تعلمنا ضمن المسار الديموقراطي السائد ان نستمع للرأي والرأي الآخر حتى تكتمل الصورة، وقد كتبت في الفقرة الاولى من مقال الامس عن ضرورة محاسبة اي مسؤول يستغل منصبه لاهداف شخصية او انتخابية وذلك على معطى ما نشر في الصحافة خلال الايام الماضية من تباين حاد في الآراء بين وزير التجارة والصناعة وقيادات بعض النقابات.
وقد اتصل بي معالي وزير التجارة والصناعة د.فلاح الهاجري ظهر أمس ليضع النقاط على الحروف حول كثير مما ورد في الصحافة، ومما ذكره معاليه ان الخلاف قائم في حقيقته على معطى تقرير لجنة التحقيق في التجاوزات التي رصدها ديوان المحاسبة وقام هو بتحويلها للنيابة العامة في 23/9/2007 وان ذلك ما فجر الاوضاع بعد ان هدد بشن حرب ضارية عليه.
وقد اضاف د.الهاجري انه لم يتجاوز او يقم بتعيينات خاطئة، حيث ان اختيار من يقوم بادارة مكتبه هو امر سيادي خاص به، اما غير ذلك فيتحدى ان يثبت احد انه قام بتعيينات او تجاوزات مخالفة للقانون والبينة في تلك الامور على من ادعى.
وواضح مما قرأته واستمعت له ان هناك ردا على كل ما طرح ولا املك شخصيا الدلائل والقرائن التي تبرئ هذا الطرف او تدين ذاك، الا ان هناك حاجة ملحة للتحول لنهج الحكومة «الناطقة» التي تفند في اليوم ذاته اي اتهامات توجه لاعضائها كحال ما يجري في الديموقراطيات المتقدمة وذلك قبل ان تشيع الادعاءات وتستفحل الامور.
وكنا قبل مدة قصيرة قد حذرنا من التحول الى بلد اضرابات، والاخطر ان تصبح الاضرابات قائمة على معطى مطالبات سياسية لا مهنية او نقابية، ومن ثم تشل البلد وتتعرض مصالح المواطنين للضرر والتعطيل في قضايا لا ذنب لهم فيها، وعليه كنا نرجو الا تلجأ بعض النقابات لاعلان الاضراب اليوم لايصال وجهة نظرها فيما يجري بل إبدال ذلك بمقارعة الحجة بالحجة في وسائل الاعلام وعند كبار المسؤولين للوصول للحلول المرجوة القائمة على استهداف الصالح العام ولا شيء غير ذلك.
وفي هذا السياق وبعد ظهور بعض المشاكل فيما يخص لجان التحقيق المتصلة بالتجاوزات التي يرصدها ديوان المحاسبة لماذا لا يعطى للاخوة الافاضل في الديوان حق التحقيق او الاحالة المباشرة للنيابة العامة دون الحاجة للجان تحقيق من قبل الجهات المعنية توفيرا للوقت وكتصحيح سريع للاخطاء؟
آخر محطة:
نشرت صحيفة الهيرالد تريبيون على صدر صفحتها الاولى صباح أمس صور كابينة طائرة الايرباص A380 العملاقة التي سلمت للسنغافورية والتي تشبه «اجنحة» درجتها الاولى اجنحة احد فنادق الـ 7 نجوم من اسرّة مزدوجة للنوم وتلفزيون شاشة 60سم2 وما يقارب 280 قناة تلفزيونية مختلفة، ومن المتوقع ان تتسلم شركات الاماراتية والقطرية والاتحاد طائرات شبيهة خلال العام المقبل.. ولا تعليق!