شهدت مصر بداية القرن الماضي صعود نجم الأميرة «نازلي» صديقة الانجليز التي كانت شديدة الثقافة والعلم والاطلاع وكان صالونها الراقي الشهير الممر الذي استخدمه كثير من الساسة وعلى رأسهم سعد زغلول للوصول الى الوزارة والمجد بل مكنته من الزواج بصفية ابنة رئيس الوزراء المصري آنذاك وللأميرة نازلي وصالونها مقال آخر.
«نازلي» الأخرى موضوع المقال هي حفيدة سليمان باشا الفرنسي الشهير الذي أعلن إسلامه، وطليقة خليل باشا وخطيبة سعيد زغلول ابن شقيق سعد زغلول الذي أرغم على فسخ خطوبتها كي يتزوجها الملك فؤاد والتي حملت كأول امرأة في تاريخ مصر ألقاب «السلطانة» و«الملكة» و«الملكة الأم» وفيما بعد أحبت وتزوجت أحمد حسنين باشا وقررت ترك مصر بعد وفاته.
وقد تسبب كبت وظلم الملك فؤاد لها في إصابتها بمرض نفسي خطير هو «العداء للمجتمع وقيمه» والذي جعلها تجهر بالأخطاء والمعاصي حتى تسببت فضائحها المتكررة في سقوط عرش ابنها الملك فاروق وعيشها بعد ذلك حياة هي إحدى أكثر قصص العصر الحديث إثارة وغرابة ومأساوية.
خرجت الملكة نازلي من مصر عام 1947م بصحبة ابنتيها فايقة (19 عاما) وفتحية (16 عاما) عازمة على ألا تعود أبدا، كي تستمتع بحياتها دون قيود وقد أمضت عاما في باريس ثم اشترت قصرا منيفا في بيفرلي هيلز حيث زوجت ابنتها فتحية من سكرتيرها رياض غالي وهو موظف قبطي صغير مما جعل الملك فاروق يبادر بقطع مخصصاتها وتجريدها من لقبها وقد ردت بلقاء مع جريدة فرانسيسكو كرونكل في 25/11/1949 حرضت خلاله الرأي العام الأميركي عليه.
عاشت الملكة «نازلي» حياة بذخ في قصرها إلا أن سقوط عرش ابنها كان بداية المصائب عليها حيث تسابق الخدم والعاملون معها وعلى رأسهم زوج ابنتها رياض غالي على سرقتها ولعب القمار بأموالها بعد ان أمن سطوة ابنها، كما قامت هي بإلغاء تعاقدها مع إحدى دور النشر لكتابة مذكراتها خوفا من استغلال الثورة للكتاب لإثبات فساد فاروق، مما تسبب في دفعها غرامة باهظة قاربت مليوني دولار وقد تركت كاليفورنيا وعاشت مع ابنتيها خمس سنوات في بيتها في جزيرة هاواي إلا أن رياض غالي استغل غيابها ليسيء استخدام وكالتها له ويتسبب في خسائر جاوزت مليوني دولار مما تسبب في النهاية في صدور حكم بإفلاسها عام 1973.
وفي لقاء للأميرة فتحية مع جريدة لوس انجيليس تايمز في 19/9/1976 أي قبل مقتلها بثلاثة أشهر، أعلنت انها عملت خادمة في المنازل (Domestic Worker) لإعالة أبنائها الثلاثة وأمها المريضة، وبعد ذلك اللقاء أرسلت لهم ابنة شاه إيران وحفيدة الملكة نازلي من ابنتها فايزة بعض المال، كما قرر الرئيس السادات القبول بعودتهم لمصر وقبل تلك العودة قام رياض غالي بقتل زوجته فتحية ومحاولة قتل نفسه بحجة انه لا يريد البقاء وحيدا بعد سفرهم وفي 15/11/1978 توفيت الملكة نازلي عن عمر يناهز 84 عاما ودفنت في مقابر الهولي كروس الخيرية بعد ان عاشت سنوات طويلة في إحدى شقق الأحياء الفقيرة في لوس انجيليس وقد غير أحفادها من ابنتها فتحية أسماءهم واختفوا بين الناس كما تروي الإعلامية راوية راشد.