السبب الأول هو ان الحكومات العلمانية العربية والاسلامية هي السبب الاول في ظاهرة تحول شعوبنا الى التوجه الاسلامي والعكس بالطبع صحيح فأكبر سبب لعلمنة الشعوب هو اسلمة الحكومات ومن يلقي نظرة على شعوب الدول العلمانية العربية سيجد انها وصلت الى درجة من الالتزام الديني، مما كان من الاستحالة ان يتم لو تعاقبت خلال نصف القرن الماضي حكومات اسلامية على تلك الدول.
السبب الآخر هو ان دولنا العربية والاسلامية مهددة بخطر حقيقي هو انشطار وانفصال الاقليات الدينية والطائفية ولا شك في ان وصول حكومات ذات صبغة دينية محددة سيثير اصحاب الديانات والمذاهب الأخرى ممن سيصبح من الاستحالة قمعهم في ظل النظام العالمي الجديد وقد يكون من مصلحتهم وجود حكومات ليبرالية او علمانية ذات مسافة واحدة من الجميع تمنح الطمأنينة لتلك الأقليات.
إن الحكومات العلمانية المتعاقبة هي من يحتمل لوم الشعوب على معاناتها المعيشية ولو وصلت التيارات الاسلامية عبر الديموقراطية لمواقع المسؤولية فستبقى المعاناة التي هي في كثير من الاحيان من صنع شعوبنا التي لا تهتم كثيرا بالتعليم او التدريب او اتقان العمل بل تضيف الى هذا كله تزايدا سكانيا رهيبا على الموارد نفسها وقد تزداد الامور سوءا بسبب هجرة السائحين والمستثمرين من بعض تلك الدول وهل شاهد احد سياحة في افغانستان ابان حكم طالبان او ايران او السودان؟! وبالطبع سيتحول اللوم التاريخي من الحكومات العلمانية الى الاسلامية.
وفي ظل الحكومات العلمانية يتوجه الاسلاميون عادة وبسبب القمع الى القطاع الخاص كحال اليهود في اوروبا بالسابق واصحاب الاصول الصينية في اندونيسيا وماليزيا ومن ثم يصبحون قوة ذات فاعلية غير محدودة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الدول وقد لاحظت شخصيا ان احد اسباب نجاح التوجه الاسلامي في مصر هو سيطرة الاسلاميين على المنشآت الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، ما جعل الشباب والعاملين بها يتبعون ذلك النهج ولو تحولت الحكومات الى الاسلامية لأصبح الاقتصاد في يد العلمانيين والليبراليين.
أخيرا يقال ان الشعب الايراني كان في ايام الشاه يصوم بالسر ويدعي جهرا افطاره اما في الحكم الاسلامي اللاحق فقد اصبح يفطر بالسر ويدعي علنا صيامه ولا شك في ان رمزية تلك القصة تشير الى ان من الافضل من الناحية الدينية البحتة ان يصوم الشعب حتى لو ادعى كذبا افطاره من العكس.
آخر محطة:
هل ستعمل احدى الدول لإعادة حقبة الثمانينيات عبر تفعيل عناصر مخابراتها في الداخل والخارج لإيذاء الكويت؟! نرجو الحذر الشديد خلال الفترة المقبلة والعمل على تعزيز الروح الوطنية لدى الشباب، فالكويت أولا وأخيرا!