نرجو من الحكومة المقبلة ان تفعّل وبشكل جاد عملية «اعفاء» الوزراء والمسؤولين المقصرين دون انتظار عمليات الاستجواب النيابية لا أن تضعهم على اكتافها فيغرقون ويغرقونها معهم، كما نرجو ان يتم ابعاد المسؤول غير الصادق ومحدود القدرات عن التشكيل القادم حتى لا يتورط البلد مرة اخرى بأقواله وافعاله.
ضمن ثقافة الماضي الخاطئة كان الناس يهللون ويصوتون للمرشح الذي يقول بشكل مسبق إنه يرفض التوزير الذي لا يمكن ان تشكل حكومة دستورية دونه، وقد اكتشفنا بعد تجارب مريرة ومحزنة ان ذلك القول قد يكون نقيصة في حق المرشح لا اضافة كما يعتقد البعض حيث انه قد يعني رغبة المرشح المسبقة في خلق الازمات والاستجوابات المتتالية التي تعطل حال البلد وتوقف مسيرة التنمية فيه، لننتخب هذه المرة وكنوع من التغيير الايجابي المرشح الموجب – لا السالب او الغاضب – الذي يبدي استعداده للعمل والمشاركة في الحكومة لتحويل اقواله واحلامنا الى افعال.
نرجو ان يركز في اختيار الوزراء على ان يكونوا من الاذكياء والمبرزين في مجال عملهم فمثل هؤلاء يضمنون لنا عدم تكرار صدور قرارات متعجلة يتم النكوص اللاحق عنها بعد اكتشاف الآخرين لنواقصها وهو ما يؤثر بشكل كبير على هيبة الحكومة ومصداقيتها امام الناس، في الدول المتقدمة وفي الشركات العالمية الكبرى يعطى الاذكياء والمتميزون الملايين كي يقبلوا العمل، لدينا وبنفس الراتب يمكن الحصول على اذكى واكفأ الناس او بالمقابل على أسوئهم والخيار لنا.
مع تشكيل كل حكومة جديدة يجب ان يقدم جميع رؤساء واعضاء مجالس ادارات المؤسسات والشركات الحكومية استقالاتهم كي يتاح للوزراء الجدد الاحتفاظ بالأكفاء والمقتدرين والتخلص من الخيارات الخاطئة وما اكثرها في دهاليز مؤسسات الدولة دون احراج وبأسهل الطرق والوسائل، وللعلم فان حداثة التعيين قد لا تعني على الاطلاق الكفاءة والامانة والقدرة المميزة، بل قد تعني ان هناك من «يسخن» الاجواء لأخطاء وكوارث كبرى قادمة، والتلميح اليوم يغني عن التصريح في الغد.
نأمل ألا يكون صحيحا ما تردد عن عزوف نواب افاضل امثال صالح الفضالة ومشاري العنجري واحمد باقر عن الترشيح، فالثلاثة اداؤهم متميز جدا ولا غنى للمجلس عنهم، بالمقابل نسمع عن احتمال عودة النائب الكفؤ والعاقل عبدالوهاب الهارون للعمل السياسي، وأود شخصيا ان يدخل ضمن التشكيلة الحكومية القادمة ان كان ترشيحه سيؤثر على بعض المعادلات السياسية القائمة في الدائرة، بوراشد اضافة حقيقية للعمل السياسي الكويتي ونرجو ان نراه نجما كعادته في المجلس القادم في صفوف النواب او الوزراء لا فرق.
اصوات النساء سيكون لها دور حاسم في دفع العقلاء والحكماء للمجلس، فهذا ديدن النساء ممن يغلب على ادائهن في جميع انحاء العالم الرزانة والهدوء وعدم التأثر بالاطروحات المدغدغة، نرجو ان تضم بعض القوائم الرجالية اسماء نسائية كي تفيد وتستفيد، ولتكسر الموروثات العربية الخاطئة تجاه النساء والتي تتسبب في بعض الاحيان في عدم فوزهن بالانتخابات النيابية حتى نشعر هذه المرة اننا في الكويت «غير» بطريقة ايجابية لا سلبية.