احمد الصراف

معذرة.. ابن خلدون

هاجرت أسرة صاحبنا في بدايات القرن الثامن الميلادي من حضرموت (اليمن)، الى الأندلس، في فترة احتلال المسلمين لشبه الجزيرة الايبيرية. وهناك استقرت الحال بها في منطقة اشبيلية Seville، حيث سعت لتقلد مناصب سياسية قيادية.
مع بدء انحدار الدولة الاسلامية في الاندلس نزحت الاسرة مرة اخرى الى منطقة شمال افريقيا، حيث كانت لهم روابط قوية مع حكام المنطقة من الحفصيين، وكان ذلك في عام 1284م.
كونه ينحدر من اسرة من العلماء ورجال الدولة، فإن ذلك اتاح له فرصة تلقي العلم في ميادين عدة من والده ومن مجموعة من علماء شمال افريقيا.
بعد انتهائه من تلقي علومه تولى مناصب قيادية مهمة في تونس وفي فاس. قام، بعد فترة سجن سياسي دامت سنتين، بزيارة غرناطة حيث تم الاحتفاء به بما يليق بمقامه، وهناك اتيحت له فرصة زيارة مقام اسرته السابق.
تقلبت به الاحوال كثيرا، وكان للسياسة دورها في عدم استقرار وضعه، وهذا ما دفعه في نهاية الامر للاحتماء بقبيلة «اولاد عارف» التي منحته حق الاقامة في «قلعة ابن سلامة»، وهي قلعة تقع في منطقة وهران (الجزائر) حاليا.
سلام القلعة وهدوءها اتاحا له فرصة التفرغ لكتابة اشهر كتبه وابلغها اثرا، وكان ذلك في عام 1377.
غادر بعدها بعام القلعة واستقر في تونس واصبح يعطي دروسا في جامعها الشهير «الزيتونة».
في عام 1382م قرر السفر للحج عن طريق مصر، لكن في القاهرة غيّر رأيه وقرر الاستقرار فيها، واصبح يعطي دروسا في جامع الازهر الشهير. وعيّنه السلطان المملوكي «برقوق» بعدها في منصب كبير القضاة.
توفي في عام 1384م عن 74 عاما. وفي 27 مايو القادم سيكون قد مر على مولده 676 عاما بالتمام والكمال.
قالت فيه نشرة جامعة «ييل» الاميركية: سبق بنظرياته علماء اجتماع وفلاسفة العصر الحديث واقتصادييهم ومؤرخيهم ايضا من امثال ماكيافيللي ومونتسكيو وكوميه ودوركهايم وحتى كارل ماركس!
هذا هو ابن خلدون، عبدالرحمن بن محمد الحضرمي الاشبيلي، صاحب كتاب «العبر» ومقدمته المشهورة، والذي يكاد يكون العالم العربي القح الوحيد في مستواه العالمي، والذي لا نرى لاسمه اثرا او ذكرا في اكثر من 18 عاصمة عربية، في الوقت الذي نقشنا فيه اسماء كبار ارهابيينا ودكتاتوريينا والمفسدين منا على شوارعنا ومعاهدنا وجامعاتنا ومدننا وكأنهم آخر ابطال الارض! معذرة لك يا سيدي «ابن خلدون».
للاطلاع على المزيد من آثار الرجل واعماله وما كتب عنه يمكن الرجوع الى موقع Yale University Library, Near East collection على الانترنت.

• ملاحظة:
تحفظت الكويت والسعودية فقط، من اصل 45 دولة اسلامية، عن التوقيع على الاتفاقية الدولية الخاصة بالمعاقين. وقال احد مسؤولي الوزارة ان تحفظ الكويت نابع من معارضة الدولتين لبعض بنود الاتفاقية الخاصة بالتبني لمعارضة ذلك للشريعة!
وهكذا نجد اننا لم نكتف بكون المعاق معاقا، بل حرمنا عليه حتى فرصة تبنيه؟

أحمد الصراف
[email protected]

سامي النصف

موعد على العشاء

ضمنا قبل ليال قليلة حفل عشاء معلوماتي وثقافي رائع اقامه القائم بالاعمال الاميركي على شرف الديبلوماسي الزائر ديڤيد وولش مساعد وزير الخارجية الاميركي وحضرته مجموعة من الاعلاميين والساسة الكويتيين، وقد دار حديث متشعب تضمن طمأنة من الضيف على الاوضاع في الكويت والمنطقة، كما اوضح ان السياسة الاميركية في العراق والوجود العسكري فيها ثابتان ولا يتغيران بتغير القيادة السياسية في واشنطن، وهي طمأنة مهمة بعد متابعتنا بالامس لجلسات الاستماع التي هاجم خلالها نواب الحزبين الديموقراطي والجمهوري بضراوة القيادتين السياسية والعسكرية الاميركيتين في بغداد ممثلتين في السفير رايان كروكر والقائد ديڤيد بترايوس، الفارق بيننا وبينهم ان كل هجوم هناك يقابله.. رد!

وعشاء مغربي من الدرجة الممتازة لدى جارنا في اليرموك سفير المملكة المغربية محمد بلعيش على شرف ابن اصيلة المثقف الاصيل الوزير محمد بن عيسى، وقد استمعنا بشغف لسرد الوزير حكاية مهرجان «اصيلة» الذي ابتدأه بامكانيات بسيطة قبل 30 عاما اضطرته الى رهن منزله وكيف انتهى الامر بتحوله الى منارة ثقافية بارزة يحضرها المثقفون والمفكرون والقادة السياسيون كل عام.

وحفل عشاء دافئ وجميل لدى الصديق د.عبدالعزيز الفايز سفير المملكة العربية السعودية ضم جمعا طيبا من الاعلاميين السعوديين تقدمهم عميد الصحافة السعودية تركي السديري والزميل جمال خاشوقجي ود.عبدالله الدخيل والقاصة سمر المقرن.

وقد دار الحديث حول هموم وشجون الصحافة الخليجية والعربية، كما تطرق في جانب منه الى ما يدور على الساحة السياسية الكويتية، وقد كان هناك اتفاق على ان الديموقراطية الكويتية قدوة للدول الخليجية الاخرى، ولم يفصح احد عما اذا كانت مازالت قدوة حسنة او غير ذلك.

ومن العشاء الى الغداء في الوفرة على مائدة الصديق احمد العميري (بوعادل) وحديث شائق في الهواء الطلق استمعنا خلاله من رجل الاعمال عادل معرفي لتجربته في العيش في السويد ومستوى الخدمات العامة هناك التي تقارب الكمال، وسلط الضوء على تجربته الشخصية مع طارئ صحي خطير تعرض له وكيفية تعاملهم الراقي والفاعل معه، نرجو من وزير الصحة الكفؤ عبدالله الطويل ان ينظر في الاستفادة من تلك التجارب المتقدمة للارتقاء بالخدمة الصحية الكويتية.

آخر محطة:
رواية حقيقية طريفة لاحد حضور غداء الوفرة عندما اصطف بسيارته ومعه عائلته على احد الطرق السريعة في سويسرا، ثم لاحظ تحرك 3 سيارات تركت الزحام وسارت – كحالنا في الكويت – على حارة الطوارئ، يستطرد محدثنا في روايته انه قال لعائلته ما دام هذا ما يفعله السويسريون في بلدهم فلماذا يعاب علينا هذا الفعل في بلدنا؟ لذا تبعتهم – حسب قوله – مستخدما حارة الطوارئ، وقبل المفرق وجدت سيارات الشرطة السويسرية قد اوقفت وخالفت السيارات الثلاث وانا معهم بالطبع، وكانت المفاجأة ان جميع قادة تلك السيارات كانوا من العرب والكويتيين!

سعيد محمد سعيد

الأطفال في خطر!

 

قبل أيام، وقفت بعض أجهزة الإعلام العربية على رجليها لتبث يوم الاثنين الماضي تقارير عن اختفاء الطفل الأردني محمد الشواهين، البالغ من العمر 5 أعوام، في ظروف غامضة قبل أكثر من شهرين في وادي زبدا بالمنطقة الغربية من وادي الغفر غرب أربد.

ظروف اختفاء الطفل محمد الشواهين هي ذاتها ظروف اختفاء الطفل بدر في يوم الثلثاء العاشر من يوليو/تموز 2007 وهو الأمر الذي يثير القلق! لقد اختفى الاثنان من أمام منزلهما… وفي عمر مشابه، فالاثنان يبلغان من العمر خمس سنوات!

لن أطيل، ولكنني وددت إعادة إرسال الرسالة التي طرحتها «الوسط» على مدى تسعة أشهر… ومنذ اختفاء الطفل بدر: «الأطفال في خطر، وليأخذ كل فرد ومواطن (أصيل) أو مقيم (صاحب ضمير) دوره في حماية أطفال البلد… لن تكون المسئولية كلها موكلة إلى وزارة الداخلية… لا تظنوا ذلك أبدا… المسئولية أولا على الأسرة وعلى أفراد المجتمع الذين يشاهد الكثير منهم هذه الأيام أطفالا دون العاشرة في أماكن خطرة فعلا فلا يحركون ساكنا وكأن الضمائر ماتت في نفوسهم».

ظاهرة اختفاء الأطفال انتشرت في الكثير من المجتمعات العربية: المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، الجمهورية الجزائرية، الجمهورية اليمنية، وجاء دور العراق الآن باعتباره مسرحا خصبا لاختطاف الأطفال، فيما تشير التقارير الصادرة عن الجهات المعنية في بعض تلك الدول، ومنها هيئة الدفاع عن الحقوق والحريات في اليمن (هود)، ومؤسسة سوزان مبارك في مصر، ولجنة الإشراف الأولي للمركز الدولي للأطفال المفقودين والمستغلين جنسيا ومقرها فرنسا… كل تلك التقارير تشير إلى ارتفاع وتيرة القلق في المجتمعات العربية من ظاهرة اختطاف الأطفال القسرية… وتذهب مباشرة إلى التحذير من انتشار ظاهرة الاتجار بالأطفال!

واعترف المركز الدولي أن ظاهرة اختفاء الاطفال واستغلالهم جنسيا آفة في كل دول العالم‏،‏ وظاهرة دولية ذات أبعاد كبيرة تستشري‏،‏ وتستوجب حماية للأطفال من جميع أشكال العنف‏،‏ وخصوصا أنه كثيرا ما يتم تهريب الأطفال والاتجار بهم خارج بلادهم، ما يستلزم إجراءات دولية تضمن لهم الحماية في الداخل والخارج‏. لكن، بالنسبة إلى العالم العربي، فقد شهدت ذلك في السنوات الأخيرة، لكن الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي رصدت حالات الاختفاء والاختطاف ووثقتها إذ تم تسجيل 798 قضية اختطاف منذ العام 2000 إلى العام الماضي 2007، راح ضحيتها 367 قاصرا، وأن الجهات الأمنية حاليا، بصدد مواجهة ظاهرة تمثيل الأطفال لحادث الاختطاف. وتبيّن من خلال الإحصاءات المقدمة من قيادة الدرك الوطني، أن الظاهرة بلغت أوجها في سنتي 2006 و2007، إذ سجلت 134 قضية لكل عام، راح ضحيّتها 47 قاصرا في 2006 و33 طفلا في العام الماضي 2007.

في البحرين، أنعم الله تعالى علينا بنعمة الأمن، لكن يجب عدم الركون إلى الدعة أبدا! فالكثير من الأسر تترك أطفالها تسرح وتمرح بالقرب من الإسطبلات ومساكن العمال وفي «الدفنات» وعلى السواحل حال عودتهم من المدرسة، ولا يهاب بعض الأطفال من الخروج بعد العودة من المدرسة مباشرة ولا يرجعون إلى منازلهم إلا بعد حلول الظلام… مع أن أمهاتهم كلهن بلا استثناء، يرثين لحال (أم بدر) حين يذكرن قصتها ومأساة وليدها المفقود منذ تسعة شهور!

د. شفيق ناظم الغبرا

الانتخابات بين أجواء التفاؤل والتشاؤم وشروط النجاح

ان تعايش التشاؤم مع التفاؤل أمر نلمسه مع الكثيرين في هذه الحملة الانتخابية. فوجود حالة تفاؤل بإمكانيات المستقبل مقرونة مع حالة تشاؤم بإمكانية إيجاد حلول مباشرة لما يمكن أن تفرزه التشكيلة الحكومية ولما يمكن أن تفرزه التشكيلة البرلمانية يمثل حال البلاد في هذه المرحلة الانتقالية المليئة بالضبابية. ومن الطبيعي أن تقع حالة وسطى في ظل أجواء ليست في جلها واضحة المعالم. فهذه أول انتخابات وفق الدوائر الخمس، وبالنسبة للمرشحين: الدوائر الخمس مخلوف جديد يصعب التنبؤ بالكثير من التفاصيل والمفاتيح التي تتحكم به. ذلك أنه للمرة الأولى سيتحدث من يرشح نفسه في الدائرة الأولى للتجمعات السكانية المختلفة في ميولها وتصوراتها، شيعة وسنة، المرشح أو المرشحة لن يفوزا إن لم يجيدا التحدث مع توجهات وخلفيات مختلفة. كما سيجد المرشح في الدائرة الثانية أنه يتحدث لسكان الصليبخات ذات الأصول القبيلة ولسكان الضاحية والشامية ذوي الجذور العائلية، وفي هذا سيجد أنه من الضروري أن يبدع خطابا قادرا على حشد تأييد الاثنين لصالحه. كما سيواجه المرشح التحدي في التعامل مع الاختلاف في الميول الدينية والميول السياسية في كل دائرة، وينطبق الأمر ذاته على الدوائر الأخرى: ففي كل دائرة حشد من القبائل وتجمعات مختلفة تتطلب في الأساس خطابا وطنيا. متابعة قراءة الانتخابات بين أجواء التفاؤل والتشاؤم وشروط النجاح

سامي النصف

3 رجال وامرأة

التقاني دون معرفة وانا اتجول في اسواق الفحيحيل القديمة وبادرني بالقول «امانة ان تنقل على لساني ما اقوله بعد ان ضاعت الحكمة وسط ضوضاءة بعض المرشحين القائمة»، واول الامور التي ارجو نقلها شعورنا بالفخر في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد لعودة هيبة القانون الذي نستظل جميعا بظله فنحن – حسب قوله – ضد التعدي على رجال الامن، كما اننا مع ازالة الدواوين التي تضايقنا في بيوتنا واحيائنا ولا نرضى بكشفها نساءنا في دخولهن وخروجهن، كما اننا ضد مخالفة القوانين في الفرعيات ومع اتاحة الفرصة لجميع ابناء قبائلنا وغيرهم للنزول دون تمييز أو حجر على ارائهم ورغباتهم (طبق الاصل).

قيل ان اهم اسباب التحول للدوائر الحالية هو تكبير الدائرة ومن ثم لن ينجح احد الا بعشرات الآلاف من الاصوات وهو ما سيمنع – حسب قولهم – ظاهرة شراء الاصوات والتخندقات المختلفة، جرت احدى الفرعيات الاخيرة في اكبر دائرة في الكويت (مائة ألف ناخب) ومع ذلك سيصل الى المجلس القادم من فاز بألف صوت (1% من الناخبين) بعد ان حرمت 55 ألف امرأة في تلك الدائرة من التصويت، هناك دائما فارق بين ما يُسوّق للناس والواقع المعيش، لذا فلا كبيرة لخيار الدائرة الواحدة الحالم..!

وهناك 200 ألف امرأة و160 ألف رجل ناخب في الكويت لذا على جميع النساء الاقتناع بعدم الاكتفاء بالحصول على حقوقهن السياسية، بل ضرورة ايصال مرشحات للبرلمان كي تحصل النساء المقموعات في مجتمعاتنا الذكورية على حقوقهن الاهم ونعني حقهن في العيش الكريم والترقي الوظيفي والاستقلال الاقتصادي والتعامل الانساني، وهو امر لن يتحقق ما لم تتقدم للترشيح النساء «الكفؤات، الأمينات، العاقلات» ويسود مبدأ اختيار «3 رجال وامرأة» عند الجنسين وخاصة الاناث، ومن ثم ضمان وصول 25% من النساء للبرلمان.

تسببت وفرة وكثرة الدواوين «الطراثيثية» التي نشأت بين ليلة وضحاها في جميع مناطق الكويت في انحدار مستوى المهني الكويتي مقارنة بزملائه المقيمين، او جيراننا العرب والخليجيين، لكثرة جلوسه دون عمل في منتديات الكلام والحش الكويتية المسماة بالديوانيات، لذا كان جميلا ان نقرأ في صحافة الامس اعلانا من تجمع المهني الكويتي (MEHANI.ORG) يطالب بتحكيم العقل والبعد عن الاثارة والتأزيم في الانتخابات القادمة، نرجو من المهني الكويتي بعد ان يدلي بصوته ان يهتم بتطوير ذاته والانصراف لأسرته وتربية ابنائه والابتعاد عن السياسة والدواوين كي لا ينحدر مستواه المهني، «من تاني»!

وتتساءل الحملة الاعلانية لوزارة الكهرباء والماء (الطاقة) وبكل جدية عن سبب استهلاك المواطن والمقيم (447 ليترا يوميا) ونقول ان هناك سببين، الاول هو الحاجة الى 447 ليتر ماء لإزالة 447 طن غبار ورمال نزلت على اجسادنا وبيوتنا منذ بداية العام، والسبب الآخر هو اخفاق الوزارة المعنية في وضع عدادات تحاسب المواطن والمقيم على استهلاكه الحقيقي لا التقديري للمياه كما هو الحال في جميع دول العالم الاخرى.

بديهية، في الدول القمعية منذ ستالين حتى صدام ورفاقه تأمر الدولة فتطاع ومن ثم لا حاجة لشرح العلل والاسباب، في الدول الديموقراطية – ونحن للعلم منها – يصاحب دائما تطبيق القوانين حملات اعلانية واعلامية وندوات ومحاضرات ولقاءات صحافية مع المسؤولين المعنيين تشرح وتوضح اسباب اصدار او تطبيق القوانين المختلفة بعيدا عن نهج سياسة «البس بس» الشهيرة كي يقتنع بها الناس ويطلبوا من ممثليهم في البرلمان دعمها فتقل الازمات و.. الاستجوابات القادمة!

آخر محطة:
حضرت ندوة الاعلاميات ضمن الملتقى الاعلامي الخامس وفوجئت بتسابقهن على سرد سيرة حياتهن «الطاووسية» الذاتية، ذلك النهج والاسلوب هو للعلم ارخص انواع المحاضرات التي تقدم في الندوات، وما كانش العشم خاصة ان منهن مسؤولات ومذيعات في اشهر المحطات والفضائيات العربية!

احمد الصراف

كرامتهم من كرامتنا

أحمد الصراف
يتمتع مواطنو عدد محدود من دول العالم بمستوى مرتفع من المعيشة مقارنة بغالبية دول العالم، وتمتاز اقتصاديات تلك الدول بقوتها وبانخفاض البطالة فيها، كما انها جميعا من الدول الغربية ذات الأنظمة الديموقراطية الحقيقية.
لأسباب معروفة، واهمها، حاجتنا لتلك الدول اكثر من حاجتهم لنا، قامت الحكومة، وفي خطوة ذكية، ولو انها جاءت متأخرة كثيرا، باعفاء مواطني تلك الدول من شرط الحصول المسبق على سمة الزيارة، او الفيزا، اللازمة لدخول البلاد.
اعتبرت هذه الخطوة في حينها تحية لرجال الاعمال وتسهيلا لأعمالهم مع الشركات الكبرى لتلك الدول الغربية، وتقديرا من الحكومة لحسن العلاقات مع دول العالم المتقدم.
لأسباب كثيرة لم تكن خدمة منح الفيزا في المطار بالمستوى المطلوب منذ يومها الأول. فتارة هناك نقص في عدد رجال الامن المناط بهم مهمة إصدار الفيز. وتارة اخرى تجد الكثيرين منهمكين غير مدربين ويتسببون في تأخير المعاملات. وتارة ثالثة يواجه الزائر مشكلة كبيرة في إيجاد أجهزة صرف العملة الأجنبية لتسهيل دفع رسوم الدخول التافهة والضرورية، وهكذا!
كان تذمر رجال الاعمال الزائرين او المستقبلين في البداية محدودا بسبب انشغال الجميع بخطوة الحكومة الجيدة، ولكن مع مرور الوقت، وعدم تطور الاداء، بل وتخلفه عن السابق في ايام كثيرة، اصبح الأمر مدعاة للقلق، وانقلب الامر لضده، حيث اصبحت الخدمة مصدرا للمعاناة والاهانة الواضحة، بعد ان بلغ التأخير قرابة الساعتين في الكثير من الحالات، الامر الذي دفع بالبعض لمحاولة الحصول على الفيزا من سفارات الكويت في بلادهم، ولكن بعضها لم يكن متعاونا كثيرا.
من الواضح ان الداخلية لديها عدد محدد من العسكريين للعمل في هذا المرفق المهم، وليس لدى هؤلاء اي تنسيق مع إدارة المطار المدني بما يتعلق بالرحلات القادمة، وخاصة القادمة من الدول الأوروبية واميركا واستراليا، والاستعداد المسبق لها، وبالتالي نجد ان عدد هؤلاء لا يتغير في ساعات الذروة عنه في الساعات الاخرى.
من المؤلم ان نرى الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة الجديدة للمطار لرفع مستوى ادائها تضيع سدى بسبب سوء اداء او تصرف رجال الامن في هذا المرفق الحيوي.
نتمنى على وكيل الداخلية الجديد، الفريق أحمد الرجيب، الاهتمام بالمطار من ناحية رفع عدد ومستوى العاملين في قسم منح الفيزا، حيث أن غالبيتهم، من واقع مراقبتي لهم ومما أصبحت أسمعه من عدد متزايد من رجال الاعمال الغربيين، لا يصلحون لمثل ذلك العمل الحساس.
كما ان السماح لسيدات «منقبات» من دون هوية واضحة او اسم معروف في العمل على حاجز المغادرة، وخاصة في حاجز الدرجة الأولى، امر غير مقبول! هذا بخلاف وجود ثغرات عديدة في المراقبة الأمنية، فغالبية مراقبي اجهزة الاشعة الكاشفة للمعادن لا يكترثون بتفتيش الركاب المغادرين ان صدر من تلك الاجهزة ما ينبئ بوجود آلات معدنية معهم او بحقائبهم مثلا.
زيارة متنكرة واحدة لمسؤول كبير كافية لكشف الخلل، اما معالجته فهذا امر آخر!!

سامي النصف

سياسة «البس بس» القاتلة

رغم عدم وجود محاضر مدونة لمجلس 38 عدا ما كتبه سكرتير المجلس المرحوم خالد العدساني في كتابه «ربع عام من العمل النيابي» الا ان اعداء الكويت وعلى رأسهم صدام حسين حاولوا ان يدخلوا من تلك الثغرة ليثبتوا دعاواهم الكاذبة والزائفة بحق الكويت، ما يعني الأهمية القصوى لما يقال ويكتب في محاضر المجالس التشريعية هذه الايام كونها تمثل قرائن وأدلة مستقبلية لا ترد ولا تدحض ويمكن استخدامها في دعاوى قد لا تقل ضررا عن كارثة الاحتلال.

وأحد الأمور التي سمحت للأفكار السالبة بأن تطغى في السابق على الحياة السياسية المحلية وتزيد من غضب ومعارضة الناس للسياسات الحكومية ومن ثم اختيارهم للمرشحين «المتأزمين» هو اعتماد الحكومة على سياسة فريدة لا وجود لها في الديموقراطيات الأخرى أي سياسة «البس بس» ونعني همس الوزراء بعضهم لبعض تحت قبة البرلمان دون تجرؤ احد على الوقوف والرد على الاتهامات كي لا تتحول الى حقائق ثابتة امام من يقرأ الصحف ويشاهد الفضائيات.

وقد شهد دور انعقاد مجلس الامة اواخر اكتوبر الماضي ظاهرة غير مسبوقة ولم تشهدها حكومة سابقة قط وهي هجوم «جميع» النواب على الحكومة موجهين لها أشنع التهم بالفساد والضعف وسوء العمل ولم تقف الجهة المعنية بشؤون مجلس الأمة للرد على تلك التهم الخطيرة مما تسبب بضررين فادحين، الأول كسر هيبة الدولة امام الناس ومن ثم اقتناع المواطنين بصحة تلك التهم التي تكفي احداها لإقالة وزارة بأكملها وهو ما تسبب بالتجمعات اللاحقة والتعدي على رجال الأمن.

ثاني الاضرار وهو الأفدح والأكثر ديمومة، يكمن في إمكانية استشهاد اي معاد للنظام او للوطن مستقبلا بتلك المحاضر لإثبات تدهور الأحوال وتفشي الفساد وعدم رضا الناس عبر ممثليهم عن الاحوال العامة وكرت كهذا هو أقرب لـ «الچوكر» يمكن ان يستخدم بألف طريقة وطريقة.

وقد شاهدت قبل مدة على قناة «الجزيرة» لقاء ضم نوابا وكتابا كويتيين وجهوا خلاله هجوما عنيفا آخر للسلطة، وقد ذكر معدو البرنامج انهم وجهوا الدعوة للمسؤولين المعنيين بشؤون مجلس الامة ولم يحضر احد، وبذا استمع الملايين داخل الكويت وخارجها للتهم ولم يستمع احد للرد بسبب سياسة «البس بس» التي لم تمارس قط في اي ديموقراطية اخرى منذ عهد اليونان حتى حقبة الأميركان.

إن الإشكالية الحقيقية هي ان الاوضاع السياسية في البلدان المختلفة لا تبقى في حالة استاتيكية جامدة بل تتجه اما الى الصعود والتحسن متى ما قامت الحكومة المناط بها دستوريا ادارة شؤون البلاد وشرحت عبر نهج «الحكومة الناطقة» اهداف ومقاصد القوانين المختلفة وقارعت الحجة بالحجة وقرنت السؤال بالجواب، او تتجه سريعا للانحدار والتأزم متى التزمت بسياسة «البس بس» التي يقوم بها من يريد ان يأكل من خير الحكومة ولا يتحدث باسمها فيبقى المواطنون في حالة «حيص بيص».

آخر محطة:
كثير من وزراء الحكومة قلوبهم معها وألسنتهم عليها فهم اول من يسرب الأخبار التي تسيء اليها بهدف الحفاظ على صلتهم الشخصية الجيدة مع معارضيها، والحديث ذو شجون.

احمد الصراف

رسالة «سعيد» اللبناني

«سعيد»، صديق عزيز يقيم في الكويت منذ عقود ويعرف كل شيء عن اهلها وشوارعها ولهجاتها وطرقها ومشاريعها وحتى الكثير من اسرارها وخباياها، قام بارسال رسالة حزينة لي قبل ايام، جعلت محتوياتها قلبي ينقبض لما احتوته من تساؤلات تصعب الاجابة عنها، وربما يكون هذا سبب تعاسة هذه الامة وتخلفها.
يقول «سعيد» في مقدمة رسالته اننا في حاجة الى من يتكلم بعقل وبمنطق وبأمانة وقبل ذلك بشجاعة، فما يحصل الآن على الساحة في ما يتعلق بالرسوم الدانمركية يسيء الينا جميعا، والشر القادم سيصيبنا كلنا، مسلمين ومسيحيين، عربا واجانب، هذا بخلاف ما سيصيب اكثر من عشرة ملايين مسلم يعيشون في كل دول اوروبا الغربية التي نحاول بكل اصرار وغباء كسب عداوتها جميعا.
ويتساءل «سعيد»: هل سيكون هناك سلام في منطقتنا يوما ما؟ وهل سينعم ابناؤنا واحفادنا بالعيش الكريم يوما في بيئة تقطعها الآن الاحقاد وتنهشها الضغائن؟ ويسأل بحرقة اكثر لماذا لا يكون لدينا غاندي او مانديلا في كل دولنا؟ الا يعود ذلك لقلة المبدعين لدينا؟ ويقول ان من الواضح ان جميع اطراف الصراع في المنطقة تنشد السلام في نهاية الامر، لكنها على عجلة ايضا للقيام بعدة عمليات قتل وتدمير هنا وهناك قبل ان يحل السلام بيننا كل على طريقته، هذا اذا حل السلام اصلا!
يبدأ «سعيد» رسالته بالقول بأنه معني حتى النخاع بما يحدث في المنطقة على الرغم من عدم انتمائه، دينيا، لأي طرف فيه، كما ان وضعه المالي المريح وما يحمله من جنسيات متعددة تسمح له بترك المنطقة والعيش في اي مكان في العالم بكرامته، ولكنه من هذه المنطقة ومن هذه البيئة خرج واليها ينتمي واليها يشتاق عندما يطول غيابه عنها، ولهذا له حق في ان يقول ما يجيش بصدره من احلام، وما يدور بعقله من آراء ممن يشكل مصدر خطر عليه وعلى عائلته ورفاهيته، وما يحب ولما ينتمي.
ويقول انه يجب ان نهدئ اللعب قليلا ونسيطر على ثورات الغضب العشوائية فينا على امل ان نتمكن من تشخيص مصدر الخلل! فهل يكمن الخلل فينا ام في غيرنا؟ وما هو الاولى بالمعالجة، ما لدينا من خلل او ما لدى الآخر؟ ان الرسوم الدانمركية مسيئة، وهذا ما هدف اليه من رسمها، ولكن لنسأل انفسنا: هل جاءت تلك الرسوم من فراغ؟ لا شك ان من رسمها لا يعرف ما يكفي عن الرسول، ولم يقرأ عنه ولم يفهم رسالته، وبالتالي فما رسمه كان انعكاسا للواقع الذي يعتقد ان مسلمي هذا العصر يعيشونه، فهذا التعطش الغريب لإراقة الدماء وقتل الآخر المخالف، ولو كان من صلبنا، امر لا يمكن ان يمر من دون تعليق ورسم وكلمة من الآخرين! فالجو العام الذي نعيش فيه يظهرنا بأعين المراقب الغربي اننا جميعا نكفّ.ر كل شيء، ونخطّ.ئ كل شيء! فاليهود اشرار كفار يجب قتلهم، والمسيحيون يجب كذلك القضاء عليهم، وسبي نسائهم وحرق زرعهم وتشريد اولادهم، وفوق ذلك فإن وضع ومكانة اليهود والمسيحيين عند السنة مثلا اهون من وضع اخوتهم في الدين واللغة والوطن من الشيعة، والامر ذاته ينطبق على الشيعة اتجاه إخوتهم من السنة، فهذا «رافضي» يستحق اللعن والقتل، وذلك «ناصبي» يستحق البصق والشنق.
ويتساءل «سعيد» الا نخجل من كل شرورنا وافعالنا وكراهيتنا بعضنا لبعض واستعدادنا شبه الفطري لقتل ابناء بعضنا البعض تحقيقا لاحقاد لا أساس لها مرت عليها قرون ولا يعرف احد كيف بدأت والى ماذا ستنتهي؟
نعم، لنبي الاسلام علينا حق ، لكن ما نفع اسلامنا ان اصبحنا جميعا عراة جياعا مشردين نتيجة تقاتلنا بعضنا مع بعض، ومع العالم اجمع!
لماذا نصرف مئات ملايين الدولارات على محاربة المسيئين ولا نصرف عشر ذلك على تهدئة نفوسنا وتجميع قوانا وتوحيد صفوفنا؟ الا تستحق اوطاننا وتراثنا وكرامتنا واهالينا منا شيئا من ذلك؟ ألم يحن الاوان لأن نخجل من كل افعالنا الشريرة بحق بعضنا البعض قبل الغضب من رسوم الآخرين التافهة؟ كيف يمكن ان اصدق ان الدانمرك تريد الاساءة لمحمد ودينه، وهي التي آوت واحتضنت مئات الآلاف من ابناء الاسلام واتباع محمد، وامنتهم من جوع ومن خوف ووفرت لهم المسكن والعلاج مجانا، والعمل الشريف وضمان الشيخوخة مدى الحياة على حساب دافع الضرائب الدانمركي! كيف يمكن ان اصدق ان هذه البلاد التي آوت مئات آلاف العرب والمسلمين المضطهدين من قبل انظمتهم ومواطنيهم كارهة للنبي وللاسلام، ونحن الذين اخرجنا ملايين المسلمين مطاردين من بيوتهم واحضان امهاتهم وخدور زوجاتهم اكثر رحمة ومحبة للنبي منهم؟ كيف يمكن ان تكون الدانمرك كارهة لنبي الاسلام وهي التي بنت على حسابها مساجد لمسلمين انكر عليهم بنو وطنهم بناءها؟! وكيف يمكن ان يكون من منع اخاه المسلم من بناء مسجده ودار عبادته محبا للرسول غيورا على سمعته وصورته؟ ألم يحدث ذلك في الكثير من الدول الاسلامية، دع عنك ما يلقاه اصحاب الديانات الاخرى من تضييق ومعارضة، وقضايا مسجد البهرة وكنائس اقباط مصر والجزيرة ومساجد سنة ايران لاتزال ماثلة في الاذهان، يبدو اننا لن نتعلم حتى تبدأ الدانمرك وغيرها من دول اوروبا الغربية بشحن مواطنيها المسلمين في سفن لتعيدهم من حيث أتوا، وسيكون مصير غالبية هؤلاء السجون التي سبق ان فروا منها الى جنة اوروبا التي حرمهم الغيورون من مواطنيهم من البقاء فيها والتمتع بخيراتها.. يا لها من مفارقة مضحكة ومبكية في الوقت نفسه!
ستبقى تساؤلات «سعيد» من غير جواب لأجيال طويلة قادمة!

أحمد الصراف
[email protected]

سامي النصف

مطلوب انتخابات كويتية نظيفة

في العالم اجمع توضع لوحات «للبيع» على الاراضي المزمع بيعها، في الشقيقة الكبرى مصر تكتب لوحة «هذه الأرض ليست للبيع» على الاراضي الفضاء، وفي العالم تفتخر المطاعم بكثرة فروعها، في مصر أول ما يصادفك في المطاعم الكبيرة والمشهورة لوحة «ليست لدينا فروع أخرى»!

هذه الظاهرة الفريدة تم استيرادها لساحتنا الانتخابية، حيث لاحظنا امرا غريبا وهو بدلا من ان يدفع البعض الاموال الطائلة لإعلانات ترشيحهم وجدنا من يصرف الآلاف على اعلانات تبلغ الخلق بـ «عدم ترشيحه»، يعني لو لم يقم بذلك الامر ووفر أمواله فما الذي سيحدث؟! بالقطع سيعلم عشرات الملايين من داعميه، وممن حلفوا بالطلاق على انتخابه بذلك الأمر طبقا لعدم وجود اسمه الكريم على لائحة المرشحين!

بعض المرشحين بدأ يظهر سوء وخطأ توجهاتهم عبر المطالبة بالقفز على القوانين المرعية في الدولة بقصد الدغدغة الرخيصة لبعض السذج من الناخبين، وقد علمتنا التجارب المريرة الماضية أن مثل ذلك المرشح يهيئ الجو العام للقفز على القوانين لا لصالح ناخبيه المخدوعين، بل لتضخيم حساباته الشخصية وللاثراء غير المشروع.

المجرب لا يجرب، بعض من نزلوا للانتخابات من النواب والوزراء في المجالس والحكومات السابقة المتتالية لهم ملف مفتوح يستطيع حتى الطفل الصغير قراءته من تعد على المال الحرام والاثراء غير المشروع وعقد الصفقات وتسلم العمولات، وبيع مصالح الوطن لأجل المكاسب الذاتية أو الحزبية، ولا يهم على الاطلاق ان كان ذلك المرشح يدعي الموالاة أو المعارضة، فالاثنان في الهواء سواء في التجاوز والتعدي، حيث ان مقولة «من أين لك هذا؟» تكشف المستور وتفضح الخافي والسؤال لماذا يجرب المجرب ونعيد انتخاب من يستعبطنا كناخبين أو من يحاول بيع مصالح الوطن في سوق النخاسة الدولية؟!

لم نر حتى اليوم اعلانات كبار الاثرياء في الصحف، بالمقابل نلاحظ اعلانات يومية للصغار والسؤال هو هل ستستمر هذه الاعلانات بشكل يومي حتى نهاية الشهر الخامس؟! وما تكلفتها وكيفية ارجاع ما صرف عليها؟! والتساؤل المحق ما اذا ما كانت ستتوقف تلك الاعلانات بعد مدة قصيرة – كحال خيل البصرة – لنذكر المعنيين بها بأن ذاكرة الناخب الكويتي لن تؤهله لتذكر بعد شهرين من أنزل اسمه اليوم، الاحتمال الآخر هو ان تلك الاعلانات ليست لناخبي الدائرة، بل لناخبي الفرعيات، وستتوقف بانتهائها، لذا، فعلى بقية الناخبين ملاحظة من يخاطبهم ومن يخاطب غيرهم بإعلاناته.

آخر محطة:
نرجو أن نستمع في الندوات الانتخابية ونقرأ للكتاب في الصحف حملة متصلة ومستمرة تطالب بانتخاب من يطالب بتطبيق قوانين الدولة لا بمخالفتها، والتي من دونها تتحول الدولة الى فوضى عارمة وغابة يأكل كبيرها صغيرها، كما يجب ان نحرص على انتخاب «الاكفاء العقلاء الامناء» دون النظر لتوجهاتهم السياسية أو الاجتماعية، لا من يتوعدون بحملات تأزيم قادمة – من تاني – تشغل البلد، أو من يعدون ازواجهم واولادهم بالمزيد من الاثراء غير المشروع، والتلميح يغني عن التصريح!

احمد الصراف

سويتنس إن ذي بللي

أحمد الصراف
«.. بالرغم من كل التعذيب الذي مورس بحقنا، فان الرغبة لاتزال كامنة بداخلنا في أن نكون مؤدبين مع الغرباء.
قد تكون اعيننا محاطة بدوائر سوداء، لكن لا يزال بمقدورنا تمشيط شعرنا، وقد تكون امشاط اقدامنا مشوهة بسبب قيام طفل مقاتل، لا يتعدى التاسعة من العمر، باطلاق النار عليها، لكننا لانزال نؤمن ببراءة الاطفال.
قد نكون تعرضنا للاغتصاب بشكل متكرر، في معسكر للاجئين في كينيا الا اننا لم نفقد شوقنا وودنا لمن نحب.
قد نكون فقدنا كل ما نملك، لكننا لا نزال نصر على ان نكون كرماء مع الآخرين وان نشاركهم في القليل الذي بقي معنا.. إننا لا نزال نحلم..».

هذا مقطع من الرواية الرائعة Sweetness in the Billy للكاتبة الكندية الشابة والمبدعة كاميلا جيب Camilla Gibb.
تدور احداث القصة بين المغرب واثيوبيا ولندن وتغطي السنوات من منتصف سبعينات القرن الماضي، وحتى بداية تسعيناته، وهي قصة فتاة ترافق والديها الانكليزيين من الهيبيز في زيارة إلى المغرب، وهناك يتركانها لبضعة ايام في عهدة صديق مغربي وآخر بريطاني مسلم ويسافران الى مدينة اخرى، لاسباب غير واضحة تماما، ولا يعود الوالدان لابنتهما بعدها، الامر الذي دفع المغربي والانكليزي المسلم لتبني الطفلة الصغيرة وتنشئتها كمسلمة.
لاسباب عدة يقرر البريطاني محمد بروس محمد ارسال الفتاة واخيها بالتبني «حسين»، الى امبراطور الحبشة هيلا سيلاسي للعناية بهما فيأمر هذا بارسالهما إلى مدينة هرار، ذات الغالبية المسلمة، لتلقي المعرفة باصول دينهما، وهناك تتعرف الفتاة على الطبيب الاثيوبي «عزيز» وتقع في حبه.
قصة ممتعة ذات احداث صاخبة تنقل القارئ من فصل في المغرب الى اخر في هرار ثم الى لندن، ثم تعود بك لتاريخ سابق في هرار وبعدها الى لندن مرة ثانية وثالثة. حيث تبين احداث الرواية قيام «ليلى»، بطلة القصة، التي استعادت جنسيتها البريطانية، بتأسيس مركز استعلام يهتم بلم شمل العائلات الاثيوبية التي هربت من اثيوبيا وتفرقت في الدول الاوروبية بالذات، إما بسبب الحرب الاهلية هناك او المجاعة او هربا من المذابح التي اقترفتها حكومة الدكتاتور منغستو هيلا ميريام زعيم الانقلابيين على هيلاسيلاسي الذي كان اقرب للشيوعيين منه لأي نظام آخر.
قصة مشوقة وجديرة بالقراءة يتخللها الكثير من الاحداث التاريخية لحقبة سوداء من تاريخ القارة السوداء، وبالذات «اثيوبيا» التي ضربتها في تلك المرحلة مجاعة لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها !
الرواية من منشورات دار Anchor Canada.