محمد الوشيحي

حملة عن حملة… تفرق

يتباكى الأصدقاء على اختفاء الفقع (الكمأ باللغة العربية) من أراضي الكويت، بينما يتباكى محدثكم على اختفاء الجمال بين صبايا الكويت… لدينا فائض من القبح و «الجكر» منتشر بين النساء والصبايا بكميات جاهزة للتصدير للدول الشقيقة والصديقة وإغراق أسواقها، اللهم زد وبارك. هذا الفائض أدى إلى تضخم في أعداد المنقبات غير المتدينات، جزاهن الله خير الجزاء على جميلهن الذي لن ينساه الشباب بعدما أضحى الحجاب غير كافٍ لمعالجة تدهور الأوضاع، عليّ الطلاق لم يعد الحجاب يكفي، ولا بد من النقاب وبسرعة، اليوم قبل الغد. متابعة قراءة حملة عن حملة… تفرق

سامي النصف

سمك له وجوه الرجال!

في البدء الشكر الجزيل للاخوين الفاضلين علي اشكناني وماهر الايوب من منضوي الادارة العامة للجوازات والجنسية على حسن الاداء ورحابة الصدر في تعاملهما مع المراجعين، وقد ابتدع الاخ ماهر الايوب روزنامة جميلة لعام 2008 يمكن للمراجع ان يعرف من خلالها الوقت المناسب لاستبدال الجواز، وقد علمت من ابو عبدالله ان جواز السفر يكلف الدولة 25 دينارا ويدفع المواطن 3 دنانير للحصول عليه، الا ان البعض ما ان يغضب على زوجته واولاده حتى يقوم بتمزيق جوازاتهم ويدفع المال العام ثمن ذلك الغضب.

اتى في الحديث النبوي الشريف الحث على طلب العلم حتى من الصين، مما يعني ان العرب كانوا يرتحلون الى تلك الديار البعيدة عندما لم تكن هناك طائرات او جوازات سفر او عملات عالمية كالدولار او شيكات سياحية او حتى لغة كالانجليزية يستخدمها الجميع للتفاهم بينهم كالحال هذه الايام، وقد اطلعت قبل مدة على كتاب لتاجر خليجي يسمى سليمان كتبه عن ذكريات ترحاله للهند والصين وغيرهما من البلدان في القرن الثاني الهجري، اي التاسع الميلادي.

يقول ذلك التاجر انهم كانوا يتزودون بالمياه من شط العرب، الا ان السفن تغادر لتلك البلدان البعيدة من ميناء يدعى «سيراف» على الشاطئ الشرقي للخليج ثم يتوقفو في مسقط في عمان ثم يعبرون عن طريق «الدردور» الى جزيرة سرنديب (سيلان) وبعد ذلك للهند ثم اخيرا لميناء «خانفوا» الصيني الذي يعتقد انه ميناء «كوانزوا» الحالي القريب من هونغ كونغ.

ويقول التاجر سليمان ان البضاعة تبقى في بيت المال في «خانفوا» تحت رعاية وال عربي مسلم يعينه امبراطور الصين حتى تجتمع البضائع القادمة من السفن الاخرى المحملة من الهند والمنطقة العربية، فتعرض جميع تلك البضائع على التجار الصينيين القادمين من جميع المناطق بعد فترة تأخير وانتظار تمتد الى 6 اشهر (الارجح ان ذلك الوالي تدريب بلدية الكويت ومعتاد على «راجعنا الشهر الياي»).

ومما اتى في الكتاب القيم الذي حققه د.سيف المريخي واصدره مركز زايد للتراث والتاريخ ان الدولة الاموية كانت اول من تبادل السفراء مع الصين، كما عززت تلك العلاقات الديبلوماسية ابان حكم ابوجعفر المنصور اوائل الدولة العباسية، ويروي التاجر سليمان ان اول جوازات سفر استخدمت في الصين، حيث كان الولاة يصدرون اوراقا للمسافرين تتضمن اسماءهم واعمارهم واسماء واعمار من معهم (جواز سفر جماعي) وتتضمن الاوراق توصية من امبراطور الصين بتسهيل سفرهم.

ويطنب الرحالة التاجر في وصف عادات شعوب الدول التي مر بها من الخليج الى الصين، ويرى ان هناك اتفاقا آنذاك على ان اعظم ممالك الارض هي مملكة العرب (الدولة العباسية) تليها مملكة الصين ثم مملكة الروم واخيرا مملكة الهند (لا ذكر للولايات المتحدة)، وقد وصف التاجر في كتابه الطريف والظريف فواكه تلك البلدان وحيواناتها واديانها وعاداتها الغريبة كحرق الزوجات في الهند بعد موت ازواجهن، ومما قاله ان ملك الصين لا يقبل اي شكوى شفهية بل يجب ان تكون مكتوبة بشكل مفصل واسلوب جميل، ويضيف التاجر ان جميع اهل الصين يعرفون القراءة والكتابة.

ويظهر ان سليمان التاجر كان يصيبه دوار بحر اثناء الرحلة فيبقى في «الخن» طوال الوقت ليقص عليه البحارة بعد ذلك ما يدعون انهم رأوه، فبعد شرحه الدقيق لاحوال البر نجد ان الامر يختلف عن شرحه لاحوال البحر، فيتحدث عن اسماك لا يمكن ان تكون حقيقية منها سمك له وجه انسان اسمه سمك «الميج» وسمك آخر يقفز من البحر الى جوز الهند فيشرب ماءه ويأكل ثمره ويرجع للبحر، وسمكة ثالثة اسمها «الطوال» ما ان تصطادها حتى تجد داخلها سمكة وداخل السمكة سمكة (هكذا)، ولم يذكر ما اذا كانت السمكة الاخيرة تجدها محشوة بالثوم والبصل والطماط وجاهزة للشواء ام لا، واخيرا سمكة عظيمة تنفخ الماء فيكون كالمنارة (الحوت بالقطع) وان اصحاب السفن كانوا آنذاك يقرعون الناقوس طوال الليل والنهار كي يرعبوها فتبقى بعيدا عن السفن كي لا تغرقها، ولك ان تتصور حالة السمع لدى المسافرين عند الوصول (عمك اصمخ).

سعيد محمد سعيد

أعداء الشعب… أعداء الحكومة قطعا!

 

يخطئ من يظن أنه لا «أعداء» في الداخل للحكومة والشعب على حد سواء في هذا البلد! يخطئ كثيرا من يحمل هذا الاعتقاد، لأنه بذلك سيقع ذات يوم من شاهق، وسيرتطم بأقسى حقيقة باعتباره واحدا من مئات المخدوعين والمغرر بهم!

في بلادنا، لفيف غريب من الأعداء الذين يتفننون في توجيه قذائف التدمير للمجتمع لتصيب أضرارها الفتاكة الناس أولا، ثم يأتي دور إصابة الحكومة بعدهم مباشرة… وقد وضعت تصنيفا في هذا المكان ذات يوم، لأولئك الأعداء، ومنهم كتّاب في الصحافة ومسئولون كبار وصغار، ومشايخ وعلماء دين من الطائفتين، وبينهم أيضا نواب وناشطون في مختلف الاتجاهات.

المهم، أن الطامة الكبرى، هي أن أولئك الأعداء الذين يكيدون الكيد لأهل البلد، يخطئون – من حيث يحتسبون أو لا يحتسبون – في تقدير الأمور من باب الظهور بمظهر الموالي العظيم الذي يفني نفسه وأهله وماله من أجل البلد، وهو لا يعدو كونه مجرد باحث عن مصالح ومناصب ومال وجاه… وهذا التقدير الخاطئ مؤداه أنهم يهينون الحكومة في كثير من الأطروحات التي يقدمونها على أنها (كشف عظيم) لا تعلم عنه الحكومة ومسئوليها وكأنهم نيام!

لقد أخطأ الكثير من أولئك «الأعداء للبلد وللحكومة» حينما ملأوا الصحف، وظهروا في التلفزيون مرات ومرات، وتحدثوا في الإذاعة مرات ومرات عن انتعاش اقتصاد البلد وارتفاع معدلات النمو الاستثماري، وتنفيذ المشروعات الجبارة وتقديم التسهيلات كافة للمستثمرين، ومضوا على هذا المنوال طيلة سنوات! والناس، وأولهم المستثمرون، كانوا يعلمون بأن هناك «خللا» يدمر اقتصاد البلد يبدأ بالعقبات والعراقيل، وينتهي «بتطفيش» المستثمر، وأولئك الأعداء «طايحين مديح وهمي كاذب»، كشفته مبادرة سمو ولي العهد التي استجاب لها جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء، والمرتبطة بتعطيل تنفيذ خطط الإصلاح الاقتصادي.

وللحكومة نقول، هم أولئك الكتّاب والنواب وبعض وجهاء وخبراء تحدثوا وأثنوا وامتدحوا النجاح المبهر في تنفيذ المشروعات الاقتصادية، واستخدموا الكذبة سنين طويلة حتى انكشفت! هم أنفسهم يا حكومة، الذين يحرضونك ضد الشعب وضد مطالب الناس، وضد رغبة المواطن البحريني في العيش عزيزا في بلاده كونه مواطنا من الدرجة الأولى.

هم ذاتهم الذين يحرضون الحكومة اليوم على المواطن طبقا لانتمائه المذهبي، فإن كان هواهم يتطلب الضرب في الشيعة فعلوا! وإن كان هواهم الضرب في السنة فعلوا أيضا! هم ذاتهم الذين ينعم عليهم بعض المسئولين بالهبات والأعطيات والسيارات والأراضي والشيكات والسفرات وركلات الجزاء ضد غيرهم من المواطنين.

في قرارة نفسي، أريد من الحكومة، وأنا مواطن من رعاياها، أن تتبع المقولة الرائعة : «صديقك من صدقك»! لأنهم – يا حكومتنا – لا يحبونك ولا «يطيقونك»، ويكذبون وسيكذبون عليك في أعمدتهم التي تهاجم «الوفاق» و»حق» كما تهاجم «العدالة والتنمية» و»الأصالة» بحق وبغير وجه حق! وتهاجم كل بحريني «مصدق نفسه» ويتحدث بكل حرية منتقدا تارة ومتذمرا تارة أخرى، ويعتبرونه إرهابيا مدمرا للأوطان…

اليوم يمتدحون «التجنيس العشوائي» وغدا ستغضبين عليهم… اليوم، ينكرون «التمييز والطائفية» وغدا ستكتشفين زيفهم وكذبهم… يا حكومة، هم لا يحبون إلا (خزنتش المليانة)… تأكدي أنهم منافقون علاماتهم ثلاث شهيرة: إذا حدثوا كذبوا، وإذا ائتمنوا خانوا، وإذا وعدوا أخلفوا!

يا حكومة… «شوتيهم شوته قوية، وستربحين»!

د. شفيق ناظم الغبرا

بوش وجولة العالم العربي في دائرة التقييم

تعكس زيارة الرئيس بوش الأخيرة، وهو في عامه الأخير في الرئاسة مدى اهتمامه بالأوضاع العربية المؤثرة على الحرب والسلام العالميين. ففي هذه الزيارة التي تعكس مزيداً من العمل الديبلوماسي ما ينبئ منطقتنا ببعض المفاجآت سواء كانت سلبية أو إيجابية وسواء كانت لصالحنا أو لغير صالحنا. فالإدارة الأميركية تعاملت مع الشرق الأوسط على مدى الأعوام الثمانية الماضية بطرق مختلفة مستخدمة الوسائل المسلحة والضغوط والديبلوماسية في الوقت نفسه. إن الولايات المتحدة في حالة حرب في منطقة الشرق الأوسط، فقواتها في العراق وأفغانستان تعد بمئات الآلاف، وهي في حالة مواجهة مع الجمهورية الإسلامية في ايران، ومع سورية ومع «حزب الله» ومع الحركات الإسلامية ومع «حماس» وفوق هذا كله مع «القاعدة». متابعة قراءة بوش وجولة العالم العربي في دائرة التقييم

سامي النصف

سفيرة وسفير فوق العادة

حضرت الليلة قبل الماضية حفل مجلة «العربي» بمناسبة مرور نصف قرن على صدورها الذي رعاه صاحب السمو الامير وحضره وزير الاعلام وكبار المسؤولين في الوزارة ورئيس تحرير مجلة «العربي» وحشد كبير من الضيوف العرب والاجانب، وقد اقيم ضمن الانشطة المختلفة حفل موسيقي جميل للدكتور سليمان الديكان، وقد كان تنظيم الحفل رائعا ومشرفا، فمبروك لمجلة «العربي» التي هي بمنزلة سفيرة كويتية فوق العادة لدى الامم المتحدة.

وقد القى د.عبدالهادي التازي رئيس البلاط الملكي المغربي الاسبق كلمة الضيوف المكرمين، وقد كان رغم كبر سنه الذي تجاوز حسب قوله الثمانين بكثير طريفا وعميقا في طرحه، فمما ذكره انه كان في الكويت عام 58 ابان عقد مؤتمر الادباء العرب الرابع وصدور مجلة «العربي»، وقد شاهد آنذاك الامهات الكويتيات يلبسن العباءة السوداء وبناتهن يشاركن في العرض الرياضي وهن يلبسن التنانير البيضاء، فأبرق لزوجته بأنه يشهد من مكانه دولة قررت السير سريعا الى الامام وتوقع لها ان تسبق الامم الاخرى.

خرجت من حفلة المجلة السفيرة الى ديوان سفير النوايا الحسنة الكويتية الصديق عبدالعزيز البابطين الذي اجاب احد ضيوفه العرب بأنه عرض شراء مكتبة برهان باشا اعيان في البصرة حتى لا تتلف او تحرق مخطوطاتها الاثرية التي لا تعوض على ان تبقى باسم صاحبها ومازال بانتظار رد الورثة حتى يستقدمها للكويت للحفاظ عليها، وكان تعقيب الضيف العربي الكريم ان الواجب يقتضي من الورثة الاسراع بتسليمها لتجديدها قبل ان نفجع بها كما فجعت الانسانية بضياع ما تبقى من آثار السومريين والبابليين والآشوريين القديمة في عراق الميليشيات.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد تطرق الحديث في جانب منه عن الباب التاريخي الذي اهداه المغفور له الشيخ مبارك الكبير لأحد ولاة الزبير، وقد بقي الباب هناك حتى الثمانينيات عندما احضره ابوسعود من العراق ورممه واعاده لوضعه الاول، الا ان الاحتلال الصدامي تسبب بفقده مرة اخرى، وهناك محاولات جادة للوصول اليه واعادته للكويت بعد ترميمه ووضع قصة مساره وترحاله عبر العقود في لوحة قريبة منه.

ونود من الاخ ابوسعود – وكذلك الاخيار من رجال الكويت – اصدار كتب الذكريات تباعا بدلا من الانتظار واصدارها دفعة واحدة، فيمكن على سبيل المثال لابوسعود ان يتناول كتابه الاول سيرته الذاتية والثاني ذكرياته مع القادة والرؤساء وثالث عن هواية القنص ورابع عن الاسفار والرحلات وخامس عن المشاريع الخيرية وسادس عن اللقاءات التي يرعاها كل عامين للشعراء العرب والمسلمين في إحدى عواصم العالم وكما يقال خير البر عاجله.

آخر محطة:
كرمت مجلة «العربي» العم بدرخان البدر مدير دائرة الارشاد عام 1955 وصاحب عدة مؤلفات تناولت سيرته الذاتية، نرجو من جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية ان تقوم بتكريم العم بدر البدر كونه اول طيار كويتي حلق بطائرته في انجلترا في اوائل ثلاثينيات القرن الماضي.

احمد الصراف

التدخين في أوروبا

أحمد الصراف
تعتبر مطاعم مرابع الميسر في بريطانيا، التي تسمى بالنوادي الرياضية، لارتباطها برياضة سباق الخيل والرهان، من أفخم أماكن تناول الفاخر من الأطعمة والمشروبات في اوروبا. وحتى الأمس القريب لم يكن أحد ليصدق، أو حتى يتخيل أن التدخين سيمنع منعا باتا، وبأي شكل أو صورة، في مثل هذه الأماكن التي يحظر على غير الأعضاء دخولها. ووصول الحظر لأماكن الميسر وكبائن وصالات سباق الخيل يعني أن آخر الحواجز أمام منع التدخين الكلي والشامل قد سقط الى الأبد. ولو استثنينا المدمنين من مرتادي هذه الأماكن من المقامرين وغيرهم لأمكن القول إن منع التدخين فيها قد أثر سلبا على أرباحها.
ظاهرة منع التدخين في الأماكن العامة التي أصبحت من سمات المجتمعات الاوروبية وشمال اميركا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان، كانت أمرا غير متوقع حدوثه بمثل هذا التسارع قبل عشر سنوات مثلا.
أثر منع التدخين سلبا وايجابا على أمور كثيرة. ففي جانب قل دخل الكثير من مقاهي تدخين الشيشة بصورة واضحة في هذه المدينة الباردة، وفي غيرها من مدن اوروبا. كما أثر على عمل الحانات والمرابع الليلية.
أما أثر المنع على صناعات محددة فلا يمكن تخيل مداه، فمنافض (طفايات) السجائر أصبحت غير ذات قيمة. كما قلت بشكل واضح مبيعات ولاعات الغاز، وبالذات الفاخر منها. وانهار سوق «بايب» التدخين الشهير، المعروف بالغليون. أما معاجين وكريمات تبييض الأسنان المصفرة من اثر التدخين فقد اختفت عن أرفف الصيدليات. أما الخاسر الأكبر من حظر التدخين فقد كان بلا شك شركات صناعة التبغ العملاقة التي احتاطت للأمر منذ سنوات وقامت بتنويع استثماراتها. كما خسر وسيخسر مزارعو التبغ في فرجينيا ودول وسط اميركا وتركيا الكثير نتيجة ذلك. وتأتي شركات صناعة الأفلام والدعاية وتصميم الاعلانات في مرتبة متقدمة على قائمة كبار الخاسرين! كما يمكن القول، بتحفظ، ان أطباء الجهاز التنفسي والمستشفيات الخاصة بمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين سيكونون ضمن الجهات المتضررة من حظر التدخين أو التقليل الحيوي منه!!
أما في الجانب الرابح فيأتي الانسان بشكل عام، سواء كان مدخنا أو غير ذلك، حيث سيرتفع مستواه الصحي وسيزيد متوسط عمر المدخن السابق سنوات. كما ستوجه الحكومات المبالغ المرصودة لعلاج الأمراض الناتجة عن التدخين إلى مجالات أخرى أكثر جدوى. وستستفيد شركات التأمين الصحي والتأمين على الحياة من قضية التقليل من التدخين نتيجة تعرض المشتركين معها لأمراض أقل وارتفاع متوسط أعمارهم، مما يعني تحصيل أقساط أكثر منهم.
ولو أخذنا قضية حظر التدخين مقياساً لمدى تقدم أو تخلف أي دولة، لوجدنا أننا نقع، كالعادة، في آخر القائمة، هذا على الرغم من أننا في الكويت سبقنا الكثير من دول اوروبا في اصدار قانون منع التدخين، ولكننا لا نزال، ومنذ عشر سنوات، نتردد في تطبيقه، وكأنه قانون معيب ومخجل ويجب الستر عليه وعدم الحديث عنه، ولا أدري بعد ذلك لماذا صدر أصلا عن مجلس الأمة!!

محمد الوشيحي

كل مشروك مبروك

لدي طريقتي الخاصة في الإقناع، واحدة بواحدة… ذهبت مع أحد المعارف للتوسط له عند زوجته وشقيقها والسعي لإقناعهما بضرورة عودة الزوجة إلى بيتها، وأن تلعن الشيطان وتتنازل عن شرطها الصعب أو على الأقل تؤجله إلى حين… وهناك، في منزل أهل الزوجة، تحدثت عن أهمية الصلح وأسهبت، وضربت أمثلة من التاريخ وذكّرتهم بأغنية نادية مصطفى «الصلح خير»، ولم أخرج إلا بعد أن أقنعت الزوجة بأن تطلب الطلاق وترفع دعوى قضائية على الزوج في صباح الغد. خير البر عاجله.
وكثيرا ما تفاخرت بتأثيري على قرارات الحكومة، إذ كلما انتقدت أداء أحد كبار مسؤولي الدولة تمت ترقيته في اليوم التالي، والعكس صحيح، من أمتدحه تحجز له الحكومة منزلا خلف الشمس بحديقة تطل على ثلاثة كواكب. متابعة قراءة كل مشروك مبروك

سامي النصف

بيزنطة واحدة تكفي!!

«عدم الحل» هي قراءة واختزال غير مكتمل للقاء القيادة السياسية برؤساء الكتل البرلمانية، فلم يطرح خيار الحل في الشارع السياسي الكويتي الا بعد ان ضجت الناس من بعض الساسة ممن يرومون بناء امجادهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن، لو كانت الممارسة الصحيحة للديموقراطية ودفع قضايا التنمية تمر عبر الازمات السياسية المتلاحقة لكانت الدول المتقدمة في الشرق والغرب سباقة في هذا الخصوص، امامنا تحديات كبرى في الداخل والخارج ولا نود ان نصرف انظارنا عنها عبر خلافات بيزنطية متواصلة على قشور الامور فبيزنطة واحدة في التاريخ تكفي.

منع الازمات والاستجوابات يقتضي في جانب منه الاخذ بما طرحه سمو ولي العهد من الحاجة لتقييم اداء بعض المسؤولين ومحاسبتهم اولا فأولا حتى لا ينتهي السكوت عنهم باستجواب النواب لهم وابعادهم عن طريق طرح الثقة بهم، امر كهذا ان تم فسيسحب البساط من عشاق التأزيم المتواصل.

وعلى معطى الاطفاء المسبق لأي استجوابات لاحقة نتساءل بحق هل سيتم استجواب الوزراء على اي عمليات تعد جنسية او انحرافات شرعية او مساس بالدين الحنيف تتم دون علم منهم في اروقة وزاراتهم؟! ان كانت الاجابة بـ «نعم» فنقول اننا بحاجة الى عشرة وزراء يوميا كون مئات الآلاف من العاملين في الوزارات المختلفة هم بشرا خطائين، اما اذا كانت الاجابة بـ «لا» فهل يصح ان تستخدم مقاييس مزدوجة لنفس الحالات فيستجوب وزير على اخطاء لا يحاسب على مثلها وزير آخر؟!

جميع النواب الافاضل في قضية طرح الثقة بالوزيرة هم اقرب لقضاة العدل ممن يجب ان يحكموا ضمائرهم ولا شيء آخر في القضية المطروحة امامهم، من يتحدث عن قضايا خارجة كولاية المرأة نذكره بأن خلفاء الاسلام وقضاتهم حكموا لليهود والنصارى والمجوس في قضايا كان الخصوم فيها من كبار الصحابة والتابعين ولم يدخلوا الجانب الشرعي وصحة المعتقد في الاحكام العادلة التي اصدروها والتي بنوها على قرائن وأدلة القضية الماثلة امامهم، وهذا هو الخيار العادل لاستجواب ام عادل وغيرها مستقبلا، اطروحة الولاية هي للاسف كلمة حق يراد بها باطل، والا فلماذا لم تطرح خلال الاشهر الماضية وقد كانت الوزيرتان تصوتان كحال الآخرين على القضايا المختلفة؟!

«التثمين» هو احدى وسائل تقسيم الثروة التاريخية على المواطنين في الكويت منذ نصف قرن، وقد استفاد المواطنون في حينها من تلك التثمينات كما استفادت الدولة كثيرا، حيث اقامت الخدمات على تلك الاراضي، كما ارتفعت اسعارها اضعافا مضاعفة، نبارك لاهالي جليب الشيوخ والسالمية عمليات التثمين التي نرجو الا تتم عرقلتها ونقول ان الدولة رابحة في النهاية من تلك العمليات التنظيمية، خاصة متى تم تغيير استخدام تلك الاراضي من سكني الى تجاري او استثماري.

اخيرا، قد يكون تكسير المكتبات الاسلامية قد تم من قبل فرد او افراد محترفين سيتم القبض عليهم لاحقا وتنتهي القضية، وهذا ما نأمله، الوجه الآخر للعملة الذي علينا ان نحذره قد يشير الى ان ذلك الفعل هو بداية لعمليات تأجيج وعمليات مضادة يقوم بها «اشباح» لا يعلم بهم احد بقصد زرع الفتنة الطائفية بعد ان حاولوا زرع الفتنة المناطقية، تصاحبها كتابات مؤججة من قبل منحرفين او محترفي اشعال اوطان فالحذر الحذر.

احمد الصراف

إسلاميات

أحمد الصراف
في واحدة من أكثر صور التعصب عنفا، قام مواطن كندي من أصل باكستاني، بقتل ابنته بالسكين طعنا لرفضها ارتداء الحجاب!!
على الرغم من شناعة الجريمة التي هزت المجتمع الكندي المجبول على التسامح والغفران، وعلى الرغم من تأثيراتها المستقبلية السلبية على أوضاع الجاليات الاسلامية في تلك الدولة التي تعتبر مقصداً لطالبي الهجرة واللجوء السياسي والعيش الأفضل، فإن أيا من وسائل اعلام منطقتنا لم تعط موضوع هذه الجريمة المخيفة أي أهمية تذكر. والغريب أن هذا الصمت المريب امتد ليشمل حتى المجتمع الكندي نفسه. فالبعض لم يعر الأمر أي اهتمام، باعتبار الموضوع جريمة تصب في خانة الحمق والتعصب الاسري، أما البعض الآخر، فقد فضل الصمت لكي لا يتهم بمعاداة الاسلام والمسلمين والتعرض لمعتقداتهم بالنقد، وهذا ما أصبح يعرف بـ«فوبيا الاسلام»! وبين هذا وذلك ضاع دم تلك الفتاة البريئة هدرا.
من جانب آخر، قامت ضجة كبيرة في ماليزيا، التي كانت، وإلى الأمس القريب، من الدول الاسلامية المعتدلة الى حد ما، على ضوء قرار وزاري منع مواطني تلك الدولة من غير المسلمين، والذين يشكلون من السكان، من استخدام اسم الله، كما يلفظ باللغة العربية، في مراسلاتهم وادعيتهم وأحاديثهم!! هذا على الرغم من أن اسم الله استعمل من قبل العرب (غير المسلمين) قبل مئات السنين من ظهور دين الاسلام، وهو بالتالي ليس اسما مرتبطا بالاسلام والمسلمين!!
وذكر محلل ماليزي معروف أن اسم الله لم يكن معروفا في ماليزيا عندما وصل الاسلام الى تلك الجزر في القرن الثالث عشر، وكان الله يعرف بـDewata Mulia Raya، ويعني الله أو الرب باللغة السنسكريتية التي كانت متداولة وقتها في ماليزيا.
نعود للقرار الوزاري الذي صدر عن وزير الشؤون الاسلامية الماليزي، عبدالله محمد زين، الذي حظر فيه على جريدة محلية ناطقة باسم الكاثوليك استخدام اسم الله بحجة أن استخدام هذه التسمية من غير المسلمين «يثير الحساسية» وقد يؤدي الى التشويش بين مسلمي البلاد!!
كما اشتمل قرار الوزير على حظر دخول أي كتب غير اسلامية تحمل اسم الله!! ونص القرار المعتمد من الحكومة الماليزية على قصر استخدام كلمة الله على المسلمين فقط وحظر استعمالها على أتباع الديانات الأخرى!!
وقد أثار القرار جدلا كبيرا في ماليزيا، ليس بسبب كبر حجم غير المسلمين فيها، سواء بوذيين أو مسيحيين أو هندوساً
أو سيخاً، وهؤلاء أيضا يستخدمون كلمة الله.
ودفع قرار الحكومة احدى الكنائس الى رفع دعوى قضائية للمطالبة بحق استخدام الكلمة بدعوى أنها تعني الاله بشكل عام في لغة الـ «مالاي» وليس فقط عند المسلمين.
ونقل عن صحيفة ستار أن رئيس الوزراء الماليزي صرح بأن أحد الأسباب وراء فرض القيود على استخدام الاسم هو أن ماليزيا تستخدم الكلمة منذ زمن طويل.. وأضاف: سيتعين أن تستخدم المنشورات المطبوعة للديانات الأخرى كلمة الرب.. وليس الله لأن هذا الاسم يخص المسلمين فقط.
وهكذا نجحنا في تأميم لفظ الجلالة لمصلحتنا!!

سامي النصف

تحية للرئيس الأميركي عبدالله

حالت الظروف دون الترحيب عبر المقال بالرئيس الاميركي الصديق جورج بوش اثناء وجوده، والحقيقة ان انجاز الرئيس الابن بحق الكويت لا يقل عن انجاز الرئيس الاب، فإن كان جورج الاول قد حرر الكويت فإنجاز كهذا يظل ناقصا بوجود صدام ونواياه العدوانية الدائمة نحونا لذا فامتنان الكويت هو للرئيسين جورج بوش الاب (بوعبدالله) وجورج بوش الابن (عبدالله) وللشعب الاميركي كافة من قبل قيادة وشعب لا ينكرون المعروف ولا يلدغون اليد التي تمتد لهم ابان المحن.

لقد امتد الامتنان الكويتي للساحة العربية الممتدة من الخليج الى المحيط فأصبح اعلاميو ومفكرو ومثقفو الكويت هم من يمثل النظرة الموضوعية والعقلانية والحكيمة تجاه الولايات المتحدة مقابل ثقافة التشنج والغوغائية الموروثة من عهود الامبراطورية السوفييتية التي يمثلها الشيوعيون المتحولون الى افكار التطرف الديني ممن لا يرون في اميركا إلا شيطانا اكبر وعدوا دائما مهما غيرت من سياساتها واقوالها وافعالها.

ان تحركات الرئيس بوش الداعمة لنشر الديموقراطية في العالم ووقوفه خلف مشروع انشاء دولة فلسطينية مستقلة وحق تقرير المصير للشعوب والاقليات يشبهه الى حد كبير ما قام به الرئيس الديموقراطي ودرو ويلسون قبل ثمانية عقود ومبادئه الـ14 ودعوته لمؤتمر السلام العالمي في باريس ورفضه لوعد بلفور ما جعل شعوبنا العربية تطالب آنذاك بوصاية او انتداب اميركي عليها حتى حصولها على الاستقلال، وقد حصل الرئيس ويلسون على جائزة نوبل للسلام ونعتقد ان محاولات الرئيس الاميركي بوش الجادة هذه الايام لحل القضية الفلسطينية تؤهله لحصد تلك الجائزة مع نهاية العام الحالي وانتهاء رئاسته.

بعد الاداء المنفرد الراقي للسيدة نورية الصبيح الذي جعلنا نفخر بحصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية، اتى العزف الجماعي الرائع لجمع من الفعاليات النسائية الكويتية التي التقت بالرئيس جورج بوش وعكست بشكل مشرف ومشرق وجه الكويت الحضاري فالشكر المستحق للدكتورة رشا الصباح ود.معصومة المبارك ود.موضي الحمود ود.رولا دشتي ود.ندى المطوع ود.فاطمة العبدلي ود.عنود الشارخ وم.جنان بوشهري والمحامية نجلاء النقي والناشطة لولوة الملا والشكر موصول كذلك لطاقم السفارة الاميركية التي ساهمت بتنظيم وانجاح ذلك اللقاء الهام.

آخر محطة:
العزاء الحار لدار «الانباء» على وفاة المرحومين حسام السعيد عبدالسلام ورضا عبدالعليم غالي في الحادث المروري المروع الليلة قبل الماضية وكنا قد بدأنا العام الجديد بمقال عن كيفية منع مقتل 400 بريء ستشهد شوارعنا مصرعهم خلال هذا العام ولم نتوقع ان يكون العاملان في الدار هما اول ضحايا حروب شوارعنا التي لا تنتهي، للفقداء الرحمة والمغفرة ولأهلهم وذويهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون.