في البدء الشكر الجزيل للاخوين الفاضلين علي اشكناني وماهر الايوب من منضوي الادارة العامة للجوازات والجنسية على حسن الاداء ورحابة الصدر في تعاملهما مع المراجعين، وقد ابتدع الاخ ماهر الايوب روزنامة جميلة لعام 2008 يمكن للمراجع ان يعرف من خلالها الوقت المناسب لاستبدال الجواز، وقد علمت من ابو عبدالله ان جواز السفر يكلف الدولة 25 دينارا ويدفع المواطن 3 دنانير للحصول عليه، الا ان البعض ما ان يغضب على زوجته واولاده حتى يقوم بتمزيق جوازاتهم ويدفع المال العام ثمن ذلك الغضب.
اتى في الحديث النبوي الشريف الحث على طلب العلم حتى من الصين، مما يعني ان العرب كانوا يرتحلون الى تلك الديار البعيدة عندما لم تكن هناك طائرات او جوازات سفر او عملات عالمية كالدولار او شيكات سياحية او حتى لغة كالانجليزية يستخدمها الجميع للتفاهم بينهم كالحال هذه الايام، وقد اطلعت قبل مدة على كتاب لتاجر خليجي يسمى سليمان كتبه عن ذكريات ترحاله للهند والصين وغيرهما من البلدان في القرن الثاني الهجري، اي التاسع الميلادي.
يقول ذلك التاجر انهم كانوا يتزودون بالمياه من شط العرب، الا ان السفن تغادر لتلك البلدان البعيدة من ميناء يدعى «سيراف» على الشاطئ الشرقي للخليج ثم يتوقفو في مسقط في عمان ثم يعبرون عن طريق «الدردور» الى جزيرة سرنديب (سيلان) وبعد ذلك للهند ثم اخيرا لميناء «خانفوا» الصيني الذي يعتقد انه ميناء «كوانزوا» الحالي القريب من هونغ كونغ.
ويقول التاجر سليمان ان البضاعة تبقى في بيت المال في «خانفوا» تحت رعاية وال عربي مسلم يعينه امبراطور الصين حتى تجتمع البضائع القادمة من السفن الاخرى المحملة من الهند والمنطقة العربية، فتعرض جميع تلك البضائع على التجار الصينيين القادمين من جميع المناطق بعد فترة تأخير وانتظار تمتد الى 6 اشهر (الارجح ان ذلك الوالي تدريب بلدية الكويت ومعتاد على «راجعنا الشهر الياي»).
ومما اتى في الكتاب القيم الذي حققه د.سيف المريخي واصدره مركز زايد للتراث والتاريخ ان الدولة الاموية كانت اول من تبادل السفراء مع الصين، كما عززت تلك العلاقات الديبلوماسية ابان حكم ابوجعفر المنصور اوائل الدولة العباسية، ويروي التاجر سليمان ان اول جوازات سفر استخدمت في الصين، حيث كان الولاة يصدرون اوراقا للمسافرين تتضمن اسماءهم واعمارهم واسماء واعمار من معهم (جواز سفر جماعي) وتتضمن الاوراق توصية من امبراطور الصين بتسهيل سفرهم.
ويطنب الرحالة التاجر في وصف عادات شعوب الدول التي مر بها من الخليج الى الصين، ويرى ان هناك اتفاقا آنذاك على ان اعظم ممالك الارض هي مملكة العرب (الدولة العباسية) تليها مملكة الصين ثم مملكة الروم واخيرا مملكة الهند (لا ذكر للولايات المتحدة)، وقد وصف التاجر في كتابه الطريف والظريف فواكه تلك البلدان وحيواناتها واديانها وعاداتها الغريبة كحرق الزوجات في الهند بعد موت ازواجهن، ومما قاله ان ملك الصين لا يقبل اي شكوى شفهية بل يجب ان تكون مكتوبة بشكل مفصل واسلوب جميل، ويضيف التاجر ان جميع اهل الصين يعرفون القراءة والكتابة.
ويظهر ان سليمان التاجر كان يصيبه دوار بحر اثناء الرحلة فيبقى في «الخن» طوال الوقت ليقص عليه البحارة بعد ذلك ما يدعون انهم رأوه، فبعد شرحه الدقيق لاحوال البر نجد ان الامر يختلف عن شرحه لاحوال البحر، فيتحدث عن اسماك لا يمكن ان تكون حقيقية منها سمك له وجه انسان اسمه سمك «الميج» وسمك آخر يقفز من البحر الى جوز الهند فيشرب ماءه ويأكل ثمره ويرجع للبحر، وسمكة ثالثة اسمها «الطوال» ما ان تصطادها حتى تجد داخلها سمكة وداخل السمكة سمكة (هكذا)، ولم يذكر ما اذا كانت السمكة الاخيرة تجدها محشوة بالثوم والبصل والطماط وجاهزة للشواء ام لا، واخيرا سمكة عظيمة تنفخ الماء فيكون كالمنارة (الحوت بالقطع) وان اصحاب السفن كانوا آنذاك يقرعون الناقوس طوال الليل والنهار كي يرعبوها فتبقى بعيدا عن السفن كي لا تغرقها، ولك ان تتصور حالة السمع لدى المسافرين عند الوصول (عمك اصمخ).