النفط 110 دولارات، الذهب يقارب الألف دولار للأونصة في سعر تاريخي، والحال كذلك مع القمح والذرة والأرز التي تضاعفت أسعارها وأصبح حال العالم المتقدم مع العالم المتخلف أشبه بلعبة عض الاصابع الدامية فالغرب يؤلمه الغلاء الذي اصاب العالم، الا انه قادر على التحمل، اما دول الجنوب فمهددة بفوضى سياسية وأمنية لا تبقي ولا تذر على معطى الغلاء الاقتصادي الذي أجاع الجائعين وأساء لعيش البائسين، ما بات يهدد بعشرات الانفجارات الأمنية في كثير من الدول الفقيرة والمكتظة بالسكان.
وإن كانت هناك فائدة وحيدة للغلاء الفاحش والكافر فهي إظهاره الحاجة الماسة لتحديد النسل في دول العالم الثالث البائس، ويرى البعض ان مشاكل كثرة «الخلفة» مسؤول عنها في النهاية رب الأسرة المعنية، والحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك، فالأبناء الزائدون عن الحاجة يمتصون الأموال العامة التي تتكفل بعلاجهم وتدريسهم وتوظيفهم والصرف عليهم حال سجنهم (!) ومن ثم تمتص غلطات الآباء خيرات البلدان التي يجب ان تصرف على الجميع.
إن الوجه الآخر لإزالة التعديات والمخالفات في الكويت يعني تحديد الآباء لعدد الأبناء، فلا يوجد بيت في بلدنا مهما صغر لا يحتوي على 4 – 5 غرف نوم، والواجب ان يكتفي الجميع بهذا العدد الوافي لخلق اسر صغيرة سعيدة يتم الاعتناء بتربية ودراسة ابنائها والصرف عليهم لتطوير ادائهم بما ينفعهم وينفع المجتمع، لا أن يستمتع الآباء بالزيجات المتعددة ثم يضطروا للتعدي على املاك الدولة التي يملكها الشعب كافة لإيجاد مأوى للأعداد المتزايدة من الأبناء.
إن الأمم المتقدمة تخطط لمزيد من الرفاه عبر توزيع ثرواتها المتعاظمة على اعداد متناقصة من السكان، بينما تخطط الدول المتخلفة والفقيرة للمزيد من الفقر والتخلف عبر الزيادات الكوارثية في السكان ثم تلقي باللائمة بعد ذلك في معاناتها المعيشية على حكوماتها القائمة، وكان الله في عون حكومات العالم الثالث على شعوبها التي لا تكتفي من الحنّة والرّنة والشّنة.
آخر محطة:
استمعت لخطاب قائد ثوري «بترولي» قال فيه انهم فشلوا خلال 40 عاما من حكمه المجيد والمديد في صرف عوائد البترول بطريقة صحيحة على الشعب، لذا قرر «نيافته» توزيع عوائد البترول بالتساوي بين الناس بدءا من العام المقبل، حيث سيحصل كل مواطن، حسب قوله، على 20 الف دولار شهريا، اي ان كل عائلة في بلده ستحصد ما معدله 120 الف دولار في الشهر، ومما لاحظته ان احدا لم يصفق او يبتهج بتلك المقولة او البشارة التي ثبت تكرارها كل عام في العقدين الماضيين، والمستغرب ان الخطاب الجاد لم يتم إلقاؤه في… بداية شهر ابريل! عجيبة!