يكتب محمد الرطيان عن «التباسات الملابس» فيقول ان الحرية ليست «عريا» بل ان الحرية ان ترتدي من الملابس والافكار ما تشاء وعلى الآخرين احترام ذوقك فيما ترتديه، ويضيف ان العرب لبسوا «العقال» الاسود فوق رؤوسهم حزنا على سقوط الاندلس ومنذ ذلك التاريخ والعقل تتراكم على رؤوسهم بسبب الهزائم والنكسات و«العقل» سيخرج من تلك الرؤوس!
يقول ناطق رسمي هذا خبر «عار» عن الصحة ولا تدري ايهم اكثر عريا الخبر ام الناطق الرسمي حسب تساؤل الزميل الرطيان.
وفي مقاله «حرية الضجيج» الذي نشره في جريدة «الوطن» السعودية يقول: من حولي ضجيج رائع ولكنه يبقى ضجيجا! «الضجيج» يسيطر على جميع المنابر «والهدوء» العاقل لا منبر له! الهدوء يحتاج الى كثير من الجهد، «الضجيج» يكفي اتقانه ان تمتلك موهبة الصراخ! فلسفة الضجيج تقول لك: «اصرخ ما تشاء، والوضع سيظل كما هو»، للضجيج نجومه وأبطاله المعروفون جميعهم يقفون بجانب الضجة ايا كان مصدرها ليلتقطوا الصور التذكارية معها، تعالوا نستعيد كل «ضجة» حدثت العام الماضي ايا كان شكلها ومضمونها واتجاهها، ما الفائدة منها للوطن؟! لا شيء!
وضمن مقاله «فاكهة آب»، عندما تهب الريح العاصفة على البلاد لا يبقى ثابتا في وجهها سوى الاشجار العتيقة ذات الجذور الثابتة في اعماق الارض، رأسه: قبو، افكاره: نبيذ وكلما تأخرت بالخروج من قبولها كلها «تعتقت» بالحكمة اكثر… واسكرتنا!
«ثاني اكسيد الرقيب» تحاول ان تقول ما يجب ان يقال، يقول لك: ليس كل ما يعرف يقال، تقول له: انا «ناقد» للاوضاع، يقول لك: خطأ مطبعي يحول النون الى حاء، وتصبح «حاقد» على الاوضاع، ككاتب الورقة ملعبك، تحاول بكل ما تملك من مهارات ان تراوغ كي تصل المرمى وبعد ان تسجل الهدف امامك احتمالان: الخروج بنقالة او الطرد من الملعب! تحب البلاد اكثر من الرقيب، يحب الرقيب القانون اكثر منك!!
«كتابه عن الكتابة» قال لي – باحترام وتقدير مبالغ فيه: اريد ان اشبهك يا استاذ، قلت له: الاكثر شبها بي هو الذي لا يشبهني!
اجمل النصوص هو الذي تقرأه بعد سنوات من كتابته وتراه طازجا ولذيذا، اتعسها الذي يأتيك باهتا وباردا وهو على المائدة، على اطراف اصابعه الخمسة يقف شيخ الدين والوزير والسيد والقبيلة بعلاقاته الاجتماعية ومن ثم يدعي بأنه يكتب بأصابع حرة! جاء في التقرير الطبي – ربما في حادثة شنق المقبور صدام – انه مات مختنقا بحرف «الراء» في كلمة «حرية»!!
«البديل» قلبي معكم يا من تقاتلون من اجل التغيير وجموع الاهل من حولكم، يرددون دعاءهم الاثير «الله لا يغير علينا»! والفرق بينك وبينه: انه يتحدث عن الامور البسيطة بلغة معقدة وانت تتحدث عن الامور المعقدة بلغة بسيطة، لذا يظنونه اكثر ثقافة ووعيا منك!
آخر محطة:
الرطيان في رطنته التي اوردتها بتصرف كبير اكثر وضوحا في مفرداته التي هي حسب ما خطه كلمات يحيلها في مقالاته الى لكمات، من اغلب مثقفينا العرب الجالسين دون حركة ومنذ نصف قرن على عقول وانفاس شعوبنا العربية.. حتى اختنقت واستغبت وماتت احاسيسها!