفاء الروحي
أنا في حب مع الصدق
كضوء الشمس التي تشعل الطريق للعظمة
أنا في حب مع كل روح
تتكلم الحقيقة وتشعر بالإخلاص والأمانة بكل بساطة
جميعها تتنفس حبا
الصدق الأمانة والإخلاص
وجميعها حياتي
القمر والنجوم والشمس
المكان الذي به شجرتهم المقدسة
والتي ستبقى مضيئة للأبد
ذلك سيكون اليوم
اليوم الذي يتكلم فيه كل منا بعضنا لبعض
عن الحقيقة والصراحة وبكل إخلاص
ويتحدث لكل إنسان
فجميعهم فرد واحد
أنا مغرمة وواقعة في حب الثلاثة
وثلاثتهم يتنفسون من خلالي
وثلاثتهم تقول واحد
ولحسن الحظ جميعهم لي»
أحمد الصراف
[email protected]
العرب بعد القمة العربية: مزيد من الخلافات
يستمر العالم العربي بعد القمة العربية على حاله، وسط خط تصاعدي للخلافات. فعقلية التدخل وتبرير العنف بحق الدول الأصغر حجما لا يمكن ايقافها بمجرد لقاء غابت عنه الصراحة وسيطرت عليه المقاطعة. هذا يعني أيضا أن الهدوء والاستقرار والانتقال لوضع يحترم فيه كل عربي حقوق الآخر، في ظل سياسية عدم الاعتداء والاستقواء، لن يتحقق قريبا، كما أنه لن يتم إلا بعد اعلان واضح عن فشل سياسة الاستكبار من قبل الدول الأكبر ذات العقيدة العسكرية والموجهة ضد الدول العربية الصغرى ذات الطبيعة المدنية. كيف يمكن للأمة العربية والتي لا يعطي كبيرها صغيرها الأمن والاستقرار، ولا ينجح صغيرها في بناء مدنيته لصالح الجميع، أن تحقق السلام في ما بينها؟ متابعة قراءة العرب بعد القمة العربية: مزيد من الخلافات
انتخابات واستفتاءات 2008
لنقلها بصراحة، بعض التغطيات الإعلامية لما يجري على الساحة الانتخابية هي احد الأسباب الرئيسية في تدمير العملية الديموقراطية في البلد، لا اعلم لماذا لا يشاد بقدرات وكفاءة هذا المرشح أو ذاك بدلا من ذكر انتمائه القبلي أو العائلي أو الطائفي، ان اردنا الحفاظ على الوحدة الوطنية ووقف التفرقة بين أفراد شعبنا الطيب، فعلينا التوقف عن الإشارة لتلك القضايا الضارة في تغطياتنا الانتخابية، واقترح لقاء يضم جميع رؤساء تحرير الصحف اليومية للاتفاق على خطوط عريضة لما يجوز أو لا يجوز نشره ضمن هذه الانتخابات وجميع الانتخابات المقبلة.
سعدنا بالتعليمات التي اصدرها نائب رئيس جهاز متابعة الاداء الحكومي الشيخ ثامر جابر الاحمد لوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة بوقف التعيين والنقل والندب وشغل الوظائف الاشرافية حتى انتهاء الانتخابات النيابية حرصا على نزاهتها، للمعلومة كثير ممن ساهمت الحكومة في نجاحهم في السابق أصبحوا وبالا عليها وعلى الكويت قاطبة لقيامهم بعمليات التأزيم المستمرة بهدف التكسب المادي الشخصي، وللمعلومة أيضا الشيخ ثامر الجابر شخصية كويتية رائعة، حيث يشتهر بنظافة اليد والحكمة والفكر الاستراتيجي، ونرجو أن نراه اسما لامعا في الحكومة المقبلة.
محاولة للفهم، في الدول الأخرى يحاسب رجال السلطة التشريعية رجال السلطة التنفيذية (الحكومة) إذا ما تقاعست عن تطبيق القوانين المرعية، لدينا يحاسب النواب وبشدة الحكومة كونها طبقت قوانين الفرعيات وإزالة التعديات.. الخ!، كذلك تمت محاسبة الحكومة لكونها لم تمنع عملية تأبين مغنية منذ البدء وتلام على ذلك، وقد استمعت الحكومة لتلك النصيحة الغالية فحاولت منع الفرعيات «قبل» حدوثها هذه المرة، وبدلا من شكرها يتم لومها ثانية كونها لم تنتظر حدوث الفرعيات ثم القبض على الموجودين!، خطأ الحكومة الأكبر هو سكوتها وعدم قدرتها على شرح سياساتها وما تقوم به من أعمال لإيمانها بسياسة «المساسر» أو «الوشوشة» بالمصري، التي لا يستفيد منها أحد.
يمكن لمناصري كلينتون أو أوباما التلاعب باستفتاءات الانترنت الاميركية إلا انهم لا يقومون بذلك كونهم يعلمون انهم يخدعون ويضرون أنفسهم قبل ان يخدعوا الآخرين.
ينشر موقع www.oma2008.com مشكورا استطلاعات لمرشحي انتخابات 2008 ونرجو من بعض المرشحين الفاشلين التوقف عن اغراق الموقع باستفتاءات لصالحهم ونرجو بالمقابل من كل قارئ عدم الاكتفاء بالمشاركة والتصويت، بل ارسال عنوان الموقع عبر SMS ورسائل الانترنت لدعوة الآخرين للمشاركة حتى نستفيد من تلك الاستفتاءات العامة.
أخيرا، أحد الأمور التي يتفق عليها «جميع» دعاة التحول الى الدوائر الخمس هو ان احدا لا يستطيع التكهن بنتائج الانتخابات المقبلة التي هي حسب اقوالهم «قفزة الى المجهول»، ما نعرفه ان الحكمة والعقل والمنطق تمنع حكماء وعقلاء الدول الاخرى من ربط مصائرها ومستقبل اجيالها بالقفز الى الخيارات المجهولة، لذا كانت دعوتي في السابق الى أن نقفز من معلوم الى معلوم عبر التشدد في تطبيق القانون ضمن الدوائر السابقة لا الى المجهول عبر تغيير الدوائر، المخاطرة الكبرى والمجهول الأكثر ظلاما وظلما هو التحول الى خيار الدائرة الواحدة، وكان الله في عون الكويت على الأخطاء الكبرى والجسيمة لأبنائها، خاصة من يسمون أنفسهم بالنخب السياسية والمفكرة.