سيأتى قرار الحل الدستوري الذي سيصدره سمو أمير البلاد ليبدد الإشاعات والأقاويل المغرضة التي يقف خلفها من لا يرضى حتى يخرب البلد ويجلس على تلته، ان شمس الحل الدستوري سيتكرر سطوعها مستقبلا في كل مرة يختطف فيها البلد من قبل المزايدين والمدغدغين والآباء الشرعيين للأزمات السياسية المتتالية المعرقلة لمصالح الشعب والمعطلة للتنمية في البلد.
وبعد الحل يأتي دورنا جميعا كمواطنين وناخبين وضرورة الحرص على اختيار الأكفاء والأمناء ومن لا يتسببون في الأزمات السياسية ولا يتكسبون منها، تلك الأزمات المدمرة المتلاحقة التي تعرقل انفتاحنا وتحولنا الى مركز مالي مرموق في المنطقة، لذا فلنحسن الاختيار هذه المرة بعيدا عن التخندقات والتعصبات والسير خلف من يسودون الصورة أمامنا لإظهار أنفسهم بمظهر الأبطال العظام المنقذين.
وقد استضافنا ليلة أمس تلفزيون الكويت للحديث عن الاشكال القائم ووسائل حله وكانت الإجابة هي ان على وسائل إعلامنا الخاصة والعامة وكذلك مدارسنا وجامعاتنا ان تساهم في خلق ثقافة سياسية جديدة تغلّب العقل والحكمة والمنطق وقلة الانفعال أمام الأحداث، ومن ثم تغيير الموروثات الماضية التي توصل للبرلمان عادة الأكثر غضبا وتأزما بدلا من الأكثر حكمة واتزانا فالأوطان تعمر بالهدوء والسكينة وتدمر بالاختلاف والشقاق وافتراض سوء النوايا طوال الوقت.
وكانت وجهة نظر الضيف الآخر وهو دكتور علوم سياسية وكاتب صحافي ان الاشكالات السياسية ستبقى مادامت الكويت تفتقد الأحزاب والأكثرية البرلمانية، مقابل ذلك المنطق كانت وجهة نظري ان تلك الوصفة ليست حلا على الإطلاق حيث ان حكومات دول كلبنان والعراق والصومال وغيرها تملك الأحزاب والأكثرية البرلمانية إلا أن تلك الوصفة ودون الثقافة السياسية الجديدة المستحقة التي نطالب بها لم تحل شيئا على الإطلاق.
ومثل تلك الوصفة الخاطئة من يرى ان الحل يكمن بالإتيان برئيس وزراء شعبي والحقيقة كالعادة أبعد ما تكون عن تلك الوصفة فجميع الأزمات والمشاكل والاستجوابات التي مررنا بها ما كان لها ان تختفي لو كان «زيد» الشعبي هو من يتقلد رئاسة الوزراء، إذا لم نقل العكس، وان تلك الأزمات كان بإمكانها ان تستفحل وتشل البلد عبر استهداف المستجوبين رئاسة الحكومة بالاستجوابات المتتالية، نريد حلولا لا خيارات تزيد من حدة الاشكالات!
آخر محطة:
(1) الميزة الوحيدة لاختيار رئيس وزراء شعبي هي سحب البساط وكشف حقيقة ان ذلك الخيار لا يغير شيئا كحال تغيير الدوائر الذي «توهق» به هذه الأيام من دعا إليه بالأمس.
(2) في خضم ووسط تلك الأحداث الجسام وغيرها هل وكالة «كونا» للأنباء موجودة لإطلاع المواطنين على آخر الأخبار منعا للاشاعات؟ الحقيقة لا يشعر أحد بوجودها!