مبارك الدويلة

اللاءات الثلاث لسماحته

تصريحات من أطلق على نفسه مسمى «وكيلاً» لبعض المراكز الدينية، لا يمكن أن تمر مرور الكرام من دون ان نتوقف عندها، ففي صدر صفحتها الاولى نشرت جريدة الوطن تصريحات لسماحته يمكن ان نطلق عليها «اللاءات الثلاث»: لا للوحدة بين دول مجلس التعاون.. لا لتسمية الخليج بالعربي.. ولا لحق الامارات في جزرها الثلاث!! مع انه لم يصرح بذلك، لكن هذا ما اراد ان يقوله في تصريحه المذكور!
فعندما سأله الصحافي عن تسمية الخليج بالعربي أو الفارسي أجاب ـــ وفقا لما نشرته الصحيفة ـــ ارجعوا إلى التاريخ!! وهو يعلم جيدا ان الدولة الفارسية قديمة قدم التاريخ، وأن الكويت ودول الخليج لم تظهر الا في الخمسمائة سنة الاخيرة، وان الرجوع إلى التاريخ «يخربط» الخارطة الجغرافية للعالم الحديث ويمسح دولاً موجودة اليوم من الوجود!
وعندما سئل عن الوحدة الخليجية رفضها! وكلنا يعلم أن الوحدة بين دول مجلس التعاون امل كل خليجي، وهاجس كل مواطن محب لخليجه، بل لا أبالغ ان قلت ان التهديد الأجنبي لدول الخليج لا يردعه الا الوحدة الخليجية، لان هذه الدول الصغيرة ستكون هدفا سهلا لكل من تسول له نفسه تكرار تجربة طاغية بغداد عام 1990، اما بوجود اتحاد كونفدرالي بين هذه الدول الست فسيكون الامر اصعب بكثير، ناهيك انه في وجود هذا النوع من الاتحاد فكل دولة تحكم نفسها بطريقتها الخاصة وبدستورها ونظامها الذي ترتضيه، ناهيك عن محافظة الحكام على مراكزهم القانونية في حكم دولهم، فالاتحاد الكونفدرالي سيكون في مجالات محددة كالسياسة النفطية والسياسة الخارجية والجيش الموحد والجواز الموحد.
وثالثة الأثافي عندما ذكر سماحته انه لا يصدر آراء سياسية خارج الكويت، وذلك عندما سئل عن رأيه في احتلال ايران لجزر الامارات! ولا أريد هنا ان اذكّر سماحته ببعض آرائه حول فلسطين والعراق والصراع في افغانستان، لكن اريد التأكيد أن الكويتي يشارك اخاه الاماراتي في همومه ويحزنه ما يحزن اخاه ويفرحه ما يسعده، ودول الخليج جميعها كانت تصدر قرارا واحدا مكررا في جميع مؤتمراتها القممية مطالبة ايران باعادة الجزر الى اصحابها والانسحاب المباشر منها، وأنا متأكد ان موقفا كهذا لن يضرّ سماحة الوكيل ولن يغضب عليه أحد.
ختاماً: نحترم رأي سماحته، لكن لنا حق العتب عليه لأنه كويتي خليجي، قبل ان يكون منتميا لأي دولة اخرى، وانا متأكد من حبه وولائه للكويت، لكن أزعجتني تصريحات بعض المعممين من سياسيي البلد عندما يصرحون بالطالعة والنازلة ينتقدون التكفيريين الذين يتلقون المعلومات من الخارج، ويختمون تصريحاتهم «انها الفتنة لعن الله من أيقظها».

***
لفتة كريمة
من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

هل الاجتماع رسمي أم ودّي؟

طلب مني بعض الاخوة أن ابدي رأيا في اجتماع لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة بسمو رئيس مجلس الوزراء في ديوانه أو مكتبه.. وأقول: ان كان الاجتماع الذي عقد خارج أسوار مجلس الأمة هو اجتماع رسمي للجنة برلمانية، وجهت فيه الدعوات لحضوره وأخذ رقما مسلسلا وحدد له جدول اعمال واتخذت فيه قرارات، فهذا اجتماع باطل ولا اذكر له سابقة!!
أما اذا كان اجتماعا وديا، أي لم توجه فيه دعوات للحضور، بل هولقاء تشاوري وحوار أخوي لابداء الآراء وتبادلها في قضايا معينة، فهذا أمر آخر، لا حرج فيه، إذ لا يمكن أن نحجر على اعضاء مجلس الامة ما يتحدثون فيه أثناء زيارتهم للمسؤولين في مكاتبهم أو دواوينهم، كما لا يمكن ان نمنعهم من زيارة مكتب مسؤول أو ديوان شيخ لمجرد حديثهم عن قضايا عامة تهم الناس. واطلعت على ما نشرته احدى الصحف من تعليقات عدد من اعضاء مجلس الأمة، منتقدين اجتماع اللجنة مع سمو الرئيس، فلاحظت الانتقائية في اختيار الاعضاء، حيث ان معظمهم ممن عارض بالأصل تشكيل اللجنة عندما فاز بها من لا يعجبه.
وبالمناسبة، اذكر عندما شكل مجلس الأمة 1992 لجنة لتقصي الحقائق في احداث الغزو العراقي الغاشم، وبدأنا في اللجنة باستدعاء المسؤولين آنذاك، واجهتنا معضلة في كيفية استدعاء سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، عليه رحمة الله، وكان وليا للعهد ورئيساً للحكومة في ذلك الوقت، وبعد نقاش مستفيض مع الخبراء الدستوريين وعدد من السياسيين اتفقنا على دعوة سموه للحضور والاجتماع به في مكتب سموه في مجلس الأمة، المهم لم نخرج من اسوار المجلس، وكانت جلسة مثيرة نشرت احداثها في حينها.

***
• اليوم الاحد ليلة 27 رمضان، وهي مؤشر قرب رحيل شهر الصوم!‍‍ بعضنا يرى في رحيله رحيلا للخير وموسم الحصاد وجني الارباح وقطف الثمرات، والبعض الآخر يرى فيه ضيفا ثقيلا حرمه من الاستمتاع بالكثير من المحرمات (هذا ان كان فعلا صابرا وملتزما)، لكن هناك بعضاً آخر يحل عليه شهر الخير ويرحل ولا يدري عنه، جاء أم راح!
أسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال، والا يحرمنا واياكم في هذا الشهر الفضيل أجر قراءة القرآن وصيام أيامه وقيام لياليه، وأن يوفقنا لموافقة ليلة القدر فيما تبقى منه.. امين.

***
• لفتة كريمة
نشرت صحيفة الوطن تصريحاً للشيخ راضي الحبيب، قال فيه: «ان الطعن بعرض أزواج الأنبياء هدم لأصل العصمة، وهو من اصول اعتقاد الامامية، وأن من يفتري على السيدة عائشة أم المؤمنين يخالف مذهب أهل البيت ويخرج عن منهجيتهم».

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

دروشة الدين

انتشر مفهوم «الإسلام السياسي» بأقلام بعض الزملاء الخصوم، الذين يريدون ان يحصروا الدين في العبادات فقط، ويطوقوه بالتواشيح الدينية، في محاولة منهم لعزل الدين عن بقية شؤون الحياة.
هذا المفهوم للإسلام هو إسلام الدراويش، اي ان من يطالب بذلك فهو يطالب بدروشة الانسان المسلم! وهذا العزل للدين عن الحياة ليس له اصل في شرع الله، بل ان مفهوم الدين منذ القدم جاء لتحرير الانسان من رق البشر، وتبيان كيفية تعامله مع الآخرين. فها هو موسى عليه السلام يطالب فرعون بـ«أن أرسل معي بني اسرائيل ولا تعذبهم»، فرسالته تحرير شعبه من عبودية الطاغية، وها هو عيسى عليه السلام يجسد رسالة الدين في تعامله مع الآخرين «وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا» ثم يأتي محمد صلى الله عليه وسلم ليختتم هذا المفهوم الدقيق للرسالة: «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين».
والسياسة في مفهوم العصر هي كيفية التعامل مع الآخرين، سواء كانوا خصوما او أصدقاء، لذلك شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في قيادة الحروب، وشرّع ضوابط للأسرى والجزية والغنائم، وسنّ المعاهدات السلمية مع خصوم الدولة الاسلامية ووضع لها تشريعا، وأنزل الله قرآنا مفصلا في كيفية التعامل مع اليهود والنصارى والمشركين، ناهيك عن التشريعات الواضحة في البيع والشراء والمكافآت والعقوبات ومؤهلات الحاكم وضوابط التنصيب القيادي، إلى آخره من امور تتعلق بالحياة العامة.
فمن يدَّع أن الاسلام محصور بزوايا المسجد وأداء الفرائض والنوافل، فادعاؤه هذا تهميش متعمَّد لمفهوم الدين، القصد منه عزله عن ممارسة دوره في حياة البشر!
بالأمس كانوا يعيبون علينا اننا دراويش لا نفقه من امور الدنيا شيئا.. واليوم وبعد مرور رياح الصحوة الاسلامية المباركة على العالم الاسلامي، والنضج الفكري لدى العاملين في مجال الدعوة الاسلامية، أخذوا ينعتوننا بأننا من جماعات الاسلام السياسي! لذلك نريح زملاءنا الخصوم ونقول لهم: نعم.. نحن اسلامنا سياسي.. واسلامنا شرعي.. واسلامنا تعبّدي.. واسلامنا نمارسه في امور ديننا ودنيانا، وهو الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.. ولا ننتظر منكم ان تعلمونا إن كان هذا هو الاسلام ام لا. نرفض الدروشة ونرفض قصر الدين على العبادات. ومما يؤسف له أن الحكومة تبنت بعض هذه المفاهيم في دروشة الدين عندما حصرت دور المسجد في العبادات فقط، وتناست ان المسجد كان مركز إشعاع حضاري لكل بقاع الأرض.

***

• لفتة كريمة
نتقدم في الحركة الدستورية الاسلامية بالشكر والتقدير لكل من شاركنا في حفل استقبالنا السنوي لهذا العام، وأخص بالذكر الزملاء وليد النصف وعلي البغلي وفهد الخنة وغانم النجار وسعد بن طفلة وزايد الزيد وطارق المطيري ووليد الطبطبائي وعلي الطراح وساجد العبدلي وعلي العدواني وبشار الصايغ ومحمد عبدالقادر الجاسم ومرضي عياش، وعددا كبيرا من الزملاء الذين لا تسعفني الذاكرة لذكرهم، ولهم جميعا الشكر والتقدير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

لكم دينكم ولي دين

في شريعتنا ان شرب الخمر من الكبائر، وكذلك لعب القمار والزنا والمخدرات.. بينما عند بعض خصومنا تتم ممارسة هذه المنكرات ولا يرون فيها حرجا!
في شريعتنا ان الحجاب واجب على المرأة المسلمة، بينما عند بعض خصومنا يرون أنه غير ذلك، بل البعض يرى أن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف، وسبب تردي أحوال الأمة!
في شريعتنا ان «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، وان العمل الخيري مطلوب من كل مؤمن مقتدر، وان اخراج الزكاة وتوزيعها على الفقراء من الفرائض، بينما عند خصومنا العمل الخيري شبهة جنائية، ومصدر لتمويل الارهاب، ولابد من تحجيمه وتقييده، ولو بضوابط تؤدي إلى توقفه ومنعه!
في شريعتنا ان الاختلاط شر، ولابد من تقييده بضوابط شرعية، وبالأخص في سن المراهقة، ومرحلة الدراسة الجامعية، حيث نظرة سريعة إلى الساحة الطلابية تؤكد ما ذكرناه، بينما غيرنا من بعض الخصوم يرى أن الاختلاط شرط لتطوير العملية التربوية، ويرفض جميع أشكال الضوابط التي تقلل من سلبيات الاختلاط المنفلت مثل اللباس المحتشم وغيره!
في مفهومنا أن لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة من اللجان المهمة التي تراقب الظواهر والسلوكيات، وتساعد الأجهزة الحكومية على تطهير المجتمع من سلبياتها، بينما غيرنا يرى أن اللجنة مظهر من مظاهر العصور الوسطى، وشكل من أشكال التخلف وتقييد حريات الناس!
في شريعتنا ان الكاتب أو الشاعر أو الأديب، إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو أنكر بعض ركائز العقيدة، أو صريح السنة النبوية، فهذا عندنا من الزنادقة، بينما عند بعض خصومنا هو من اصحاب الأفكار المستنيرة، ويطالبون بتكريمهم بعد موتهم!
في مفهومنا أن العلمانية تتعارض مع الاسلام كفكر، بينما غيرنا يفتخر بأنه علماني! وفي مفهومنا أن الدين منهج حياة، وأن سلوكياتنا وافكارنا لابد أن تخضع لمفهوم الدين وتسير وفق ضوابطه، بينما غيرنا يرى أن ما لله لله، وما لقيصر لقيصر، أو كما يقولون الدين لله والوطن للجميع، بمعنى أنك حر في سلوكياتك الشخصية لا يقيدك حلال أو حرام!
نحن نفرح إذا رأينا طفلا يحفظ كتاب الله.. أو بنتا تتحجب.. أو بوذيا يعلن اسلامه.. أو برنامجا دينيا في وسائل الإعلام.. هم يحوشهم القامت وتنتك صدورهم إذا شاهدوا شيئا من ذلك!
وصدق الله العظيم القائل: «لكم دينكم ولي دين».
***
• لفتة كريمة
شكرا للزميل راشد الروعان الذي قال كلمة حق في الإمام حسن البنا في وقت تكالبت على تشويه تاريخه كل ملل الكفر، لكن الإمام البنا حفر تاريخا يعجز أقزام العلمانية والالحاد عن النيل منه.

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

فزعة طائفية

زميل كاتب ليبرالي الفكر.. علماني الاتجاه.. هكذا عرفناه مذ بدأ الكتابة في الصحافة منذ زمن طويل.. ولم يظهر لنا اي توجه طائفي طوال تلك الفترة وكان يضرب به المثل في الشيعي المتحرر – وقليل ما هم – واقصد المتحرر من الانتماءات او الولاءات الطائفية.
وبالامس القريب كتب مقالا اقرب ما نقول عنه انه «فزعة طائفية» لم نعرف من اين دخلت عليه؟ فقد كتب ناقلا عن ابن حاكم الكويت الاسبق يذكر فيه اسم الخليج الفارسي على الخليج العربي، مؤكدا ان هذا دليل على اسم الخليج الحقيقي!! وبما انني لست مؤرخا فلن اخوض في تفاصيل التاريخ ودهاليز الاحداث، لكنني اعتقد ان اثارة الموضوع لها خلفية طائفية ما كنت اتمنى ان يتبناها صاحب القلم الليبرالي والفكر العلماني.
فعندما تم تعيين شخصية علمية من الطائفة الشيعية في منصب مدير ادارة، باركنا هذا التعيين ولم نعترض عليه لكفاءته وخلفيته الاكاديمية، لكننا فوجئنا كما فوجئ الآخرون بأن اول انجازات هذه الادارة كان اطلاق اسم الخليج الفارسي على خليجنا العربي!! مما اثار حفيظة بعض القوميين والاسلاميين في هذا البلد، فتوجه عدد من اعضاء مجلس الامة بأسئلة برلمانية الى الحكومة للاستفسار عن هذا الموضوع!! واعتقد ان فزعة الزميل للسيد المدير من باب الانتماء الطائفي الذي حذر منه سماحة السيد في تصريح ناري عندما قال ما معناه: ان موعد الفتنة قريب.. والانفجار قريب.. ولقد تمادى البعض في طرحه الطائفي.
وكان اولى بكل كويتي ان يدافع عن تسمية الخليج بالعربي وليس بالفارسي، لان ايران اثبتت من خلال احتلالها لجزر الامارات ومن خلال مطالبتها بالبحرين ومن خلال تهديداتها لدول الخليج بين الحين والآخر انها دولة عدوانية وتبحث عن اي ذريعة ولو كانت واهية، فكيف اذا كان اهل الكويت يعترفون بأن مياه الخليج هذه فارسية؟!! وما الذي يمنع ان يكون تراب الخليج ايضا فارسيا ويعود الفرع لأصله. يا استاذ لا تقل هذا تاريخ وهذه وثائق تاريخية فإن دخلنا في التاريخ كاستدلال على الانتماء فسنضيع لان هذا الباب سيغير خريطة العالم الحديث ويرجعنا الى العصور الوسطى، حيث هذه الارض كانت تسمى بغير اسمها، ومنطقة الاحساء كانت تسمى بالبحرين.. بينما الاردن وفلسطين كانتا تسميان ارض الشام وهكذا..!! لذلك نحن نعيش على ضفاف الخليج العربي.. هكذا اسمه منذ ابصرنا النور.. وهكذا تعلمناه بالمناهج التي درسناها في المدارس.. وهكذا ربينا اولادنا على هذا الاسم.. ها هو السيد يصارخ كل يوم من اعماق قلبه: «لعن الله الفتنة ولعن من ايقظها»، فنرجو احترام دعاء السيد ما دام عندكم هذه الفزعة المضرية!! الذي يؤسف في الامر ان فزعة الزميل اثبتت مقولة ان الشعور بالانتماء الطائفي موجود حتى عند اكثر الليبراليين تطرفا.. وعند اشد العلمانيين ولوغا في العلمانية.

***
لفتة كريمة
• موقف الحكومة الكويتية والشعب الكويتي ممثلا بجمعيات النفع العام واللجان الخيرية وتجار البلد من جمع التبرعات لباكستان يؤكد ان الكويت كانت وستظل بلد الخير لكل البشر ولكل المسلمين ولكل العرب، فشكرا لسمو امير البلاد على مبادرته الكريمة وشكرا للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية على دعوتها وشكرا للجميع.

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

قرار خاطئ

قرار مجلس الوزراء بالسماح لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية بالاقتراض من البنوك لدفع رواتب موظفيها.. قرار غريب!! والغرابة ليست في الاقتراض بل في الحاجة للاقتراض! فأنت تقترض اذا كنت لا تملك السيولة، لكن هل هذه حال المؤسسة؟! أكيد لا!!.. فــ«الكويتية» لديها مديونية على وزارات الدولة تقدر بالملايين، وأذكر لكم على سبيل المثال لا الحصر مبيعات الكويتية لثلاث وزارات فقط خلال شهرين فقط (يونيو ويوليو 2010).
ــ تم صرف تذاكر لوزارة الصحة بقيمة 800 ألف دينار!
ــ تم صرف تذاكر لوزارة الدفاع بقيمة تزيد على مليوني دينار!
ــ تم صرف تذاكر لوزارة الداخلية بقيمة 778 ألف دينار!
هذا فقط خلال شهرين.. ولثلاث وزارات.. فأين ذهبت هذه الأموال؟ إنها مديونية!! وهل تم أو سيتم تحصيلها؟ الجواب لا.. بل ستضاف الى مديونية كل وزارة، وحسب المعلومات المتوافرة عندنا فقد بلّ.غت هذه الوزارات الثلاث بمديونياتها كالتالي:
ــ مديونية المؤسسة على وزارة الصحة 6548686 د.ك.
ــ وعلى وزارة الدفاع 3427131 د.ك.
ــ وعلى وزارة الداخلية 1790519 د.ك.
فإذا كانت هذه مديونية المؤسسة على وزارات الدولة، وهي مؤسسة حكومية والوزارات حكومية فلماذا الاقتراض اذاً من البنوك بفوائد نحن نعرف حجمها؟ ولماذا تقف وزارة المالية مكتوفة الأيدي من دون تسوية هذه المديونيات الحكومية – الحكومية؟ ولمصلحة من اقتراض المؤسسة في هذا الوقت بالذات الذي صدرت فيه قرارات تنفيذية لخصخصتها؟!
أسئلة كبيرة تذكرني بكلمة بوعبدالعزيز في مجلس الأمة: «وراء الأكمة ما وراءها»!!
هذا مثال بسيط على تخبط القرار الحكومي!! ويؤكد أن كثيرا من مشاكلنا التي نعيشها نحن من أوجدها بسبب قصر النظر في قراراتنا، ولذلك لا ننزعج اذا سمعنا من يشكك في إجراءات الحكومة أو قرأنا خبرا ان الكويت تراجعت الى الأخير في قائمة الشفافية الدولية!!

***
• لفتة
● الأخ والزميل سامي النصف كتب في «الأنباء» تعليقا على مقالتي «ميثاق شرف» يؤكد أنه طرح موضوع حاجتنا الى ميثاق شرف قبل فترة طويلة، وأنا أشكر له هذا التنبيه وأتمنى ان يستمر في مسعاه بدعم الشرفاء، وما أكثرهم في صحافتنا المحلية، أما من رفض ميثاق الشرف ورفض هذا النوع من الإجراء الشريف وعندما أراد أن يمتدح أحد الزملاء الذي غادرنا الى الرفيق الأعلى قبل فترة بسيطة ونقل كلاما له ظنا منه بأنه يمتدحه فأقول له «اذكروا محاسن موتاكم» وادعوا لهم بالمغفرة والجنة.
اللهم آمين.

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

الديوان خرّب الكشخة

تقبل الله طاعتكم
رمضان شهر التغيير.. فيه يتغير كل شيء.. نمط الحياة يتغير.. الطعام يتغير.. برنامجك اليومي يتغير.. دوامك.. نومك.. وقتك.. كل ذلك يتغير..
لكن الأهم من كل ذلك هو تغيّر السلوك!!
ففي رمضان تصفّد الشياطين.. وتفتح ابواب الجنان.. وتغلق أبواب النيران.. لذلك يسهل على الانسان قيادة نفسه والتحكم في هواها.. وتظهر حقيقة النفس البشرية التي جبلت على الفطرة.. فتجدها تطاوعك في الذهاب الى المسجد الذي لم تكن تذهب اليه الا في صلاة الجمعة.. ويسهل عليك غض البصر بينما كنت تعاني ذلك كثيراً في غير رمضان، وتجد لسانك قد تطهر من بذيء القول ببركة هذا الشهر.. وتكف عن كثير من المحرمات التي كنت تمارسها بشكل اعتيادي في السابق.. انه فعلاً شهر التغيير.. مستغلين تصفيد الشياطين وتنزل رحمة الله تعالى الواسعة لتحويل هذا الكوم من السيئات الى حسنات «فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً».
الأهم من هذا كله أن يستمر التغيير بعد رمضان.. وأن نستغل هذه الأيام العطرة في ترسيخ سلوك جديد في حياتنا.. عنوانه «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب»، صدق الله العظيم.

* * *
في أول أيام هذا الشهر الفضيل.. وبعد صلاة التراويح.. ذهبت مع من ذهب الى الديوان الأميري في بيان لتقديم التهاني – كالعادة – الى سمو الأمير والأسرة الكريمة. وقد اثلج صدري رؤية جموع الكويتيين بمختلف مشاربهم وطوائفهم وانتماءاتهم يتدافعون لتقديم الولاء والتعبير عن حبهم لقيادتهم، ممثلة بسمو الأمير وولي عهده والأسرة الكريمة، لكن – يا فرحة ما تمت – !!
تحولت هذه التظاهرة الشعبية الى مظهر غير حضاري بسبب سوء التنظيم وسوء الادارة في تلك الليلة.. عدم التزام بالوقت المعلن عنه – عدم تهيئة صالة الانتظار لهذا العدد من الناس الذين ظلوا واقفين على رجليهم اكثر من ساعة من دون أن يجدوا مكاناً يجلسون فيه – خدمة المرطبات والماء البارد متواضعة للغاية!! وكأن هذه أول مرة يتم فيها استقبال من هذا النوع.
وما آلمني أكثر أنني بعد أن تم دفعي بقوة داخل قاعة الاستقبال شاهدت المسؤولين عن الديوان في وسط الصالة يتحدثون بينهم همساً، وكأن الأمر لا يعنيهم ولا كأن في الخارج مذبحة نفسية لشيبان وشباب يتحلطمون تحلطم الكويتيين!! كدت انفجر من الغضب لولا أن رأيت الوزير الأسبق فهد اللميع تقذفه الجموع الى الداخل وعقاله بيد وبشته بيد وغترته تسحب وراه. هنا كتمت غيظي وتمتمت ضاحكاً: شوف مصيبة غيرك تهون مصيبتك!!

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

حتى عمل الخير.. منعوه

لا انت راحمني.. ولا مخلي رحمة الله تنزل علي!! أستغفر الله من هذا القول، لكن ما يحدث هذه الايام من جدل غير مبرر بشأن جمع التبرعات في رمضان يجعل المرء في حيرة من موقف الليبراليين في الكويت الذين ضغطوا على الحكومة لاتخاذ خطوات تقيد مساعدة المحتاجين ولا تعطي الفرصة لبذل الخير وعمل المعروف في الفقراء والمساكين!
بعد احداث 2001/9/11 استغل خصوم الظاهرة الدينية الحدث ومارسوا كل انواع التشكيك واستغلوا الضعف الامني للمجتمعات الاسلامية، وشوهوا اعمال الخير والتبرعات التي اصبح الاصل في جمعها انها تذهب الى الارهابيين والى جماعة القاعدة وابن لادن، وسكتنا طوال تلك الفترة لان التيار في هذا الاتجاه كان قويا وقبلنا مرغمين بكل القيود وانواع المراقبة على العمل الخيري لادراكنا سلامة المسيرة. وظهر مفهوم الاستقطاعات الموثقة من وزارة الشؤون ومنع الجمع النقدي في الاماكن العامة وحتى في المساجد، وشنّ غلمان بني علمان حملة مستعرة على كل مظاهر العمل الخيري، حتى شككوا في الحصالة عند الكاشير واكشاك اللجان الخيرية في الجمعيات التعاونية فأزالوها من الوجود، لانها في نظرهم القاصر ترمز الى الارهاب! ووصل الامر الى لجان تحقيق ومتابعة من وزارة العدل الاميركية تأتي بشكل دوري وتجتمع مع ممثلي الجمعيات الخيرية للتأكد من التزامهم بضوابط الحكومة الاميركية في جمع التبرعات في الكويت!! وبعد كل زيارة تصدر وزارة العدل الاميركية بيانا تؤكد فيه سلامة اجراءات اللجان الخيرية، يتبعه بيان رسمي من وزارة الشؤون بتأكيد ذلك لان الجمع النقدي توقف.. وكل تبرعات تكون غير نقدية، اي باستقطاع من الحساب الى حساب الجمعية الخيرية، مختوما بختم الوزارة وبرقم متسلسل!! فهل كان هذا كافيا!!
اليوم.. ومع نفحات الشهر الفضيل.. حيث ينتظر الفقراء كرم الاغنياء.. وتنتظر الاسر المتعففة نظرة اهل الخير إليهم في شهر الخير.. الشهر الذي تسمو فيه الروح عن الرذائل.. وتتزكى الانفس بالفضائل.. اليوم تصدر الحكومة قراراً تمنع فيه التبرعات في المساجد في رمضان مع ان الجمع لهذه التبرعات بالاستقطاعات الموثقة وليس النقدية!!
اعتقد ان السبب احد امرين لا ثالث لهما: إما انه صدر من نفسية لا تحب الخير للناس ولا تتمناه لهم، ولا هي قادرة اصلا على فعل الخير!! وإما انه ضغوط بعض التيارات الطائفية التي تعمل ما تشاء في مساجدها الخاصة من دون ان يتجرأ واحد من الاوقاف او الشؤون «يوطوط» عند بابهم وهنا تكون المصيبة اعظم.. يا ناس.. يا حكومة.. الكويت لم يتبق فيها الا عمل الخير فلا تقطعوه.
***
• لفتة:
مات احمد البغدادي.. اسأل الله له الرحمة.. وان يغفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. والموت عبرة لكل عاقل… وحق لا مفر منه.. «إنا لله وإنا اليه راجعون».

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

الازدواجية.. والحل المشروط

في مقالات سابقة لي تحدثت عن حلول مقترحة لبعض المشاكل التي يعاني منها البلد، وبالتالي يعاني منها الناس، مثل مشكلة البدون ومشكلة الازدحام المروري ومشكلة الانفلات الامني، وظاهرة الجو الحار المغبر، وعلقت على اقتراح الاخت الفاضلة اميمة العيسى للتخلص من الغبار وتخفيف شدة الحر، وكان آخر كتاباتي رؤية في حل مشكلة الازدواجية في الجنسية.
وهذه الاخيرة هي التي اثارت ضجة عند البعض حتى ظنوا انني «مزدوج»! وبما انني لست كذلك، فان هذا لا يعني ان اتعامل مع الوضع وكأنه لا يهمني بشيء، فأنا جزء من هذا المجتمع، اشعر بما يشعر به سلبا وايجابا.
البعض منا يعالج المشاكل بالبتر والجز، يعني يقطها من عرجها، وهذا قد ينفع عندما تكون المشكلة حديثة الوقوع، وليست لها فروع هنا وهناك، لكن ازدواجية الجنسية منتشرة في المجتمع الكويتي كانتشار الشرايين والاوردة في جسم الانسان، لذلك اي محاولة لقطع هذه الاوردة بشكل مباشر ستؤدي الى شلل الجسم ومشاكل بالدورة الدموية.
فالمزدوجون حصلوا على الجنسية الاخرى (في الغالب) بعد حصولهم على الجنسية الكويتية، اما لسهولة الحصول على «الاخرى» واما لقوانين بعض الدول التي تلزم من يولد عليها بالانتماء اليها. واغلب هؤلاء استفادوا من هذا الوضع بالحصول على املاك في تلك الدول، وعدد منهم حصل على وظيفة وراتب مع ان التزامه اليومي في بلده الكويت الذي يسكن فيه وهو موظف عام فيه!
هذا الوضع خطأ لا شك فيه! وهذا الخطأ يتحمله المواطن بلا شك! كذلك سكوت الحكومة طوال تلك السنين، وهي تعلم او قادرة ان تعلم حجم هذه الظاهرة، هو كذلك خطأ لا شك فيه.
إذا، ما هو الحل..؟
البعض اقترح سحب الجنسية الكويتية مباشرة من كل هؤلاء! والبعض الآخر اقترح تحديد موعد للتنازل عن جنسية الدولة الاخرى قبل سحب «الكويتية». وهناك آراء اخرى بين هذا وذاك.
اما انا فأعتقد ان احصائية بسيطة عن حجم هذه الظاهرة تساعدنا على اعطاء تصور سليم للحل. فالمزدوج يحمل اما جنسية سعودية او جنسية ايرانية، او يحمل جواز سفر اميركيا، مع اهمالنا لجنسيات اخرى اعدادها قليلة جدا. وبما ان رؤيتنا المستقبلية واستراتيجيتنا الامنية معتمدتان على تصور واحد هو الوحدة الخليجية والتكامل بين دول الخليج في كل المجالات، وقد بدأنا فعلا المرور بالبطاقة والعملة النقدية الموحدة وتشكيل اتحاد مجلس التعاون والربط الكهربائي بين دول الخليج وغيرها من المشاريع المؤدية الى هذا التكامل والتي على رأسها بلا شك الجنسية الخليجية، وبما ان نشيدنا المشترك: خليجنا واحد وشعبنا واحد ومصيرنا واحد، فلكل ذلك ارى ان الحل الامثل لهذه الظاهرة هو: تعديل قوانين الجنسية بحيث يسمح لمواطني دول الخليج بالاحتفاظ بجنسية بلادهم الاصلية في حال حصولهم على جنسية دولة خليجية اخرى، تمهيدا للتكامل في توحيد الجنسية في المستقبل، اما بقية الدول غير الخليجية فيمنح اصحابها مهلة سنة لتسوية اوضاعهم. هذا الحل مشروط بما يلي: عدم حصول المزدوج على ازدواجية التمتع بالسكن الحكومي والراتب والوظيفة الحكومية من تلك الدولة.
«لفتة كريمة»: خلونا نعيش بواقعية.. بعيدا عن النرجسية.. فالعالم اليوم ما عاد يرحم.

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

التناقض والتطرف عندهم

قبل أكثر من عشرين عاماً.. كتب أحدهم في زاويته يقول: ما جاءنا هذا الغبار الا بعد انتشار ظاهرة الملتحين في الكويت! وقبل تسعة عشر عاماً كتب أحدهم ينسب غزو صدام للكويت الى انتشار المد الاسلامي فكراً وسلوكاً في العالم الإسلامي! وهكذا لا يجد خصوم التيار الإسلامي تبريراً لضعفهم وتفسيرا لتخاذلهم إلا تعليق العتب على هذا التيار وهذه الدعوة!
واليوم يكتب أحدهم مفسراً ظاهرة انحدار الخطاب السياسي في مجتمعنا بانه نتاج التربية الدينية التي تربينا عليها في السابق، بل ويدعي زوراً ان «الحرامية والمفسدين والقتلة والمجرمين هم الذين يتزايدون ويتكاثرون بشكل متواز مع التدين»! وهذا بلا شك تطرف في الفكر وشذوذ في تفسير الظواهر الاجتماعية.
ومن غرائب الطرح العلماني لهؤلاء في تفسير الظاهرة الدينية التعميم غير المبرر! وأقصد تعميم سلوك فردي على الجماعة! فإذا قام شاب ملتحٍ أو امرأة منقبة بسلوك غير عادي أرجعوا سبب هذا التصرف الى التربية الدينية التي تلقاها في بيته او مدرسته او جماعته! وكم سمعناهم يطالبون باجراءات تتعارض مع ما يعلنونه من مبادئ في الحرية والمساواة! ولا أظن انني احتاج الى عناء كثير لتأكيد هذا التناقض بين أفكارهم التي ينادون بها علنا ومطالباتهم للحكومة بالتضييق على خصومهم كإغلاق جمعياتهم وتقييد المنابر وكبت الآراء في صحفهم! فعندما يكون الحدث لهم فالأمر يتصل بحرية الرأي وحرية الاعتقاد، وعندما يكون الحدث لخصومهم فالويل والثبور وعظائم الامور ان سكتنا عنهم وتركناهم يخربون أفكار ابنائنا وينشرون خزعبلاتهم!!
حتى كلمة «اسلامي» استكثروها عليهم! فهم متأسلمون! او جماعات الاسلام السياسي، وهذه اخف الالفاظ التي اطلقوها عليهم. يرفضون الدروشة والتقوقع في زوايا المسجد، واذا تحدثنا في الشأن العام ثاروا واتهمونا بتسييس الدين! أمرهم عجيب!!
لم يجدوا من الحق ما يتهمون خصومهم به.. فلجأوا الى الباطل وتلفيق التهم وتحريض السلطة عليهم، ومن يقرأ لهم يظن أنهم شعبة من أمن الدولة او قسم خاص بالمباحث السياسية ولا يظن انهم اصحاب فكر ورأي سياسي!
ركزوا على الحركة الدستورية الاسلامية في مقالاتهم و«جلّبوا» في سالفة الانتماء للاخوان المسلمين، ولما لم يجدوا في تاريخ الحركة الدستورية إلا كل ما هو مشرق فتحوا تاريخ الاخوان في مصر نقلا من ملفات ومذكرات زكي بدر واحمد سالم علهم يجدون ضالتهم.
فماذا كانت النتيجة؟ انشغال الناس والصحافة بالتهم والرد عليها، وانشغلت النخبة المثقفة في المجتمع بالرد على الخصوم. لذلك كانت الحاجة الى ميثاق شرف نترفع فيه عن سفاسف الامور ونتفرغ لبناء هذا المجتمع الصغير بعد ان تفتت وانقسم وتشرذم.
***
لفتة: ذكرى الغزو الغاشم تذكرنا بأهمية تكوين علاقات جيدة مع جيراننا، ويجب ألا تذكرنا بأن العراق جار سوء، كما ذكر البعض، قدرنا أن هؤلاء جيراننا، فاذا كان في العراق آلاف الصداميين ففيه ايضا ملايين ضد صدام.

مبارك فهد الدويلة