احمد الصراف

عندما رفضت الجامعة زيارة البابا

مجموعة من علماء الفيزياء في جامعة «لاسابيانزا La Sapienza الشهيرة في روما، خلقوا في يناير الماضي ضجة كبيرة عندما رفضوا قيام بابا الفاتيكان، الاكثر احتراما وقدسية لدى مليار كاثوليكي، بإلقاء كلمة في الجامعة بمناسبة بدء السنة الدراسية، وتسبب الرفض بالتالي في الغاء البابا لزيارته!!
تزعم حركة الرفض كارلو برنارديني، مدرس الفيزياء في الجامعة، الذي اجرت معه صحيفة ايطالية مقابلة اثارت ردود فعل مؤيدة اكثر من معارضة. يقول البروفيسور «برنارديني»، في رد على سؤال عن سبب اتخاذه وزملائه ذلك الموقف الحاد من الحبر الاعظم، قال ان السبب يكمن في موقف الكنيسة من قضايا التخصيب وطرق العلاج المؤلمة التي يضطر الطب الحديث إلى اللجوء إليها للتعامل مع المصابين بالامراض المستعصية. وان الجامعة تقوم بتدريس طلبتها كيفية النظر للامور بشكل استقرائي والتشكيك في ما تعلموه من خلال تجاربهم الشخصية ورفض الانحياز لرأي معين، وهذا عكس ما هو شائع في الكنيسة الكاثوليكية.
ويستطرد برنارديني، وهو الذي قارب الثمانين من العمر، في القول انه لا يعتقد ان بالامكان الوصول الى حل وسط بين طريقة التفكير العقدية الحازمة للكنيسة والدراسة الفلسفية لتطور العقل التي بنيت عليها الابحاث العلمية. وان ما ذكره البابا، في كلمته التي القيت نيابة عنه، من ان العلم لا يمكن ان يتقدم من دون ايمان، خير دليل على صحة موقفهم من الكنيسة.
وعندما قيل للبروفيسور انه كان من المفترض ترك المجال للبابا ليلقي كلمته ومن ثم مناقشته فيها، رد قائلا: ان المسألة ليست سؤالا وجوابا مع البابا الذي لا يقبل تعريض مكانته للتشكيك بسؤال غير متوقع.
وعند سؤاله عن رأيه فيما اذا كان للكنيسة الكاثوليكية تأثير سلبي على البحث العلمي في ايطاليا بشكل عام، قال انه لا شك في هذا. فالاختلافات مع الكنيسة في مسائل استخدام الخلايا الجذعية في العلاج وموانع الحمل واستخدام المؤلم من طرق العلاج مع الامراض المستعصية والايدز والاستنساخ تسببت في شلل الابحاث في ايطاليا بشكل عام، بالرغم من اهمية وحساسية هذه القضايا التي ستعتمد طريقة التعاطي معها في شكل مجتمعاتنا مستقبلا، علما بأن العالمين المتقدم والنامي يبذلان جهودا كبيرة للتصدي لهذه القضايا وايجاد الحلول لها! وقال البروفيسور ان تقريرا نشر في صحيفة «لا ريبوبليكا» بيّن ان الكنيسة الكاثوليكية تكلف الدولة اربعة مليارات دولار سنويا، وان هناك، على سبيل المثال، اكثر من 25 الف مدرس لمادة الدين فقط. ويتم اختيار هؤلاء عن طريق قساوسة وليس من خلال اختبارات اداء تقليدية.
وبالرغم من عدم تابعية هؤلاء المدرسين للكنيسة مباشرة فان التعامل معهم يتم بصرامة تامة، فلو تزوج احدهم مثلا واضطر لتطليق زوجته والزواج مرة ثانية فانه يجبر على ترك وظيفة التدريس، وهكذا!!
هل قرأتم شيئا بين السطور؟

• ملاحظة: اعلن وكيل التربية عن تشكيل لجان لاعادة النظر في مادة الموسيقى!! واستطيع الجزم مسبقا بأن هذا يعني ان ساعات تدريس هذه المادة لن تزاد ومستوى من يقوم بتقديمها حاليا لن يرفع، وموازنتها لن تتضاعف، وآلاتها الموسيقية لن تجدد!! وكل ما سيتمخض عن اللجنة سيكون سلبيا!! نقول ذلك ونتمنى ان نكون على خطأ مبين، وستتضح الحقيقة بعد اشهر قليلة.
وقتها، اما، ان نؤكد شكوكنا او ان نعتذر للوكيل!!
ولكن كم مرة يجب ان نلدغ من الجحر نفسه؟

أحمد الصراف
[email protected]

سامي النصف

محاكمات «68» وقناة المعكرونة

أفهم تماما انخداع محدودي القدرة أو التعليم او الفهم بنظام الديكتاتور عبدالناصر الا انني اعجب كل العجب من ايمان رجال ومثقفي الرأسمالية الوطنية الكويتية به وهم من كان يشاهد بالعين المجردة ما يفعله باقرانهم في بلده وفي سورية (بعد الوحدة) من ظلم وقمع شديدين تمثلا في احالتهم لمحكمة الغدر (53) بتهمة الفساد ثم الالغاء المفاجئ لعملة الـ 100 جنيه لمن فروا من ظلمه كي تصبح لا قيمة لها في المهجر (كحال الغاء الدينار الكويتي عام 90).

ثم تلا ذلك قوانين تحديد الملكية (54) وتأميم المنشآت الصناعية والتجارية والاعلامية (61) واصدار قانون الطوارئ و«تصفية الاقطاع» بعد اكذوبة قرية كمشيش واخيرا قانون «فرض الحراسات» لمن لم تطله القوانين الجائرة السابقة من رجال الاعمال حيث شمل ذلك القانون 20 الف شخص عام 66 ومعروف ان فرض الحراسات هو اجراء يوجه ابان الحرب ضد املاك رعايا الدول العدوة كي لا تستخدم للإضرار بأمن الدولة ولم تفرضه قط دولة على مواطنيها كما يرى الباحث د.وجدي ميخائيل.

حدثت النكسة (الاسم المخفف للكارثة)، وفي 21/11/67 صدر قرار جمهوري بانشاء «محكمة ثورة» اخرى لمحاكمة المتسببين في الهزيمة، وبدأت المحاكمات اوائل عام 68 بقصد امتصاص غضب الشعب المصري، الا ان ما نشر في الصحف من محاضرها كشف المستور وفضح النظام الناصري القائم بأكثر مما فضح المتهمين، فقد اتضح للعيان مقدار الفساد المالي لرأس النظام وللمشير ولاجهزة مخابرات صلاح نصر الذي ذكر ضمن محاضر تلك المحاكمات «ان هناك اشياء سرقت من سفارة الكويت» وسلمت لسكرتارية الرئيس، كما اوضح عدد الشركات التي انشأتها المخابرات وكانت ارباحها السنوية تعود للرئيس وللمشير.

انقلب سحر تلك المحاكمات على الساحر وأُبعد الكاتبان موسى صبري واحسان عبدالقدوس عن الصحافة «المؤممة» لنشرهما وقائع المحاكمات وصدرت احكام هزيلة بعد تهديد المتهمين، وعلى رأسهم صلاح نصر، بكشف المستور فخرجت مظاهرات العمال والطلبة ضد عبدالناصر مطالبة باعادة المحاكمات، وتلا ذلك صدور بيان 31 مارس 68 بقصد التنفيس عن الغضب العارم للشعب وانتهى في ذلك اليوم النظام الناصري بعد ان فقد ارضه وثقة شعبه به وبدأ على الفور بشن حرب الاستنزاف «الكوارثية»، وتهجير سكان مدن القناة بقصد شغل الشعب عن الحقائق التي بدأت تتكشف امامه.

وبنى النظام الناصري مجده الكاذب على تأميم قناة السويس التي تسببت هزائمه في اغلاقها 10 سنوات، وللقناة قصة تستحق ان تروى، فقد كان حلم الاباطرة والفلاسفة ربط البحرين الاحمر والابيض بقناة مائية وقد تم ذلك في عهد «سيتي الاول» عندما فتح قناة «سيزوستريس» التي ربطت البحر الاحمر بالنيل ومن ثم المتوسط، ثم هجرت تلك القناة لعدة قرون و«نشفت»، وفيما بعد رفضت الدولة العثمانية والامير محمد علي وخلفاؤه فتح قناة بين البحرين خوفا على مصر من احتلال الاوروبيين لها لحراسة تلك القناة وبقي النقل بين البحرين قائما على الجمال والبغال والعربات.

لنجاح فردينان دي ليسبس في اقناع الامير محمد سعيد باشا بمشروع القناة رواية تؤهل «القنال» لتسميتها «بقناة المعكرونة» لطرافتها، فقد كان الامير محمد سعيد يعاني في صغره من البدانة وكان والده الامير محمد علي يفرض عليه الجوع والصيام الدائم ولعب الرياضة لتخفيف وزنه وكان «ماتيو دي ليسبس» والد فردينان جارا وصديقا لمحمد علي لذا كان ابنه فردينان يغذي في السر الامير محمد سعيد بالمعكرونة التي يعشق اكلها ولم ينس الامير الصغير ذلك المعروف الذي اوقف عذاباته ومعاناته اليومية، لذا سارع باعطاء صديقه فردينان دي ليسبس رخصة حفر القناة وصدق تخوف والده، فقد تسببت فيما بعد في احتلال مصر اكثرمن مرة.

سعيد محمد سعيد

هيئة «لتشجيع» الطائفية!

 

في فبراير/ شباط من العام 2006، طرحت فكرة متواضعة من خلال هذه المساحة، اقترحت من خلالها تشكيل هيئة وطنية للتصدي للممارسات الطائفية ومكافحتها، إذ تتصدرها مجموعة من الشخصيات والوجوه البحرينية المشهود لها بالعمل المخلص والجاد لخدمة البلد وأهل البلد…

وحينها، وجد بعض القراء، وبعض المعارف والأحبة، فرصة للتندر، فمن قائل: إنك تؤذن في مالطا! ومن متشنج إلى درجة الغضب الشديد بسبب قناعته وإيمانه بأن الطائفية في بلادنا لن تكون لها «نهاية» بسبب رغبة رؤوس كبيرة في الدولة، ومجموعة من المتنفذين، وعصابة من الطائفيين من يملكون السلطة والمال والقانون لتحقيق مكتسبات فئوية… وآخر كان تعليقه متشائما إلى أبعد الحدود حين قال: «هذا يعني أن كل من يعيش في البلد سيتعرض للمساءلة لأننا جميعا طائفيون»، لكن أفضل التعليقات تلك التي طالب فيها أحدهم بتشكيل هيئة «لتشجيع» الطائفية وليس لمكافحتها!

والمعنى في قلب الشاعر…!

كتبت سابقا، أن من الأماني الكبيرة، والطموحات الخالصة، أن تتشكل لدينا في البلاد – وعلى المستويين الشعبي والحكومي – هيئة وطنية تمتلك القوة للتصدي لكل أشكال الطائفية وممارساتها في البلاد.

كانت تلك الفكرة، وغيرها الكثير، من الأفكار التي راودت محدثكم العبد لله على مدى سنوات، لكن مجرد طرح الفكرة على بعض الناس كان يقود إلى حال من الترهيب اللامحدود: «أنت بذلك تريد أن تقول إن البلد غارقة في الطائفية أليس كذلك؟ قف عند حدك» أو من قائل: «الكل في بلادنا يحارب الطائفية… الكل جند مجندة ضد الطائفية، فلم هذه الهيئة وما أدراك ما الهيئات؟ ثم مجرد الفكرة تعني أنك… طائفي».

على أي حال، لا يمكننا أن ننكر حقائق نعايشها بشكل يومي… الطائفية التي لا تريد الحكومة أن تضربها (بيد من حديد)، ولا يريد المواطنون مواجهتها بمواقف حقيقية نابعة من المسئولية الوطنية، ولا يريد أحد كائن من يكون، أن يعترف بها لكي يتخذ منها موقفا يرضاه ضميره… بل على العكس من ذلك، هناك من يتبنى النفس الطائفي البغيض وبصورة تخلو من الإحساس بالمسئولية…

ليس مهما أن يكون كاتبا أو كاتبة صحافية معروفة ومرموقة لكي يتفق الناس على أنه/ أنها من عباقرة زمانهم، وأنهم يقولون القول الفصل حين يتحدثون عن قضية لها صبغة طائفية بحتة! وليس صحيحا أن يخرج علينا نائب أطلق المجال للحيته، ولأنه تعلم بعض أصول تجويد قراءة القرآن الكريم، وصلى بالناس جماعة أو جمعة وخطب فيهم خطبتين، فإنه بذلك ولي الله الصالح الذي تنزه عن الأخطاء وعصم نفسه عن الوقوع في الزلل! وأنه حقيقة، ذلك الإنسان الذي يمتلك صكوكا خاصة ليدخل هذا الجنة ويرمي بالآخر على وجهه في النار وبئس المصير!

لقد مرت البلاد، عبر العقود الثلاثة الماضية بتحولات مهمة وخصوصا على صعيد العلاقة بين السلطة والشعب… بين القيادة والمواطنين، ومع ذلك، لاتزال المعضلة الطائفية قائمة… والغريب في الأمر أنها تتحرك تبعا للمصدر، فإن كان المحرك شيعيا فالطائفة كلها متهمة، وإن كان المحرك سنيا فإن الحكومة والطائفة السنية متهمة… وتقتلك الحيرة حين تجد رموزا ووجهاء وشخصيات دينية ومسئولين… يتورطون في الطائفية!

ختاما، أنا شخصيا، لست متفائلا أبدا بأن هناك توجها لضرب الطائفية بيد من حديد… وفي القادم من الأيام، سأحاول تقديم ما يعزز كلامي.

احمد الصراف

وينك يا بوخالد

تعتبر «ميمري تي في Memri t.v» من أكثر وسائل بث الأفلام على شبكة الانترنت شهرة واهتماما بالجاد والسياسي من القضايا التي غالبا ما تتضمن نقدا أو ادانة لوضع أو لآخر في بلداننا بالذات.
وقد أعلمني صديق «انترنتي» أردني أن هذه الشبكة الواسعة الانتشار يديرها مسؤول سابق في جهاز الموساد، وأنها تهتم بشكل أساسي بترويج كل ما يشوه صورتنا في العالم، وقد رددت عليه في حينها بالقول ان الجريمة تكمن أساسا في من قام بالفعل الفاضح، وليس فقط فيمن ينشر الجرم أو يروجه.
ورد النص التالي في أحد أفلام «ميمري» على لسان رجل دين «سعودي»:
يقول «حرب» (وبقية الاسم غير واضحة) رحمه الله كيف اذا أقبلت الحورية (يعني حور العين) بشعرها الأسود ووجهها الأبيض، سبحان من جمع الليل والنهار، شعر، نحر، ثغر، خد، قد، نهود، فخوذ، سيقان، بياض، نعومة، ما في كريمات ولا نيفيا ولا وازلين.. مافي أي شيء.
يقول «…» رحمه الله عن الوجوه يوم اذن أنها ناعمة حتى وجهك أنت ناعم من غير مساحيق ولا ماكياج.
وقال «…» رحمه الله كيف اذا أقبلت عليك الحورية بذلك القد الجميل والشعر الأسود والوجه الأبيض، سبحان من جمع الليل بالنهار. المس كفها يا شيخ، بس كفها، كيف اذا لمست البنان، والبنان هو هذا (وأشار الى طرف اصبعه) البنان هذا تنعم بالجنان آلاف السنين، لا اله الا الله، واذا أقبلت الحورية… كيف اذا دخلت أحد القصور واذ بعشرين من حور العين متكآت على كثبان من المسك (وهنا ينادي على أحد الحضور) وينك يا بوخالد.. يا بو خالد اقبل، فلما رأينك مقبلا قمن مسرعات وسعيدة الحظ هي التي تضع ابهامها بيدك، فلما أمسكنك القين بك على ظهرك على كثبان المسك، الله أكبر والحاضرين كلهم ان شاء الله، سحبنك على ظهرك وكل منهن تنتظر الدور….!
ويقول رحمه الله كيف اذا قدمت لك الحور كأس الخمر، أي نعم خمرة، الدعوة ما هي ببلاش، خمر الدنيا هي الدمار، كيف اذا قدمت لك الحورية كأس الخمر أيهما سيسلب لبك، بياض كفها أم بياض خاتمها أم بياض الخمر…..الخ».
والآن كيف يمكن لأي مراهق أو رجل جاهل بكل أمر في الدين، ولم ير من الحياة غير جانبها المتطرف والمؤلم والجاف، والذي حرمت عليه كل ملذات الدنيا، وحتى البريء منها، إما لدواع أمنية أو دينية، كيف له أن يقاوم كل هذا الكلام وهذه الدعوة المغرية لقتل النفس وقتل الغير بـ «قنبلة» نفسه في مقهى أو موقف سيارات، ليموت ويضع حدا للحرمان الجنسي أو الفقر، ومن ثم التمتع بكل مغريات الآخرة من حور عين وخمرة وبقية الملذات وغير ذلك الكثير الكثير، وبعد لحظات من مقتله؟.
عندما سئل الفنان دريد لحام قبل سنوات عن مصادر قصص مسلسلاته وأفلامه قال إن الحياة التي تعيشها شعوبنا ملأى بها، ولا يحتاج الأمر لغير البحث عنها. وقناة «ميمري» لم تفعل أكثر من ذلك. فأوضاع أوطاننا «الكسيفة» وأوضاعنا «الأكسف» بها الكثير الذي يستحق النشر في وسائل الاعلام «المعادية» وجذب اهتمام المشاهد في أي بقعة في العالم، فجبال الخرافات التي تحيط بنا أكثر من أن تستوعبها ساعات بث تلفزيونات العالم أجمع.
ملاحظة: نص هذه الخطبة موجود لدينا على الانترنت، ولمن يود الاطلاع عليه الاتصال بنا.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

د. شفيق ناظم الغبرا

أزمة السياسة في الكويت… في انتظار حلول!

السياسة متحركة في الكويت كما لم تتحرك من قبل. فمع كل يوم تطور جديد وآراء مبتكرة وتصورات أجدد وصراعات متقدة. هكذا تستمر الحملة الانتخابية معبرة عن مأزق البلاد ومشكلاتها المتعددة والقضايا التي تحيط بها. حركية السياسة في الكويت وما لها وما عليها سوف تبقى في حال عدم اتزان إلى يوم الانتخابات، إذ سيستمر الغموض حتى يوم إعلان الفائزين بعضوية المجلس والتعرف على هوية كل منهم واتجاهه السياسي والاجتماعي. ولكن هذا لن ينهي الحركة وذلك لأن إعلان النتائج سيخلق وضعاً جديداً، وان إعلان أسماء أعضاء الحكومة الجديدة سيمثل هو الآخر بداية تحدد اتجاه الرياح ومدى ملاءمتها أو تناقضها مع ما قيل في الحملة الانتخابية. قد نجد بالتالي حكومة أكثر تصادماً مع المجلس، وقد نجد العكس، قد نجد حكومة إصلاح وقد نجد حكومة انتظار. سيبقى كل شيء خلال هذه اللحظات في حال انتظار حتى يتبين شكل المرحلة وشكل البلاد وشكل الصراعات الجديدة، ومعها الأزمات الجديدة. متابعة قراءة أزمة السياسة في الكويت… في انتظار حلول!

سامي النصف

مباراة اعتزال في 17/5/2008

تجرى هذا العام انتخابات في الكويت والولايات المتحدة، رغم ان المرشح باراك اوباما من اب مسلم اسود الا ان شعبيته الطاغية التي ستوصله على الارجح للبيت الابيض قائمة على حب الشعب الأميركي الفائق «للتغيير» الذي رفع شعاره ذلك المرشح، وفي هذا السياق سيكون جميلا لو اختار المرشح ماكين الآنسة كوندوليزا رايس واوباما السيدة هيلاري كلينتون كنائبتين لهما «هناك شبه استحالة» كي تصبح انتخاباتهم هذه المرة بالابيض والاسود والذكر والانثى بعد ان كانت باللون الذكوري الابيض فقط وللمعلومة اعتبر الرئيس بيل كلينتون اول رئيس اسود للولايات المتحدة بما يمثله من رؤى وافكار يسارية وليبرالية قريبة من السود كما سيصبح اوباما اول رئيس اسود يمثل الفكر الشبابي الابيض الاميركي.

حب التغيير ورفض الفكر القديم سالف الذكر هو السبب الاول لتقدم ورقي الامم وهو ما يدعونا للطلب من ناخبينا كافة تبني نفس الرؤى المتقدمة وان يقوموا بتجديد شباب الامة عن طريق البحث عن دماء جديدة ساخنة ذات افكار متطورة من النساء او الرجال لتمثيلنا في المجلس النيابي المقبل بعد ان جربنا في الانتخابات الماضية الحفاظ على القديم فانتهينا بالاداء الكوارثي الذي شهدناه في العامين الماضيين، ويقال إن خدعتني في المرة الاولى فأنت المسؤول اما إن نجحت في خداعي للمرة الثانية فأنا المسؤول وارجو ألا نلدغ من نفس الجحر مرتين.

جرت العادة في تقاليدنا الانتخابية البالية ان تستباح مكارم الاخلاق وتنتهي الفروسية وتبدأ عمليات الغدر والكذب والحش والطعن من الخلف والانتهاء بحكاية الصوت الاعور المتكررة، لذا اعجبنا حتى الثمالة ثناء المرشح الخلوق صالح الملا على المرشح المنافس له في الدائرة عادل الصرعاوي وقوله انه سيصوت له في الانتخابات المقبلة رغم التباين الفكري والسياسي المعروف بين توجهاتهما، وكبيرة منك يا اخ صالح.

ومن الصالح صالح الملا الى الصالح صالح الفضالة صاحب اخلاق الفرسان في المجلس السابق والذي اثبت ان النيابة تكليف لا تشريف لذا ترك الكرسي الاخضر شاهدا على صنائعه البيضاء بحق وطنه، التساؤل الواجب والمحق لماذا لا يقتدي بعض الآخرين بأبي يوسف، مصرين على البقاء على الكراسي الخضراء حتى الممات، والا يثير هذا شبهة محقة حولة المنافع والمكاسب التي تحصد من تلك المناصب؟! انني ارى بالعين المجردة من سيقيم له الناخبون مباراة اعتزال في 17/5/2008 وستطفأ الاضواء على ثقافة خاطئة أحالت العمل السياسي الكويتي من اللعب الجميل الهادف لتنمية البلد وتطويره الى اسلوب الغضب وافتراض سوء النوايا ومنهاجية الازمات المتتالية التي اوقفت عمليات التنمية تماما في البلد وتركت المجال واسعا ليسبقنا الجيران.

آخر محطة:
عمليات ضبط شراء الاصوات امر ممتاز ولكن ماذا عمن تمولهم مخابرات دول اخرى لخلق ادوات اعلامية مطبوعة والكترونية ومرئية ومسموعة بهدف لاحق هو اثارة الفتنة والاضطراب والتخندق في البلد لتحويلنا الى عراق او صومال او لبنان آخر، الاخ بونواف يستحلفك الشعب الا تخليهم فهم الاخطر والاضر.

احمد الصراف

عمامة السيد

اكد النائب الاسبق، السيد حسين القلاف، للصحافة يوم الاحد الماضي انه لم يتخذ بعد قرارا قاطعا بخوض الانتخابات، وانه مازال في حالة حوار مع «مجموعته»، وانه ليس بـ«لاهث» على المقعد الانتخابي، وان قراره مصيري ولا يمكن ان يقدم عليه ويخاطر بـ «تاريخه» أو «يجازف» بعمامته!!
واكد في ندوة عقدت في ديوان سالم القطان في اليوم نفسه، وكانت «القبس» حاضرة، مع خمسين آخرين تقريبا، اكد ان اغلب النواب اتوا لمجلس الامة لا يملكون شيئا واصبحوا مليونيرية!!
شكرنا وقتها السيد القلاف على موقفه وتصريحـــه وندوته، وكـــنا نود الشد على يده لعــــدم رغــــبته في «المجـــازفة بعمامته»!
ولكن السيد القلاف عاد في اليوم التالي وفاجأنا بقراره «خوض الانتخابات»!!!
ولو علمنا ان «الخوض» يعني السير او البحث في مياه غير عكرة، فبالتالي غير معروف ما ستطأه القدم او تصطدم به اليد لمن يخوض فيها، فان كل المرشحين، بمن فيهم السيد صاحب العمامة، والسيد من غير عمامة، لا يعرفون ما ستنتهي اليه الامور يوم 17 مايو، فخائضو هذه الانتخابات ما هم إلا مجموعة من المغامرين، اما بكل شيء، أو باشياء كثيرة.
ولا ادري سبب تصريح السيد القلاف بموضوع العمامة وهو الذي سبق ان غامر بها في انتخابات 2006، وخسرها، وقال يومها في مجلس «تأبيني» عقد عقب خسارته، وهو المجلس الذي تخلله البكاء والنحيب، ان نتائجها شكلت اهانة لعمامته، وان الله سيحاسب من كان السبب في ذلك!! فهل سقوط السيد القلاف في الانتخابات القادمة، ان حصل، سيشكل اهانة ثانية للعمامة؟
واذا كان الامر كذلك، وهو غير متيقن من فوزه، فلم قبل بتعريض عمته لاي محاذير؟
سيقال ان للسيد القلاف حساباته الخاصة التي دخل المعركة الانتخابية على اساسها، وان المسألة هي صراع سياسي بينه وبين قطب آخر من «جماعته»، وان حقه في خوض المعركة النيابية لا يختلف عن حق اي مواطن آخر، وكل هذا جميل وطيب وحسن ولا نختلف عليه ولكن لماذا أُقحمت العمامة في موضوع سياسي بحت يحتمل الربح والخسارة؟ ولماذا قبل المجازفة برمزية دينية في عملية خوضية؟
ان نجاح السيد القلاف في الانتخابات القادمة، وسقوط السيد الآخر، او العكس لن يكون لا في مصلحة العمامة ولا في مصلحة الوحدة الوطنية.
ومن المهم ان نشير هنا الى ان حجة المعارضين لمسألة خوض ابناء اسرة الصباح للانتخابات ان نجاحهم فيها سيكون محل شك، وفشلهم سيقرأ بشكل مختلف!! وما يسري على شيوخ الاسرة يسري على غلاة المتدينين وعلى مرتدي العمائم، ولأي مذهب انتموا!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

احذروا حوبة اليهودي الكويتي

يقال – مع شواهد واثباتات كثيرة – ان للكويت «حوبة» فمن يتعرض لها بأذى ينتهي نهاية مأساوية كما حدث مع الملك غازي الذي طالب بها فقتل ونوري السعيد «قتل» وعبدالكريم قاسم «قتل» وصدام حسين «شنق» والحال كذلك مع الاضطرابات التي اصابت الدول التي وقفت ضد بلدنا عام 90 وانتهى كثير منها إلى حروب دموية وكوارث طبيعية وازمات سياسية خانقة.

اليهود لا يقلون عنا في «الحوبة» او اللعنة التي تصيب من يعاديهم او يظلمهم فحتى منتصف الاربعينيات استقصد الاوروبيون اليهود بالاقصاء والقتل والابادة فتحولت قارتهم الى قارة حروب طاحنة ما ان تنتهي واحدة حتى تبدأ الأخرى، وما ان اصبح الاوروبيون موضوعيين وعقلاء وانسانيين مع اليهود ومؤمنين بحقوق الانسان بعد عام 45 حتى توقفت الحروب على ارضهم ذات الحربين العالميتين وآلاف الحروب الاخرى واصبحت ارض السلام الدائم والوحدة والاقتصاد المنتعش.

وفي حقبة ما بعد عام 1948 تعرض اليهود الابرياء في الدول العربية لظلم شديد لا يحتمل بسبب ما جرى على ارض فلسطين وهو أمر لا ذنب لهم فيه وآخر ما صدر بهذا الخصوص كتاب «تاريخ يهود النيل» يروي فيه كاتبه جاك حاسون مظلمته وآخرين من جماعته من قبل النظام الناصري القمعي عام 1956، والملاحظ ان «اللعنة» انتقلت خلال نصف القرن الماضي من اوروبا الى منطقتنا التي لم تتوقف فيها الحروب منذ ذلك الحين وهو ما يدل على صحة نظرية «حوبة» اليهود والملاحظ كذلك ان دولا مثل مصر وقطر والاردن والمغرب ارتفعت مؤشرات التنمية لديها الى مستويات غير مسبوقة حال تخليها عن الشعارات الرنانة الكذابة المعروفة واستبدالها بالرغبة في السلام مع الجميع.

إذا ما اتفقنا في النهاية على ان للكويتيين «حوبة» أو لعنة وان لليهود «حوبة» كذلك فكيف اذا ما اجتمعت الحوبتان؟! نشرت الزميلة القبس قبل ايام حوارا اجرته مراسلتها في الضفة الغربية مع اليهودي الكويتي- أبا عن جد – شلوموا بن صالح الكويتي تحدث فيه عن ذكريات والده الطيبة في وطنه الكويت، وانه لم يتعرض قط للظلم لدينا، كما ابدى رغبة ملحة في زيارة موطن آبائه واجداده الكويت، ونرى ان توجه اليه الدعوة لزيارة بلدنا، فشلوموا يملك للعلم حوبتين لا حوبة واحدة وقد تطفئ زيارته «العزيزوا» الذي يتسبب في الأزمات السياسية والامنية والاقتصادية والكوارث التي نتعرض لها منذ امد بعد ان نسينا ان للآخرين حوبات كحوبتنا!

آخر محطة:
بصدق وبكل امانة هل سنجد من هو اكثر كفاءة وأمانة واقل قابلية للفساد والتأزم والاثراء غير المشروع من مرشحات امثال د.فاطمة العبدلي ود.سلوى الجسار ود.رولا دشتي ود.اسيل العوضي والمحامية ذكرى الرشيدي وغيرهن من مرشحات؟ فلماذا وبحق لا ينتخبهن الرجال قبل النساء؟!

احمد الصراف

دبي والنعم.. ولكن!

سوف لن أتكلم عن تجارب الآخرين مع دبي بل عن تجربتي الشخصية.
اشتركت وآخرون في مشروع إدارة مطعم لبناني في أحد فنادق دبي الشهيرة. ولأسباب عدة تأخر افتتاح الفندق في «مول الإمارات». فقررنا، بعد تورطنا في توظيف طاقم المطعم، استغلال وجود الطاقم المدرب والعاطل عن العمل، في إدارة كافتيريا صغيرة في المجمع نفسه لبيع الأطعمة اللبنانية.
نجاح مشروع الكافتيريا فاق كل التوقعات، وساهم دخله في فتح مطعمين آخرين. ودخلها جميعا ساعد في مضاعفة عدد سلسلة مطاعم الشركة إلى ست، وكل ذلك في ثلاث سنوات فقط!
هذه قصة نجاحنا غير المتوقعة في أرض الأحلام دبي، التي لا تقارن بقصص الآخرين مع مليارات الدولارات، والتي تلخص ببساطة معجزة دبي التي أصبحت «إرم ذات العماد» العصر الحديث التي لا يوجد لها مثيل، وهي قصة نجاح عمراني وسياحي وترفيهي قل نظيره… ولكن لا شيء غير ذلك.
يقول لي كوان يو، الأب الروحي والفعلي لسنغافورة، في معرض تفسير سر تقدم بلاده، انه أدرك منذ اليوم الذي أصبح فيه رئيسا لوزراء الجزيرة مدى أهمية الحكمة الصينية التي تقول: «سنة واحدة كافية لتحصل على بذرة قمح، وعشر ضرورية لكي تنمو شجرة، ومائة ضرورية لكي ينمو إنسان. ولذلك عملنا على إنتاج مجتمع آمن ومستقر، وركزنا على «الثقافة والفنون»، فتمكنَّا من تكوين أشخاص قادرين على اختيار مواقعهم ووظائفهم ويؤمنون بأن الحياة تستحق العناء من أجلهم ومن أجل أبنائهم»!!
كلام جميل وعظيم من إنسان فذ وعبقري في علم الإدارة والسياسة، عرف مدى أهمية بناء الإنسان فأعطى الموضوع ما يستحق من أهمية. فناطحات السحاب والجزر والمصانع وكل المشاريع العمرانية والاقتصادية لا تعني شيئا بغير الإنسان المواطن الكفء!! وهكذا نجح «لي كوان يو» خلال فترة بسيطة في تحويل مجموعة مستنقعات فقيرة يعيش عليها خليط متنافر من البشر المنحدرين من أجناس وأعراق وديانات مختلفة ومتنوعة، والتي لا مورد لها غير ما يردها من عملية تأجير أراضي الجزيرة كقاعدة عسكرية بريطانية، نجح في تحويل سنغافورة لواحدة من أعلى دول العالم دخلا وأكثرها ثراء وأقلها فسادا وأعلاها إنتاجا، وأصبحت التجربة السنغافورية، والإنسان السنغافوري، الفنان والمثقف، مادة تدرس في جامعات العالم.
ولو قمنا بتطبيق ذلك على دبي لوجدنا أنها، مع كل عزها وجمالها وفرصها التجارية غير المسبوقة وريادتها في عشرات المجالات، إلا أنها لم تنجح، حتى الآن، في خلق الفنان والمثقف والإنسان الدبوي البارز، إلا ما ندر، فهذا يتطلب وجوده عقودا، ولا اشك في أن دبي ستنجح يوما في إيجاده إن هي أعطت الثقافة والفن والأدب ما تستحقه من أهمية.
المحزن والمؤلم أن الكويت، كانت وحتى الأمس القريب، وقبل أن يجتاحها جراد التعصب، من ديني وطائفي وقبلي، الذي تعاونت السلطة على خلقه وتشجيع نموه وتكاثره، كانت لديها بذرة ذلك المثقف والفنان والأديب، ولكن ذلك الجراد قضم أطراف المثقف وقضى تماما، أو كاد، على الفنان ونهش لحم الأديب وهو حي، وأصبحنا أبعد ما نكون عن دبي عمرانا وازدهارا وتقدما كونكريتيا، وأبعد بالمنافسة نفسها وبعكس الاتجاه عن الإنسان السنغافوري الجاد والمبدع!! ولا أدري إلى أي منقلب سينتهي بنا الحال، وفي أي داهية «سنغور»!!
والأدهى والأمر من كل ذلك، خاصة بعد الأحداث الطائفية والقبلية الأخيرة التي وقعت في عدة مناطق داخلية وخارجية، والتي بينت مدى فشل الإدارة الحكومية والسلطة في خلق المواطن الإنسان، أن أحلامنا أصبحت قاصرة على إبقاء الحال على ما هو عليه!! فكل المؤشرات تدل على أن الوضع سيزداد سوءا في القادم من الأيام، وخاصة مع المخرجات الانتخابية المتوقعة، والتي سيعود على أساسها 50% على الأقل من النواب «الأكثر سوءا» لمقاعدهم الخضراء ليحيلوا حياتنا إلى صحراء جرداء.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

المجلس الجديد الذي نريد

لا يخامرني شك في أن تقاليدنا السياسية المتوارثة في الكويت خاطئة حتى النخاع وتحديدا بمقدار 180 درجة بالتمام والكمال كونها غير مسبوقة في الديموقراطيات الأخرى، كما انها تسببت في حل البرلمان واستقالة الوزارة عشرات المرات وخلقت حالات تأزم متواصلة ادت الى التوقف التام لعملية التنمية في البلد، ما يحوجنا هذه المرة وكحال الأمم الحية إلى المطالبة بالتغيير في النهج والأشخاص حتى تتغير النتائج وتبدأ قاطرة البلد في التحرك.

لذا وددنا من شعبنا ان ينتخب هذه المرة المرشحين الأكفاء العقلاء الأمناء لا نواب التأزم ممن يقسمون هذه الأيام على انهم سيحنثون بقسمهم الدستوري حال دخولهم المجلس (!) والذي ينص للعلم وحسب المادة 91 من الدستور على ان يحترم النائب «الدستور وقوانين الدولة» ومما يزيد الأمر قتامة ويحيل الأمر الى ما هو اقرب لكوميديا شديدة السواد توعدهم المسبق بمحاسبة وزراء جل ذنبهم انهم قاموا بواجبهم الدستوري وطبقوا القوانين المرعية وهو امر يوجب محاسبة النواب لهم فيما لو قاموا بعكسه.

كما نود من المجلس الجديد بعد ان تفشت عمليات الإثراء غير المشروع بين النواب وانتشرت ظاهرة شراء الأصوات ان تنشأ لجنة قيم تحاسب وتسقط من عضوية المجلس كل من يصل اليه بطرق غير مشروعة أو يتسبب بعد الوصول في الإساءة لسمعته، كما يجب منع النائب من العمل بالتجارة او رئاسة الشركات المساهمة بعد ان اصبحت مخصصاته المالية هي العليا في الدولة وكي لا تمنح 200 شركة مساهمة كويتية كراسي رئاستها للنواب لضمان تكافؤ الفرص امام مناقصات ومشاريع الدولة.

وفي غياب أبسط قواعد فهم العمل النيابي لدى بعض المرشحين، يجب ان يسبق عقد دور الانعقاد الأول للبرلمان خلق محاضرات تعرفه كحال البرلمانات الراقية تعقد في قاعة مجلس الأمة (بعيدا عن وسائل الإعلام) يحاضر فيها الخبراء الدستوريون والوزراء والنواب السابقون حتى يتفهم بعض النواب قديمهم وجديدهم المغزى والمعنى الحقيقي للعبة الديموقراطية والهدف السامي من العمل السياسي.

كما يجب ان يكون لمكتب المجلس الذي يجب توسعته ليضم جميع رؤساء اللجان دور فاعل في صياغة ودراسة الأسئلة البرلمانية والاستجوابات التي خرجت تماما من اهدافها السامية وأصبحت وسيلة للاستقصاد الشخصي والابتزاز والإثراء غير المشروع حتى رأينا في المجلس السابق استجوابات كيدية قدمت بحق وزراء كويتيين شديدي الكفاءة والخبرة بمناصبهم ولم تظهر جميع تلك الاستجوابات اي تجاوز على المال العام او اي اخطاء جسيمة في عمل الوزراء بدلالة عدم تغيير شيء بعد ترك مناصبهم.

ومن الأمور الواجبة حتى تعديل اللوائح نصح النائب بأن يكون ضمن فريقه المنتدب مختصون في التشريع والاقتصاد والمحاسبة والسياسة والاعلام فأداء النائب في الكويت وخارجها مرتبط بشكل مباشر ووثيق بالفريق المحيط به.

آخر محطة:
مصائرنا ليست لعبة بيد من قالوا من أعلى المنابر ان التحول للدوائر الخمس سيقضي على الفئوية والقبلية والطائفية وشراء الاصوات، فليعتذروا عن مقولتهم تلك للشعب الكويتي كافة وليتوقفوا عن تسويق اطروحات مدمرة اخرى كالدائرة الواحدة وإنشاء الأحزاب وشعبية الوزارة فجميعها أطروحات باطلة يراد بها.. باطل!