قانون إزالة الدواوين المخالفة يجب ألا يقارن أو يرتبط بالشاليهات أو القسائم الصناعية في الشويخ وخارجها التي هي شبيهة بتأجير الأراضي العامة لإقامة المزارع والجواخير والاسطبلات ومناحل النحل… الخ، وجميعها قائمة بعقود قانونية مع الدولة، ومعروف ان مستخدمي الشاليهات يدفعون خمسة اضعاف ما يدفعه الآخرون للكهرباء، كما تؤجر لهم الاراضي العامة للدولة بأسعار تعادل عشرات اضعاف ما يدفعه الباقون رغم ان جميع تلك الاراضي تستغل للترفيه في العطل ولا قيمة استراتيجية لها، وجميع المستخدمين هم كويتيون في النهاية.
ومع ذلك أرى انه لا مانع على الإطلاق من فسخ عقود الشاليهات والمزارع والاسطبلات والجواخير والمناحل سواء بسواء وأن يتم توزيع جميع تلك الأراضي على الشركات العامة لخلق منتجعات تؤجر للجميع، ولا علاقة لذلك القرار، إن تم، بقرار إزالة الدواوين الصائب، يتبقى حقيقة ان الشويخ الصناعية تقدم لنا كمواطنين خدمات لا غنى عنها بأسعار معقولة، وأي رفع لإيجاراتها سينعكس في النهاية سلبا على المستخدمين ويزيد من فداحة موجة الغلاء القائمة.
وهل لنا أن نتصور للحظة ما الذي سيحدث فيها لو تم إقرار قانون تأجير الأراضي العامة للدولة لإقامة المزيد من الدواوين عليها؟ في اليوم التالي لذلك القرار لن تبقى قطعة ارض في الكويت لن تقام عليها مبان كيربي لتأجيرها، ومن سيثبت ان تلك المباني هي لدواوين او لغير ذلك؟!
وفي تطبيق قانون إزالة الدواوين فوائد عدة اولها اعادة هيبة القانون بعد طول انتظار، وسنلحظ بعد ذلك جرعة موجبة لثقافة حب العمل والارتقاء بالمهني الكويتي، كما ستقل تبعا لتقليل الدواوين عمليات التأزم السياسي والتخندقات العائلية والطائفية والقبلية التي تعتبر الدواوين احد مراكز تأجيجها.
وقد خُلقت الدواوين تاريخيّا لأزمان غابرة غير ازماننا التي يفترض ان تستغل فيها الثواني والدقائق لتطوير الذات وزيادة الدخل وتنشئة الاولاد، لقد كانت هناك اوقات فراغ طويلة لدى رجال البحر والبر في الكويت القديمة في ظل وجود منازل صغيرة تستغل خلالها الزوجات خروج الازواج للدواوين لتنظيف البيوت والطبخ وتربية الابناء، ان في ازالة الدواوين فوائد جمة للكويت والكويتيين، كما ان السماح بزراعة الارتدادات خير الف مرة من انشاء المباني التي يساء استغلالها.
آخر محطة:
من المؤسف ان زيارة الدواوين قد شغلت الراحل الكبير د.أحمد الربعي عن كتابة عدة مؤلفات تروي سيرة حياته وآراءه ومواقفه تجاه القضايا العامة، ونأمل من ام قتيبة ومن الأبناء والأصدقاء الحرص على ان نرى في القريب العاجل اصدارات وكتبا تبقي ذكرى الربعي العطرة حية في الأذهان بعد ان توقفت مقالاته.