نتحمّد للأمير المفدى على السلامة بعد الفحوصات المطمئنة التي أجراها ونشكر لسموه وللأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله ولولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد ولسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ولنــائب الرئيــس الشيخ د. محمد الصباح ومعالي نائب الرئيس فيصل الحجي والشيخ مشعل الأحمد ولأسرة آل الصباح الكرام والوزراء وأعضاء السلك الديبلوماسي وللزملاء في الديوان الأميري وفي جريدة «الأنباء» وللإعلاميين وللعاملين في حقل الطيران ولكافة أفراد شعبنا الطيب والواصل على مشاركتهم جميعا لنا العزاء في فقيدتنا الغالية وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا أراكم الله مكروها.
إن صحت تسمية الأمير الراحل المغفور له جابر الأحمد بـ «أمير القلوب» فإن لأميرنا الحالي الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، من السمات الطيبة ما يؤهله لحمل لقب «أمير التواضع» لابتعاده وكراهيته للمظاهر والزخارف واعتماده على البساطة والسهولة في التعامل، كما يستحق سموه لقب «أمير الحسم» لسرعته في حسم الأمور واتخاذ القرارات الصحيحة في أوقاتها مما أطفأ كثيرا من النيران التي اشتعلت في الآونة الأخيرة.
«عام جديد، بداية جديدة» للعمل السياسي، علينا ونحن نطوي صحيفة الاستجواب الراقي الذي شهدناه ان نجعله آخر الاستجوابات المعرقلة لعمليات التنمية وان نعزز مما جرى في اليوم التالي من انجازات ضخمة كان ينتظرها ويستحق أمثالها هذا البلد وشعبه الطيب، لقد أدى النائب الفاضل د.سعد الشريع ما عليه وارتفع بالاستجواب عن التجريح بالقول أو بالصورة وكانت وزيرة التربية نورية الصبيح مبدعة وخطفت الأنظار بردودها المقنعة وحان الوقت لأن تصفو القلوب «فلا غالب ولا مغلوب» بل شعب واحد متماسك ومترابط يدفع بوزرائه ونوابه لتحريك عجلة الكويت سريعا الى الأمام بدلا من تعطيلها بكثرة الخلاف ووفرة الاختلاف.
وضمن عملية الانفراج السياسي الواجبة ضرورة الصفح ونسيان ما حدث في الماضي القريب والبعيد، فالعمل السياسي الراقي لا يمكن ان تتم تأديته بالشكل الصحيح دون كم كبير من المغفرة والتجاوز عن الهفوات والبعد عن منهاجية الحروب السياسية التي لا تنتهي وعليه فنرجو ان تشمل عملية الانفراج القائمة، والتي تقودها القيادة السياسية الحكيمة، التقاء كافة الأطراف «دون استثناء» للاتفاق على خارطة طريق تنموية واحدة تلم شمل الكويتيين وتجعل جهودهم تسير في اتجاه واحد.
وليس في هذا المطلب استحالة في بلد «الأسرة الواحدة» بل هي وصفة النجاح التي يطبقها ويعمل بها أشقاؤنا في الخليج ممن يستقر مسؤولوهم في مناصبهم طويلا فينتجون ويبدعون، وتتظافر جهود شعوبهم وممثليهم على دعم عمليات التنمية والانفتاح، لا عرقلتها فنشهد سرعة تحرك مراكبهم وبطء محملنا رغم اننا لا نقل عنهم – فيما لو وحدنا جهودنا – إبداعا وقدرة على العطاء والسبق، فهل سيشهد عامانا الهجري والميلادي الجديدان «كويتا جديدة» تبهر الأنظار بإنجازاتها، لا خلافاتها، وعلو عمرانها، لا علو أصوات تبايناتها؟!
آخر محطة:
أبت أسرة المرحوم عباس الحاج إلا أن تشاركنا العزاء بالحضور ثم بقصيدة مؤثرة تحرك الأفئدة والمآقي في راحلتنا الكبيرة، فلهم الشكر والعرفان على ما قدموا.