احمد الصراف

العالم 100 فرد

يبلغ سكان الارض 6 مليارات ونصف المليار تقريبا، ولكن لو افترضنا ان العدد 100 فرد فقط لوجدنا ان البشرية ستبدو كالتالي:
57% آسيويون، 21% اوروبيون، 14% اميركيون، من الشمال والجنوب و8% افارقة، ولتبين لنا كذلك ان 52% اناث والباقي ذكور، وان نسبة الملونين من المائة هي 70. إما 30% فقوقازيون، ولوجدنا ايضا ان 6% فقط يمتلكون 59% من ثروات العالم، وجميعهم يعيشون في اميركا، وان 80% من سكان العالم يعيشون في حالة مزرية، ولتبين لنا ايضا ان 70% منهم غير متعلمين و50% لا يجدون الطعام الكافي، وان واحدا سيموت كل يوم، وسيولد اثنان في اليوم نفسه، ولدى واحد في المائة فقط جهاز كمبيوتر، وبين المائة واحد يحصل على شهادة جامعية.
وبالتالي لو نظرنا الى العالم بملياراته الستة والنصف بهذا المنظار، لوجدنا ان الجنس البشري بحاجة ماسة للتكاتف والتضامن والتفاهم والصبر بعضهم على بعض، واننا جميعا بحاجة اكثر للتعلم بعضنا من البعض وان نحب الاخر. فلو قمت من نومك غدا وانت بصحة جديدة، فانت اكثر حظا من مليون فرد لن يمر اسبوع الا ويكونون قد فارقوا الحياة.
واذا لم يسبق لك ان عانيت من مآسي الحروب او دخلت السجن او تعرضت للتعذيب او الجوع، فانت اكثر سعادة وحظا من 500 مليون انسان يتعرضون في اي لحظة لهذا النوع من العذاب والالم والخطر.
واذا كان بامكانك ممارسة ديانتك بالطريقة التي ترغب فيها والدخول الى دار عبادتك من دون خوف على حياتك او ان تعتقل، فأنت اكثر سعادة من ثلاثة ملايين شخص في العالم لا يمتلكون هذا الحق، ولا ننسى هنا حادثة مسجد البهرة وغيرها المئات.
واذا كان لديك طعام في البراد وزوج احذية وفراش تنام عليه وسقف يؤويك ولا تشعر بالبرد القارس فانت اكثر سعادة وغنى من 75% من سكان المعمورة، اما اذا كان لديك حساب مصرفي وفي محفظتك بعض النقود فانت واحد من 8% فقط من سكان الارض.
واذا كنت تقرأ الآن هذه العبارات فهناك مئات الملايين الذين لا يستطيعون القيام بذلك، لسبب او لآخر، وقديما قيل عليك بالعمل وكأنك لست بحاجة للمال، وان تحب وكأنك لم تذق طعم الفشل، وان ترقص وكأن لا احد يراقبك وان تغني وكأن لا احد يسمعك، فالحياة جنة وومضة من السعادة!!
اذا اعجبك هذا النص اطلب من سبعة على الاقل من احبابك او اهلك قراءته او قم بالطلب من شريك حياتك الاطلاع عليه، وان لم تفعل ذلك فلن يحدث لك شيء.
على العموم دع القلق وابدأ الحياة، فانت لا تعرف كم انت صاحب حظ عظيم في هذه الحياة المليئة بالشرور والمشاكل والفقر والمرض.

ملاحظة: بينت دراسة لمعهد «غالوب» ان نسبة الراديكاليين في العالم الاسلامي تبلغ 7%، ولو طبقنا النسبة على العرب المسلمين لوجدنا ان عددهم لا يزيد على 20 مليونا وهؤلاء يعتقدون جازمين أنهم افضل من ستة مليارات و500 مليون من البشر!! ولو علمنا ان الغالبية الساحقة من البشر عراة فقراء معدمون اميون من غير دواء ولا طعام ولا تعليم!! فهل نظرة راديكاليينا الدونية لهؤلاء المعدمين المرضى والمعوزين تستحق اخذها بالاعتبار واحترامها، هذا على افتراض ان هؤلاء المسلمين الراديكاليين هم حقا افضل من غيرهم؟

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

الهاربون من الحياة… أيضا!

 

نقلت قبل مدة، صورة لوضع الشباب والناشئة في كثير من مناطق البلاد، وخصوصا في قرى المحافظة الشمالية، إذ يعز على الكثيرين أن يجدوا مرفقا شبابيا ثقافيا أو رياضيا أو اجتماعيا يلم شتاتهم ويستقطبهم ليمنحهم ما ينفعهم…

هؤلاء، الذين يحتاجون إلى رعاية الدولة، ليسوا سوى أناس لهم كل الحق في أن تكون لهم مرافقهم كونهم شبابا وناشئة وأطفالا أيضا، وفي المقابل، نقلت صورة أولئك الشباب الضائع، وأسميتهم «الهاربون من الحياة»، وكنت قد وعدت بمواصلة الموضوع، وهذا هو لقاؤنا الثاني المتعلق بقضية الشباب في القرى، وتعالوا وانظروا معي إلى هذه الصورة: في غاية الانسجام كان ذلك الشاب الذي جلس القرفصاء على كرسي طويل في إحدى الحدائق الصغيرة الحديثة الجميلة بإحدى القرى… متأملا إلى أبعد درجات ومعاني التأمل… هادئا لا يتحرك من شدة هدوئه… كأنه يتذوق تلك اللحظات بكل ما فيها من سعادة ورونق وألق ومذاق لا مثيل له… من حسن الحظ لم يكن هناك إلا قلة من الأطفال الذين راح بعضهم يلعب في حوض الرمل، فيما كان الآخر يتمايل مسرورا على الأرجوحة… أما هو فقد كان في تأمله الذي لم يتوقف… مضى الوقت، ولم تنتهِ لحظات التأمل… لكن أتدرون لماذا كل هذا؟

لأن الأخ، قد انتهى للتو من أخذ حقنة من المخدرات! أو ربما ابتلع قرصا من الأقراص التي تنتشر بين الشباب هذه الأيام، وأكمل وقته جالسا كالصنم، اللهم إلا من بعض أنفاس تروح وتجيء!

كيف بالله عليكم تكونت هذه الجرأة واللامبالاة لدى هؤلاء لكي يتعاطوا المخدرات في الحدائق ويشكلوا خطرا حتى على الأطفال؟ لابد من أن يكون هؤلاء تحت أعين المراقبة والصرامة من جانب الجيران، لأنهم يمثلون خطرا على الجميع… وإذا كان بعض الناس في بعض القرى قد عملوا منذ سنين على رفض دخول الدوريات الأمنية مناطقهم (وهذا حصل بالتأكيد في بعض المناطق)، فعليهم الآن أن يتعاملوا مع مروجي ومدمني المخدرات الذين يسرحون ويمرحون بكل حرية وطمأنينة.

هنا، تجد سيارة متوقفة خلف بيتك وفيها مجموعة من ثلاثة إلى أربعة من الشباب، وكل واحد منهم يحقن الآخر… هناك، بالقرب من منطقة الزرايع، وكر للحشاشة… وفي زاوية من المقبرة، وكر آخر!

في البحرين، وطبقا لما يقوله العارفون، فإن الفئة العمرية بين 15 و30 سنة هي الأكثر عرضة للإدمان ولديها استعداد عال للوقوع في الإدمان، ولهذا، يصبح دور الأسرة والمدرسة والمجتمع أيضا مهما في الاكتشاف المبكر حتى لا نخسر المزيد… ففي النصف الأول من العام 2007 توفى 12 شخصا، وفي العام الذي سبقه، أي في العام 2006، فإن عدد المتوفين بلغ 35 شخصا من بينهم 19 امرأة، بسبب جرعة مخدرات زائدة.

وسواء كانت الجرعة زائدة أم قاصرة، المشكلة ليست هنا! المشكلة تكمن في أن ظاهرة تعاطي المخدرات، تحصل على «الدلع» من هنا وهناك، بأنها لا تشكل ظاهرة، ولا تقلق المجتمع ولا… ولا… وهي تزداد يوما بعد يوم لتستقطب الهاربين من الحياة…

متى نحذر؟… الله أعلم!

د. شفيق ناظم الغبرا

حملة انتخابية جديدة وكويت المرحلة المقبلة!

مع وجود العدد الكبير من الناخبين في كل دائرة سوف يكون من الصعب ممارسة شراء الأصوات. الفائزون في الانتخابات المقبلة سيحتاجون إلى الكثير من التحالفات الجوهرية، وإلى كتل سكانية تساند طرحهم وتوجهاتهم. في الوقت نفسه سوف يكون هناك من التناقض والاختلاف بين كل فئة وأخرى في كل دائرة بحيث لا يستطيع المرشح إلا أن يطرح قضايا يجمع عليها الناس ويقبل بها الكثيرون من الناخبين والناخبات. هكذا يجب أن تكون الأطروحات أكثر وضوحاً وبساطة من السابق في تعبيرها عن مطالب جوهرية، ويجب أن تكون شعاراتها أكثر تلخيصاً لما تريده الدائرة وسكانها. متابعة قراءة حملة انتخابية جديدة وكويت المرحلة المقبلة!

سامي النصف

الخارطة الزرقاء الجديدة للمجلس القادم

هناك حقائق جلية هي كالشمس الساطعة لا يجوز ان يغطيها منخال «نظرية المؤامرة» المعتادة واقاويل «كراهية الديموقراطية» المزعومة و«محاربة الدستور» الساقطة، وضمن تلك الشمس تظهر حقيقتان مؤثرتان، الاولى التوقف المتكرر للمسيرة الديموقراطية في الكويت مما يظهر وجود اشكالات مؤسسية يجب التعامل معها لمنع ذلك التوقف مستقبلا، وثانية الحقائق «الشمسية» هي تأثير الطريقة الخاطئة التي نتعامل بها مع الديموقراطية مع مسيرة التنمية في البلاد حتى سبقتنا بمراحل الدول المجاورة التي بدأت مسيرتها بعدنا بما يقارب عقدين او ثلاثة عقود من الزمن.

لقد اخطأنا كناخبين في السابق في اختيار من يمثلنا، فقد اعتمدنا في كثير من الاحيان على اختيار الخطاب الغاضب المتأزم الذي يوعدنا بشكل مسبق بانه سيعادي الحكومة – التي لم تشكل بعد – ويعرقل كل مشاريعها التي تستهدف في النهاية خدمة الوطن والمواطن، والغريب في هذا الطرح ان من يقوم بالعرقلة المستدامة هو من يقوم في الوقت ذاته بلوم الدولة على قلة الانجاز.

ان علينا في شهر مايو المقبل ان نقرر هذه المرة ما نريد حقا، فاذا ما وددنا ان تستمر عمليات التأزيم والحل والاستجوابات وتعطيل عمليات التنمية وان نصبح فرجة للقريب والغريب كما هو الحال في السابق فلنا ان نختار من يقدم لنا هذا الخيار «المتأزم» على طبق من ذهب في ندواته الانتخابية.

اما اذا اردنا كناخبين لقطار التنمية والعمل والانجاز ان يتجه سريعا للمستقبل المشرق بعد طول توقف، وان نشهد للمرة الاولى منذ بدء العملية الديموقراطية في اوائل الستينيات لعبة سياسية هادئة منجزة لا عراك ولا شجار ولا خناق ولا الفاظ نابية فيها يتفرغ من خلالها رجال السلطتين وخلفهم الشعب كافة للعمل الجاد في محاولة للحاق بقطار الدول المجاورة، فعلينا ان نمزق الخارطة الزرقاء السابقة وان نختار هذه المرة خارطة طريق جديدة نقوم من خلالها بانتخاب الحكماء والعقلاء والاكفاء والامناء والكاظمين الغيظ، فلن يتغير حال البلد الى الاحسن ما لم نغير نحن الناخبين اختياراتنا.

ولا يعني هذا الامر على الاطلاق ان نختار الفاسدين والمتجاوزين كما لا يعني في الوقت ذاته الا نختار اكفاء وامناء اخطأوا السبيل فيما مضى متى ما اشعرونا عبر ندواتهم الانتخابية بأنهم تغيروا ولا يرومون التأزيم هذه المرة كما لا يودون الاضرار ببلدهم عبر استهدافهم المسؤولين وصرفهم عن التفرغ لمسؤولياتهم الجسام عن طريق التدخل في صلاحياتهم الدستورية وتقصدهم بالاسئلة والاستجوابات الكيدية.

آخر محطة:
للمعلومة، لا يوجد بلد في العالم يرضى ويقبل بفرعيات تقوم على معطى عصـــبيات الدم او القرابة او العنصر او الطائفـــة، وامر كــــهذا لا يمنع على الاطــــلاق «التصفيات» الســــياســـية بين المرشحين القائـــمة على الكفاءة والامانـــة والقدرة على الاقــــناع التي يتساوى امامها الجمـــيع دون النظر الى اصلهم وفصلهم، لذا نرجو ان نبتــــعد جميعا عـــن ممارســـات يجرمها القانــــون وتضر بوحدتنا الوطنــــية وتقمع الشرائح الصغيرة الجميلة.

احمد الصراف

الانقلاب عند التسعين

سبق ان اصدر السيد يوسف القرضاوي، مفتي تلفزيون «الجزيرة» المصري المولد القطري الجنسية المنتمي للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين وأحد أكثر قادته تشددا، عدة فتاوى أجاز فيها قيام الشباب المسلمين بالعمليات الانتحارية!، ولكن اصيب السيد القرضاوي بالمرض أخيرا ونصحه الاطباء بتلقي العلاج، اما في اميركا التي رفضت مجرد مناقشة منحه الفيزا، او في بريطانيا، ولكن هذه منعته من دخولها لانه سبق وان افتى بجواز القيام بهذا النوع من العمليات الانتحارية التي تسبب الكثير منها في قتل ابرياء لاذنب لهم!!
قامت قناتا «الجزيرة» و«حوار» ببث كلمتين للسيد القرضاوي بتاريخ 28-2 فيما يتعلق بخلفية رفض دخوله بريطانيا على ضوء فتاواه العديدة السابقة التي كانت تبيح، لا بل وتحبذ القيام بالعمليات الانتحارية، فقال في الاولى: انا معروف في العالم الاسلامي بأنني داعية للوسطية، فهم (البريطانيون) امسكوابقضية معينة عن العمليات الاستشهادية، ولست وحدي من افتى، بل اكثر من 300 عالم، وانا لا اجيز العمليات باطلاقها بل احبذها للضرورة، وفي وجوه معينة مثل اخواننا الفلسطينيين للدفاع عن انفسهم بأن «يقنبلوا» أنفسهم، وربنا أعطاهم هذا كنوع من التعويض الإلهي العادل (!!)، لأن لا سلاح عندهم يدافعون به عن أنفسهم. اما في العراق فعندهم اسلحة شتى يستطيعون ان يستخدموها ضد اعدائهم!! (وهذا يعني عدم جواز قيام العراقيين بالعمليات الانتحارية)!!
وفي المقابلة الثانية التي حاول فيها التخفيف من حدة مواقفه السابقة والمخالفة لكل ما عرفه ودرسه وخبره المسلمون على مدى اكثر من 14 قرنا قال: انا انكرت على بعض اهل الخطاب الديني الذين يدعون لاهلاك اليهود والنصارى والقول اللهم اهلك اليهود والنصارى هذا لا يجوز، لان لدينا يهودا ونصارى في بلادنا (!!) كيف ندعو عليهم ونقول اللهم يتم اولادهم اللهم واحرق زرعهم وخرب ديارهم، من قال هذا؟ هذا ليس في القرآن ولا من الحديث.
انا انكرت على البعض الذين يقولون ان اليهود نسل القردة والخنازير (!) عندما ربنا مسخ بعض البشر قردة وخنازير، انتهى نسلهم خلاص (!!)
لا يسعنا الا تقديم الشكر للسيد القرضاوي على هذا الانقلاب الكبير على السابق من آرائه ومواقفه، ولو جاءت هذه الآراء قبل نصف قرن مثلا لغيرت الكثير ولما قتل الكثير!!
المحير في الامر ان يأتي شخص في مثل عمره وقد قارب التسعين ليقول مثل هذا الكلام الآن، فما الذي غير من فكر هذا الاخونجي العتيق الآن؟ هل هو المرض أم تأنيب الضمير؟

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

بحسب الرقبة

ما الذي تحمله أدمغة البعض، عقول أم جلد مغشوش؟ أينما ذهبت يبادرني الناس بسؤالهم القديم الباهت: ما الفرق بين الانتخابات الفرعية للقبائل والانتخابات الفرعية للتكتلات والحركات السياسية؟ فأجيبهم: تماما كالفرق بين موانئ دبي العالمية وموانئ الكويت التي تحولت إلى جاخور، الخالق الناطق توأم.
الفروق كثيرة، وسأضرب لكم الأمثال على بطونها: في الحركات والتكتلات السياسية لك الحرية في التنقل فيما بينها متى ما أردت، أو على الأقل، لك الحق في الاستقالة من التكتل متى ما شئت، أما بالنسبة للقبائل فلا يمكن التنقل من واحدة إلى أخرى، ولا الاستقالة من القبيلة، حتى ولو استصدرت أمرا من هيئة الأمم المتحدة. بمعنى، أن القرار ليس قرارك، أنت وُلدت فوجدت نفسك أحد أبناء قبيلة ما. ثم إن أبناء القبيلة لا يجمعهم فكر واحد. ما يجمعهم فقط هو الدم. ولذلك نجد أكثر الحِكَم انتشارا في أوساط القبائل هي: «ما لك إلا خشمك لو هو عوج». أي أن هذا هو قدرك الذي لا مناص منه. قضي الأمر! في حين أن ما يجمع أعضاء الكتل والحركات السياسية هو الفكر في الغالب الأعم… أقول هذا الكلام وأنا أفخر بانتمائي لقبيلة عرف عنها «قتل الجبان من أبنائها»، قبل ظهور المحاكم الجنائية. متابعة قراءة بحسب الرقبة

سامي النصف

نحو كويت جديدة.. الحكومة القادمة

لا نتحدث عن الأشخاص فتشكيل الحكومة بيد أمينة لا تعرف المجاملة حين تمس مصالح الشعب الكويتي وللجميع ثقة مطلقة بمن سيختاره سمو أمير البلاد، حفظه الله، لتشكيل الحكومة القادمة ولن يخرج رئيس الحكومة بالطبع عن كونه ابنا من ابناء الكويت البررة المقتدرين والاكفاء.

فما يهمنا بعيدا عن الاشخاص هو النهج والوسيلة التي توصلنا ضمن كويتنا «الجديدة» الى الاسراع بتحقيق آمال واحلام الشعب الكويتي وقيادته السياسية في ايجاد بدائل للنفط – موردنا المالي الوحيد – فالفرص تمر علينا سريعا كالسحاب، والمزنة التي لا نقتنصها ستمطر بالقطع عند غيرنا خيرا عميما وقد شهدنا كيف امتلأت وعمرت ديار الآخرين بالأموال الكويتية وفي الوقت نفسه لم نر اموال الآخرين تعمر بلدنا.

أول ما نطمح إليه في الحكومة القادمة ان تتكون من الاكفاء والأمناء والمفكرين والمنظرين من اصحاب القدرة على قول الحق والدفاع عن مشاريع الحكومة المنضمين لها، اي حكومة ناطقة لا صامتة، فقد حان وقت اسقاط اكذوبة اخرى تحاول ان تستغل سكوت السلطة امام الناس وتصورها بدور الشرير والمتآمر الذي لا ينام الليل في بحثه الدؤوب عما يضر الوطن والمواطن، في وقت يصور فيه المعارض بدور البطل المنقذ، ان اسقاط تلك الصورة النمطية المتوارثة سيضمن ضغط الناخبين على النواب لدعم مشاريع الحكومة الهادفة لخدمتهم بدلا من عرقلتها كما يحدث هذه الايام.

وللحكومة القادمة ان تتشكل ضمن خيارين محددين، الاول هو تعزيزها وتقويتها عبر اختيار وزراء من جميع الكتل دون «استثناء» لضمان اكثرية برلمانية مطلقة، كما يجب الاعلان وبكل شفافية عن اي توجه سياسي يرفض دخول الحكومة وخدمة الشعب وتطبيق برامجه الانتخابية وهو ما يعني ان لذلك التوجه تخطيطا مسبقا للتأزيم والدغدغة الضارة والهجوم على الحكومة دون ايجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها ناخبوه كما يظهر عزمه «الخفي» على اشغال البلد مستقبلا بالاستجوابات والازمات المتلاحقة كي يعرف كل مواطن وناخب في نهاية المطاف حقيقة الامور.

البديل الآخر في حال تعذر الاول هو ان يتم تشكيل حكومة تكنوقراط من محايدين يقفون على المسافة نفسها من كل الكتل السياسية، وان يطلب على الفور، وبشكل علني وعبر ميثاق شرف يهدف صالح الوطن والمواطن، اعطاء الوزراء مدة عام على الاقل قبل محاسبتهم فلم يعد مقبولا ان يبني النائب ما يعتقد انه «عرسه» او «مجده» عبر تقصد هذا الوزير او ذاك بالاستجواب ويعرقل بالتبعية عمليات التنمية ويضر كما حدث مرارا وتكرارا بالوحدة الوطنية.

آخر محطة:
نرجو ان تتقدم الحكومة في اول دور انعقاد ببرنامج عملها سحبا للبساط من خصومها، وكيف حقيقة لحكومة ان تعمل دون برنامج عمل؟!

سامي النصف

وما الذي أسقطه الحل؟

أول الأمور التي أسقطها حل الأربعاء الماضي أكذوبة وأسطورة مقولة «الحل غير الدستوري» المتكررة، فقد اتضح بما لا يقبل الشك أن القيادة السياسية في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تلعب فقط من خلال الدستور وليس خارجه، ومن نافلة القول ان الزمن لو عاد لكان حل مجلسي 76 و86 دستوريا حيث لم ينجز الحل غير الدستوري شيئا بل أصبح شماعة و«خيال مآتة» وقميص عثمان جديدا يتباكى حوله المتباكون بدموع التماسيح على الديموقراطية محاولين صرف الأنظار عن أخطائهم الجسيمة في حق الوطن والدستور و..الديموقراطية.

وينبني على هذا المعطى الذي أكده سموه في اكثر من خطاب سياسي ولقاء إعلامي معلن ومكتوب ان تسقط إلى الأبد نظريات «التآمر على الدستور» و«تفريغ الدستور من مضمونه» واسطوانة «الحل غير الدستوري» المشروخة والمتكررة والترشح تحت شعار غير مسبوق في الديموقراطيات الاخرى وهو «الحفاظ على الدستور».. الخ.

إن الدستور الكويتي واحترامه أمر باق إلى الأبد وقد التزمت به القيادة السياسية قولا وفعلا، فليتم إخراجه كذلك إلى الأبد من المخيمات والندوات الانتخابية المقبلة، وليستبدل بالتركيز على برامج ومشاريع تمس متطلبات الشعب الكويتي قاطبة من تعليم وصحة وتوظيف واسكان وأمن ونهج أمثل لصرف مدخراته المالية التي ضاعت جميعا في خضم الازمات السياسية الطاحنة الممجوجة.

ومما أسقطه الحل الدستوري منهاجية الغوغائية في القول والعمل والتطاول بالألفاظ النابية على المسؤولين والانحدار بمستوى الخطاب اللفظي والسياسي، والتي امتدت حتى الى المواطنين، حيث يلحظ المراقبون كثرة ووفرة الدعاوى القضائية المقامة على بعض النواب ممن يستغلون الحصانة النيابية التي لم تخلق قط لمثل تلك التعديات على الآخرين، وقد أتى الحل ليقول باسم الشعب الكويتي كافة: «كفى»، فلن يسمح بخروج اللعبة السياسية عن اطارها السليم والصحيح، ولن تصبح الديموقراطية الكويتية العريقة «القدوة السيئة» للديموقراطيات الناشئة المقبلة للمنطقة.

وقد أسقط الحل منهاجية إساءة الظن بالآخرين وعرقلة مشاريع الدولة الهادفة لخدمة المواطنين وإخراج الاستجوابات عن مقاصدها الخيّرة واستهداف المسؤولين على هوياتهم لا إنجازاتهم، ومحاولة تقديم مصلحة النائب الشخصية وإبراز نفسه اعلاميا وانتخابيا على مصلحة الوطن، وكم من مكاسب للشعب الكويتي حصدتها طلقة الاربعاء الصائبة!

آخر محطة:
وفت وكفت وزارة الإعلام بشقيها التلفزيوني والإذاعي في تغطية الاحداث المتلاحقة وقد دعمها في هذا النهج الإعلامي المحلي الخاص المرئي والمقروء فلم يحتج احد لمتابعة الأخبار من الخارج.

احمد الصراف

أحلام العصافير وشواذ أميركا

حددت وزارة التخطيط، في الدراسة المفصلة التي اعدتها لمشروع بناء مدينة الصبية (مدينة جابرالاحمد) ومشروع تطوير جزيرة بوبيان، حددت برنامجا زمنيا لتنفيذ هذا المشروع المهم والحيوي، وسيقوم «المجلس البلدي» بدوره، وفي جلسة خاصة بمناقشة دراسة وزارة التخطيط خلال الايام القليلة المقبلة. تبين من الدراسة ومن برنامج الوزارة المعنية ان مدينة الصبية ستستوعب اكثر من مائة الف نسمة خلال 25 عاما. وسيرتفع عدد سكانها الى 250 الفا بعد فترة مماثلة، كما ستخلق هذه المدينة الجديدة اكثر من 33 ألف وظيفة جديدة في القطاعين العام والخاص. ولكن كل هذا يتطلب الالتزام ببناء 1500 وحدة سكنية كل عام كحد أدنى. وشددت الدراسة على ضرورة «عدم تأخير تنفيذ المشروع تحت كل الظروف أو لأي اسباب سياسية او أخرى»! وقد حددت مقومات برنامج مشروع الصبية على اساس اتخاذ قرار البدء بوضع التصميمات التفصيلية مع نهاية مارس (!!) وبعدها بسنة يبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع بحيث يصل أول ساكن للمنطقة مع بداية سبتمبر 1987(!!).. يرجى تكملة القراءة فليس في الأمر خطأ مطبعي او ما شابه ذلك، فهذا ما ورد في خبر رسمي نشر في صحيفة الوطن بتاريخ 25 – 1 – 1983، اي قبل اكثر من ربع قرن! ولا تزال مدينة الصبية تنتظر وصول اول القاطنين إليها، ولا تزال منذ 25 عاما الوحدات السكنية بانتظار من يبنيها والشوارع من يخططها والمدارس من يعلم فيها. اما اصحاب الـ 33 ألف وظيفة فقد انتقل الكثيرون منهم للسكن في الصليبخات.. الى الأبد، واختار ابناء البعض منهم اخذ دور آبائهم في طابور الانتظار!
نقول ذلك ونستغرب حقا في مدى تفاؤل البعض بامكان وصول اعضاء مميزين إلى مجلس الامة وحكومة قادرة وفاعلة للتعامل معهم، فلا شيء تغير منذ نصف قرن، ولا شيء سيتغير بعد نصف قرن. لا بل نحن راضون ببقاء الاوضاع على ما هي عليه، فالاحتمال الاكبر انها ستتدهور إلى الاسوأ بكثير!

ملاحظة: الزميل عادل القصار، الكريم في نسبة المئوية، ذكر في مقال الاربعاء ان نسبة الشواذ جنسيا في بعض ولايات أميركا اكثر من 51%. عاد في اليوم التالي وصحح الخطأ المطبعي واكد ان نسبة الشواذ جنسيا في «اميركا» تصل الى 15% وان هذه النسبة لا تعد اتهاما خطيرا بحق مجتمع تلك الدولة، بل نسبة 51% هي الاتهام الخطير!
لا ندري مدى ضرورة ايراد النسبة ان لم تكن تشكل اتهاما خطيرا، ولا ندري من أين استقى الكاتب معلوماته، ولكن نود القول، بناء على تلك النسب، ان 90 ألف عسكري ومدني اميركي من اصل 600 ألف، شاركوا في تحرير وطننا من الاحتلال العراقي كانوا من الشواذ جنسيا! فكيف قبلنا بذلك في حينه؟ كما يمكن تطبيق الامر ذاته على الطواقم الطبية وغيرها العاملة في مستشفيات اميركا التي يرتادها المرضى من الكويت والتي يصل عدد العاملين في بعضها الى 15 ألفا، وهذا يعني ان عدد الشواذ جنسيا من اطباء وممرضي اي منها لا يقل عن الالفين!
ألم يحن الوقت لان نحترم أنفسنا، عن طريق احترامنا للآخرين، وخاصة ان كانوا افضل منا.. بكثير؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

صلوا ركعتين… للقبيلة

وزير الداخلية سيحارب الفرعيات، كما أعلن. جميل جدا، هذا ما نريده ونتبرع بالدم لأجله. لكن لو تمعنا قليلا لوجدنا أن وزير الداخلية «زات نفسو» تم توزيره لأنه من أبناء عمومة رئيس الحكومة، لا أكثر ولا أقل. وبصورة أوضح: يقوم رئيس الحكومة الشيخ ناصر عادة بتوزير أربعة أو خمسة من أبناء عمومته حتى ولو كانت علاقتهم بالسياسة كعلاقتي بالموضة، مجرد معرفة وجه وسلام من بعيد. أي أن الشيخ يبحث عن منفعة أبناء عمومته، لأنهم فقط أبناء عمومته، على حساب البلد وأبنائه، ويحارب أبناء وبنات القبائل إن هم انتخبوا أبناء عمومتهم. أمر غريب… نحن أيضا نحب أبناء عمنا يا شيخ ناصر. لست وحدك من «يصل الرحم». متابعة قراءة صلوا ركعتين… للقبيلة