نعيش في الكويت سيطرة غريبة للموروث، كما نفسره بصورته الشكلية، بعيداً عن الواقع بصورته الحقيقية. الحقيقة التي نعيشها في الكويت توشك أن تتحول إلى انفصام. فواقعنا مليء بمتناقضات كثيرة، ففي الشكل نتحدث عن فصل التعليم بين الأولاد والبنات في الجامعة، ومحاولة فصل التعليم في المدارس ذات المنهج الأجنبي، ولكن في الحقيقة نخلق تراجعاً في التعليم المشترك لصالح استمرار الاختلاط. الشاب والشابة في المجتمع الكويتي يتحدثون في كل موقع خارج قاعات الفصل، عبر الإنترنت والهاتف النقال وليس في القاعات الدراسية. إنهم عملياً يتحدثون سوياً في الكثير من المواقع إلا في التعليم الحقيقي الهادف والمسؤول. هكذا بسبب هذا القانون الضعيف وغير الإسلامي نساهم في تراجع التعليم. بمعنى آخر إن عملية الفصل في الجامعات والتي تهدف إلى خلق فصل كامل في المجتمع بين الرجال والنساء قد فشلت، وهي في طريقها إلى التراجع، هي لا تتناسب مع العصر، كما أنها ليست من الإسلام في شيء. حتى في جامعة الكويت التي يقال إنها منفصلة، هناك حالة من التعليم المشترك، بعيداً عن أعين المجلس والحكومة والقانون، وذلك لضمان تخرج الطلبة الذين كثيرا ما يتأخر تخرجهم بسبب قلة الشعب المخصصة للشباب. المشكلة التي خلقها القانون ستزداد تعبيرا عن ذاتها وذلك بسبب عدم منطقية وعقلانية قانون الفصل. وهذا يعني حتمية سقوط القانون آجلاً أم عاجلاً بسبب عدم منطقيته وضعفه. متابعة قراءة عقدة التعليم المشترك وقانون الفصل في الكويت
الشهر: فبراير 2008
السفير المثقف
اشكالية وطننا العربي من خليجه الى محيطه هي قلة المثقفين وزيادة عدد الجهلة المتطرفين ولا أعلم شخصيا بأمة أضر بها مثقف ولا أعرف بلدا لم يدمره التطرف، لذا أسعد كلما شاءت الصدف ان ألتقي أحد مثقفي الأمة، ولا شك في ان سفير مملكة البحرين الجديد الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة هو أحد هؤلاء المثقفين من اصحاب الفكر المتقدم والحكيم.
والسفير محب للكويت التي درس بها في إحدى مراحل حياته الأولى ومؤمن بشدة بالدور الريادي للكويت بحكم اسبقيتها في مجال الديموقراطية وحرية الرأي، ويرى الشيخ خليفة ان التنوع بالرأي نعمة فلو تحدثنا جميعا برأي واحد لما تم اثراء موضوع البحث كحال حدوث التنوع الا ان هذا التباين الجميل في الرأي يجب ألا يجعلنا – حسب قوله – نفقد «احترام» بعضنا البعض، فالتباين المصاحب بالاحترام يرطب النفوس ويقرب القلوب، اما قلة الاحترام فتنسي عادة الأطراف المعنية أصل الموضوع وتجعلهم يركزون على المفردات الخارجة.
ويرى السفير الفاضل ان البحرين والكويت ودول الخليج بلدان خير ونعمة، لا فرق بين حاكم ومحكوم فيها ولا يوجد هناك مصطلح «نحن وهم» بل اسرة واحدة متراصة، وتلك النعم – حسب قوله – تحتاج منا جميعا الى تقديرها والشكر للحفاظ عليها، حيث يلحظ ان البعض منا يتصرف وكأنه يريد زوال النعمة ثم البكاء عليها بعد زوالها.
ويعجب السفير البحريني من تفرقنا واختلافنا كمسلمين في وقت توجد فيه أربعة ثوابت تجمعنا وهي الايمان بالله جل جلاله، وبالقرآن المنزل، والنبي المرسل، والقبلة الواحدة، فلم التشرذم والتطاحن والتفرق والتقاتل فيما بيننا؟!
وفي المحكومية وعلاقة الحاكم بالمحكوم يضرب السفير المثل بكيفية تعامل رب العباد مع فرعون الذي ادعى الربوبية كذبا وزورا.
وقال «انا ربكم الأعلى»، ومع ذلك ارسل اليه الرحمن جلت قدرته نبيين اثنين هما موسى واخوه هارون عليهما السلام، وطلب منهما ان يحدثاه بالرفق واللين فهل هناك على الأرض هذه الأيام من هو أشر من فرعون ودعاويه؟ وهل يجوز لأحد ان يزايد على رب العباد في التعامل مع عبيده؟
وقد رأس السفير الفاضل ابان عمله السابق بعثة الحج البحرينية لمدة جاوزت العشرين عاما، وهو متبحر في أمور الدين، وله كتيب عبارة عن «رسالة الى المصطفى ( صلى الله عليه وسلم )»، ويرى انه رغم ان الانس والجن لم يخلقا الا لعبادة الرحمن فإن أول كلمة نزلت في القرآن لم تكن «اعبد» بل «اقرأ» مما يعني ان الطريق للعبادة الصحيحة يمر عبر التعلم والتثقف لا الركون للجهل والأمية.
آخر محطة:
سفراء دول مجلس التعاون في بلدنا ومثلهم سفراء دولة الكويت في بلدانهم هم أقرب لأهل الدار من كونهم ضيوفا عليها ولا نحتاج الا الى المزيد من الخطوات التوحيدية توازيا مع استنباط وابتكار نظام جديد للادارة يكسبنا جميعا مزايا الوحدة ويحافظ في الوقت ذاته لكل دولة على خصوصيتها.
طالب الرفاعي والبغدادي
أشاد الزميل أحمد البغدادي في زاويته في «السياسة»، بالمهندس والأديب طالب الرفاعي ودافع عن موقفه في ما يتعلق، او بما اشيع، عن طلبه ترقيته وظيفيا، تقديرا لجهوده وكفاءته وسجله الوظيفي، او اعادته الى عمله في ادارة الهندسة بالجهة نفسها، واعفائه بالتالي من مسؤولياته الثقافية.
اطلق الزميل أحمد على طالب الرفاعي صفة مثقف، وزاد على ذلك بالقول، أو بالجزم، بان هذه الصفة لا تتمثل في احد في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلا في طالب الرفاعي، ليس فقط لأنشطته الثقافية المتعددة، بل لانه، حسب قول الزميل، يعد من المثقفين الروائيين المعترف بهم!
لا نود هنا مشاركة الزميل رأيه، لا لشيء الا لجهلنا بخلفيات بقية العاملين في المجلس الوطني من جهة، ولاننا، من جهة أخرى، نعتقد ان طالب الرفاعي يستحق تقديرا أكبر، ولكن منذ متى التقدير من نصيب المبدعين في بلادنا اصلا؟ ويستطرد الزميل أحمد في القول ان مشكلة الروائي والاداري طالب الرفاعي، انه بلا سند اجتماعي قوي! وهنا لم يكن زميلنا منصفا في قوله، على الرغم من حقيقة ما ذكره بشكل مطلق من ان العدل غائب تماما في العمل الحكومي، وان من لا سند له لا يحصل على ما يستحق من ترقية.
فالروائي طالب الرفاعي، عائليا على الاقل، قريب للسيد بدر الرفاعي، أمين عام المجلس، ورئيسه المباشر. والروائي طالب الرفاعي ينتمي الى عائلة عريضة لها نفوذ اجتماعي وسياسي معروف وبامكانه، إن أراد، الاستفادة من ذلك! ولكن هذا التصرف، اي استخدام الغير لتحقيق مصلحة شخصية، يتنافى اصلا مع صفة المثقف التي سبق ان اطلقت عليه. فكيف يكون المرء مثقفا ويقبل ان يتوسط له طرف آخر، خاصة اذا كان اقل قيمة ومكانة منه؟! وبالتالي، فإما ان طالب الرفاعي مثقف حقيقي، وبالتالي فهو ليس بحاجة الى سند، وإما انه موظف قدير، ولكنه منسي، وبالتالي يحتاج للدعم وللتوسط لترقيته!
معرفتنا المتواضعة والكافية، بطالب الرفاعي تسمح لنا بالقول ان ما لدى هذا الانسان من أنفة وعزة نفس منعتاه وستمنعانه مستقبلا من استخدام الغير للوصول الى ما يستحقه من منصب قيادي.
قولنا هذا لا يعني اختلافنا في ما ذهب اليه الزميل البغدادي من قول الحق، بل كان لا بد من توضيح ما بحق الاديب طالب الرفاعي، وهذا لا يقلل مما ذهب اليه الزميل أحمد من قول جميل في حق أديب قدير.
• ملاحظة:
قامت المؤسسة العربية للبحوث والدراسات الاستشارية بإجراء دراسة عن الانفاق الاعلاني في دول مجلس التعاون، وبعض الدول الأخرى. تبين من الدراسة ان الكويت تنفق 644 مليون دولار على الاعلان، وان أكثر المعلنين «ماكدونالدز، البنك الوطني، الوطنية للاتصالات، بنك الخليج، زين، وبيت التمويل و.. برقيات التعازي» وهذا يعني ان النفاق الاجتماعي، المتمثل في اعلانات التعزية، التي ليست من عاداتنا ولا تقاليدنا، تكلف الشركات والافراد أكثر مما تنفقه مصارف كبيرة وشركات تجارية ضخمة!
أحمد الصراف
رؤوس… بلا أحذية
بحماسة، كتب أحدهم لي (بعد التصرف): «تخيل بأنني وجدت ابنتي ذات الأعوام العشرة ترقص الباليه في صالة المنزل، فعنّفتها وضربتها فأخبرتني بأن أستاذة الألعاب هي التي درّبتها على ذلك. لاحظ الفسق والفجور وزرع ثقافة الغرب في الأطفال. على العموم، أنا لم أسكت، بل قلبت عالي المدرسة واطيها. أرجوك أخ محمد، اكتب للوزيرة بأن الشعب الكويتي محافظ ولا يقبل مثل هذا الانحلال». فكتبت ردا على رسالته: «لا حول ولا قوة إلا بالله. بالفعل، هذا انحلال، وسأكتب للوزيرة بأن تأمر الناظرات بأن يحترمن عاداتنا وتقاليدنا، ويوقفن تدريب البنات على الباليه، ويدربنهن على «العرضة»: يا شيخنا يا ابن صباح، اضرب بنا عرض البحر»… كتبت له ذلك، وأنا أمسح العرق و«أتحمّد» الله على السلامة، لأنه لم يعرف بأن ابنتي ذات التسعة أعوام عضو في فريق الرقص في المدرسة. ثم أمسكت بهاتفي وأرسلت رسالة إلى أحد الأصدقاء: «هانت، لم يبقَ سوى مئة وخمسة وسبعين سنة كي نتخلص من الغباء ونغسل المكان من بعده. وبشّر عمرو خالد ومفسري الأحلام وأشباههم بأن مستقبلهم باهر، فالغباء لا يزال يتمتع بلياقة بدنية عالية في الكويت. وبعض الرؤوس تحتاج إلى أحذية، أيضا». متابعة قراءة رؤوس… بلا أحذية
أحبّوها أو اتركوها
عماد مغنية ليس مرجعا دينيا يجب على المسلمين تأبينه، كما انه ليس كويتيا بل لبناني قتل وأبّنه الأتباع هناك، لذا لا يوجد مبرر واحد على الإطلاق يفسر عملية العزاء التي أقيمت لأجله في بلدنا والتي قسمت للأسف المجتمع الكويتي، ولن يزايد أحد في هذا السياق على موقف وكيل المرجعيات الدينية السيد محمد المهري الذي لم يؤبنه وقال انه ينتظر الرأي الرسمي للدولة لاتخاذ قراره.
ولدي معرفة وصداقة مع الكابتن عيد العازمي تمتد لربع قرن، أعلم من خلالها مدى صدقه في القول واعلم معها ان بويوسف هو من كان صلة الوصل بين الطاقم والخاطفين وله الفضل الحقيقي في إنقاذ «الجابرية» من التحطم والغرق أمام شواطئ بيروت عندما اعتقد الخاطفون – الأذكياء – أن بإمكان الطائرة ان تطفو على الماء وتسير كالباخرة بعد رؤيتهم نشرات السلامة، الكابتن عيد والمضيف المخضرم يسري يؤكدان بما لا يقبل الشك ان الخاطف هو مغنية والاثنان شاهدا عدل ولا مصلحة لهما في اتهام الأبرياء.
وبكل صراحة ودون مجاملة خوفنا الكبير ليس من مجلس العزاء ذاته بل من «احتمالية» ان يكون قد تم بأوامر «خارجية» لا تستهدف الخير لمجتمعنا، بل تروم تقسيمه واستخدامه بعد ذلك في حروب الوكالة التي تشنها بعض الدول ضد أميركا ومن ثم ارتعابنا من تكرار الدمار القائم في العراق ولبنان وفلسطين على معطى الحرب على تخوم الدول الأخرى، يقول مثل انجليزي عن الوطن (love it or leave it) ونقول لجميع الكويتيين أحبوا الكويت أو اتركوها حتى لا تخربوها.
سبق لنبيل العوضي ان قال ان في الكويت شواطئ عراة وان الفتيات في الكويت يتركن أجسادهن للرجال لرسم «الوشم» على عوراتهن في الأسواق! وقد أصبح ما كتبه وعلقنا عليه في حينه الخبر الأكثر انتشارا على موقع «العربية» الشهير وقد تبعته تعليقات شاتمة وشامتة في الكويت آنذاك، عاد نبيل العوضي لتكرار دعاواه الزائفة الضارة بالكويت هذه الأيام عبر الادعاء بأن هناك من الكويتيين من يسمح بدخول الرجال لمخادع بناتهم، يتبقى إما أن الكاتب كذاب أشر ومعروف ان الكذب من الكبائر ومن علامات النفاق أو انه يروي ما يسمع، ومعروف حكم الدين بمن يقوم بذلك ولا مانع لديه من الإضرار بوطنه الكويت، مرة أخرى أحبوا الكويت أو اتركوها، فلم يعد يحتمل الوطن من يأكل من خيره ويضره.
ولا نفهم على الإطلاق بيان جمعية الإصلاح (حول التعليم المشترك) والتي كنا نرتجي منها الحكمة والتعقل والتي نعلم ان الأغلبية المطلقة من قياداتها والمنضوين تحتها – من رجال ونساء – هم من خريجي «التعليم المشترك» في الكويت وخارجها ولم تضار أخلاقهم بشيء، كما نعلم ان المخافر وطوال 3 عقود من التعليم المشترك لم تسجل حالة تعد لا أخلاقية «واحدة» بين الطلبة بينما شهد مأذونو الزواج عقد آلاف الزيجات اللاحقة بين الطالبات والطلبة.
آخر محطة:
كلنا خطاءون وخير الخطائين التوابون، لذا نرجو ممن وردت أسماؤهم في عزاء الإرهابي عماد مغنية ومن جمعية الإصلاح ومن الزميل نبيل العوضي ان يتقدموا باعتذارات مستحقة معلنة للكويت ومواطنيها حتى تقفل وتنتهي القضايا المدمرة التي أثاروها علما أن عدم الاعتذار يعني الإصرار على الإضرار بوطنهم الكويت الذي لا يستحق منهم ذلك.
اللطّامون العرب
شيعة الكويت ولبنان بريئون من ارهاب وارعاب واجرام عماد مغنية حالهم حال براءة سنّة السعودية والكويت والاردن من ارهاب وارعاب وجرائم القاعدة وخليف والزرقاوي، يتبقى ان هناك دائما وابدا من يغرر به من السذج ويتبع بحسن نية الطغاة والقتلة وهؤلاء لا يعتد بآرائهم او برقياتهم!
مناسبتان أضرت بهما الانواء الجوية، الاولى تجمع تيار المستقبل في بيروت لإحياء ذكرى مقتل الحريري الذي هطلت خلاله الامطار الغزيرة، والثانية بدء أنشطة «هلا فبراير» الذي غطاه الغـــبار، لو كنت من المنظمين لزرت موقع weather.com وطلبت حالة الطقس للعشرة ايام المقبــــلة وقررت بعد ذلك وبوقت مبكر قيام الأنشطة او تقديمها او تأخيرها لتخفيف العبء على الجمهور الحاضر، للعلم بعض المتنبئين المحليين يزورون او يزور موظفوهم ذلك الموقع ثم يعلنون بعد ذلك تنبؤاتهم الدقيقة!
بودي من الوزير الفاضل عبدالله المحيلبي ان يزور او يبعث احدا لزيارة مقسم حولي وسيصعق مما سيجده، حيث الأثاث الممزق والادراج المحطمة تستقبل المراجعين، كما ان الكمبيوترات «مؤجرة» والمرافق العامة غير صالحة للاستعمال الآدمي، وكأننا في احدى الدول المدقعة الفقر والشديدة الجهل، لا يحتاج الامر إلا الى زيارة او ارسال كاميرات لتصوير مقاسم الهواتف ولن يرضى بوفهد بالقطع بما سيرى.
في طريقي للقاهرة قبل ايام قرأت تصريحا لأحد الابناء القائمين على اتحاد الطلبة في مصر طالب فيه بعزل وارجاع رئيس المكتب الصحي للكويت، لاتحاد الطلبة والمكتب الصحي ان يتباينا في الرأي، إلا انه ليس لأحد التدخل في قضايا سيادية كالتعيين والعزل التي هي من صميم اعمال السيادة في الوزارة المعنية، للمعلومة زرت المكتب الصحي لسماع الرأي الآخر ووجدت ان هناك قضايا رقابية ومستندية لا يمكن تجاوزها او السكوت عنها كتقديم فواتير شراء ادوية دون وصفات طبية او طلب 6 آلاف جنيه ثمن علاج خراج في الاصبع الصغير.
اجتمع وزراء الاعلام العرب في القاهرة وخرجوا بوثيقة – وليس بقانون ملزم – هي اقرب لميثاق شرف اعلامي عربي للتحكم في فوضى بعض الفضائيات التي تزوّر وتزيف وتثوّر الشارع العربي وتقوده من كوارث الى كوارث ومن ازمات الى ازمات، وقد كنا في الكويت من ضحايا بعض الممارسات الاعلامية غير المهنية، قرأت بنود تلك الوثيقة التي تحث في الاغلب على المزيد من الحرية والمهنية، ثم قرأت بعد ذلك ما يكتبه ويقوله «اللطّامون العرب» ممن يبحثون كل صباح عن «مأتم» يصيحون فيه واراهن ان كان احد ممن اعترض على تلك الوثيقة قرأ سطرا واحدا فيها.
آخر محطة:
كلما تظاهرنا وصعدنا ضد المنحرفين من الكتاب كالقميء سلمان رشدي او رسامي الكاريكاتير، تكاثر علينا السفهاء والباحثون عن الشهرة في مجتمعاتهم وزادت الاساءة لمقدساتنا، هل نجرب هذه المرة منهاجية التجاهل كما قام بها رسول الأمة مع كفار قريش ونرى النتيجة.
محامي الشيطان
عنوان المقال تعبير غربي فائق الاهمية لصيق بحقوق الانسان، ويقصد به حق كل طرف، ولو كان شيطانا، في ان يحظى بدفاع مناسب.
لا يختلف اثنان على ان ما يحصل على الساحة من تداعيات تتعلق بحادثة اغتيال عماد مغنية خطرة للغاية، ولن يستفيد منها غير اعداء الكويت. سنحاول في مقالنا هذا ان نكون منصفين، بقدر الامكان، بحق الطرفين، ونقصد هنا غالبية الشعب الكويتي من جهة، والنائب عدنان عبدالصمد وصحبه من جهة اخرى، في ابداء آرائهم بالطريقة التي تناسبهم، طالما كانت ضمن الاطر الدستورية. وبالتالي يمكن القول ان للنائب، كما لأي مواطن، الحق في ان يحب او يكره من يشاء، فلا احد بإمكانه منعه من ذلك. ومن هذا المنطلق سنتفق، بتردد شديد، مع كل من شارك، من نواب واعضاء مجالس اخرى ومواطنين، في حضور مجلس عزاء عماد مغنية، سنتفق معهم في ان ليس هناك من دليل واحد غير قابل للدحض يثبت ان مغنية كان بالفعل طرفا في اي من الحوادث التي مست الكويت ورموزها الوطنية وامنها، او انه كان سببا مباشرا او غير ذلك، في وفاة اثنين من مواطنينا بطريقة وحشية! نقول ذلك حتى ولو كان هناك من شاهد عماد مغنية بالفعل وبصورة مباشرة وهو يقوم بعمل اجرامي محدد! فهذا ايضا ليس بكاف، فالعدالة، او الادانة النهائية عادة ما تتطلب اكثر من ذلك.
وعليه فإننا سنشارك المعزين رأيهم بعدم ثبوت ما يدين عماد مغنية بصورة قاطعة، ويمنع بالتالي من اقامة مجلس عزاء له.
ولكن من جانب آخر، يجب ان يمتلك هؤلاء قدرا هائلا من الثقة بالنفس، لكي لا نقول شيئا آخر، لكي يصروا على القيام بهذا الفعل من دون تردد على الرغم من يقينهم بأن تداعياته ستكون عديدة وخطرة جدا على الوحدة الوطنية!
فليس سهلا الادعاء بأن عماد مغنية كان بطلا وشهيدا باسلا ومدافعا صلبا عن الامة الاسلامية، او عن جزء منها على الاقل!
ففي غياب كامل لاي معلومات موثقة ومتوافرة للاطلاع عليها تثبت الافعال البطولية التي قام بها عماد مغنية والتي استحق عليها كل ما اسبغ عليه من ألقاب، وامام كل هذا الاصرار على اقامة مجلس العزاء على الرغم من خ.طر آثاره، فإن من الممكن القول، ومن دون تردد، إن تصرف النائب عدنان عبدالصمد وصحبه افتقد الكثير من الذوق والحصافة والحياء! فلو كان لدى هؤلاء ما يثبت براءة مغنية فلماذا سكتوا طوال اكثر من 20 عاما عما كان يكال له اثناءها من تهم خطرة، وما كان ينسب إليه من اجرام وما كان يلصق به من ارهاب؟
وان كان بالفعل يستحق التكريم والتفضيل، واقامة مجلس عزاء له، على الرغم من كل شيء، فإن هؤلاء مطالبون بالكشف عن افعاله واعماله التي نفعت الكويت وشعبها، او حتى جزءا منه، او حتى نفعت لبنان وشعبه!
وعليه يمكننا القول إن وراء الاصرار على اقامة مجلس العزاء امورا تتجاوز حجم حادثة الاغتيال او شخص المغتال وان لأطراف اخرى علاقة بالامر، كما ان هناك حسابات داخلية دينية مذهبية محددة تصبح امامها قضايا الاستقرار السياسي والمعيشي شيئا لا يذكر. ومن المهم ان نقول اخيرا بأنهم ليسوا الطرفالوحيد الملام، فالكثير من التصرفات الشاذة عادة ما تكون ردات فعل لتصرفات اكثر شذوذا وحمقا!
أحمد الصراف
جمهورية الفحص الفني
النتيجة تعادل: أحمر مقابل أحمر… تتحدث قوافل الركبان القادمة من أوروبا، وتحديدا سويسرا وفرنسا وهولندا، عن الأرباح الخيالية التي حققتها محلات بيع الورود والهدايا هناك بمناسبة عيد الحب (فالانتاين دي)، وعن «انتشار» اللون الأحمر في الشوارع وواجهات الفنادق والمطاعم والمباني الرسمية. وفي مقابل القوافل، ينقل لنا الحمام الزاجل القادم من «خيمة العروبة» أو «خيبة العروبة» سورية، أخبارا عن «انتثار» اللون الأحمر في أحد الشوارع السورية باغتيال «سيد الخطف والقطف» عماد مغنية، في لحظات الحب وأعياده… الفرق واضح في استخدام اللون الأحمر، هناك «انتشار» وهنا «انتثار». وليس على أوروبا «عار» إن هي خسرت أمام العرب في «الحَمار». فلا «أحمر» منا عليّ الطلاق، أو على الإطلاق. متابعة قراءة جمهورية الفحص الفني
التغيير في الكويت… مبادرات الغالبية الصامتة
التغيير في الكويت لن يقع إلا إذا تبنى المجتمع القضايا التي يريدها، وسعى بقوة تعبيره ووسائله الشرعية والمتجددة لطرح مطالبه في كل مسألة تهمه. الغالبية الصامتة يجب أن تتحول عن الصمت وتسعى إلى التعبير عن النفس وعن رغباتها. فالسكوت هو السكون الذي ساد السنوات الماضية (خصوصاً منذ تحرير الكويت عام 1991) وقد نتج عنه حالة إضعاف للقضايا المهمة، بما يخدم متطلبات آنية وفئوية في خضم المساومات الحكومية – البرلمانية أو البرلمانية – البرلمانية. هكذا تم التلاعب بموضوع التعليم، كما تم التلاعب بمواضيع في أكثر من مسألة على مدى سبعة عشر عاماً. لقد أثبت التحرك الخاص بالدوائر الخمس والتحرك الآن للدفاع عن التعليم المشترك أن تحول الغالبية الصامتة عن صمتها المدخل للتغيير في الكويت. فالسياسة في الكويت أصبحت أسيرة المواقع والنفوذ وإعادة الانتخاب والحسابات القلقة، هكذا أصبحت السياسة غاية ولم تعد وسيلة لتأمين حاجات الناس وتطوير المجتمع ومستقبله. لقد فقدت السياسة في الكويت بريقها وأهميتها وتحولت إلى صراع مواقع بين أقطاب وفئات، وفي هذا أزمة السياسة في الكويت، ولهذا بالتحديد تهاجر الشركات وتتحول الكويت إلى الانغلاق، بينما يقع عكس ذلك تماماً في محيط الكويت الخليجي ومحيطها العالمي. متابعة قراءة التغيير في الكويت… مبادرات الغالبية الصامتة
مغنية وأسرار «الجابرية»
هل حقا قتل الإرهابي عماد مغنية ابان تفخيخه سيارة كان يعتزم ارسالها لقتل الأبرياء في لبنان، أم انها لعبة لإخفاء إرهابي آخر وابعاده عن المحاسبة المستقبلية على جرائمه التي قد يكون الخافي منها أكبر بكثير من الظاهر خاصة انه كان – كحال أبونضال – بندقية قتل مأجورة لمن يدفع أكثر.
ثم ماذا لو ان قتل وتفجير مغنية قد تم في لبنان الجريح، فهل ستعتق حينها المعارضة اللبنانية حكومة بلدها من المسؤولية أم ستوجه لها الاتهامات المعهودة بالتواطؤ مع أميركا واسرائيل لقتله وتطالبها بمعرفة الفاعلين وعدم التغطية عليهم وما يتلو ذلك من تعبئة الأتباع وانزالهم للشوارع؟!
من العمليات الشهيرة لذلك الإرهابي اختطاف طائرة الجابرية التي أبقت شعبنا ساهرا لمدة 16 يوما، ودخلت موسوعة غينيس كأطول عملية اختطاف طائرة في التاريخ وقد قام مغنية خلالها بقتل الشباب الكويتي بدم بارد والقى بجثثهم من أبواب الطائرة كما حاول إشعال الفتنة بين أفراد الشعب الكويتي الواحد عبر اطلاق سراح بعض الكويتيين وابقاء بعضهم الآخر إلا أن الله أفشل مسعاه وعاقبه بأن أشعل منطقته حال عودته لها، ولم تكن الحرب الأهلية قد مستها قبل ذلك، ثم جعله شريدا طريدا حتى يوم مقتله أو اختفائه.
ومن أسرار عملية اختطاف «الجابرية» سفر وفد أمني كويتي قبلها بأسابيع قليلة مكون من الضابط جاسم.ق ممثلا عن الداخلية وعبدالكريم.ع ممثلا عن أمن «الكويتية» لتايلند والفلبين بعد عملية النزوح الكبيرة للمنظمات الإرهابية من أوروبا الى شرق آسيا بسبب انخفاض أسعار النفط الشديد آنذاك مما اضطر الدول الداعمة لتلك المنظمات لفرض ذلك النزوح عليهم تخفيضا لنفقات الإرهاب!
وقد أنهى الاثنان زيارتهما وكتبا تقريرا خطيرا ينبهان ويحذران فيه من احتمال حدوث عملية خطف من احدى هاتين الدولتين لطائراتنا بسبب تفشي ثقافة الرشوة والإهمال لدى بعض القائمين على الأجهزة الأمنية في تلك المطارات، ولم يتم عمل أي شيء على معطى ذلك التقرير الهام الذي تم طمسه بعد خطف «الجابرية».
وبمقابل من يرى ان اختطاف طائرتي كاظمة والجابرية قد تم على معطى تهريب السلاح للطائرتين من مطاري دبي وبانكوك، هناك نظرية أخرى ترى ان السلاح قد تم وضعه على الطائرتين أثناء توقفهما الليلي أو أثناء اجراء الفحوصات الفنية لهما في الكويت حيث لا رقابة أمنية على الطائرات بعكس ما يحدث ابان توقف الطائرات السريع في دبي وبانكوك، ويمكن لمن وضع السلاح ان يخبر الخاطفين بمسار الطائرة ومكان وضع السلاح، ومعروف ان السلطات في المطارين لم تتوصل لكشف أي عملية اختراق كما لم تخطف قط أي طائرات أخرى منهما، والمرعب في سيناريو وضع السلاح من الكويت انه قابل للتكرار وبطريقة أكثر ضررا.
آخر محطة:
عشرون جريمة كبرى في لبنان ولم يصل أحد الى فاعليها ولكن ما ان يمس الأمر الإرهابي عماد مغنية حتى تتكشف خيوط الجريمة في لحظاتها الأولى، ولا تعليق!