الأخ الفاضل .. تحية طيبة، قرأت بترو وإمعان مقالتكم القيمة في صحيفة «الأنباء» بتاريخ 9/10/2006، تحت عنوان «التعليم القضية الأهم والأخطر»، وانني كمواطن كويتي وعضو مجلس الأمة أشارككم الرأي فيما طرحتموه، حيث ان التعليم ركن أساسي في تقدم الأمم، متى ما قام على استراتيجية سليمة وتخطيط علمي مدروس، ان التعليم عندنا يعاني، للأسف، من مشاكل هيكلية، لذا فواجبنا جميعاً رفع أصواتنا لإصلاح أمورنا ووضع الخطط الفاعلة لخلق استراتيجية تعليمية طموحة لكويت المستقبل كما ذكرتم، ان هذا الموضوع مازال موضع اهتمامي كأب وكعضو في مجلس الأمة، لذا قمت بالتعاون مع زملائي الأعضاء بعدة بادرات لإصلاح هذا الصرح التعليمي، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تقدمت أواخر 2003 بطلب عقد جلسة خاصة لمناقشة النظام التعليمي في الكويت، كما نجحنا في ديسمبر 2004 في عقد جلسة خاصة بعنوان «التعليم أساس التنمية» ودعونا لانتفاضة شاملة لإصلاحه، وفي اكتوبر 2005 تقدمت باقتراح للجنة الشؤون التعليمية لعقد جلسة حوار وطني حول التعليم، وفي ديسمبر 2005 تم عقد جلسة خاصة للمجلس لمناقشة موضوع التعليم وخلص بمجموعة من التوصيات كما نعتزم بالتنسيق مع اخواني الأعضاء التقدم بطلب عقد جلسة خاصة بتاريخ 11/12/2006 لمناقشة موضوع التعليم وكيفية علاج مشاكله، لقد ذكرت تلك الأعمال ليس من قبيل التفاخر بل ان هذا واجبي وواجب زملائي الأعضاء ولكون الأمر يتعلق بمستقبل الأبناء ومستقبل الوطن ككل، لذا فإنني أقدر لكم مرة أخرى هذا الاهتمام بالمصلحة العامة ووفقنا الله وإياكم لما فيه خير الوطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم عادل عبدالعزيز الصرعاوي.
يشكر للنائب الفاضل عادل عبدالعزيز الصرعاوي هذا الاهتمام غير المستغرب ممن هو بحكمة وبعد نظر بوعبدالعزيز وقد أرفقت مع الرسالة عدة ملفات تظهر في جانب منها حجم المشكلة وتميط اللثام عن واقعنا المزري، ففي التقييم الدولي للرياضيات والعلوم أحرزنا المرتبة 39 من 41، كما أحرزنا المرتبة 33 من 35 في اختبارات الارتقاء بمهارات القراءة، كما تظهر تلك الدراسات اننا الأقل في عدد ساعات التدريس وأسابيع الدراسة من الأمم الأخرى، والأعلى في معدلات الرسوب والتسرب الدراسي.
ومن الأمور المستغربة التي تظهرها الإحصاءات المرفقة ان الإنجاز في التعليم الخاص في الكويت أعلى منه في التعليم الحكومي رغم وجود مدرس لكل 18 طالبا خاصا ومدرس لكل 9 طلاب حكوميين، كما ان الإخفاق يتم في وقت تعتبر فيه نسبة المدرسين للطلاب بشكل عام هي الأعلى في العالم، حيث يوجد لدينا مدرس لكل 13 طالبا، كما ان الرواتب تستهلك ما يقارب 90% من ميزانية الوزارة وقد طرحنا في مقال سابق مقترح خلق قطاع تعليم مشترك تساهم فيه الدولة بالمباني وأولياء الأمور بمبالغ رمزية تستخدم لجلب مناهج وطرق تدريس متقدمة ولتوفير الأموال على الوزارة والأمل كبير في الوزير النشط د.عادل الطبطبائي بالتعاون مع إخوانه الأعضاء لإصلاح حال التعليم اليوم كونه الاستثمار الأمثل للغد.
آخر محطة:
زرت الضاحية الجنوبية في بيروت ثم زرت القرى الجنوبية في لبنان قرية قرية ولاحظت وجود مئات اللوحات الإعلانية من الدول الخليجية وإيران حول عزمها المساهمة في إعمار ما هدمته الحرب، ولم ألحظ وجود لوحات مماثلة تشير الى دور الكويت المعروف في دعم لبنان وإعادة الإعمار.