مع قدوم فخامة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش للكويت في زيارته المرتقبة هذا الأسبوع، نتمنى أن يأمر بإطلاق سراح أبنائنا الأربعة المتبقين في غوانتانامو لتبتسم الشفاه وتطمئن القلوب.
فخامة الرئيس، لن أدخل في التفاصيل، أو بيت الشيطان كما يسميها المفكرون، لكنني وكثيرين نتساءل: أما لهذا الظلام من نهاية؟ أليس للكويت مكانة عندكم كما لبعض الدول التي أطلقتم سراح أبنائها؟ سيد بوش، أنتم أعلنتم من جهتكم بأن الكويت حليف خاص لأميركا، ونحن من جهتنا، ثمنّا هذا الأمر وساهمنا بمساهمات تعلمونها أنتم أكثر من غيركم، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فخامة الرئيس… وأهلا ومرحبا بزيارتكم لبلد لم ينس أبناؤه دماء أبنائكم على أرضه. متابعة قراءة المشهر
اليوم: 6 يناير، 2008
احتفالات رأس السنة والضجة المثارة؟
رأس السنة ليس احتفالاً مسيحياً، أو بوذياً أو هندوسياً أو يهودياً أو غيره، بل هو احتفال عالمي تحتفل فيه كل أمة وحضارة وكل دولة ومجتمع. الاحتفال في جوهره إعلان لنهاية عام وإعلان في الوقت نفسه لبداية عام جديد، فهو إعلان إيجابي بالتفاؤل بالمستقبل وبالجديد وتوديع للماضي مهما كانت حصيلته، فهو عيد تحتفل فيه الشعوب على ألوانها ودياناتها وعقائدها. إن التقويم الذي يبدأ في الأول من يناير من كل عام أصبح أساساً لإصدار الكتب والصحف وأساساً لبرامج الحكومات والانتخابات وأساساً لكل توقيت وكل عمل في العالم. لهذا نجد أن الشعوب كلها تجد في هذا اليوم بالتحديد يوماً للتعبير عن الفرح في المجال العائلي أو الشخصي تجمعاً واحتفالاً. ولكن تعبير الناس عن فرحتهم في هذا اليوم يختلف من أسرة إلى أخرى ومن فرد إلى آخر ومن فئة إلى أخرى، فهناك من يحتفل بهدوء، وهو محق في هذا، وهناك من يحتفل في أجواء راقصة وغناء لا يتوقف وهو محق في هذا، وهناك من يحتفل سفراً وهناك من يجلس في منزله للاستمتاع بمتابعة الاحتفالات في العالم من خلال جهاز التلفاز وهو محق أيضاً في هذا، وهناك من يحتفل من خلال الخروج إلى الشارع والوقوف مع تجمعات تنتظر لحظة بداية العام الجديد. أنواع التعبير تختلف وإن كانت في الجوهر تعبير عن الإقبال على العام الجديد بتفاؤل وسعادة. لهذا من الصعب أن يقتصر الاحتفال على شكل محدد، على طريقة واحدة وعلى تعبير واحد، فالمحاولة في تحديد شكل الاحتفال تفسد من أجواء البهجة والشعور بالحرية المصاحب له، كما أنها في الوقت نفسه تفشل في إيقاف هذا الوضع، فعلى مر الأزمان تفوقت أجواء البهجة، خصوصاً عندما واجهت محاولات للتحكم من أقطاب حزبية وسياسية وعقائدية ودينية. فالتحكم يأتي مع نسبة كبيرة من القمع والبوليسية، وهو ما ترفضه فئات المجتمع وأفراده، وينتج عادة عن ذلك المزيد من التمرد والتمترس والرفض لهذا الأسلوب. متابعة قراءة احتفالات رأس السنة والضجة المثارة؟
كسر العصا وأكل الجزرة
العزاء الحار لأسرة آل الصباح الكرام في وفاة المغفور لها صبيحة عبدالله الأحمد الصباح، للفقيدة الرحمة والمغفرة، ولأهلها وذويها الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
هناك دائما فارق بين الرغبة والقدرة، وبين النظرية والتطبيق، فكثير من دولنا العربية ترغب في أن تسوّق بالشكل الصحيح مقوماتها السياحية، الا انها تفتقر لوضع الخطط المناسبة لتحقيق ذلك الحلم، فتبقى دائما في واقع أقل كثيرا مما يفترض، مما جعل بلدا كالمكسيك يفوق دخله من السياحة ضعف دخول الدول العربية مجتمعة.
ولا يمكن للأداء الوظيفي المحلي الحالي أن يتناسب مع طموح «كويت المركز المالي» ومن ثم علينا ونحن نصبو لتحقيق ذلك الهدف السامي ان نعمل على تغيير كثير من الانظمة البيروقراطية البالية القائمة، وأن نعزز من نهج استخدام الحاسوب والانترنت، كما علينا أن نعيد النظر في الثقافة الادارية السائدة التي «قد» تعاقب من يخطئ، الا انها لا تحاسب ولا تعاقب – وهذا الأهم – من يقوم بتعطيل وتأخير المشاريع الحكومية والاهلية سنوات عدة حتى تلغى أو تتضاعف كلفتها، ومثل ذلك محاسبة الموظف الذي يستهدف في عمله العرقلة لا الانجاز، حيث تسود المقولة الخالدة «معاملتك ناقصة تعال بكرة».
إن الذي يشتكي من تأخر الكويت عن بعض شقيقاتها الخليجيات عليه أن يعلم أن لذلك التأخر اسبابا عدة ما لم نعالجها فسنبقى ندور في حلقة مفرغة ونظل في الخلف، ومن ذلك ان العمل ابان حقبة «كويت الانجاز» كان يقوم على معطى العصا والجزرة، فالمخلص والكفء يكافأ، والمتجاوز ومحدود القدرات يعاقب.
تلت تلك مرحلة تم فيها تسييس كل شيء كسرنا خلالها العصا وأكلنا الجزرة فلم نعد نعاقب المسيء او نكافئ المخلص، مما ساهم في بطء المسيرة التنموية وفتح المجال لأن يتقدم الآخرون عن ركبنا، وقد تحولنا من البطء الى التوقف ثم السير سريعا الى الخلف عندما قمنا بخلق اختراع كويتي فريد غير مسبوق في العالم يقوم على استعمال العصا والعقاب مع الاكفاء والمبدعين لمنعهم من الابداع، والجزرة والمكافأة السخية مع المتجاوزين حتى اعتدنا سماع الشكاوى المريرة من الاكفاء، والرضا والسعادة من الاغبياء.
ان للبشر قدرات ربانية في التميز والابداع كما ان للبعض منهم ضمائر حية لا تخترقها الاغراءات، ولا تضعف أو تقبل بالتجاوزات، وأولى خطوات عودة عصر النهضة الكويتية وتحويل حلم المركز المالي الى حقيقة واقعة هي تسليم مثل هؤلاء المسؤوليات وإبعاد محدودي القدرات وأصحاب الضمائر اللينة والمرنة عن المواقع التي حصلوا عليها عبر الاخطاء التاريخية، وعند ذلك سنرى الرضا على الوجوه ونسمع الثناء من الألسن، وستختفي تدريجيا الازمات السياسية فلن يرضى احد بتعطيل القطار المسرع الى الامام.
آخر محطة:
نرجو من الاخ الفاضل وزير العدل ان يأمر بتوفير واجبات الضيافة من قهوة وشاي في مباني المحاكم، فليس من المنطق في شيء أن يدفع منتسبو الوزارة من جيوبهم الخاصة أثمان ضيافة المراجعين.
حوض الصيانة
تاريخيا، يعتبر وزراء الداخلية ووزراء الدفاع الأقل تعرضا للاستجواب من بين بقية النواب، إن لم يكن جميعهم، ولأسباب لا تخفى على الكثيرين. ولو قارنا التضارب في تصريحات وزير الداخلية الحالي بخصوص كشف التجنيس الاخير وكم المخالفات التي جرت في الوزارة في الفترة الاخيرة، خصوصا حادثة قيام احد العسكريين بالاعتداء جنسيا على مجموعة من الخادمات المخالفات، والمحجوزات في المخفر، ومن ثم تسهيل هروبهن مقابل مبلغ من المال، لو قارنا كل هذا بكم المخالفات، الحقيقية او المزعومة، التي نسبت لوزيرة الصحة السابقة د. معصومة المبارك، أو لوزيرة التربية الحالية، نورية الصبيح، لوجدنا مخالفات، أو موجبات استجواب هاتين السيدتين، لا تقارن من الناحية الادارية او من زاوية الاعتداء على حقوق الانسان، بما صدر من مخالفات عن الداخلية او غيرها من وزارات السيادة التي تزايد عددها في الوزارتين الاخيرتين! ولكن من المعروف ان اعين وقلوب هولاء النواب ‘الغيورين’ على مصالحهم الشخصية مصوبة في جزء صغير منها نحو كشف التجنيس القادم والخاص بالاعمال الجليلة، والجزء الآخر مركز على صناديق الانتخاب لوجود عشرات آلاف الاصوات الانتخابية المؤثرة في المستقبل السياسي لهؤلاء النواب ضمن كوادر وزارة الداخلية او الدفاع.
وحيث ان ذات وزير الداخلية، ووزير الدفاع، للسببين أعلاه، ولأسباب عدة اخرى، شبه مصونة ومحمية من الاستجواب، فلماذا لا تقوم الحكومة، كما اقترح احد الاصدقاء، بتجيير هذه الحماية لمصلحة وزراء الحكومة، بحيث يكون من حق أي وزير وضع ‘فيتو’ على أي من الامور التي يسيل لها عادة لعاب نواب الخدمات والتي تكون ضمن صلاحيات وزير الداخلية او الدفاع، او غيرهما من الوزراء الذين يملكون ناصية بعض الخدمات ‘الضرورية’ كالتجنيس أو العلف المدعوم والجواخير وتوزيع البيوت وحفظ القضايا والعلاج في الخارج وغيرها الكثير! فعند القاء القبض مثلا على شقيق نائب بتهمة ما وهذا اصبح في الفترة الاخيرة امرا اكثر من شائع، فان على شقيقه النائب أخذ موافقة، او تقبيل رؤوس جميع الوزراء الآخرين، لكي يوافق وزير الداخلية على الافراج عن اخيه من دون اتهام! وإذا رغب نائب آخر في تضمين اسم يعز عليه، ويعتبره مثل عمه، في قائمة المطلوب تجنيسهم بسبب جليل خدماتهم فان عليه المرور على كامل اعضاء الحكومة الآخرين، الذين يملكون حق الفيتو، لأخذ موافقتهم على الطلب، ولو تطلب الأمر رمي عقاله في مجلس او مختصر كل وزير منهم، قبل قبول طلبه من الوزير المعني!
وهكذا نضمن حصول جميع الوزراء على الحصانة نفسها التي يتمتع بها حاليا وزير الداخلية او وزير الدفاع او اي وزير آخر!
نضع هذه الفكرة ‘غير المعقولة’ بتصرف سمو رئيس الحكومة لعلها تساهم في وضع حد للوضع ‘غير المعقول’ الذي نحن فيه.
أحمد الصراف
هل أنت «مسئول طائفي»؟
ترى، ماذا لو تم تنظيم حملة وطنية بإشراف جهة حكومية لتنظيف كل الوزارات والمؤسسات الحكومية، وكذلك الخاصة، من المسئولين ذوي الميول الطائفية والنزعة التفكيكية؟ لنتخيل، مجرد تخيل لا أكثر ولا أقل، أن تلك الحملة، ستفتح المجال أمام جميع الموظفين والموظفات والمواطنين والمقيمين للتقدم بشكاوى موثقة بالأدلة والقرائن للجنة العليا المشرفة على الحملة ضد المسئول أو «الشخص» الذي يتمتع بممارسة طائفية في كل تصرفاته، فيميز بين هذا المواطن ومواطن آخر، وينكل بموظف أو موظفة لا تتلاقى انتماءاتهم المذهبية مع أهوائه؟ هل سيكون العدد كبيرا؟ من الطائفتين؟ وهل سيجرؤ المواطن المسكين المتضرر من الممارسات الطائفية أن يخطوَ هذه الخطوة بكل جرأة وأمان وثقة؟ أم سيطلب العافية وعفا الله عما سلف؟ في ظني، لو قدر لتلك الحملة «الوهمية» المتخيلة أن تتم، لصارت طوابير خلق الله المتضررين من الأفعال الطائفية البغيضة في كثير من المواقع شبيهة بوضعية الحجاج الفلسطينيين الذين عاشوا أزمة ظالمة على يد قوات الاحتلال الصهيوني في الأيام الماضية؟ وربما، ربما أصبح الوضع شبيها بأزمة الشاحنات على جسر الملك فهد!
وفي ظني أيضا، أنه لو خصص لكل مواطن تضرر ذات يوم، أو لا يزال يتضرر، من ممارسة طائفية مدة ساعة كاملة ليتحدث عما واجه من معاناة، فإن تلك الساعة لن تكفي!
ذات يوم، تحدثت مع واحد من كبار المسئولين عن معاناتنا كمواطنين من استمرار أشكال التمييز الطائفي في كثير من الجهات، وكأن هذه الممارسة الشائنة لا علاقة لها بدستور البلاد وعبارته الرئيسة الكبيرة (المواطنون سواسية)، فما كان منه إلا أن رفض بشدة هذا الكلام مؤكدا أن للمواطن، أي مواطن، الحق في شعوره بإنسانيته ومواطنته وحقوقه، وأن مثل هذه الأفكار من شأنها أن تحدث تأثيرا سيئا على مستوى العلاقات الاجتماعية!
وحين سألته عما إذا كانت العلاقات الاجتماعية تلك التي يتحدث عنها، قائمة على الحقوق والواجبات، وأنه لا ولم يضار مواطن من إقصاء أو تمييز بسبب انتمائه المذهبي ومعتقده، قال: «ولماذا يرضى المتضرر بهذا الوضع؟ لماذا لا يتقدم بشكوى ضد ذلك المسئول الذي سيكون حتما فوقه مسئول أكبر».
لوهلة، ظننت أن المسألة بسيطة جدا… أنا مواطن، أساء المسئول الطائفي معاملته لي متعمدا… فتوجهت إلى المسئول الأكبر وشكوت له ظلامتي فأعاد حقي! لكن عدت لأقول، إن كل هذا… أضغاث أحلام.
وفي ظني أيضا، أن كل مسئول طائفي يعلم، وهو في غاية الإطمئنان، أن لا أحد يجرؤ على الشكوى ضده، وإن حدث ذلك، فإن هذه الشكوى ستكون في عداد الملفات المغلقة، وسيدخل الشاكي في دوامة جديدة وشديدة من التنكيل والتقصد والحرمان من الترقيات؛ إذ سيعمد ذلك المسئول إلى «غسل شراعه» في كل واردة وشاردة، ومع هذا، فما المانع من التجربة؟ كثيرة هي الشكاوى من الممارسات الطائفية الصادرة عن بعض المسئولين في مواقع مختلفة، لكن قلة هم أولئك الذين يرفضون هذه الممارسات ويتبعون الإجراءات والوسائل القانونية لرفض تلك الممارسات!
وبعيدا عن تلك الحملة المتخيلة، على الأقل، يتوجب على المسئول الطائفي أن يراقب الله، ويلتمس العذر لذلك الإنسان الذي يصب عليه جام طائفيته من باب «لقمة العيش»…
أما بالنسبة لي، سأتريث قليلا مع أي مسئول يتعمد الإساءة لي طائفيا.
لكنني لن أسكت عنه طويلا!