أعتقد ان الرئيس محمد حسني مبارك هو آخر فراعنة مصر العظام وان ما ينجزه على ارضها هذه الايام هو بمنزلة اهرامات جديدة ستظل باقية بقاء الدهر، وفي هذا السياق هناك مفهوم خاطئ يقرن مسمى فرعون او الفراعنة بالطغاة بسبب جور وتعسف فرعون واحد عاصر نبي الله موسى ( عليه السلام ) وأتى ذكره في الكتب السماوية.
ان فراعنة مصر هم حكام عباقرة منجزون مازالت اعمالهم الراقية وعلومهم المتقدمة تحيّر الخلق حتى اعتقد البعض في الغرب ان تلك المنجزات والمعجزات لا يمكن ان يقوم بها بشر وانها لابد ان تكون قادمة من امم متطورة تعيش على كواكب اخرى، وبالطبع لا يمكن لتلك النهضة العلمية والابداع الفني والفلكي والصناعي والهندسي والزراعي الفرعوني ان تتم تحت حكم الطغاة، فذلك امر لا يتماشى اطلاقا مع سنن الخلق.
وعودة لمصر هذه الايام وما شهدته خلال زيارتي لكثير من المشاريع الجديدة من نهضة عمرانية افقية تفوق في مجملها ما يتم بناؤه في منطقتنا الخليجية او عالمنا العربي، ومعروف ان مصر كانت حتى النصف الاول من القرن الماضي مستقرا دائما لكثير من الاوروبيين والاميركان والاتراك والشوام والأرمن والشركس وغيرهم لما تمتاز به من اعتدال في المناخ طوال العام وموقعها الوسطي الفريد في العالم الذي يسهل التنقل منها واليها، وقد عادت مصر مهيأة مرة اخرى هذه الايام لاستقبال الملايين من مختلف اقطار العالم للاستقرار في تلك المشاريع الجميلة الجديدة التي تشتمل عادة على ملاعب غولف وفنادق وڤلل وشقق وسط حدائق غناء ونوافير وحمامات سباحة.
هذا بالطبع اضافة الى المئات من القرى السياحية الواقعة على شواطئ البحر الابيض وخليجي سيناء والبحر الاحمر وجميع تلك المنشآت مستعدة لاستقبال الخليجيين والعرب والاجانب، كما انها مستقر طيب لرجال الاعمال والمتقاعدين وتبقى الحاجة – كالحال في جميع اقطار الدنيا – للحذر قبل الشراء فبعض تلك المشاريع يتعمد اصحابها بناء جنات في جزء صغير منها لزوم التصوير ولاطلاع الزائرين عليها الا انهم يتباطأون كثيرا في انجاز بقية المشروع بعد ان يتورط الناس في الشراء.
آخر محطة:
في عام 1937بني في القاهرة عمارة الايموبيليا التي سميت في حينها بالهرم الرابع والتي اشترك في بنائها 9 مليونيرات مصريين واجانب على رأسهم أحمد عبود باشا، وكانت تشتمل على 370 شقة و27 اسانسيرا وكان بها نظام تدفئة مركزي بالاضافة الى نظام فريد لحرق القمامة وقد كان يسكنها المشاهير من رؤساء الوزارات وقادة الاحزاب وكبار الفنانين حتى تم تأميمها عام 61 من قبل النظام «الستاليني» آنذاك، وقد زرتها قبل الامس وصعدت للطابق 11 لزيارة نادي الطيران المصري الشهير، واقول ان العمارة لم تعد بعد ذلك التأميم تصلح للسكن الآدمي، والخوف ان تقرر الانتحار فتسقط على من فيها!