الطائفية حية في الكويت كما هي في أرجاء العالم الإسلامي والعربي كله. فما نشاهد في منطقتنا يعكس أزمة العلاقة بين الطوائف. وقد اكتسبت المسألة الطائفية في الكويت الكثير من الزخم منذ بروز الحركات الدينية السنية والشيعية في أواخر السبعينات. ولكن التعصب القومي العربي في الستينات والخمسينات من القرن الماضي هو الآخر أثار صراعاً بين من هم من جذور عربية ومن هم من جذور فارسية في منطقة الخليج وفي الكويت. ولكن ذلك كان أقل حدة من الطائفية التي فرزت الناس على أسس مذهبية إبان الأعوام الخمسة والعشرين الأخيرة. ويمكن القول إن التحكم السني، على سبيل المثال، في العراق السابق في زمن صدام حسين المقرون باضطهاد الشيعة المنظم هناك قد ساهم في مزيد من الطائفية ليس فقط في العراق، بل في أكثر من مكان في العالم العربي، بما في ذلك الكويت. ففي زمن الحرب العراقية ـ الإيرانية التي اشتعلت عام 1980 تعمقت الطائفية في الكويت لأسباب عدة من أبرزها وقوف الكويت ومنطقة الخليج إلى جانب صدام حسين خوفاً من تصدير الثورة الإيرانية للمنطقة. وقد أدى هذا إلى صراع بين فكر التشيع الديني وبين فكر عربي متعصب غذته الحرب بين العراق وإيران يركز على المواجهة بين أن تكون عربياً أو أن تكون شيعياً. في هذا أصبح الخلاف بين السنة والشيعة في الكويت أكثر خطورة، في تلك المرحلة الحساسة وقعت في الكويت ودول أخرى في المنطقة تفجيرات عدة بتنسيق مع منظمات مدعومة من إيران. في ظل هذه البيئة وقعت تفجيرات السفارات في الكويت، خطف الطائرات وبرز دور عماد مغنية في مرحلة عرفت باسم الإرهاب الشيعي في الثمانينات، وهو الإرهاب الذي مهد للإرهاب السني وإرهاب «القاعدة» في التسعينات. متابعة قراءة المسألة الطائفية في الكويت
اليوم: 3 مارس، 2008
الرد الذكي على الإساءة للنبي ( صلى الله عليه وسلم )
قارئنا الكريم، أنت بالطبع شخص محترم تحرص على سمعتك ومكانتك بين الناس، فماذا يحدث لو كنت تسير في طريق فرعي لا أحد فيه وتعرض لك أحد الأطفال الأشقياء أو السفهاء أو الحقراء من البشر بالسباب والتهم الخارجة المسيئة، ثم انتهى ذلك الطريق الفرعي بطريق رئيسي يرتاده الكبار ومختلف أصناف البشر؟
أنت هنا أمام خيارين، كونك تعرف نفسك ومكانتك الراقية في النفوس وتعرف في الوقت ذاته مكانة ذلك الحقير أو السفيه أو المشبوه الذي يهدف من فعلته المتعمدة الى أن يشوّه سمعتك وينشر الإساءات التي اتهمك بها أمام أكبر عدد من الخلق ومن ثم يعطي لنفسه الشهرة والمكانة التي لا يستحقها بل لربما يستفيد ماليا من الفضوليين والرامين للمساس بمكانتك السامية.
الخيار الأول كما نراه هو أن تتعامل بذكاء وحكمة مع ذلك الفعل، وأعتقد شخصيا – وقد أكون بالطبع مخطئا – أن الحصافة تقتضي ألا توصله لمأربه ومراده وأن تعمد لإفشال مخططه عبر التجاهل التام له حتى تبقى إساءته محصورة في أضيق مساحة، أي السكة التي وقع بها الحدث ولا يعلم بها أحد، ومن ثم يتوقف آخرون في قلوبهم غل عن تكرار ذلك المسعى.
الخيار الثاني المتاح هو أن تبدأ بنشر تلك الإساءات على أكبر عدد ممكن من البشر بقصد إقناعهم بمعاقبة المسيء (الذي قد يرون أنه كان يمارس حريته حسب شرائعهم) ومن ثم تشيع فاحشة قوله وفعله بين الجموع دون ضرر عليه بل قد يصبح ليس فقط من المشاهير بل من الأثرياء كحال سلمان رشدي الذي لم تضره فتوى سفك دمه بل أصبح أكثر الكتاب شهرة وثراء في الغرب، وهل هناك من لا يعرف سلمان رشدي هذه الأيام؟!
وقد زاد الطين بلّة أن ردود أفعالنا – غير الذكية – انحصرت في كثير من الأحيان إما بالحرق والتدمير والقتل في أوطاننا عبر المظاهرات التي تمت أو التهديد بالاغتيال في أوطان الآخرين، ما أساء لسمعة الإسلام، كما أدى لتعرض المسلمين هناك لقطع أرزاقهم وتأكيد مقولة ان التطرف والإرهاب هما «القاعدة» لدى المسلمين وليسا الاستثناء.
وما قوى قناعاتي الشخصية بصحة اختيار طريق التجاهل هو تبني شخصيات منحرفة ومتطرفة كالظواهري وعطوان ومصطفى بكري ومحمد المسفر لخيار التأجيج والتشدد، فهل يعتقد شخص عاقل للحظة أن تلك الأسماء تهدف قط الى الخير والرفعة لصالح الأمة؟!
آخر محطة:
لا أفهم أن ينتقد أحد الكتّاب الأفاضل (خالد السلطان في الوطن) مجلس التأبين ويثني في المقال نفسه على المقبور أسعد التميمي الذي أيد صدام في احتلاله للكويت وكان «القابض» الأول لنشر أفكار الثورة الإيرانية بين الفلسطينيين في الثمانينيات، وهي الفترة التي استشهد بها الكاتب في ثنائه على أسعد التميمي.
برلمانيات يمنية وكويتية
1 – طالب البرلماني اليمني فؤاد دحباس، والمنتمي الى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ــ فرع اليمن، بمنع اقامة حفل فني كان المقرر ان تحييه المطربة السورية أصالة في مدينة عدن. وقال ان اقامة الحفل بمنزلة دعوة للمجون، وانه يمثل مخالفة شرعية و.. دستورية!
من حق النائب وصف الحفل بأنه دعوة للمجون أو الجنون، ولكن ما علاقة الأمر بالدستور، وهل دستور اليمن يتطرق الى مواضيع إقامة الحفلات الغنائية مثلا؟
سنتجاوز هذا الأمر، ونفترض ان اقامة حفل غنائي هي فعلا دعوة للمجون، ولكن ما رأي النائب الإخوانجي بجلسات القات في اليمن؟ هل يعلم مثلا ان 20% من دخل الدولة ينفق على شراء القات، الذي يستورد معظمه من افريقيا، وهل يعلم مثلا ان جلسات القات تضيع فيها مئات ملايين ساعات العمل سنويا من دون فائدة؟!
ان كان لا يعلم فتلك مصيبة، وان كان يعلم فلمَ لم يصف تلك الجلسات بأنها دعوة للتخدير وتضييع المال والجهد والوقت وحتى العقل؟ فكيف اصبح غناء لا يتجاوز بضع ساعات دعوة للمجون.. وفعل تخدير يهدر ملايين الساعات غير ذلك؟ ألا يعني هذا أننا فقدنا بوصلة المنطق منذ قرون طويلة؟
2 – كتعبير عن استياء خالد العدوة، النائب في البرلمان الكويتي، من موقف الدول الأوروبية وأميركا مما يحدث في فلسطين، ومع حركة حماس، فقد قام في فورة حماس غريبة، ولكن غير مستهجنة من خطيب مسجد سابق، وفي جلسة برلمانية علنية في الثاني والعشرين من الشهر الماضي بوصف من لهم الفضل الاول والاخير في تحرير وطنه واعادة كرامته له وتسهيل امره ليصبح نائبا في البرلمان ليشتم الآخرين وينعتهم بما شاء من ألقاب مستنكرة ومستهجنة، قام بوصف اصحاب الفضل من اميركيين وأوروبيين بـ«الأوباش وأولاد الكلب»! وهنا أيضا وأيضا سنفترض أن وصفه صحيح ودقيق! ولكن لو علمنا أننا كمسلمين، وكعرب بالذات، نعيش في غالبيتنا، عالة على العالم وعلى الأوروبيين والاميركيين بالذات، وبما أنهم، حسب قول النائب الكويتي، اولاد كلب واوباش فبماذا يجب ان نصف انفسنا ونحن نعيش تحت رحمتهم؟ وما هو الوصف الذي يود اطلاقه على أوباش حركتي فتح وحماس الذين قتل كل طرف منهم ابناء وأخوات الطرف الآخر في سبيل كرسي حكم تتحكم في أرجله إسرائيل؟ لا نود ترك الجواب للسيد النائب ليجيب عنه.. فالإجابة معروفة سلفا!
• ملاحظة: مساحة الكويت 18000 كلم المستغل لا يتعدى 10%، والسكان 2،5 مليون، ونعيش في القرن الــ 21، والدولة غنية، ويفترض وجود نظام تعليم متطور وتوعية مستمرة. كما يفترض توافر جميع متطلبات الامن والسلامة في مرافق الدولة، ولكن على الرغم من ذلك فقد وقع في الكويت العام الماضي اكثر من 13 الف حريق، اي 36 حريقا كل يوم، وألحقت خسائر بمئات ملايين الدنانير، وفقد 185 شخصا ارواحهم، واصيب 1538 باصابات مختلفة، ويعتبر هذا بحكم الكارثة، ويعني احد امرين، او كليهما: اما ان الامة جاهلة بشكل عام، ولا تعرف كيف تحتاط وتتقي حوادث الحريق، او ان هناك تقاعسا شديدا من قبل الادارة العامة للاطفاء في القيام بواجبها سواء من ناحية توعية المواطنين بمخاطر وقوع الحرائق، او في عدم قيامها بمهام الرقابة الفعالة!
أحمد الصراف