الا فيما ندر، ليست هناك مهنة طاهرة ومهنة غير ذلك، هناك ممارسون سيئون يقابلهم ممارسون شرفاء لكل المهن، فقد طالت السمعة غير الطيبة في وقت من الاوقات القضاة والمحامين والاطباء والطيارين والممثلين والاعلاميين والمطربين ..الخ، وقد اثبتت الايام كذب ذلك المنحى التعميمي وتحررت جميع تلك المهن من السمعة السالبة التي احاطت بها في وقت من الاوقات.
لذا لا صحة على الاطلاق للاعتقاد بأن السينما او المسرح يتسببان في فساد اخلاق الشباب، وعليه نرجو ان نلحظ نهضة مسرحية قريبة واقبالا متزايدا على دور السينما، كي تقضي العائلات «مجتمعة» اوقاتا سعيدة بدلا من انصراف الرجال للدواوين (القابلة للإزالة) والنساء للأسواق والزيارات النسائية بعيدا عن الازواج والابناء.
وقد اضر المتشددون من ناحية بالسينما وبمعارض الكتاب عبر الرقابة الصارمة عليها، كما اضر الليبراليون بدورهم بها عبر اشاعتهم انه لا جدوى من زيارة معارض الكتاب ودور السينما بسبب تلك الرقابة، ما تسبب في هجرة الجمهور لها في وقت يفترض ان يحببوا الناس في زيارة تلك الانشطة.
ويمكن لشركة السينما ان تطالب بأن تكون الرقابة على الافلام لاحقة لا سابقة، كحال الصحف التي لا يمنعها احد من نشر ما تريد إلا ان معرفتها بالمحاسبة اللاحقة تجعلها تلتزم بالقوانين المرعية، او بالمقابل ان تقوم شركة السينما بعملية الرقابة والتقطيع المحترف للأفلام، ثم ترسلها اجرائيا للرقابة للتصديق عليها، ويمكن للشركة كذلك ان تراسل اتحاد السينمائيين في هوليوود لشرح طبيعة ومستلزمات الرقابة في الدول الاسلامية وغيرها، وضرورة ألا تدور احاديث مؤثرة في احداث الفيلم ابان اللحظات الحميمة التي ستُقطع على الارجح في بعض تلك الدول.
كما أعتقد ان على شركة السينما، كي تشجع حضور مزيد من الجمهور للأفلام، ان تقوم بعمل تخفيضات للعروض النهارية ابان ايام العمل، كما هو الحال في الدول الاخرى، والامر كذلك في بعض دور السينما التي لا تلقى عادة اقبالا عليها، فخير للشركة – ماليا – ان تمتلئ صالة العرض بنصف السعر من ان يبدأ العرض والصالة شبه خالية.
آخر محطة:
حضرت في القاهرة فيلم «حين ميسرة» وقد كانت دار العرض ممتلئة بالاطفال الصغار رغم ان الفيلم للكبار فقط، وقد سمعت احدهم يقول لوالده بعد انتهاء العرض «الفيلم ده مش حين ميسرة، ده لازم يسموه حين مسخرة»!