يستمر العالم العربي بعد القمة العربية على حاله، وسط خط تصاعدي للخلافات. فعقلية التدخل وتبرير العنف بحق الدول الأصغر حجما لا يمكن ايقافها بمجرد لقاء غابت عنه الصراحة وسيطرت عليه المقاطعة. هذا يعني أيضا أن الهدوء والاستقرار والانتقال لوضع يحترم فيه كل عربي حقوق الآخر، في ظل سياسية عدم الاعتداء والاستقواء، لن يتحقق قريبا، كما أنه لن يتم إلا بعد اعلان واضح عن فشل سياسة الاستكبار من قبل الدول الأكبر ذات العقيدة العسكرية والموجهة ضد الدول العربية الصغرى ذات الطبيعة المدنية. كيف يمكن للأمة العربية والتي لا يعطي كبيرها صغيرها الأمن والاستقرار، ولا ينجح صغيرها في بناء مدنيته لصالح الجميع، أن تحقق السلام في ما بينها؟ متابعة قراءة العرب بعد القمة العربية: مزيد من الخلافات
اليوم: 2 أبريل، 2008
انتخابات واستفتاءات 2008
لنقلها بصراحة، بعض التغطيات الإعلامية لما يجري على الساحة الانتخابية هي احد الأسباب الرئيسية في تدمير العملية الديموقراطية في البلد، لا اعلم لماذا لا يشاد بقدرات وكفاءة هذا المرشح أو ذاك بدلا من ذكر انتمائه القبلي أو العائلي أو الطائفي، ان اردنا الحفاظ على الوحدة الوطنية ووقف التفرقة بين أفراد شعبنا الطيب، فعلينا التوقف عن الإشارة لتلك القضايا الضارة في تغطياتنا الانتخابية، واقترح لقاء يضم جميع رؤساء تحرير الصحف اليومية للاتفاق على خطوط عريضة لما يجوز أو لا يجوز نشره ضمن هذه الانتخابات وجميع الانتخابات المقبلة.
سعدنا بالتعليمات التي اصدرها نائب رئيس جهاز متابعة الاداء الحكومي الشيخ ثامر جابر الاحمد لوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة بوقف التعيين والنقل والندب وشغل الوظائف الاشرافية حتى انتهاء الانتخابات النيابية حرصا على نزاهتها، للمعلومة كثير ممن ساهمت الحكومة في نجاحهم في السابق أصبحوا وبالا عليها وعلى الكويت قاطبة لقيامهم بعمليات التأزيم المستمرة بهدف التكسب المادي الشخصي، وللمعلومة أيضا الشيخ ثامر الجابر شخصية كويتية رائعة، حيث يشتهر بنظافة اليد والحكمة والفكر الاستراتيجي، ونرجو أن نراه اسما لامعا في الحكومة المقبلة.
محاولة للفهم، في الدول الأخرى يحاسب رجال السلطة التشريعية رجال السلطة التنفيذية (الحكومة) إذا ما تقاعست عن تطبيق القوانين المرعية، لدينا يحاسب النواب وبشدة الحكومة كونها طبقت قوانين الفرعيات وإزالة التعديات.. الخ!، كذلك تمت محاسبة الحكومة لكونها لم تمنع عملية تأبين مغنية منذ البدء وتلام على ذلك، وقد استمعت الحكومة لتلك النصيحة الغالية فحاولت منع الفرعيات «قبل» حدوثها هذه المرة، وبدلا من شكرها يتم لومها ثانية كونها لم تنتظر حدوث الفرعيات ثم القبض على الموجودين!، خطأ الحكومة الأكبر هو سكوتها وعدم قدرتها على شرح سياساتها وما تقوم به من أعمال لإيمانها بسياسة «المساسر» أو «الوشوشة» بالمصري، التي لا يستفيد منها أحد.
يمكن لمناصري كلينتون أو أوباما التلاعب باستفتاءات الانترنت الاميركية إلا انهم لا يقومون بذلك كونهم يعلمون انهم يخدعون ويضرون أنفسهم قبل ان يخدعوا الآخرين.
ينشر موقع www.oma2008.com مشكورا استطلاعات لمرشحي انتخابات 2008 ونرجو من بعض المرشحين الفاشلين التوقف عن اغراق الموقع باستفتاءات لصالحهم ونرجو بالمقابل من كل قارئ عدم الاكتفاء بالمشاركة والتصويت، بل ارسال عنوان الموقع عبر SMS ورسائل الانترنت لدعوة الآخرين للمشاركة حتى نستفيد من تلك الاستفتاءات العامة.
أخيرا، أحد الأمور التي يتفق عليها «جميع» دعاة التحول الى الدوائر الخمس هو ان احدا لا يستطيع التكهن بنتائج الانتخابات المقبلة التي هي حسب اقوالهم «قفزة الى المجهول»، ما نعرفه ان الحكمة والعقل والمنطق تمنع حكماء وعقلاء الدول الاخرى من ربط مصائرها ومستقبل اجيالها بالقفز الى الخيارات المجهولة، لذا كانت دعوتي في السابق الى أن نقفز من معلوم الى معلوم عبر التشدد في تطبيق القانون ضمن الدوائر السابقة لا الى المجهول عبر تغيير الدوائر، المخاطرة الكبرى والمجهول الأكثر ظلاما وظلما هو التحول الى خيار الدائرة الواحدة، وكان الله في عون الكويت على الأخطاء الكبرى والجسيمة لأبنائها، خاصة من يسمون أنفسهم بالنخب السياسية والمفكرة.