السياسة متحركة في الكويت كما لم تتحرك من قبل. فمع كل يوم تطور جديد وآراء مبتكرة وتصورات أجدد وصراعات متقدة. هكذا تستمر الحملة الانتخابية معبرة عن مأزق البلاد ومشكلاتها المتعددة والقضايا التي تحيط بها. حركية السياسة في الكويت وما لها وما عليها سوف تبقى في حال عدم اتزان إلى يوم الانتخابات، إذ سيستمر الغموض حتى يوم إعلان الفائزين بعضوية المجلس والتعرف على هوية كل منهم واتجاهه السياسي والاجتماعي. ولكن هذا لن ينهي الحركة وذلك لأن إعلان النتائج سيخلق وضعاً جديداً، وان إعلان أسماء أعضاء الحكومة الجديدة سيمثل هو الآخر بداية تحدد اتجاه الرياح ومدى ملاءمتها أو تناقضها مع ما قيل في الحملة الانتخابية. قد نجد بالتالي حكومة أكثر تصادماً مع المجلس، وقد نجد العكس، قد نجد حكومة إصلاح وقد نجد حكومة انتظار. سيبقى كل شيء خلال هذه اللحظات في حال انتظار حتى يتبين شكل المرحلة وشكل البلاد وشكل الصراعات الجديدة، ومعها الأزمات الجديدة. متابعة قراءة أزمة السياسة في الكويت… في انتظار حلول!
اليوم: 23 أبريل، 2008
مباراة اعتزال في 17/5/2008
تجرى هذا العام انتخابات في الكويت والولايات المتحدة، رغم ان المرشح باراك اوباما من اب مسلم اسود الا ان شعبيته الطاغية التي ستوصله على الارجح للبيت الابيض قائمة على حب الشعب الأميركي الفائق «للتغيير» الذي رفع شعاره ذلك المرشح، وفي هذا السياق سيكون جميلا لو اختار المرشح ماكين الآنسة كوندوليزا رايس واوباما السيدة هيلاري كلينتون كنائبتين لهما «هناك شبه استحالة» كي تصبح انتخاباتهم هذه المرة بالابيض والاسود والذكر والانثى بعد ان كانت باللون الذكوري الابيض فقط وللمعلومة اعتبر الرئيس بيل كلينتون اول رئيس اسود للولايات المتحدة بما يمثله من رؤى وافكار يسارية وليبرالية قريبة من السود كما سيصبح اوباما اول رئيس اسود يمثل الفكر الشبابي الابيض الاميركي.
حب التغيير ورفض الفكر القديم سالف الذكر هو السبب الاول لتقدم ورقي الامم وهو ما يدعونا للطلب من ناخبينا كافة تبني نفس الرؤى المتقدمة وان يقوموا بتجديد شباب الامة عن طريق البحث عن دماء جديدة ساخنة ذات افكار متطورة من النساء او الرجال لتمثيلنا في المجلس النيابي المقبل بعد ان جربنا في الانتخابات الماضية الحفاظ على القديم فانتهينا بالاداء الكوارثي الذي شهدناه في العامين الماضيين، ويقال إن خدعتني في المرة الاولى فأنت المسؤول اما إن نجحت في خداعي للمرة الثانية فأنا المسؤول وارجو ألا نلدغ من نفس الجحر مرتين.
جرت العادة في تقاليدنا الانتخابية البالية ان تستباح مكارم الاخلاق وتنتهي الفروسية وتبدأ عمليات الغدر والكذب والحش والطعن من الخلف والانتهاء بحكاية الصوت الاعور المتكررة، لذا اعجبنا حتى الثمالة ثناء المرشح الخلوق صالح الملا على المرشح المنافس له في الدائرة عادل الصرعاوي وقوله انه سيصوت له في الانتخابات المقبلة رغم التباين الفكري والسياسي المعروف بين توجهاتهما، وكبيرة منك يا اخ صالح.
ومن الصالح صالح الملا الى الصالح صالح الفضالة صاحب اخلاق الفرسان في المجلس السابق والذي اثبت ان النيابة تكليف لا تشريف لذا ترك الكرسي الاخضر شاهدا على صنائعه البيضاء بحق وطنه، التساؤل الواجب والمحق لماذا لا يقتدي بعض الآخرين بأبي يوسف، مصرين على البقاء على الكراسي الخضراء حتى الممات، والا يثير هذا شبهة محقة حولة المنافع والمكاسب التي تحصد من تلك المناصب؟! انني ارى بالعين المجردة من سيقيم له الناخبون مباراة اعتزال في 17/5/2008 وستطفأ الاضواء على ثقافة خاطئة أحالت العمل السياسي الكويتي من اللعب الجميل الهادف لتنمية البلد وتطويره الى اسلوب الغضب وافتراض سوء النوايا ومنهاجية الازمات المتتالية التي اوقفت عمليات التنمية تماما في البلد وتركت المجال واسعا ليسبقنا الجيران.
آخر محطة:
عمليات ضبط شراء الاصوات امر ممتاز ولكن ماذا عمن تمولهم مخابرات دول اخرى لخلق ادوات اعلامية مطبوعة والكترونية ومرئية ومسموعة بهدف لاحق هو اثارة الفتنة والاضطراب والتخندق في البلد لتحويلنا الى عراق او صومال او لبنان آخر، الاخ بونواف يستحلفك الشعب الا تخليهم فهم الاخطر والاضر.
عمامة السيد
اكد النائب الاسبق، السيد حسين القلاف، للصحافة يوم الاحد الماضي انه لم يتخذ بعد قرارا قاطعا بخوض الانتخابات، وانه مازال في حالة حوار مع «مجموعته»، وانه ليس بـ«لاهث» على المقعد الانتخابي، وان قراره مصيري ولا يمكن ان يقدم عليه ويخاطر بـ «تاريخه» أو «يجازف» بعمامته!!
واكد في ندوة عقدت في ديوان سالم القطان في اليوم نفسه، وكانت «القبس» حاضرة، مع خمسين آخرين تقريبا، اكد ان اغلب النواب اتوا لمجلس الامة لا يملكون شيئا واصبحوا مليونيرية!!
شكرنا وقتها السيد القلاف على موقفه وتصريحـــه وندوته، وكـــنا نود الشد على يده لعــــدم رغــــبته في «المجـــازفة بعمامته»!
ولكن السيد القلاف عاد في اليوم التالي وفاجأنا بقراره «خوض الانتخابات»!!!
ولو علمنا ان «الخوض» يعني السير او البحث في مياه غير عكرة، فبالتالي غير معروف ما ستطأه القدم او تصطدم به اليد لمن يخوض فيها، فان كل المرشحين، بمن فيهم السيد صاحب العمامة، والسيد من غير عمامة، لا يعرفون ما ستنتهي اليه الامور يوم 17 مايو، فخائضو هذه الانتخابات ما هم إلا مجموعة من المغامرين، اما بكل شيء، أو باشياء كثيرة.
ولا ادري سبب تصريح السيد القلاف بموضوع العمامة وهو الذي سبق ان غامر بها في انتخابات 2006، وخسرها، وقال يومها في مجلس «تأبيني» عقد عقب خسارته، وهو المجلس الذي تخلله البكاء والنحيب، ان نتائجها شكلت اهانة لعمامته، وان الله سيحاسب من كان السبب في ذلك!! فهل سقوط السيد القلاف في الانتخابات القادمة، ان حصل، سيشكل اهانة ثانية للعمامة؟
واذا كان الامر كذلك، وهو غير متيقن من فوزه، فلم قبل بتعريض عمته لاي محاذير؟
سيقال ان للسيد القلاف حساباته الخاصة التي دخل المعركة الانتخابية على اساسها، وان المسألة هي صراع سياسي بينه وبين قطب آخر من «جماعته»، وان حقه في خوض المعركة النيابية لا يختلف عن حق اي مواطن آخر، وكل هذا جميل وطيب وحسن ولا نختلف عليه ولكن لماذا أُقحمت العمامة في موضوع سياسي بحت يحتمل الربح والخسارة؟ ولماذا قبل المجازفة برمزية دينية في عملية خوضية؟
ان نجاح السيد القلاف في الانتخابات القادمة، وسقوط السيد الآخر، او العكس لن يكون لا في مصلحة العمامة ولا في مصلحة الوحدة الوطنية.
ومن المهم ان نشير هنا الى ان حجة المعارضين لمسألة خوض ابناء اسرة الصباح للانتخابات ان نجاحهم فيها سيكون محل شك، وفشلهم سيقرأ بشكل مختلف!! وما يسري على شيوخ الاسرة يسري على غلاة المتدينين وعلى مرتدي العمائم، ولأي مذهب انتموا!
أحمد الصراف
habibi [email protected]