في خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله الذي افتتح به دور الانعقاد الثالث لمجلس الامة أواخر شهر اكتوبر الماضي كثير من التوصيات والنصائح والتوجيهات السامية التي لو تم الاستماع لها لما وصل الوضع السياسي في البلد الى ما وصل اليه الاسبوع الماضي، والذي انتهى بالحل الدستوري الذي أفرح الناس.
فنقرأ ضمن سطور ذلك الخطاب المهم الموجه الى نواب الأمة الافاضل ما نصه: «ضرورة العمل بأسلوب يدعو الى احترام الآراء وحسن الظن بالآخرين، والعمل على توحيد الصفوف في اطار التعاون واحترام الدستور، فقد أولاكم الشعب الكويتي ثقته حين اختاركم ممثلين له لتحققوا طموحاته وآماله، نحن وطن يسوده الأمن والأمان والعدالة، ولا يجوز لمن أنيط بهم الحفاظ على الدستور والقوانين تجاوزها».
ويستطرد سموه في القول «إخواني، ان التعاون بين السلطتين واجب دستوري ومطلب وطني، ومن الاهمية لتحقيق التعاون المطلوب أن تكون الحدود بين السلطات واضحة، وأن تلتزم كل سلطة حدودها الدستورية، فلا يجوز لأي سلطة أن تتجاوز على اختصاصات السلطة الاخرى، وحماية الدستور تكون بالالتزام بأحكامه في القول والعمل، وما شهدناه من خلاف وتجريح واختلاق لأزمات وفتن تعصف بوحدتنا الوطنية، إنما كان نتيجة لعدم احترام النصوص الدستورية وتجاوز الصلاحيات الواردة فيه».
وعن إحباط الشعب الكويتي بسبب ما يدور تحت قبة البرلمان من أزمات ومهاترات وتجريح للمسؤولين مما أدى الى ما لاحظه المراقبون السياسيون من دعم شعبي واضح وصريح لقرار الحل الاسبوع الماضي، أتى ذلك في الخطاب المهم ما نصه: «لقد شعر أبناء وطنكم وهم يتابعون أعمال مجلسكم الموقر بالكثير من المرارة والاحباط نتيجة لانعدام التعاون وافتعال الازمات وتواضع الانجازات، فحددوا أولوياتكم وقدموا الافعال على الاقوال، فما أضر الامم أكثر من الجدل وقلة العمل، ولتكن انجازاتنا أكثر من طموحاتنا وتحقيق المصلحة العامة هو غايتنا وهدفنا».
وفيما يخص وحدتنا الوطنية: «إن وطنكم يمر بتحديات عظيمة في الداخل والخارج، وهو بحاجة الى تماسك أبنائه ووحدة صفه وتلاحم مجتمعه، وترسيخ مبدأ الولاء الوطني بين فئاته والابتعاد عن كل ما من شأنه بث روح الفرقة والوقوف بحزم امام من يحاول النيل من وحدته الوطنية، وعلينا أن ندرك ما تصاب به الامم حينما يكون بأسها بين ابنائها شديدا، وعلينا جميعا أن نحفظ أمنه واستقراره».
إن خطاب الحل يوم الاربعاء الماضي أتى من قائد اذا ما قال فعل، ولم يخرج الخطاب الأخير عما اشار اليه سموه وحذر منه في خطاب خريف 2007 فليت البعض سمع وعمل آنذاك بتلك التوجيهات والنصائح الابوية التي كانت انعكاسا مخلصا لنبض الشارع الكويتي ورغباته، لقد خرج سيف الحسم والحزم والحل الدستوري من غمده، ولن يرجع حتى تستقيم الأمور، هذه المرة وكل مرة.