في البدء التحية القلبية لوزير الداخلية الشيخ جابر الخالد على مواقفه الحازمة فيما يخص الاستهانة بمشاعر الكويتيين، ونقترح على العزيز ابونواف النظر في القانون المصري الجديد الذي سيقدم لمجلس الشعب هناك والذي ينص على عقوبة السجن عشر سنوات لمن يشارك في معسكرات تدريب عسكرية، كما يقضي بأن يعاقب المحرض بنفس عقوبة الفاعل، فاذا نتج عن التحريض عمل ارهابي يؤدي للاعدام يتم اعدام المحرض كذلك، ولو طبق قانون حازم كهذا في الكويت في السابق لما فقدنا خيرة شبابنا قبل اعوام.
ان كنا رفضنا سابقا ان يخرج بعض الاسلاميين الخلق من الاسلام ويخرج بعض الليبراليين الخلق من الليبرالية فإننا بالقوة ذاتها نرفض ان نسارع باخراج احد من عباءة الوطنية، لذا علينا ان نفترض حسن النوايا ونقول ان مجلس العزاء قد تم على عجل وقبل معرفة ان «مغنية» الارهابي هو قاتل الكويتيين والذي اثبت الجرم عليه شهود عدل لم يلتقوه لثوان في احد الاسواق بل عاشوا معه ايام رعب لا تنسى استمرت لاكثر من اسبوعين، فهل يعقل ان يتعاطف بعد ذلك انسان وتحديدا الكويتي مع القاتل (مغنية) وليس مع المقتولين (الايوب والفيلكاوي) ومع الجاني غير الكويتي على حساب الابرياء دون ذنب من ابناء وطنه؟!
ولو عدنا للدستور الذي نحتكم له دائما فأول ما يصدح به النائب تحت قبة البرلمان هو القسم العظيم بالله تعالى على الاخلاص للوطن والامير واحترام الدستور الذي تنص مادته 108 على ان عضو مجلس الامة «يمثل الامة بأسرها ويرعى المصلحة العامة»، فهل في تأبين مغنية تمثيل للامة المسفوك دمها منه، وهل هذا ما تريده الامة بجميع طوائفها واعراقها من نائبها؟! ان النائب، للتذكير، لا يمثل نفسه مهما كانت آراؤه الخاصة بل يمثل رغبات الامة التي اعلنت موقفها بكل صراحة من جريمة خطف «الجابرية» النكراء.
كم احزننا بعض ما جاء في البيان الصادر بالامس وحرك قلمنا، فتجريم عملية «الجابرية» دون تجريم الفاعل يطابق ما عشناه عام 1990 ممن كانوا يجرمون الاحتلال الغاشم ويخرجون في الوقت ذاته المظاهرات الحاشدة دعما للقاتل! كما ان الشعب الكويتي لم يعد يستسيغ على الاطلاق تبرير سفك دمه تحت ذريعة نصرة القدس التي كم من الجرائم ارتكبت وترتكب تحت راياتها.
انني شخصيا احمل ودا خاصا لاحمد لاري والدكتور فاضل صفر الذي لم يجف حبر قلمي من الثناء على نشاطه المميز في المجلس البلدي قبل ايام قليلة، كما اعجبتني في السابق بعض مواقف عدنان عبدالصمد تحت قبة البرلمان، لذا ولاجل وحدتنا الوطنية ومستقبل الابناء والاجيال القادمة ولاطفاء نار الفتنة قبل ان تكبر وتستفحل، نرجو ان نقرأ بيان «اعتذار» عاجل وليس توضيحا، يكون صريحا ولا لبس فيه وقد قام بمثل هذا الاعتذار الوزير وابن الاسرة الحاكمة الشيخ علي الجراح في قضية اصغر بكثير من تأبين الارهابي عماد مغنية ويا حبذا لو استعين بالنائب العاقل والحكيم حسن جوهر في صياغته هذه المرة.
آخر محطة:
لم يكن مستغربا موقف العلامة محمد حسين فضل الله المتعاطف مع الكويت في هذه الايام العصيبة، فحاله كحال الراحل الكبير المرحوم محمد مهدي شمس الدين وشهيد المحراب محمد باقر الحكيم من حب مميز لبلدنا لا يقل عنه حب اهل الكويت جميعا لهم.