د. شفيق ناظم الغبرا

انغلاق السبل وآفاق الحرب الإقليمية

كلما تقدم بنا الوقت تبين أن الوضع يزداد تعقداً وتأزماً في منطقتنا، بين اليوم والآخر تزداد كثافة السحب المؤكدة للاحتقان السائد، كل يوم تقع أحداث جديدة توتر المنطقة وأحداث أقل تخفف من التوتر، تقاطعات عدة من العراق إلى غزة، ومن إيران إلى بيروت، ومن حاملة الطائرات الأميركية «كول» إلى سورية. متابعة قراءة انغلاق السبل وآفاق الحرب الإقليمية

سامي النصف

الصحف الصُّفر تدمر مصر

أول ما نلحظه في الصحف الصفراء المصرية انها لا تخدم مصر ولا تراعي، على الإطلاق، المصلحة العامة، بل تتعمد كل صباح إحباط الشعب المصري كافة، فكل شيء خراب وكل المسؤولين فاسدون وكل المشاريع مسروقة رغم ان الواقع والحقائق الجلية يظهران الامور على العكس من ذلك تماما، فمصر في عهد مبارك تحولت الى ورشة عمل ضخمة وبات قطاع كبير من المصريين يمتلك ليس فقط سكنه بل سكنا آخر على الساحل الشمالي او على سواحل البحر الاحمر، كما تظهر ارقام عمليات شراء غير مسبوقة للسيارات والكماليات ووجود 30 مليون مواطن مصري يمتلك هواتف نقالة، ما يعني تكوين طبقة متوسطة واسعة لها مصلحة باستقرار مصر.

المؤسف ان تلك الصحف الرصيفية لا تقول الحقيقة، بل تعتمد كثيرا في عملية «صناعة الإحباط» على العنوان الكاذب الذي يقرؤه المارة ويتأثرون به وينسون انه دون فحوى او مضمون، والا فكيف نفسر على سبيل المثال «مانشيتا» على شاكلة «بالوثائق نظهر فساد بطانة الرئيس» وعندما تذهب القلة التي اشترت الجريدة للصفحات الداخلية تجد انها تتحدث عن كتاب اصدره البرغوثي، احد مرافقي «الرئيس» عرفات، ويتحدث فيه عن بطانة ابوعمار!

وما ان ينته نهار الإحباط لدى المواطن المصري حتى يبدأ ليل الإحباط الكبير، وذلك عبر البرامج الحوارية واسعة الانتشار على القنوات الخاصة والتي يعمل بها، حالها كحال الصحف المثيرة، كبار العاملين في الصحف القومية والتلفزيون الرسمي! وتعمد تلك البرامج الحوارية الى استضافة وجوه حانقة مؤججة متكررة الظهور، لها أنياب زرقاء مليئة بالسموم، وسحنة صفراء لا تبشر بالخير.

ويشرح الدكتور المختص علي هلال لمجلة روزاليوسف التأثير الخطير لعملية «الإحباط» المتكرر، تلك التي يروج لها الإعلام الخاص كل صباح ومساء، فيرى انها تولد شعوبا «عاجزة» لا تحقق شيئا ويرى ان الهدف مما تقوم به الفضائيات المدغدغة والصحف المدمرة خلق حالة يأس في النفوس يتولد عنها الفوضى والانفجار اللذان سيصيبان – لا سمح الله – القلب العربي الذي تمثله مصر في مقتل.

والأفلام المصرية كما راقبنا وشاهدنا هي عامل ثالث في نشر ثقافة اليأس والإحباط، حيث تروج أفلام الموجة الجديدة التي ابتدأت بـ «عمارة يعقوبيان» وانتهت بـ «طباخ الريّس»، الذي يعرض هذه الايام، ومرت على افلام كان لها انتشار شعبي كبير مثل «هي فوضى» و«حين ميسرة» لنفس ثقافة الانهيار والنهاية السوداوية، وكان الله في عون مصر من اعمال بعض ابنائها!

آخر محطة:
للمعلومة، عندما كانت اميركا وبريطانيا لا تمتلكان الا سلسلة او سلسلتين من المحلات الكبرى امثال هارودز وميسيس كانت مصر في الثلاثينيات والاربعينيات تمتلك العشرات من تلك المحلات امثال عمر افندي وشكوريل والصالون الاخضر.. الخ، وغفر الله لمن أممها في الستينيات وحولها الى خرائب.

احمد الصراف

يا وزير الأوقاف أين أنت؟

يقول محمود القمني: منذ دخل العلم الحديث، وظهرت طبقة المتعلم ، تراجع دور الشيخ المهيمن على شؤون البشر، وقد عرف الشيخ ان العلم الحديث هو ألد اعدائه، ومن ثم كانت سلسلة التكفيرات والتحريمات لمنجزات هذا العلم!
سبق ان كتبنا مقالات عدة عن فظائع وفضائح المركز العالمي لنشر الوسطية، الذي تسيطر عليه جمعية الاصلاح، فرع التنظيم العالمي للاخوان، وهي الفضائح التي ايدتها تقارير ديوان المحاسبة تاليا، كما كتبنا كذلك عن مشروع مركز الوسطية الاخير الخاص باعداد «علماء المستقبل»، وهو البرنامج الذي وصفه وكيل الاوقاف في حينه بانه علمي ورائد وبانه سيتخصص في تخريج علماء شريعة وسطيين في سلوكهم وفكرهم، وان اعمار المشاركين في البرنامج ستكون بين 13 و16 عاما، وستكون مخرجات البرنامج كافية لسد احتياجات البشرية من العلماء الربانيين! علما بان اعمار هؤلاء بعد تخرجهم سوف لن تتجاوز العشرين بكثير!
كتبنا كل ذلك واكثر منه، مع ايراد الاسماء وتفاصيل اكثر، ولكن لا احد من الوزارة اهتم بالامر، والسبب معروف بطبيعة الحال.
مرّ شهر ونصف الشهر تقريبا على آخر مرة كتبنا فيها عن ذلك الموضوع، واعتقدنا في حينه ان بعض الوقت سيمر قبل ان يرى مشروعهم النور، لكن فجأة طالعتنا الصحف بخبر الشروع في البرنامج بمحاضرة «احمد القطان»! والاسئلة التي تطرح نفسها هنا بإلحاح:
1 ـ كيف تمكن المشرفون على المركز العالمي لنشر الوسطية خلال اقل من شهرين من الانتهاء من وضع منهج «علماء المستقبل»، خصوصا ان هؤلاء سيكونون علماء ربانيين يفيدون البشرية بعلمهم بعد 3 سنوات دراسة، وهم لم يتجاوزوا العشرين ربيعا بكثير؟
2 ـ من اين حصل المركز على طلبته، والعام الدراسي في منتصفه؟ هل قام باخراجهم من مدارسهم العادية وحرمهم من تلقي العلم الصحيح في مثل هذه السن اليافعة، مقابل مكافآت مادية عالية، ام انهم من غير المنخرطين في الدراسة؟
3 ـ اين تم الاعلان عن حاجة البرنامج للطلبة، ام ان الموضوع تم حصره ضمن جدران جمعية الاصلاح؟
4 ـ لمَ الإصرار على قطع صلة دارس المواد الدينية بالمواد العلمية المهمة كالفيزياء والاحياء والاحصاء وغيرها؟
ان نتيجة هذا البرنامج ستكون في حكم الكارثة على المشاركين فيه، ولن تفيد غير المشرفين عليه والمحاضرين فيه. فليس هناك من بامكانه اقناع اي عاقل بأن اطفالا في الثالثة عشرة من العمر يمكن ان يخلق منهم علماء ربانيين بعد ثلاث، او عشر او حتى عشرين سنة من الدراسة ضمن منهج لم يستغرق اعداده اكثر من شهر، علما بأنني اشك في وجود منهج اصلا، فقد ورد في الصحف ان احمد القطان، صاحب النباطة الشهيرة، وعضو جمعية الاصلاح القى درساً على طلبة هذا البرنامج بين لهم فيه فوائد «التكرار»!! كما حذرهم من قراءة المجلات والجرائد «المشينة»!! ولم يحدد الاخ القطان للطلبة تعريف «المشينة»، وبالتالي فمنعه سيسري على جميع الصحف والمجلات، ومنها هذا المقال!
ان مشروع علماء المستقبل مشروع غامض وفضيحة علمية ومالية وحتى اخلاقية، كما انه خطر لأنه يدعو الى الترويج لفكر وعقيدة حزب سياسي ديني معين.
لا نتمنى على وزير الأوقاف أكثر من سؤال مدير مكتبه عن حقيقة هذا المشروع، وسيسمع العجب!!

أحمد الصراف

سامي النصف

الكويتيون مدمنون!

كثير من أفراد الشعب الكويتي مدمنون بالفطرة على أمور ضارة وسالبة دون ان ينتبهوا، ومن ذلك إدمان البعض منا على الأخبار السيئة والنظرة السالبة والمقالات الرخيصة المدغدغة، فلا يسعد صباحه ولا يهنأ يومه حتى يتأكد هذا البعض عبر ما يقرؤه ويسمعه في الدواوين من ان البلد خاربة وان مستقبلنا – والعياذ بالله – «كحلي في كحلي» وكأننا بلد فقر ومجاعات لا بلد رفاه وحريات.

وأدمن بعض الرجال الكويتيين «الدواوين»، ففي الوقت الذي يشغل فيه غير الكويتي وقته في المساء بالعمل المثمر المدر للموارد المالية أو بتطوير ذاته وقدراته أو حتى البقاء مع عائلته ومتابعة أولاده نجد ان كثيرا من الكويتيين يضيع تلك الأوقات الثمينة بالجلوس في دواوين الهرج الذي لا ينفع، وبودنا ولأجل الكويت ألا يكتفى بإزالة الدواوين المخالفة بل ان تمتد الإزالة لكثير من الدواوين المصرحة وخاصة المشرعة أبوابها أغلب الليل لتجرع المخدرات أو لتلقي التعليمات عبر «اللاب توبات» من متطرفي الخارج.

ورغم انه لا «رهبنة» في الإسلام كما ان بعض الأديان الأخرى تفرض على من تريد التبتل والتفرغ للدين من النساء ألا تتزوج، إلا ان بعض النساء الكويتيات المتزوجات وغير المتزوجات أصبحن مدمنات كذلك فالبعض منهن تقضي جل أوقاتها في دروس الدين التي يفترض انها تعرفها جميعا فالحلال بيّن والحرام بيّن ولا وقت لديها بداهة للبيت والأولاد رغم ان رسول الأمة ( صلى الله عليه وسلم ) قد رفض مسلك من يصوم الدهر ويزهد في الدنيا، وبالطبع هناك مدمنات أخريات من الكويتيات لا يستطعن ترك الصديقات أو مفارقة المطاعم والأسواق، وكله في النهاية إدمان في إدمان.

ويدمن بعض الشباب وحتى الشابات عملية «السكن» في السيارات واللف بها طوال اليوم بدلا من استخدامها كوسيلة نقل من مكان الى آخر، فيتسبب هذا الفعل أو الإدمان في زحمة الشوارع ووفرة الحوادث وتعريض أرواح الأبرياء الآخرين للخطر، وكم بودنا لو خلقنا نظام كاميرات مراقبة دائمة للوصول «لمدمني الشوارع» وعلاجهم.

وأدمنت أسر كويتية حتى النخاع ظاهرة الخدم فلا عيش في الداخل أو حتى أثناء السفر دونهم في حين نجد ان أثرياء الدول المتقدمة يعمدون في «الويك اند» واثناء اجازاتهم السنوية لقطع الأخشاب بأيديهم في منتزهاتهم والطبخ والقيام بأمور البيت كنوع من التغيير وللحفاظ على الصحة العامة التي تتحسن بالنشاط البدني وتضار بالبقاء دون حراك، واذكر انني سألت أحد الأصدقاء، واسمه حمد، لماذا لا تغير جهة سفرك؟ فأجابني لقد جربت إلا أنني لم أجد هناك «كامل شوماخر» ويعني سائقه وخادمه الخاص الذي يقضي كل حوائجه في ذلك البلد الذي يزوره كل عام، ولله في خلقه شؤون!

آخر محطة:
1 – ويدمن كثير من الكويتيين رغم البدانة وتفشي أمراض السكر والقلب والضغط أكل العيش (الرز) ويعتقدون أنه لا عيش دونه.

2 – يطالب البعض برد جنسية سليمان بوغيث ولا يخبرنا إن كان حيا بعد ان اختفت أخباره، وما نعتقده من تخلص أصحابه من ذوي الأنياب السامة منه.

3 – ويطالب البعض بإبقاء الدواوين المخالفة ولا يقول ما الذي سيحدث لمن دمرت الجرافات ديوانه ومنشأته وأحقية ان نصبح الدولة «الفوضوية» الوحيدة في العالم التي تبيح الاستيلاء على الأراضي العامة للدولة.

احمد الصراف

ثلاثة تجعل الكويت الأولى

الأولى: قامت وزارة الداخلية، وبجهود طيبة من المقدم عادل الحشاش، مدير ادارة العلاقات العامة في وزارة الداخلية، بالانتهاء من طبع كتاب «المرشد القانوني للوافدين»، الذي طبع، في المرحلة الاولى، بأربع لغات، هي: العربية والانكليزية والفارسية والاوردو، وبمنحة مقدمة من البنك الوطني.
تضمن الكتاب ملخصا شاملا ووافيا بالمواد القانونية المعمول بها في البلاد، في ما يتعلق بالهجرة والامن العام ومعلومات مهمة اخرى.
الكتاب لا غنى عنه لكل راغب في معرفة القواعد والقوانين التي تكفل له اقامة مريحة بعيدا عن اي مخالفات.
تعميم هذا الكتاب على الجاليات الناطقة بلغاته سيكون ذا مردود عال على الجميع، كما انه سيجعل من الكويت رائدة، حتى مقارنة بالدول الغربية، بما في ذلك كندا، في ما يتعلق بحق الوافد في معرفة الكثير من القضايا والاحكام القانونية المتعلقة باقامته في البلاد وبلغته الاصلية، علما بأن الطبعة التالية ستتضمن لغات عدة اخرى كالفلبينية والبنغالية وغيرهما.
المسألة الثانية التي ستجعل الكويت في صدارة دول العالم الاخرى ترتبط بما سينتهي اليه عمل لجان ازالة التعديات على املاك الدولة! فنجاح جهود اللجنة الحكومية في ازالة جميع التجاوزات، خصوصا المتعلق منها بافراد الاسرة الحاكمة، وهي الاقل، حسب معرفتنا، او مخالفات نواب مجلس الامة، وهي الاكثر ومن في حكمهم، نفوذا، من وزراء ووجهاء، سيجعل الكويت الدولة الوحيدة في العالم التي لا توجد فيها تجاوزات خطيرة وواضحة على املاك الدولة، فهذا مرض موجود، بنسب متفاوتة في جميع دول العالم من دون استثناء!
نتمنى رؤية المزيد من مثل هذه القرارات الاصلاحية.
المسألة الثالثة تتعلق بقرار وزارة الداخلية الاخير الخاص بتوقيع العقوبة على جميع واضعي الملصقات الطائفية على مركباتهم، علما بأننا سبق وان طالبنا بذلك من خلال اكثر من مقال، وقيل لنا في حينه ان الوكيل السابق لم يبت في الامر عند عرضه للنقاش في احد الاجتماعات.
نتمنى ان يكون القرار من منجزات وكيل الداخلية الجديد، كما نتمنى تطبيقه على جميع الملصقات والكتابات الدينية والعاطفية الاخرى واشعار الغزل التي تكتب على اغطية اطارات سيارات الدفع الرباعي المثبتة في الخلف.
وان تم ذلك، فسيجعل من الكويت، للمرة الثالثة، الدولة الوحيدة، بين دول العالمين الثاني والثالث على الاقل، التي تخلو سياراتها من اي كتابات، غير ما يرخص به القانون.
* * *
• ملاحظة:
لا يتطلب الامر الكثير من الفطنة والذكاء، لكي نعرف من يقف مع التاريخ ومن يقف ضده. علينا اولا ان نعرف اننا نعيش في عالم سكانه اكثر من 6،5 مليارات نسمة، وهو يموج بالحركة والتطور المحموم، ونحن الوحيدين فيه الذين لا يوجد لدينا ما يشغلنا غير استهلاك ما انتجه الغير لنا.. ومنع الاختلاط! بعدها عليكم باستعراض وجود وقراءة اسماء معارضي الغاء قانون منع الاختلاط. وفعل الشيء نفسه مع معارضيهم، وستجدون اننا نقف خارج التاريخ تماما، وسنبقى هناك لفترة طويلة قادمة.

أحمد الصراف

د. شفيق ناظم الغبرا

المسألة الطائفية في الكويت

الطائفية حية في الكويت كما هي في أرجاء العالم الإسلامي والعربي كله. فما نشاهد في منطقتنا يعكس أزمة العلاقة بين الطوائف. وقد اكتسبت المسألة الطائفية في الكويت الكثير من الزخم منذ بروز الحركات الدينية السنية والشيعية في أواخر السبعينات. ولكن التعصب القومي العربي في الستينات والخمسينات من القرن الماضي هو الآخر أثار صراعاً بين من هم من جذور عربية ومن هم من جذور فارسية في منطقة الخليج وفي الكويت. ولكن ذلك كان أقل حدة من الطائفية التي فرزت الناس على أسس مذهبية إبان الأعوام الخمسة والعشرين الأخيرة. ويمكن القول إن التحكم السني، على سبيل المثال، في العراق السابق في زمن صدام حسين المقرون باضطهاد الشيعة المنظم هناك قد ساهم في مزيد من الطائفية ليس فقط في العراق، بل في أكثر من مكان في العالم العربي، بما في ذلك الكويت. ففي زمن الحرب العراقية ـ الإيرانية التي اشتعلت عام 1980 تعمقت الطائفية في الكويت لأسباب عدة من أبرزها وقوف الكويت ومنطقة الخليج إلى جانب صدام حسين خوفاً من تصدير الثورة الإيرانية للمنطقة. وقد أدى هذا إلى صراع بين فكر التشيع الديني وبين فكر عربي متعصب غذته الحرب بين العراق وإيران يركز على المواجهة بين أن تكون عربياً أو أن تكون شيعياً. في هذا أصبح الخلاف بين السنة والشيعة في الكويت أكثر خطورة، في تلك المرحلة الحساسة وقعت في الكويت ودول أخرى في المنطقة تفجيرات عدة بتنسيق مع منظمات مدعومة من إيران. في ظل هذه البيئة وقعت تفجيرات السفارات في الكويت، خطف الطائرات وبرز دور عماد مغنية في مرحلة عرفت باسم الإرهاب الشيعي في الثمانينات، وهو الإرهاب الذي مهد للإرهاب السني وإرهاب «القاعدة» في التسعينات. متابعة قراءة المسألة الطائفية في الكويت

سامي النصف

الرد الذكي على الإساءة للنبي ( صلى الله عليه وسلم )

قارئنا الكريم، أنت بالطبع شخص محترم تحرص على سمعتك ومكانتك بين الناس، فماذا يحدث لو كنت تسير في طريق فرعي لا أحد فيه وتعرض لك أحد الأطفال الأشقياء أو السفهاء أو الحقراء من البشر بالسباب والتهم الخارجة المسيئة، ثم انتهى ذلك الطريق الفرعي بطريق رئيسي يرتاده الكبار ومختلف أصناف البشر؟

أنت هنا أمام خيارين، كونك تعرف نفسك ومكانتك الراقية في النفوس وتعرف في الوقت ذاته مكانة ذلك الحقير أو السفيه أو المشبوه الذي يهدف من فعلته المتعمدة الى أن يشوّه سمعتك وينشر الإساءات التي اتهمك بها أمام أكبر عدد من الخلق ومن ثم يعطي لنفسه الشهرة والمكانة التي لا يستحقها بل لربما يستفيد ماليا من الفضوليين والرامين للمساس بمكانتك السامية.

الخيار الأول كما نراه هو أن تتعامل بذكاء وحكمة مع ذلك الفعل، وأعتقد شخصيا – وقد أكون بالطبع مخطئا – أن الحصافة تقتضي ألا توصله لمأربه ومراده وأن تعمد لإفشال مخططه عبر التجاهل التام له حتى تبقى إساءته محصورة في أضيق مساحة، أي السكة التي وقع بها الحدث ولا يعلم بها أحد، ومن ثم يتوقف آخرون في قلوبهم غل عن تكرار ذلك المسعى.

الخيار الثاني المتاح هو أن تبدأ بنشر تلك الإساءات على أكبر عدد ممكن من البشر بقصد إقناعهم بمعاقبة المسيء (الذي قد يرون أنه كان يمارس حريته حسب شرائعهم) ومن ثم تشيع فاحشة قوله وفعله بين الجموع دون ضرر عليه بل قد يصبح ليس فقط من المشاهير بل من الأثرياء كحال سلمان رشدي الذي لم تضره فتوى سفك دمه بل أصبح أكثر الكتاب شهرة وثراء في الغرب، وهل هناك من لا يعرف سلمان رشدي هذه الأيام؟!

وقد زاد الطين بلّة أن ردود أفعالنا – غير الذكية – انحصرت في كثير من الأحيان إما بالحرق والتدمير والقتل في أوطاننا عبر المظاهرات التي تمت أو التهديد بالاغتيال في أوطان الآخرين، ما أساء لسمعة الإسلام، كما أدى لتعرض المسلمين هناك لقطع أرزاقهم وتأكيد مقولة ان التطرف والإرهاب هما «القاعدة» لدى المسلمين وليسا الاستثناء.

وما قوى قناعاتي الشخصية بصحة اختيار طريق التجاهل هو تبني شخصيات منحرفة ومتطرفة كالظواهري وعطوان ومصطفى بكري ومحمد المسفر لخيار التأجيج والتشدد، فهل يعتقد شخص عاقل للحظة أن تلك الأسماء تهدف قط الى الخير والرفعة لصالح الأمة؟!

آخر محطة:
لا أفهم أن ينتقد أحد الكتّاب الأفاضل (خالد السلطان في الوطن) مجلس التأبين ويثني في المقال نفسه على المقبور أسعد التميمي الذي أيد صدام في احتلاله للكويت وكان «القابض» الأول لنشر أفكار الثورة الإيرانية بين الفلسطينيين في الثمانينيات، وهي الفترة التي استشهد بها الكاتب في ثنائه على أسعد التميمي.

احمد الصراف

برلمانيات يمنية وكويتية

1 – طالب البرلماني اليمني فؤاد دحباس، والمنتمي الى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ــ فرع اليمن، بمنع اقامة حفل فني كان المقرر ان تحييه المطربة السورية أصالة في مدينة عدن. وقال ان اقامة الحفل بمنزلة دعوة للمجون، وانه يمثل مخالفة شرعية و.. دستورية!
من حق النائب وصف الحفل بأنه دعوة للمجون أو الجنون، ولكن ما علاقة الأمر بالدستور، وهل دستور اليمن يتطرق الى مواضيع إقامة الحفلات الغنائية مثلا؟
سنتجاوز هذا الأمر، ونفترض ان اقامة حفل غنائي هي فعلا دعوة للمجون، ولكن ما رأي النائب الإخوانجي بجلسات القات في اليمن؟ هل يعلم مثلا ان 20% من دخل الدولة ينفق على شراء القات، الذي يستورد معظمه من افريقيا، وهل يعلم مثلا ان جلسات القات تضيع فيها مئات ملايين ساعات العمل سنويا من دون فائدة؟!
ان كان لا يعلم فتلك مصيبة، وان كان يعلم فلمَ لم يصف تلك الجلسات بأنها دعوة للتخدير وتضييع المال والجهد والوقت وحتى العقل؟ فكيف اصبح غناء لا يتجاوز بضع ساعات دعوة للمجون.. وفعل تخدير يهدر ملايين الساعات غير ذلك؟ ألا يعني هذا أننا فقدنا بوصلة المنطق منذ قرون طويلة؟

2 – كتعبير عن استياء خالد العدوة، النائب في البرلمان الكويتي، من موقف الدول الأوروبية وأميركا مما يحدث في فلسطين، ومع حركة حماس، فقد قام في فورة حماس غريبة، ولكن غير مستهجنة من خطيب مسجد سابق، وفي جلسة برلمانية علنية في الثاني والعشرين من الشهر الماضي بوصف من لهم الفضل الاول والاخير في تحرير وطنه واعادة كرامته له وتسهيل امره ليصبح نائبا في البرلمان ليشتم الآخرين وينعتهم بما شاء من ألقاب مستنكرة ومستهجنة، قام بوصف اصحاب الفضل من اميركيين وأوروبيين بـ«الأوباش وأولاد الكلب»! وهنا أيضا وأيضا سنفترض أن وصفه صحيح ودقيق! ولكن لو علمنا أننا كمسلمين، وكعرب بالذات، نعيش في غالبيتنا، عالة على العالم وعلى الأوروبيين والاميركيين بالذات، وبما أنهم، حسب قول النائب الكويتي، اولاد كلب واوباش فبماذا يجب ان نصف انفسنا ونحن نعيش تحت رحمتهم؟ وما هو الوصف الذي يود اطلاقه على أوباش حركتي فتح وحماس الذين قتل كل طرف منهم ابناء وأخوات الطرف الآخر في سبيل كرسي حكم تتحكم في أرجله إسرائيل؟ لا نود ترك الجواب للسيد النائب ليجيب عنه.. فالإجابة معروفة سلفا!
• ملاحظة: مساحة الكويت 18000 كلم المستغل لا يتعدى 10%، والسكان 2،5 مليون، ونعيش في القرن الــ 21، والدولة غنية، ويفترض وجود نظام تعليم متطور وتوعية مستمرة. كما يفترض توافر جميع متطلبات الامن والسلامة في مرافق الدولة، ولكن على الرغم من ذلك فقد وقع في الكويت العام الماضي اكثر من 13 الف حريق، اي 36 حريقا كل يوم، وألحقت خسائر بمئات ملايين الدنانير، وفقد 185 شخصا ارواحهم، واصيب 1538 باصابات مختلفة، ويعتبر هذا بحكم الكارثة، ويعني احد امرين، او كليهما: اما ان الامة جاهلة بشكل عام، ولا تعرف كيف تحتاط وتتقي حوادث الحريق، او ان هناك تقاعسا شديدا من قبل الادارة العامة للاطفاء في القيام بواجبها سواء من ناحية توعية المواطنين بمخاطر وقوع الحرائق، او في عدم قيامها بمهام الرقابة الفعالة!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

محمدين

يعتقد الأطفال بأن أمن الوطن مجرد لعبة من ألعاب الـ «بلاي ستيشن»، بحيث تستطيع أن تقتل الناس وتحرق المدن ثم تنتقل إلى لعبة أخرى. تسلية وتمضية وقت ليس إلا.
الإعلان القاتم المنشور في إحدى الصحف والذي يدعو إلى التجمع في ساحة الإرادة للمطالبة بمنع النائبين عبد الصمد ولاري من دخول البرلمان، هو بمثابة «مرحلة» في اللعبة متعددة المراحل، وهي بالتأكيد ليست المرحلة الأخيرة بل كانت ستعقبها مراحل أخرى لولا تدخل وزارة الداخلية قبل اشتعال عود الثقاب بلحظات. متابعة قراءة محمدين

سامي النصف

جذور مشكلة الولاء البديل

فور وقوع أحداث سبتمبر 2001 استضافنا برنامج الاتجاه المعاكس للحديث حول ما حدث، وكان الضيف الآخر هو النائب جمال حشمت من مصر وقد أظهرنا آنذاك فداحة الجرم وألقينا باللائمة على الإرهابي ابن لادن وما ان وصلت الكويت حتى سمعت عتبا شديدا من إخوة وأحبة كانوا موالين آنذاك لذلك الإرهابي ومنهم دكاترة وأطباء كنت أعتقد ان ألاعيب ذلك المنحرف لا تنطلي عليهم.

ومع انتهاء حرب صيف 2006 التي دمرت لبنان استضافنا كذلك برنامج الاتجاه المعاكس، وكان الضيف الآخر هو د.أنيس نقاش وقد ألقيت باللائمة على القرار غير المدروس وغير المتشاور فيه من الحزب المعني مع الحكومة الشرعية في لبنان كي تأخذ استعداداتها وقد تلا ذلك رد فعل مضاد من إخوة وأحبة آخرين مشابهة لرد فعل الأولين، وقد أظهرت الحادثتان ان هناك من يرتضي بطيبة نفس نقد وطنه وحكومة بلاده «الكويتية» إلا أنه ينتفض ويغضب ويثور عند المساس بشخصيات خارج الحدود لا تشاركه المواطنة.

إن السكوت عن الولاءات البديلة سواء ما هو مختص منها بما هو «فوق الوطن» أي الولاء لدول وقيادات وأحزاب خارجية او ما هو «دون الوطن» أي تقديم ولاء العائلة والطائفة والقبيلة على الولاء للوطن، هو خطر داهم سواء بسواء، فقد دمر نصف بلدان الإقليم بسبب الولاء الأول كحال لبنان والعراق وفلسطين، كما دمر النصف الآخر بسبب الولاء الثاني، والصومال وكينيا ورواندا دلالة أخرى على ما يحدث عند تقديم المصالح الصغيرة على مصلحة الوطن.

إن السكوت عن خالد العبيسان وكاتب قميء آخر يستخدم المنتديات والفضائيات لإظهار التعاطف مع صدام ومثله السكوت عن «المحرضين» على قتل وسفك دماء جنود ومواطني حلفائنا الموجودين على أرضنا – برضانا – لحماية وطننا، كان الشرارة الأولى التي أدت الى ما يحدث هذه الأيام، والمفروض ان يتفهم الجميع أن الحل هو رفض تلك الممارسات سواء بسواء، لا السكوت عنها حتى تستفحل الظاهرة وتحترق الكويت قربانا لأجندات ورغبات الآخرين.

في الوقت ذاته علينا ان نكف عن منهاجية الحروب «المستدامة» التي لا تنتهي، وقد تفرض علينا مصلحة الوطن أن تطفأ الأنوار على قضية مجلس التأبين مادامت قد وصلت للقضاء حتى نفوّت الفرصة على الأعداء ممن قد يكونون قد قصدوا وأرادوا تماما هذا الانشقاق الذي نساعدهم على تحقيق مآربهم بالنفخ في رماده كل صباح.

وعلينا ان نتوقف عن التعسف في العداء للولايات المتحدة واسرائيل، فتحت تلك الرايات الزائفة تختفي الوطنية ويشجع الانحراف والولاءات البديلة، ولنضع – كويتيا – في كفة ما قامت به الولايات المتحدة من دعم للتنمية وتدريس أبنائنا وشراء نفطنا بأغلى الأسعار والحفاظ على استثماراتنا وتحريرنا وإسقاط صدام، ولنضع مقابلها ما قام به الجاران العراق العربي وإيران الإسلامية من قتل وغزو وإرهاب وخطف طائرات وتفجير سفارات.. إلخ، ثم لنضع بالمثل – كويتيا – ما قامت به اسرائيل منذ نشأتها رغم محاربتنا لها وما قامت به المنظمات الفلسطينية المختلفة من إرهاب وتفجير وقتل للكويتيين في المقاهي والسفارات ودعم للغزاة، ولنقرر مع أي من الكفتين يفرض ولاؤنا للكويت ووطنيتنا ان نحافظ على عدم إظهار العداء له والحرص على صداقته؟!

آخر محطة:
لم أسمع أجبن ممن ينصحني قبل أي لقاء إعلامي بالقول «لا تدافعوا عن أميركا»، إذا لم ندافع عمن حررنا ومنع ان نصبح مشروع شعب مشرد آخر، فعمّن ندافع إذن؟! شاهت الوجوه!