مبارك الدويلة

فزعة طائفية

زميل كاتب ليبرالي الفكر.. علماني الاتجاه.. هكذا عرفناه مذ بدأ الكتابة في الصحافة منذ زمن طويل.. ولم يظهر لنا اي توجه طائفي طوال تلك الفترة وكان يضرب به المثل في الشيعي المتحرر – وقليل ما هم – واقصد المتحرر من الانتماءات او الولاءات الطائفية.
وبالامس القريب كتب مقالا اقرب ما نقول عنه انه «فزعة طائفية» لم نعرف من اين دخلت عليه؟ فقد كتب ناقلا عن ابن حاكم الكويت الاسبق يذكر فيه اسم الخليج الفارسي على الخليج العربي، مؤكدا ان هذا دليل على اسم الخليج الحقيقي!! وبما انني لست مؤرخا فلن اخوض في تفاصيل التاريخ ودهاليز الاحداث، لكنني اعتقد ان اثارة الموضوع لها خلفية طائفية ما كنت اتمنى ان يتبناها صاحب القلم الليبرالي والفكر العلماني.
فعندما تم تعيين شخصية علمية من الطائفة الشيعية في منصب مدير ادارة، باركنا هذا التعيين ولم نعترض عليه لكفاءته وخلفيته الاكاديمية، لكننا فوجئنا كما فوجئ الآخرون بأن اول انجازات هذه الادارة كان اطلاق اسم الخليج الفارسي على خليجنا العربي!! مما اثار حفيظة بعض القوميين والاسلاميين في هذا البلد، فتوجه عدد من اعضاء مجلس الامة بأسئلة برلمانية الى الحكومة للاستفسار عن هذا الموضوع!! واعتقد ان فزعة الزميل للسيد المدير من باب الانتماء الطائفي الذي حذر منه سماحة السيد في تصريح ناري عندما قال ما معناه: ان موعد الفتنة قريب.. والانفجار قريب.. ولقد تمادى البعض في طرحه الطائفي.
وكان اولى بكل كويتي ان يدافع عن تسمية الخليج بالعربي وليس بالفارسي، لان ايران اثبتت من خلال احتلالها لجزر الامارات ومن خلال مطالبتها بالبحرين ومن خلال تهديداتها لدول الخليج بين الحين والآخر انها دولة عدوانية وتبحث عن اي ذريعة ولو كانت واهية، فكيف اذا كان اهل الكويت يعترفون بأن مياه الخليج هذه فارسية؟!! وما الذي يمنع ان يكون تراب الخليج ايضا فارسيا ويعود الفرع لأصله. يا استاذ لا تقل هذا تاريخ وهذه وثائق تاريخية فإن دخلنا في التاريخ كاستدلال على الانتماء فسنضيع لان هذا الباب سيغير خريطة العالم الحديث ويرجعنا الى العصور الوسطى، حيث هذه الارض كانت تسمى بغير اسمها، ومنطقة الاحساء كانت تسمى بالبحرين.. بينما الاردن وفلسطين كانتا تسميان ارض الشام وهكذا..!! لذلك نحن نعيش على ضفاف الخليج العربي.. هكذا اسمه منذ ابصرنا النور.. وهكذا تعلمناه بالمناهج التي درسناها في المدارس.. وهكذا ربينا اولادنا على هذا الاسم.. ها هو السيد يصارخ كل يوم من اعماق قلبه: «لعن الله الفتنة ولعن من ايقظها»، فنرجو احترام دعاء السيد ما دام عندكم هذه الفزعة المضرية!! الذي يؤسف في الامر ان فزعة الزميل اثبتت مقولة ان الشعور بالانتماء الطائفي موجود حتى عند اكثر الليبراليين تطرفا.. وعند اشد العلمانيين ولوغا في العلمانية.

***
لفتة كريمة
• موقف الحكومة الكويتية والشعب الكويتي ممثلا بجمعيات النفع العام واللجان الخيرية وتجار البلد من جمع التبرعات لباكستان يؤكد ان الكويت كانت وستظل بلد الخير لكل البشر ولكل المسلمين ولكل العرب، فشكرا لسمو امير البلاد على مبادرته الكريمة وشكرا للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية على دعوتها وشكرا للجميع.

مبارك فهد الدويلة

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *