في القاهرة، وقبل الغزو الصدامي للكويت، ارتديت أجمل بذلة عندي، واستعنت بصديق لمساعدتي في ترتيب ربطة العنق، في وقت كنت أغني فيه «وحشتوني» للمشط الذي أنستني العسكرية شكله بعدما حوّلت رأسي إلى أرض قاحلة جرداء. توجهت بعد ذلك للحفل الذي تقيمه السفارة الكويتية بمناسبة عيد الاستقلال، لكن الأقدار ساقتني إلى السجن بعد تجاوزي الإشارة الحمراء، نتج عن ذلك «سوء تفاهم» بيني وبين الشرطي أدى إلى كدمات في إحدى عينيه.
هناك في «تخشيبة قسم الأزبكية»، أو في «نظارة القسم»، جلست بانتظار وصول الملحق العسكري الكويتي لإنقاذي، في الوقت الذي كان يتناوب فيه بعض «أمناء الشرطة» المرور علينا في التخشيبة والتساؤل بصيغة التهديد: «فين اللي عامل فتوة»؟ فيشير صاحبه باصبعه لي: «أهوه ابن الـ(…)»، وعرفت بعد ذلك أنهم، وتعاطفا مع زميلهم، ينتظرون عادة إلى ما بعد منتصف الليل ليأخذوا السجين المطلوب للغرفة المجاورة في نزهة تفقده بعض الشحم الزائد في جسمه. متابعة قراءة حابس حابس
الشهر: يناير 2008
ملكة العراق ودروس الحاضر
ولدت غروترود بيل في 14/7/1868 لعائلة انجليزية شديدة الثراء وقريبة الصلة بالعائلة المالكة البريطانية كما كانت والدتها ابنة لاحدى العائلات التجارية الثرية في مدينة نيوكاسل الانجليزية، وقد توفيت والدتها عندما كانت في الثالثة من عمرها واعتنت بها زوجة ابيها ومربية المانية تدعى هولاغ احضرها والدها لتدريسها في المنزل كعادة الانجليز آنذاك، وفيما بعد التحقت بالمدارس الخاصة وتخرجت في جامعة اكسفورد بامتياز.
وقامت ابان دراستها الجامعية وبعد تخرجها بزيارة اغلب الدول الاوروبية، تلتها بالقيام برحلات عدة الى ايران، حيث وقعت في حب الملحق الديبلوماسي الانجليزي، الا انه توفي قبل عقد زواجهما، وتكررت بعد ذلك زياراتها لفلسطين وسورية حيث درست العربية، ثم قامت بعدة رحلات على الجمال في جزيرة العرب والتقت بابن رشيد واستقرت في العراق كسكرتيرة شرقية للمندوب السامي البريطاني، وبدأت بدراسة احواله، وقد ذكرت في احدى رسائلها للخارجية البريطانية ان احرار العرب واحرار العراق واقطاب الوحدة العربية ينظرون بعين الاعجاب الى قيادة طالب النقيب في البصرة ومبارك الصباح في الكويت وابن سعود في نجد.
وقد كان بامكان ساسة الولايات المتحدة وهم ينتوون احتلال العراق 2003 ان يتعلموا من دروس مس بيل وكيف ادارت العراق كملكة غير متوجة له وطوعته للانتداب (الاحتلال) البريطاني بعد ثورة العشرين الشهيرة، فقد رأت «خاتون» كما كان يسميها العراقيون ان مصطلح «احتلال» يثير حفيظة العرب والعراقيين، لذا غيرت مسمى الانتداب (الاحتلال) البريطاني الى معاهدة «التعاون» بين بريطانيا والعراق.
ورفضت مس بيل ان تفرض بنود معاهدة «التعاون» حاكما ما على العراق فيظهر وكأنه قادم على حراب الانجليز مما قد يثير غضب العرب والعراقيين، لذا قامت بحملة ذكية تشاورت خلالها مع القيادات العشائرية والدينية والسياسية والاعلامية حتى قرروا هم اختيار الامير فيصل ابن الشريف حسين ملكا على العراق، وقد كان في حقيقة الامر هو اختيارها الاول والوحيد، ولم ينس لها الملك فيصل هذا الفعل قط، لذا كانت الوحيدة التي تلتقيه دون موعد مسبق طوال الاوقات، كما قامت بنفي الزعيم الشعبي السيد طالب النقيب من البصرة الى سيلان حتى يستتب الامر للملك فيصل.
وطلبت مس بيل ان يكون تتويج الملك فيصل دستوريا عبر استفتاء عام حتى يحظى برضا الشعب العراقي، وقد رافقت الملك في جولاته لكسب الاتباع والمؤيدين وممن التقاهم الملك فيصل شيخ مشايخ الدليم علي السليمان وشيخ غزة فهد الهذال كما طلبت من الصحافة العراقية حشد الدعم لذلك الترشيح، وفي 23/10/1921 اكدت النتائج حصول الملك فيصل على 97% من الاصوات.
وقد زار بغداد والتقى مس بيل وفد يمثل اهالي البصرة ضم الحاج طه السلمان وعبدالرزاق النعمة وعلي الزهير واحمد باشا الصانع وعبداللطيف باشا المنديل واعلنوا استعدادهم لقبول ملك مشترك للعراق على ان يكون للجنوب حكم ذاتي خاص به عبر انشاء مجلس تشريعي وجيش وشرطة خاصة به، وقد رفضت مس بيل ذلك الطلب وقالت ان ذلك الامر ليس في صالح البلاد، كما ان الايام ستثبت انه في غير صالحهم، كما التقاها وفد يمثل منطقة كردستان طالب كذلك بالسماح بحكم ذاتي لهم وتدريس الكردية في مدارسهم بدلا من العربية، وقد رفضت مس بيل ذلك الطلب واصرت على التعلم بالعربية، خاصة في ظل عدم وجود كتب تدريس بالكردية، وقد توفيت الملكة غير المتوجة في 12/7/1926.
20 نصيحة من الإنترنت
هذه مجموعة نصائح يعتقد من كتبها، او جمعها، انها فعالة وتساعد في التغلب على الكثير من المسائل المنزلية الصعبة.
1- للتخلص من النمل: ضع قشر الخيار في المكان الذي يخرج منه النمل.
2- للحصول على مكعبات ثلج نقية: اغل الماء اولاً.
3- لجعل المرايا تلمع: امسحها بمادة
السبيرتو.
4- لنزع العلكة عن الملابس: ضعها في فريزر الثلاجة لمدة ساعة.
5- لتبييض الملابس: ضعها في ماء مغلي مضيفاً اليها شريحة ليمون لمدة عشر دقائق، ثم تغسل.
6- لإعطاء الشعر لمعانا: اضف ملعقة صغيرة من الخل للشعر ثم اغسله جيداً، وللتحقق من ذلك يفضل تجربة الاقتراح مع شعر مستعار!.
7. لجعل الليمون يعطي اكبر كمية من العصير: يوضع في ماء ساخن قبل عصره.
8- لازالة رائحة الملفوف اثناء الطبخ: ضع قطعة خبز فوق الملفوف في وعاء الطبخ.
9- لازالة رائحة السمك من اليدين: غسل اليدين بقليل من خل التفاح.
10- لمنع الدمع عند تقشير البصل: مضغ علكة.
11- للتأكد من صلاحية المشروم: رش قليلاً من الملح على الفطر، فاذا تحول لونه الى اللون الاسود، فانه جيد، وان تحول لونه الى الاصفر فانه سام.
12- لسرعة سلق البطاطا: تقشر البطاطا من جهة واحدة فقط قبل السلق.
13- لسلق البيض بسرعة: اضف قليلاً من الملح الى الماء.
14- لاذابة الدجاجة المجمدة: ضعها في ماء بارد، مضيفاً اليه ملعقتين كبيرتين من الملح.
15- لمعرفة السمك الطازج: يوضع في ماء بارد فان طفا على السطح فهو طازج.
16- لمعرفة البيض الطازج: ضع البيضة في الماء، فان رسبت بشكل افقي فانها طازجة، وان رسبت بشكل مائل، فان عمرها من 3
الى 4 ايام، وان رسبت بشكل عمودي، فان عمرها 10 ايام، وان طفت فانها فاسدة.
17- لازالة الحبر عن الملابس: ضع كمية من معجون الاسنان على بقعة الحبر، واتركه حتى يجف تماماً، ثم اغسل كالمعتاد.
18- لمنع فوران الحليب: اغسل الوعاء بماء بارد جدا قبل غلي الحليب.
19- للتخلص من الفئران: رش الفلفل الاسود في اماكن تواجدها، عندها تجدها تخرج هاربة بسرعة.
20- لابعاد البعوض خاصة في الليل: ضع بضع اوراق نعنع طازج قريباً من الوسادة وفي انحاء الغرف.
أحمد الصراف
سيوف ورماح… صناعة بحرينية!
فجأة، اكتشف أهل البحرين أن هناك كوكبة من المواطنين الأبطال الذين:
– لا يخشون في الله لومة لائم.
– يقدمون أرواحهم وأولادهم لأجل الوطن.
– لن يسكتوا أبدا عما يفعله المفسدون وسيفتحون صدورهم وجباههم في حربهم معهم.
– لن يهدأ لهم بال وهناك من يسيء إلى أمن الوطن واستقراره.
– ينامون ويصحون على الأمانة والخوف من الله، وسيواصلون جهودهم لنيل الثواب بقول كلمة حق في وجه سلطان جائر.
– لن يسمحوا للطائفيين والتكفيريين بأن يفرقوا بين أبناء الوطن الواحد، وسيذيقوهم سوء العذاب.
– مصلحة البلد وأهل البلد فوق أية مصلحة شخصية، لذلك فهم ينادون بالإصلاح الحقيقي الذي يحافظ على استقرار البلاد.
– لا ينفكون من القسم والحلف: والله سنفعل… والله سنقول… والله لن تغمض لنا عين… والله العظيم، لن نترك شرذمة تعبث بأمن البلد، وسيلاحقون المحرضين في جحورهم جحرا جحرا.
– لن يهنأ لهم عيش وهم يشاهدون ويسمعون ويرون أهل البدع يحدثون في الدين ما يحدثون بأباطيلهم وضلالاتهم.
– أرواحنا رخيصة في سبيل الوطن، ولن يمر الصفويون إلا على أجسادنا إن استطاعوا.
ولربما صاغوا من البطولات ما عجز عنه عنترة العبسي وسيف بن ذي يزن وأبوفراس الحمداني، بل هم أشد غلظة وقوة من «آرنولد»، واذا شاهدهم «سعدون» يهرب خوفا… لكنهم، مع شديد الأسف، مختبئون! لا أحد يعرفهم…
هؤلاء الأبطال الذين نتشرف بهم لكي يحموا البلاد والعباد ويخلصونا من كل الشرور بنخوتهم العربية الأصيلة وروح الإقدام التي يتمتعون بها يجددون فينا الحياة والأمل… هؤلاء يا إخواني (أبطال الكيبورد) كما يطلقون على بعضهم بعضا… في المنتديات الإلكترونية تجدهم يسطرون الملاحم في الدفاع عن الوطن وعن الإنجازات وعن المكتسبات، ويفاخرون بأن كانت لهم الريادة في التصدي للمخربين والمجرمين والطائفيين والمفسدين، بل هم الأقدر على تقديم الاستشارة الحكيمة للدولة، لكنهم مع شديد الأسف… أقول مع شديد الأسف، لديهم من الكبرياء والغرور ما يحرمنا منهم، ومن طلعتهم البهية.
خسارة والله… كان بودنا أن نعرف أسماءهم – إن لم نتمكن من معرفة شخوصهم وصورهم – لكي ننقشها بحروف من ذهب في حياتنا، فالبلد في أمس الحاجة إلى مثل هؤلاء المواطنين النبلاء الشرفاء لمواصلة مسيرة الديمقراطية والتنمية والنهضة، لكنهم لا يرجون إلا الثواب والفضل من الله سبحانه وتعالى، فهم حين يهاجمون خلق الله بأسمائهم الصريحة وينالون من كرامتهم وشرفهم، إنما هم بذلك يتقربون إلى الله عز وجل، وإن سنحت لهم الفرصة لأن يهاجموا أبناء الشيعة والسنة، فهم بذلك يحاربون الفتن وأهل البدع والضلال، ويعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم ما قاموا بواجبهم الديني والاجتماعي على أكمل وجه، لذلك، هم سيواصلون النهج ولن يخشوا في الله لومة لائم كما يقولون.
هؤلاء الأبطال، في عز الشباب… أعمارهم تتراوح بين 18 و30 عاما تقريبا، لكنهم كلهم أصحاب دين وأخلاق ومثل عليا، كلهم، كلهم بلا استثناء، استقوها من الدين الحنيف، ويعملون امتثالا لأوامر الله عز وجل، وينامون ليلهم في طمأنينة إلى أنهم يقدمون الخير، حتى أن يدهم اليسرى لا تعلم ما قدمت يدهم اليمنى…
أيها الأبطال الأشراف… شقوا طريق الدعوة والإرشاد ومحاربة الضلال والفساد والظلم… ودافعوا عن الدين… دافعوا عن الصحابة وأمهات المؤمنين… ولا تتركوا شريرا واحدا في هذه البلاد… واحملوا السيوف والرماح من الصنع المحلي…
لكن لا أدري، هل تستوعب جحوركم المظلمة الصغيرة المجهولة، كل هذا العتاد والسلاح للاستمرار في حربكم ضد الباطل؟!
لبنان… بداية انزلاق نحو المجهول والحرب!
المؤشرات كلها تؤكد بإمكان توسع نطاق الحرائق في لبنان، فتصريح وزير الخارجية الكويتي بأن الوضع في لبنان خطير خطير لم يأت من فراغ. كما أن تحرك المعارضة (وهي مسلحة) والاشتباك مع الجيش يثقل الوضع اللبناني ويزيد على حالة الضغط التي يعاني منها. فالمواجهات العسكرية يمكن أن تندلع بين الأطراف اللبنانية بسرعة، والمتاريس يمكن أن تشيد، والخنادق يمكن حفرها. وكما تؤكد لنا تجارب الصراعات الأهلية فهي تبدأ من دون أن يعي أحد بأنها قد بدأت، ومن دون أن يعرف قادتها أنهم قادوا الناس إليها بارتكابهم سلسلة من الأخطاء. لقد تحول لبنان من النصر العسكري والسياسي في مواجهة إسرائيل في شهر يوليو 2006 إلى معركة داخلية أجهضت المواجهة والنصر، كما تحول من الحزن الشعبي العام على اغتيال الحريري إلى حالة من التشفي السلبي بين الفرقاء مع كل اغتيال، وكأن الاغتيال ليس موجهاً لكل لبنان! متابعة قراءة لبنان… بداية انزلاق نحو المجهول والحرب!
إلى وزير الصحة مع التحية
نوجه رسالتنا الى وزير الصحة عبدالله الطويل المعروف بكفاءته وديناميكيته وتجاوبه السريع مع اي مقترح فيه مصلحة للوطن والمواطنين بعد ان اصبح مسؤولا عن اهم ما يملكه اي انسان، بوعبدالرحمن لقد كتبت قبل مدة قصيرة مقالا عن كيفية انقاذ حياة ما يقارب 500 بريء ستحصدهم شوارعنا حتى نهاية هذا العام.
ان سبب وفاة هؤلاء الضحايا يرجع في البعض منه للمرور والبعض الآخر لوزارة الصحة حيث يتسبب البطء او التعامل الخاطئ في موت الضحية او إعاقتها، وقد شاهدت قبل ليلتين حادثا مروريا مؤسفا على الدائري الرابع وعدة سيارات اسعاف متوقفة في الزحمة المرورية على نفس الشارع محاولة الوصول اليه علما ان الفارق بين الحياة والموت يكمن في سرعة الوصول للمصابين وعلاجهم، ومقترحنا هو تطبيق ما هو معمول به في بعض الدول المتقدمة من استخدام الممرضين لـ«دراجات نارية» يمكن لها المرور بين السيارات وفوق الارصفة مزودة بالاكسجين وكل ما يحتاجه المصاب كي يمكن الوصول السريع للضحايا حتى قدوم سيارات الاسعاف البطيئة.
وإذا كان بعض الشباب يذهب ضحية لحوادث المرور فإن بعضهم الآخر يذهب ضحية للمخدرات وما نقترحه في هذا الصدد هو السماح للمختبرات الاهلية بالقيام بـ «فحوصات المخدرات» بدلا من حصرها بوزارة الداخلية حتى يمكن لكل ولي امر او رب عمل ان يرسل عينة بول لتلك المختبرات ويطمئن بعد ذلك على خلو الابناء او الموظفين المشكوك بهم من تلك الآفة القاتلة بدلا من الانتظار حتى فاجعة موتهم وفوات الاوان، اقتراح بسيط معمول به في الدول المتقدمة ولا يحتاج إلا لقرار وزاري لتفعيله.
ووزارة الصحة كبقية الوزارات يمر عليها وزراء يتركون اثرا ملحوظا وعابرون لا اثر لهم ونرجو ان يكون الوزير الحالي احد المؤثرين في مسارها، فيما يخص العلاج بالخارج، نرجو من الوزير الفاضل ان يقارن فواتير علاج مواطنين ذهبوا لإنجلترا او ألمانيا وغيرهما على حسابهم الخاص والفواتير التي تقدم من نفس المصحات ومن نفس الاطباء لتقديم نفس العلاج لوزارة الصحة الكويتية ومكاتبها في الخارج وسيجد معاليه وبشكل واضح ان الفارق يصل الى 10 اضعاف مما يظهر بشكل جلي ان هناك فسادا مستشريا تستحصل من خلاله الاموال الحرام بدلا من ان يستفيد المرضى من هذه الأموال المهدرة.
آخر محطة:
دعوة لزيارة مكتبة عبدالعزيز البابطين أوجهها لأبنائنا الطلبة بدلا من التكدس في مكتبة الجامعة، وأوجهها للاعلاميين عامة وللمصريين خاصة للاطلاع على الصحافة العربية والمصرية القديمة والاعداد الأولى منها فالقراءة بها متعة وتعلم، كما أوجه الدعوة لأصحاب التخصصات المختلفة حيث تحتوي المكتبة على مخطوطات نادرة في العلوم الإنسانية اضافة الى الانترنت المجاني للبحث والاطلاع والاطلالة الجميلة على البحر والخضرة.
النفاثات في العقد
يتساقط شعر احداهن، فتصرخ أمها: عين أصابتها، وتترك لسن وحدهن «البنيّات» من يصاب بالعين، البنايات كذلك…. مبنى المجمع النفطي الواقع في منطقة الشويخ والذي يبلغ ارتفاعه التسعة عشر طابقا، اصابته العين، وتحول إلى نحس و«قبّسة» من النوع الفاخر على كل من تراوده نفسه من الوزراء بافتتاحه، ويبدو ان «العين» هذه جاءت بسبب الكاميرات الموضوعة على بوابات المجمع للسيطرة على دخول وخروج الموظفين والموظفات، الامر الذي يدفع بعض الموظفات هناك لاضاعة الوقت في ترتيب الماكياج قبل الصورة، بينما تقرر اخريات الوقوف امام الكاميرا من دون ماكياج. «ذنب المراقب على جنبه».
قبل سنتين، تقرر تأجيل افتتاح المبنى بسبب موت امير القلوب الشيخ جابر، رحمة الله عليه، إلى ما بعد فترة الحداد، وقبل الافتتاح «المؤجل» حُل البرلمان وسقطت الحكومة ولم يعد وزير النفط الشيخ احمد الفهد إلى منصبه، بعد ذلك جلس الشيخ علي الجراح (او علي اليرّاح كما يسمي نفسه) على كرسي الوزارة وقرر بكل ثقة ان يكون الافتتاح في يوم ذكرى اطفاء اخر بئر بترولي محترق، اي في السادس من نوفمبر لعام 2007، فاستجوب واستقال، وجاء بعده محمد العليم بصورة موقتة، ثم تبعه بدر الحميضي كوزير اصيل للنفط، لكنهم «استقالوه»، كما جاء في مانشيت جريدة «الراي» يومها، دون ان يفتتح المبنى، ومنذ ذلك الحين والمبنى لم يفتتح رسميا.
الآن، عاد محمد العليم للوزارة، وبصورة موقتة كالعادة، وتقرر افتتاح المبنى في الخامس من فبراير المقبل، وانصح بألا نرفع ايدينا من قلوبنا قبل ان ينتهي الافتتاح على خير، دعواتكم معي ومع معالي الوزير العليم: اللهم لطفك وعطفك، هونها يا ارحم الراحمين.
الجميل في الموضوع، ليس في ارتفاع كلفة افتتاح المبنى بعد سنتين من استغلاله، لا، الجميل هو ان المبنى ورغم فخامته والمساحة الهائلة لصالاته وقاعاته، إلا ان حفل الافتتاح سيقام في خيمة تنصب امامه، خيمة عرس، يبدو انهم يخشون سقوط المبنى… «قل اعوذ برب الفلق».
وصلتني رسالة، على هيئة مقالة، صيغت بطريقة لفتت نظري، اضافة إلى احتوائها على معلومات نفطية تستحق النشر:
«تحسين بك السُمعة»
تفاعلا مع مقالتكم يوم الخميس قبل الماضي، يبدو ان مؤسسة البترول الكويتية قد اتخذت بالفعل عدة خطوات ضمن مشروع «تحسين السمعة» – اسم المشروع النفطي وليس اسم «حلاق» -ابتداء بالابنة غير البارة وسيئة السمعة «شركة الناقلات» ذات السيرة غير الحميدة وذلك لكثرة تداول اسمها ونشر عرضها في كافة وسائل الاعلام المقروءة، والمطبوعة والمنتديات الالكترونية المحلية والاقليمية وكذلك مختلف المجالس والدواوين ابتداء من مجالس «إعيال بطنها» الكرام إلى مجالس متوسطي الدخل وذوي الدخل المقرود وانتهاء بابناء الطبقة المسحوقة، وكذلك تسببت تلك المتهورة بأزمة سياسية طاحنة خلال الصيف الماضي اطاحت بوزير النفط، ومازالت الوزارة بلا وزير فعلي منذ ثمانية اشهر حتى الان، طاحت ببطن «العليم» اذا تمت الاشادة فهو المسؤول، واذا حصل انتقاد فهو غير مسؤول.
ومن هذا المنطلق وكما رأت الأم «المؤسسة» فضحيتها واستحالة تقويم سلوك ابنتها «الصايعة» – الناقلات – اتخذت استراتيجية فريدة من نوعها وهي تشويه وفضح ابنتها بصورة اكبر واشمل لعل ذلك الأمر يردع باقي اخواتها «الشركات الاخرى» لكي لايسلك احد منها هذا السلوك المشين، ولعل خسارة بنت واحدة خير من خسارة عشر بنات «مجموع شركات القطاع النفطي». وذلك تطبيقا لاستراتيجية التفريخ العالمية الشهيرة «بيض الخفقع وفرخ الخعنفق النفطية».
ورجوعا إلى تطبيقات الأم على الابنة غير المحتشمة، بغرض فضحها وتدنيس ما تبقى لديها من شرف اقامت المؤسسة ولذر الرماد في العيون – باعادة تشكيل صورية لمجلس ادارة الشركة في اكتوبر الماضي على طريقة «تيتي تيتي، زي ما رحتي جيتي» حين اعيد تعيين 4 اعضاء من اصل 7 اعضاء المجلس الادارة السابقة الذي اشتهر بالتضارب بالآراء والايدي داخل وخارج قاعات الاجتماع، ولكن في حقيقة الامر تمت اعادة تعيين 6 من اعضاء مجلس الاعيان السابق، اذا استثنينا استبدال نائب رئيس مجلس الادارة السابق «مازال يحضر للشركة من دون اي صفة على الطريقة الحميضية» بشقيقه نائب مجلس الادارة الحالي والمشكوك في قدرة وكفاءة كليهما، «قال: طلقها واخذ اختها، قال: «ولعنة بالاثنين» – كما تم استبدال واخيرا وبعد نجاح منقطع النظير استمر لمدة 16 عاما رئيس مجلس الادارة السابق بقيادي تنفيذي سابق بالشركة وذلك بناء على توصية الرئيس السابق (اشكره) ولا اعلم ماذا يستطيع ان يفعل هذا القيادي حاليا في مجلس الادارة وهي الشركة التي استمر بالعمل فيها لمدة 25 عاما عجز فيها ان يفعل شيئا، وما علاقة عمله الحالي في مجال العقارات الخاصة و«ادارة المنتزهات» بالتطلعات المستقبلية للشركة والتي تحتاج غالبية قيادييها إلى نزهة من نوع آخر طويلة المدى.
المقصود هنا ان الشخصين السابقين يتشابهان بميزة الشلل الاداري، وهما يذكراني بأحد مشاهد الراحل العظيم حسين رياض، حيث يكون مصابا بالشلل الجسدي وفقدان القدرة على النطق، فقط يسمع ويرى حيث تقوم زوجته الخائنة وامام عينيه بتبادل القبلات ومعانقة عشيقها وهو جالس يتحسر على كرسيه لا يستطيع القيام او الكلام، فقط يسمع ويرى كحال القياديين السابقين، وان قام بعمل اي شيء او تغيير كان إلى الاسوأ دائما.
وبناء على ما سبق وبحسبة بسيطة يتضح ان المؤسسة «الأم» قامت باستبدال عضو واحد فقط وللاسف قد يكون افضلهم، بعضو واحد جديد قد يصبح افضلهم ايضا. وقامت باسترجاع كافة الاعضاء السابقين وخلال المجلسين الماضي وقبل الماضي بطريقة او باخرى بتبادل المراكز بين الاشقاء تارة والاقارب تارة او بضغوط المراجع العليا واصحاب الفكر الرفيع تارة اخرى.
ولتلخيص ما سبق نوجز بان الام «المؤسسة» رأت ان ابنتها سيئة السمعة ترجع ليلا مرتدية عباءة وتلبس تحتها مايوه قطعتين بكيني لونه احمر، فقامت بتعريتها وصفعها امام اخواتها واهل الحي وقالت لها: يا ابنة…، في المرة المقبلة ارتدي بكيني اخضر وليس احمر تحت عباءتك؟!
يجب على الام «المؤسسة» ان تمارس دورها وتقوم باعادة الشركة إلى وضعها السليم ومقارنتها بنظيراتها ذات الصناعة وكيف اصبحت دول الخليج والمنطقة ومدى استفادتهما من ثورة سوق النفط التي قد لا تتكرر – والبدء في اتخاذ اجراءات فعلية لتغيير القيادات الخزعبلية المسيطرة على اهم ادارات الشركة، من اكثر من 15 عاما وذلك من دون اي فائدة تذكر سوى ارضاء للواسطات، او صبيان الادارة او بعض نواب الامة المخربين الذين لا هم لهم سوى تعيين وترقية اقربائهم على حساب مصلحة العمل وعلى حساب الكادحين والمستحقين للترقيات وتولي المناصب بشكل فعلي بالشركة بعدما كان السيد «عبدالنواب» خير معين في تدمير الشركة – والاقتراب من القضاء عليها، ولعل رئيس مجلس الادارة الحالي والذي لم يكن بعيدا عن الشركة بحكم عمله السابق بالمؤسسة يعي ويقدر حجم المسؤولية الملقاة عليه وليس على اي احد غيره في النهوض بالشركة وتحسين سمعتها بطريقته وليس عن طريق مشروع «مشروع تحسين بك السمعة» وإلا سيكون مصير الثلاث سنوات المقبلة لمجلس ادارة الشركة لا يختلف كثيرا عن الماضي في كثر الكلام والتصريحات الصحافية والصور والمقابلات والتسريبات وقلة الاعمال والافعال الحقيقية.
الأمير الإنسان
مع حلول الذكرى الثانية لتسلم سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم في البلاد يلحظ الجميع قفزات حضارية مميزة الى الأمام شهدتها تلك الفترة الزمنية القصيرة كاطلاق الحريات الصحافية وتعديل الدوائر الانتخابية وغيرهما من مكاسب وطنية تضاف الى سجل سموه الناصع ابان فترة توليه رئاسة الوزارة بالتفويض وبالاصالة وقبلها تولي وزارة الخارجية والادارات العامة في الدولة منذ الصغر.
وإلى جانب الانجاز العام هناك الجانب الشخصي والانساني الرائع لصاحب السمو الأمير حفظه الله يعلم به من عرف سموه عن قرب أو اشتغل معه والذي قد يخفى على البراعم الكويتية الناشئة بسبب صغر السن واتساع رقعة العمران وزيادة عدد السكان مما قد يحول دون اطلاعها على تلك الجوانب المضيئة لسموه.
وأول ما يلفت النظر في سموه تواضعه الجم ووفاؤه وكراهيته الشديدة للكبر والتصنع، ومن دلالات ذلك قضاء سموه عطلاته في الحداق على سواحل عمان بدلا من التوجه لشواطئ الاثرياء ومنتجعات الأغنياء كالسواحل الفرنسية أو الجبال السويسرية أو بحور الكاريبي وغيرها.
وفي هذا يذكر سموه للاعلامي يوسف الجاسم في لقائهما الاعلامي الشهير على الطائرة أنه كان وأصدقاؤه السبعة يعيشون في غرفة واحدة على ذلك الساحل العماني المتواضع حيث يتولون شؤون أنفسهم بأنفسهم، كما ان سموه هو من يقوم شخصيا بتحضير عدة الحداق والاعتناء بصيده، وان اكثر ما يحبه في الحياة هو البساطة الشديدة والبعد عن التعقيد.
وصاحب السمو الأمير حفظه الله هو رجل حسم وحزم من الطراز الأول حيث يترك سموه عادة المجال وبكل رحابة صدر للآخرين للحديث المسهب والديموقراطي عن القضية المطروحة وشرح المواقف المتباينة، الا ان سموه لا يترك بعد ذلك الأمور سائبة بل يتبعها بقرار يحسم الأمور ويعيدها لنصابها الصحيح.
ويهتم سموه كثيرا بالخيار الاستراتيجي بعيد المدى، فلا يبحث عن الكسب الآني المدغدغ على حساب المصلحة العامة كما يفعل بعض الساسة ومن ذلك عدم رضاه بأن تقاس الأمور بالحسابات الرياضية البسيطة، بل يجب ان تضاف اليها المكاسب طويلة المدى للكويت وشعب الكويت، وهو ما كان خلف دعم سموه لعلاقات الكويت المتوازنة بين الشرق والغرب ودعمه للاخوة في الخليج والتي حصدنا مكاسبها اضعافا مضاعفة ابان رفع الاعلام الأميركية والسوفييتية على ناقلاتنا النفطية، ومرة اخرى عند اتفاق الشرق والغرب كحالة استثنائية في التاريخ على تحرير الكويت ومعها تسخير الأشقاء الخليجيين أرضهم وماءهم وسماءهم خدمة لذلك الهدف السامي مما قصر معاناتنا الى الحدود الدنيا وأنجز تحريرنا خلال 6 أشهر.
ولا يكتفي سموه بتحديد الاهداف ثم تركها للآخرين لتطبيقها بل يتبع دائما القول بالفعل عبر التحرك الديناميكي الذي يصل الليل بالنهار للوصول إلى الانجاز وهو ما كان يفعله ابان اهتمام سموه بالشأن العربي والعالمي حيث لم يعرف عنه توكيل الأمور للوزراء أو السفراء بل كان يتابع القضايا بنفسه مستقلا الطائرة من بلد إلى آخر حتى يتحقق الهدف ويحل الاشكال.
وقد استخدم سموه نفس منهاجية الديناميكية الذاتية في حل الاشكالات السياسية الداخلية – كما حدث قبل ايام قليلة – حيث دعا الاطراف المعنية ولم يخرجوا من مجلس سموه الا وقد حل الاشكال تماما مع متابعة لاحقة لصيقة مستعدة للتدخل في أي وقت لتذليل العقبات التي تطرأ تباعا، ان تلك الديناميكية والنظرة الاستراتيجية البعيدة والقدرة الدائمة على الحسم هي وصفة ناجحة من سمو الامير، حفظه الله، جربها في الخارج فنجحت واستخدمها في الداخل فاطفئت اكثر من مرة الأزمات الحادة المتلاحقة والنيران السياسية المشتعلة.
آخر محطة:
وضمن سيرة حياة سموه يتضح تفعيله الدائم لدورين مهمين أولهما دور «راعي السلم العالمي» لقضايا الخارج، ولو أنصف المجتمع الدولي لقلده أو رشحه لجائزة نوبل للسلام كونه أكثر استحقاقا لها من شخصيات حصدتها رغم ما عرف عنها من مشاركتها في الحروب وقتل الأبرياء، كياسر عرفات وشيمون بيريز واسحاق رابين ومناحيم بيغن.. إلخ، والدور الآخر هو «الاطفائي الفاعل» لاشكالات الداخل، وهذان الدوران لا يتقلدهما أو يتمكن منهما الا رجال الدولة من الطراز الفريد.
إعلاميات
كنت قد انتهيت للتو من تسجيل حلقة للبرنامج الشائق «على مفترق الطرق» الذي تقدمه الدكتورة الفاضلة كافية رمضان بمشاركة نائب رئيس مجلس الامة د.محمد البصيري حول الذكرى الثانية لتسلم صاحب السمو الامير المفدى مقاليد الحكم والذي سيتم بثه مساء بعد الغد الاربعاء، عندما وصلتني رسالة حول توقيف برنامج الزميل الاعلامي المعروف يوسف الجاسم (6X6).
تحدثت مع الصديق يوسف الجاسم وقد بدا واضحا ألا علم لديه عن خلفيات القرار او اسبابه، كما تسلمت رسالة اخرى عن ايقاف برنامج الاخت كافية رمضان كما قرأنا في الصحف بعد ذلك ما اتى من اخبار ومقالات واسئلة برلمانية حول ذلك الموضوع.
وقد وجدت ان الانصاف يقتضي قبل الكتابة في الموضوع الاستماع للرأي الآخر فاتصلت بوكيل وزارة الاعلام الشيخ فيصل المالك الذي ابدى استغرابه من ردود الفعل المستعجلة على ذلك القرار «المؤقت» المتخذ منذ عدة اسابيع وقبل حلقة اشتباك النيباري والخنة في برنامج (6X6)، ومما قاله الصديق بوعبدالله ان الامر لا يتعدى توجيه الطاقات في الفترة القصيرة المقبلة نحو الاحتفالات الوطنية التي تعزز وحدة الصف واستغلال فترة التوقف لتقييم «كافة» الاعمال التلفزيونية من برامج حوارية وغيرها استعدادا لفترة ما بعد تلك الاحتفالات.
ان برامج (6X6) و«على مفترق الطرق» و«الديوانية» هي النافذة التي تعكس من خلالها الكويت وجهها الحضاري وخيارها الديموقراطي كما انها تدار بحرفنة تامة وبشكل متوازن ويمكن للوزارة بالطبع ان تتدخل وهذا حقها المطلق متى ما رأت ان هناك انحيازا غير مبرر او عدم موضوعية في تناول موضوع ما حيث ان تلك البرامج تبث في النهاية من تلفزيون الكويت الذي يسأل عنه مسؤولو الوزارة آملين بعودة سريعة لتلك البرامج الهادفة.
سيعتقد البعض بأن اختلاف طرفين يعني بالضرورة ان احدهما على حق والآخر على باطل، بينما قد يختلف اثنان كلاهما على حق او كلاهما على باطل، سكوت الاعلام العربي على ممارسات الطغاة الاباديين امثال البائد صدام وغيره هو ما شجعهم على التمادي في جرائمهم ضد الابرياء، لذا لم يكن مستغربا ان يتصدى قلم بارز على الساحة العربية هو قلم الزميل فؤاد الهاشم لإحدى الثوريات العربية بالانتقاد والتعرية.
كذلك لم يكن مستغربا ان تطبق وزارة الاعلام القوانين وتحيل الموضوع للنيابة، الدور الآن على القضاء الكويتي الشامخ في ان يعلن موقفا واضحا لا مواربة فيه من دعم الحريات الصحافية في الدولة وتعرية الطغاة العرب عبر ابراء ذمة الزميلة «الوطن» وكاتبها المتميز فؤاد الهاشم ودون ذلك سيحاول الطغاة رفع الدعاوى في الكويت لوأد الحرية في بلدنا بعد ان اشبعوها موتا في بلدانهم.
آخر محطة:
(1) التهنئة القلبية للزميلين احمد وسليمان الجارالله بزفاف الابن سطام وادام الله الافراح عليهم.
(2) وامنيات قلبية بالشفاء العاجل لابن الزميل ثامر الدخيل في رحلته العلاجية للولايات المتحدة وعودة مباركة قريبة ان شاء الله مكللة بالنجاح والصحة.
الاحتجاج الليبي
من حق سفير أي دولة (صديقة) مخاطبة وزارة الخارجية والاحتجاج لديها إذا ورد في الصحافة المحلية ما يسيء الى دولته.
ولكن لا نعتقد أن من حق وزارة الإعلام إحالة الصحيفة والكاتب للنيابة إذا لم تكن الدولة التي تم التهجم عليها، أو على رئيسها، دولة صديقة للكويت ولقيادتها وتعاملها بالمثل.
منذ ما قبل الغزو بأشهر عدة، مرورا بفترة ما بعد التحرير وحتى اليوم، يمكن القول إن صحافة وتلفزيونات غالبية، إن لم يكن جميع، الدول العربية، لم تقصر أو تتخلف عن التهجم على الكويت وعلى رموزها ومصدر فخرها بمناسبة وبغير ذلك! وعلى الرغم من كثرة عدد المرات التي هوجمت فيها الكويت فإننا، وحسب تواضع علمنا، لم نسمع عن حالة واحدة قام فيها أحد سفراء الكويت في أي من هذه الدول بالاحتجاج لدى وزارات خارجيتها على ما يكتب ويقال ضد الكويت في وسائل إعلامها، أو طالب بإحالتها للقضاء للحكم فيها.
أما القول ان غالبية تلك الدول (الصديقة والشقيقة) محكومة من قبل أنظمة عسكرية ودكتاتورية وبالتالي لا قضاء نزيها أو عادلا لديها، فإنه قول غير مقبول، وليس عذرا.. فالمعاملة بالمثل قانون دولي وإنساني معروف. ولأن لدينا نظاما قضائيا جيدا فهذا لا يعني أن من السهل مقاضاة كتاب الصحافة الكويتية من أي طرف كان.. فمن غير الإنصاف أن يدفع أي طرف ثمن تمتعنا بنظام قضائي مميز، في الوقت الذي لا يحاسب فيه الآخرون على ما يرد في وسائل إعلامهم لأن قضاءهم رديء، فشرط المعاملة بالمثل هو الذي يجب أن يسود!.
إن وزارتي الخارجية والإعلام مطالبتان بالتروي في الهرولة لإحالة قضايا الصحافة المتعلقة بنقد أو التهجم على الدول الأخرى للنيابة في حال تكرار تهجم صحافة تلك الدول علينا، بسبب وبغير ذلك، ما لم تكن تلك الدولة دولة صديقة.
وبهذه المناسبة يمكن القول ان ليبيا، ونظــــامها، لا يمكن أن يصنفا ضمـــــن الدول الصديقة والشقـــــيقة، ليــــــس للكويت فقط، بل ولأي من دول مجـــلس التعاون.
أحمد الصراف