مبارك الدويلة

من الذي اختطف التربية؟

مشكلة بعض الليبراليين في الكويت انهم ينطبق عليهم القول «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس»! ولذلك تجد في خطابهم تكرار بعض الاكاذيب المكشوفة من دون شعور بالحرج من انها كذبة واضحة لا يمكن ان تنطلي على الناس.
من هذه الاكاذيب التي يكررونها قولهم ان وزارة التربية مختطفة من التيار الاسلامي في الكويت!! وهم يعلمون جيدا – كما الناس يعلمون – ان التيار الليبرالي كان ولا يزال مسيطرا على وزارة التربية مذ كانت دائرة للمعارف الى يومنا هذا!! ولعل اكبر دليل بما لا يدع مجالا للشك على ما نقول هي هذه القائمة من الوزراء الذين تعاقبوا على تسلم هذه الوزارة ونذكر منهم – ويعذرنا القارئ ان سقط اسم سهوا – وهم كل من: الشيخ عبدالله الجابر- خالد المسعود الفهيد – صالح عبدالملك – جاسم المرزوق- حسن الابراهيم – انور النوري – سليمان البدر- أحمد الربعي – عبدالله الغنيم – عبدالعزيز الغانم – مساعد الهارون – سعد الهاشل – رشيد الحمد – يوسف الابراهيم – نورية الصبيح – وأخيرا مساعد الأمين العام للتحالف الوطني الديموقراطي د. موضي الحمود!!
ومع تقديرنا لأشخاصهم فإن قراءة سريعة «لهذه الاسماء» تجد ان معظمهم يتبنى الفكر الليبرالي، كما انه لا يوجد بينهم ولا اسم واحد له علاقة بالتيارات الاسلامية او محسوب عليها. اذاً ممن كانت الوزارة مختطفة؟! قد يقول قائل ان المقصود وكلاء الوزارة وليس الوزير، ومع هذا لدينا الشجاعة لطرح هذا التحدي:‍ أعطونا وكيل وزارة واحدا مر على التربية ينتمي لأي تيار اسلامي؟ طبعا سيقولون الرجل الفاضل عبدالرحمن الخضري، وهم يعرفون جيدا انه لا يمت بأي صلة الى أي جماعة اسلامية.
اذاً لماذا كانوا يريدون ان يلصقوا التيار الاسلامي بهذه الوزارة؟ السبب انهم ارادوا ان يلقوا بتبعات فشلهم واخفاقهم في ادارة الوزارة على الاسلاميين، لان المجتمع الكويتي مجتمع محافظ ويرفض أي تغريب في المناهج او التوجهات التربوية، لذلك اصطدمت قراراتهم بواقع المجتمع وثوابته فكانت النتيجة فشلا ذريعا في العملية التربوية والتعليمية، وتخلفت الوزارة في معظم مراحلها عن تحقيق اهدافها. ولولا انتباه نواب الأمة المحافظين الى خطورة الفكر الذي كان ولا يزال يسيطر على وزارة التربية وعرقلة الكثير من الافكار والمخططات التغريبية لشاهدنا اليوم كوارث تربوية واخلاقية في العملية التربوية، ولشاهدنا الاختلاط في المراحل التعليمية بكل درجاتها، ولشاهدنا تغييرا في مناهج التاريخ لإعطاء صورة حسنة عن اليهود وتاريخهم، وكذلك لتغيرت مناهج التربية الاسلامية لتبيح كل ما هو محرم وتميع مفهوم الدين وتشوه رموزه. اليوم الدكتورة الفاضلة موضي الحمود تدير الوزارة بكل مرافقها، لكن المحرك الرئيسي للدكتورة موضي هو مستشار في قصر السيف والذي منع اصدار قرار تعيين نواب للمدير العام للتعليم التطبيقي، مع ان اللجان المختصة اختارت هذه الاسماء وفقا للاجراءات المتبعة منذ اكثر من سنة، ولم يتبق الا اصدار القرار الوزاري بتعيينهم والذي وعدت به الوزيرة مرارا وتكرارا، لكن المستشار في قصر السيف رفض ذلك لانه لا احد فيهم من التحالف!
***
(لفتة كريمة)
عندما شاهدت برنامج خالد العبدالجليل في قناة «الوطن» واستمعت الى حديث الاخ ناصر الدويلة قلت ان المقدم خالد ورط الاخ ناصر، لكن «ابو علي» رد علي: انتظر الحلقة القادمة سأذكر كل المراجع والدلائل التي تؤكد كلامي.. فإلى الخميس القادم.

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

عفواً.. أختي إقبال

قرأت مقالتك الموجهة لي عبر صفحات القبس فسعدت برقي الاسلوب النقدي الذي اتبعته.. وقد افتقدت هذا الاسلوب من خصومي وزملائي منذ فترة، فشكرا كبيراً لك واعذريني على التعليق على بعض ما جاء في هذه المقالة التي اتضح لي منها انك لم تكوني متابعة جيدة لاداء النائب مبارك الدويلة في الثمانينات والتسعينات.
تقولين انني لم أُناد. في تلك الفترة بحرية الكلمة بأي مناسبة!! وفي هذا ظلم للواقع والتاريخ، فقد كنت اصغر الاعضاء سنّاً في اول مجلس لي عام 1985 ولم يمض. شهران على عضويتي حتى تقدمت باستجواب الى وزير العدل آنذاك مع عدد من الزملاء، وهو الاستجواب الذي شهد له القاصي والداني وارسى مفاهيم في الحرية والديموقراطية الى يومنا هذا، ناهيك عن عشرات الاقتراحات والخطب التي تطالب بحرية الكلمة ودعم قوانينها.
تقولين انني لم أُحرك ساكنا في قضية «البدون» منذ عام 1992!! وهذا دليل ع‍لى جهلك التام بأدائي في ذلك الوقت، فيكفيني فخراً انني الوحيد واول من تقدم في ذلك المجلس باقتراحات لحل مشكلة «البدون»، واقتراحي ذاك ما زال محفوظا في المضبطة، وأؤكد لك ان حل هذه المشكلة لن يخرج عن توجهات ذاك الاقتراح الذي قسمت فيه البدون الى ثلاث شرائح.
تقولين انني لم أُساهم في حل ازمة السكن!! وفاتك انني كنت عضوا في اللجنة الاسكانية لمدة ثماني سنوات، وانا صاحب اقتراح مطالبة شركة نفط الكويت بالتنازل عن بعض اراضيها ذات الامتياز النفطي، وانا من تمكن من الحصول على موافقة تلك الشركة بالتنازل عن مساحة 90 كلم² في كبد للاسكان، لكن مع الاسف سلمت للزراعة ووزعت حظائر للخيل، وانا اول من طالب باستعمال الحفر الجانبي لابار النفط في حال اكتشاف اي منها في المناطق السكنية، وانا مع من تقدم بالمطالبة بأن لا تقل قسيمة البيت الحكومي عن 400م²، وانا وانا وانا….
اختي الفاضلة اقبال الاحمد.. انا اعرف انني ضيف ثقيل عليك في القبس، وقد صرحت. انت. بذلك في اول مقال ترحيبي بي، وبيّنت. حسرتك على فقدان الصحافة المحلية لاحد رموز القلم العلمانيين الذي اسميت.ه «القلم التنويري»، بينما يحل عليكم بدلا منه مبارك الدويلة، ولم ارد عليك في حينها لأنها مشاعر نحترمها ولا نحجر عليها، وكنت أتمنى اعتباري زميلاً يثري صفحاتك وينوّع فيها الطرح لفائدة القارئ.

***
لفتة كريمة
قال رسول الله (ص): «يحشر المرء مع من أحب».

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

أزمة الثقافة

لفتت نظري يوم الجمعة الماضية صورة وخبر في الصفحة الأخيرة لجريدة القبس عن اعتصام عشرين شخصا يحملون ملصقا واحدا مكررا باسم «الحملة الشعبية للدفاع عن الكتاب»، وذلك في ارض المعارض بمناسبة افتتاح معرض الكتاب العربي. وقد قام المعتصمون الذين يبدو من صورهم ان بينهم عددا من العمال والموظفين البسطاء وثلاثة اشخاص يلبسون الدشاديش وثلاث نساء وطفلا، قام هؤلاء بتوزيع منشور يندد بمنع الرقابة لعشرين كتابا، معتبرين ذلك «تعسفا رقابيا» وطالبوا «بإلغاء الرقابة المسبقة على الكتب».
اللافت للنظر ليس عدد المعتصمين والمدافعين عن حرية التعبير – فهذا العدد نهديه للزملاء الكتاب الذين علقوا على حضور اعتصام المعلمين – بل اسماء التجمعات والاندية والروابط والقوائم الطلابية التي وقعت على البيان ونذكر من ابرزها «تجمع العمل الديموقراطي»!!، و«تجمع صوت الكويت»!!، و«الحملة الشعبية للدفاع عن الكتاب»، و«رابطة الشباب الوطني الديموقراطي»، و«مركز الحوار للثقافة»، و«ملتقى بيت خمسة للثقافة»، و«ملتقى نجلاء النقي»، و«نادي أوراق»، ولعل أهمها وآخرها «ورشة السهروردي الفلسفية»!! اسماء غريبة عجيبة لا اعرف متى ظهرت او متى انشئت؟ ومن أسسها وأين مقارها وعناوينها؟ وما هي اهدافها؟ وهل لها لوائح ودساتير؟ وغيرها من الاسئلة الكثيرة التي لابد من الاجابة عنها حتى نعرف جدية من اصدروا هذا البيان ومصداقيتهم في الاعتراض على منع عشرين كتابا من كتب الزندقة والالحاد من العرض في معرض الكتاب. وأنا حقيقة لا ألوم هذه العناوين النكرة والألقاب المجهولة من الروابط والاندية المذكورة، لكن ألوم من تبنى هذه الحملة ضد الرقابة وهو يعلم ان وزارة الاعلام اصدرت بيانا اوضحت فيه عدد الكتب الممنوعة، وان من منع له كتاب فقد اجيزت له عشرات الكتب، فالقضية ليست مرتبطة بفكر الكاتب بقدر ما هي مرتبطة بمحتوى الكتاب والذي اوضح بيان الاعلام ان بعض هذه الكتب منع لطعنه بالذات الالهية، وبالرسول (ص) والبعض الآخر لتهديده لعلاقة الكويت بجيرانها وزعزعة هذه العلاقة!!
مشكلة الثقافة عندنا ان المنتمين لها غير مثقفين!! فهم يؤيدون ويعترضون فقط كي يقال عنهم انهم مثقفون!! ويرفعون شعارات براقة مثل حرية الرأي وحرية التعبير ولا يدركون حدودهما!! ها هي فرنسا- قبلة المثقفين وقدوتهم – اصدرت قرارات وقوانين قيدت حتى الحريات الشخصية بحجة تعارضها مع ثوابتها ومبادئها!! وبعض ابناء العرب ومثقفيهم يعتصمون في أرض المعارض لان كتبا تطعن في دينهم تم منعها من التداول داخل المعرض!! انها فعلا أزمة ثقافة!

لفتة كريمة
أنا وتياري السياسي أكثر المتضررين من قناة «سكوب»، بل ان الاخ ابو بندر يخصص %80 من برنامجه للحديث عن بيت الزكاة وتنفيعه لفقراء الحركة الدستورية، لكن مع هذا لن نقبل احالة القناة والقائمين عليها الى النيابة بتهمة «قلب نظام الحكم»، حيل قوية!! خففوها شوي يمكن نلقى لنا عذرا… بس قلب نظام الحكم مرة واحدة يذكرنا بحادث المنشية والزميل صلاح منتصر!!

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

لو كنت…

لو كنت وزيراً للداخلية لتركت القوى السياسية والنشطاء السياسيين ينظمون ندواتهم كما يشاؤون دون اعتراض، فالحكمة كانت تستلزم تركهم وشأنهم، ولو تم ذلك لما صار لهذه الندوات هذا الشأن ولما اصبح لمنظميها هذه الشعبية التي تصنعها الحكومة بيديها لخصومها!!
لو كنت مسؤولا عن حل «مشكلة البدون» لأصدرت البطاقة الخضراء للجميع كي يتمكنوا من قيادة السيارة وتعليم أبنائهم وعلاج ذويهم وتوظيفهم في القطاع الخاص الى ان تنتهي اللجان المختصة من وضع التصور النهائي لحل هذه المعضلة، وعندها اعطي من اعطي وأحرم من أحرم، لكن حرمان الجميع من كل الخدمات الضرورية طوال السنوات الماضية بانتظار تقرير اللجان المختصة!! أمر لا يمكن قبوله لا دينيا ولا دنيويا!!
لو كنت مسؤولا عن حل أزمة السكن لأصدرت أمرا فوريا بوقف كل التطوير والتوسيعات في مطار الكويت الدولي ونقلت المطار الى ما بعد الدائري السابع وحولت منطقة المطار الى خمس مناطق اسكانية تضم اكثر من نصف مليون نسمة، وكذلك اصدر نفس القرار لنقل السجن المركزي الى منطقة المطلاع أو جزيرة من الجزر وتحويل منطقته الى منطقة سكنية.
لو كنت مسؤولا عن الاستراتيجية الأمنية للكويت لحولت منطقة الشقايا الى مزارع لمن ليس لديهم مزارع وساهمت في توفير الأمن الغذائي للبلاد وحفظت الحدود بهذه المنشآت.
لو كنت وزيرا للشؤون والإسكان لأوجدت مجمعات اسكانية تضم كل واحدة عشر عمارات موزعة على كل المحافظات لاسكان بنات ونساء الكويت ممن لا يستحققن الرعاية السكنية وفقا لنظام الاسكان الحالي، بدلا من تركهن وعوائلهن يعانون الأمرّين، فلا الظروف مشت معاهم ولا الدولة رعتهم، كما هو الحال اليوم.
لو كنت وزيرا للاوقاف لاعدت للمسجد دوره الحقيقي كمصدر للدعوة والتوجيه والارشاد بدلا من كونه مكانا يجتمع فيه البعض قبل الاقامة بدقيقة وينفضّون بعد السلام بدقيقة!!
لو كنت رئيسا لجمعية المعلمين لأجّلت الدعوة للاضراب، فالنشاط المدرسي الذي مددوا الدوام من اجله فشل قبل ان يبدأ، والقضية لا تستحق ردة الفعل هذه!!
***

• لفتة كريمة
قال أحدهم بعد عودته للكتابة اخيراً «من ظواهر الكويت الفريدة ان شيوخ الكويت الذين عشنا بظلهم وتربينا تحت راية عزهم اصبحوا ملطشة لكل تافه حقير بدعوى حرية التعبير والديموقراطية!!!».
الغريب ان هذا الكاتب ظهر قبل شهرين في قناة سكوب وتناول ابن حاكم الكويت ووزير الديوان الاميري وجعله ملطشة ما بعدها ملطشة!!! وايضا بدعوى حرية التعبير.
الله يعين هالديرة وأهلها وحتى حكامها…

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

اتركوا السعوديين في حالهم

ساءني جدا ما كتبه البعض عن المجتمع السعودي في هذه الصفحة منذ يومين من تشويه متعمد لطبيعة هذا المجتمع وثوابته، واظهاره بالمجتمع المتخلف الذي يعيش في العصر الحجري، ولا أريد أن أناقش هذا التجني غير المبرر على الأشقاء في السعودية، فلديهم من المثقفين والكتاب والصحافيين ما يكفيهم للدفاع عن ثوابتهم وخصوصياتهم ولا يحتاجون الى مثلي للقيام بذلك، كما ان لديهم في الكويت سفيرا يدرك كل شاردة وواردة ويفهم أن ما كتب هو فزعة ليبرالية لتغيير نمط مجتمع محافظ – هذا اذا احسنا الظن – واذا أردنا ان نمارس مهنة النظرية التآمرية فان من كتب عن طبيعة المجتمع السعودي هم من تلك الفئة التي أزعجتها قوة التيار المناهض للفارسية وتمددها على حساب دول الخليج وأمنهم وثقافتهم، وهو تيار يسمونه بالوهابية تحجيما له. وكم كنت أتمنى أن يعالج هؤلاء مشاكل بلدهم بدلا من تسخير أقلامهم لمزيد من تصدع العلاقات مع دول الجوار، فنحن لم يعد باقيا لنا الا السعودية ودول الخليج، فلنحافظ على علاقتنا بها ان كنا نحرص على أمن الكويت ووجودها، ولنترك للأشقاء في المملكة ان يحددوا الطريقة التي يمارسون بها حياتهم، ولا نأتي لكل ناعق أو شاذ وننشر ما يقوله بدعوى انها صرخة من سعودي يعاني في مجتمعه.
* * *
ما كتبه أحدهم بالأمس في هذه الصفحة من علاقة الاخوان المسلمين بالحركة الدستورية وتشويه تاريخ أبناء الحركة وموقفهم من الغزو هو نتيجة الاخفاقات التي تعيشها جماعته هذه الأيام، وآخرها انتصارات التيار المحافظ في الجامعة وفي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وقبلها ذلك الموقف المخزي لياسر الحبيب الذي فضح الكثير من المستور لولا فزعة عقلاء الطائفة ومعتدليهم لوحدة الصف الكويتي.
وأقول له ان موقف أبناء الحركة الإسلامية من غزو العراق للكويت لا يمكن ان تشوهه أنت وأمثالك، وأنصحك أن تتفرغ للكتابة المفيدة حتى نتفرغ معك ولا تشغلنا بقضايا ملّ الناس من تردادك وأمثالك لها، وكأن ما عندكم مأخذ علينا الا ربطنا قسرا تنظيميا بجماعة الاخوان المسلمين، تلك الجماعة التي تصبح عندها قزما اذا ما ذُكرت!!
* * *
لفتة كريمة
• محمد مساعد الصالح.. كتب عنه الكثيرون بما يستحق، وبما أنني عاصرته فترة من الزمن وسافرت معه لمدة شهر كامل فقد عرفته جيدا، وأريد أن أذكر ما شاهدت.. عرفته ملتزما بالصلاة في وقتها، عفيف اللسان، خفيف الدم صاحب نكتة لكنه غير بذيء، اذا عرف ان فكرته غير صحيحة لا يتردد في الرجوع الى الحق.. ليبرالي لكنه لا يتعمد تشويه خصومه ولا تحقيرهم، يا ليت جيراني بهالصفحة يتعلمون منه الكثير.. رحمه الله وغفر له وألهم أهله الصبر والسلوان.

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

نجاح متكرر.. وفشل متواصل

ابتداء نهنئ القائمة الائتلافية والاتحاد الإسلامي والمستقبل الطلابي بالفوز الكاسح في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة واتحاد طلبة التطبيقي. وهاردلك ــ كالعادة ــ للمستقلة وبقية القوائم.
وبهذه المناسبة أريد أن أسطر بعض الفوائد التي نستخلصها من تكرار هذا الاكتساح للائتلافية والاتحاد ومن تكرار هذا السقوط للمستقلة!!
أقول لأبنائي منظمي حملة القائمة المستقلة ان سبب فشلكم يعود إلى تكراركم الدائم لإثارة تبعية القائمة الائتلافية للاخوان المسلمين، وكأن ليس لديكم ما تأخذونه على منافسيكم إلا هذه الشبهة التي أصبحت «بايتة» ومكشوفا القصد منها، فكانت نتيجتها عكسية عليكم، حيث تبين لجموع الطلبة انكم خالو الوفاض وليس لديكم حجة على منافسيكم، فالجميع يعلم ان القائمة الائتلافية ليس لها أي انتماء حزبي بالاخوان المسلمين، وأن الخلط المتعمد بين الاتجاه الفكري والانتماء الحزبي واضح عند الجميع. فقد أتبنى فكرا اسلاميا ومنهجا قرآنيا في حياتي ومسيرتي، وقد يتبنى هذا الفكر وهذا المنهج آلاف بل ملايين من البشر غيري، لكن هذا لا يعني أننا نتبع لبعض تنظيميا، أو اننا تحت مظلة حزبية واحدة، وإلا فكيف تفسر اتفاق الاتحاد الاسلامي والائتلافية في قائمة واحدة؟! لديهم خط واحد ومنهج واحد ونظرة للحياة واحدة، لكن لا ينتمون تنظيميا إلى بعض، وهذا معروف عند الجميع. ذكرنا هذا مرارا وتكرارا، لكن عدم وجود ما تثيرونه على الائتلافية جعلكم تتشبثون بهذه الشبهة الواهية.
مما نستفيد كذلك من هذه النتائج ان الاتفاق والتنسيق بين التيارات ذات الاتجاه الواحد يؤديان إلى نتائج ايجابية لها، وهذا يجب أن يدفع بالاسلاميين خارج اسوار الجامعة الى التفكير الجدي في التنسيق في القضايا المصيرية للمجتمع ان كانوا يريدون تحقيق أهدافهم.
تيار الوسط الديموقراطي.. بصراحة كبر في عيني مع خلافي 180 درجة معه، فهو أثبت أن المحافظة على مبادئه وبقاءها في الساحة أفضل من المكاسب الانتخابية المؤقتة، فمع علمه بأن أرقامه تتضاءل فان تجربة اندماجه مع التحالف الوطني الديموقراطي خارج الجامعة ما زالت أمام عينيه، حيث فشل اتفاق المنبر مع التحالف وكاد المنبر أن يضيع.
أخيرا نقول لمن يريد أن يقرأ نتائج الانتخابات بشكل جيد ان أهم هذه القراءات أن المجتمع الكويتي كان وما زال وسيبقى مجتمعا محافظا متدينا، رغم كل مظاهر الانفتاح والمدنية، ولا شك أن هذه تحتاج إلى «زلم» ليفهموها.

* * *
لفتة كريمة
ما أكتبه في هذه الزاوية هو رأيي الشخصي ولا يمثل رأي الآخرين سواء الحركة الدستورية الإسلامية أو رابطة عبس العالمية. قد أتفق مع الحركة في آرائها %99.99 لكن ما يكتب هنا هو رأي مبارك الدويلة شخصيا.. ومنا إلى الأخوة في جريدة الآن الإلكترونية.

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

حان وقت التغيير

كلما تشكلت حكومة وبدأت الالسن والاقلام تقيّمها سلبا او ايجابا.. كنا نقول اعطوها فرصة ثم قيّموها.. يحدونا بذلك شيء من التفاؤل!!
اليوم وبعد مرور اكثر من خمسة عشر شهراً على تشكيلها.. لم يعد للتفاؤل مكان.. بل اليقين وليس غيره بأن الحكومة «انتهت صلاحيتها» وحان وقت استبدالها، ولا اقول ذلك تجنّياً.. او تحاملاً.. بل على العكس من ذلك كنت من الكتّاب القليلين الذين امتدحوا بعض اجراءات الحكومة في الفترة الماضية.
اما اليوم فمن الواجب ان نظهر الوجه الاخر للحكومة حتى نؤكد على سلامة ما نقول.
وقبل ان اذكر بعض الامثلة اريد ان اؤكد ان انتقادنا لعمل وزارة ما لا يعني ان الوزير سيئ او انه حرامي حاشا لله.. بل يعني انه عجز عن اصلاح الخلل في وزارته.. وان نيته الطيبة وخلقه الرفيع لم يسعفاه في ادارته لوزارته واقرب مثال وزير الداخلية الذي أكاد اجزم بنظافة يده وبحسن مقصده، لكن ذلك كله لم يشفع له في هذا التراكم الرهيب من الاخفاقات المتتالية، وكنت اتمنى ان يتصرف بجرأة اكبر ويقيل من تسبب بهذه الاخفاقات، خصوصا ان من يعرف «ابو نواف» يدرك أن الشجاعة لا تنقصه، لكن دفاعه عن وزارته والمسؤولين فيها جعل اللوم كله يقع عليه.
< وزير التجارة يريد ان يدافع عن قضية حق (قانون غرفة التجارة) لكنه لم يحسن التعامل مع مجلس الامة، كما انه ترك ظهره مكشوفا دون غطاء.. فأصبح من عناصر التأزيم التي يجب علاجها مع انه بطبعه هادئ ونظيف اليد كما علمنا.
< وزيرة التربية.. دكتورة «مالية كرسيها» كما يقولون.. وادارتها حازمة.. لكن انتماءها الحزبي لم يرحمها، ويبدو ان هذا الانتماء سيطر على تفكيرها، وبالتالي على قراراتها!! لقد كانت صامدة طوال تلك السنين الماضية واثبتت انها تعمل بهدوء وبعيدا عن الحسابات السياسية، لكن هذا الصمود لم يدم طويلا.. وها هو ينهار عند اول اختبار حقيقي في وزارة التربية.
< وزير الشؤون.. من افضل الوزراء على الاطلاق.. طيب.. خلوق.. مستقيم.. فاهم.. واعٍ.. مخلص، بذل كل ما يمكن من اجل الوصول بالسفينة الى بر الامان.. لكن الرياح عاتية.. والالغام في وجه السفينة اكبر من حنكة القبطان وخبرة الربان.. واصبحت وزارته ملعبا لاصحاب المصالح المتناقضة والاهواء المتنافرة.. وطبعا لم يجد من يستند اليه ويدعمه في عملية الاصلاح التي بدأها فأصبح هدفاً لكل رامٍ!!
< هذه امثلة فقط.. والا فالقائمة عندي طويلة، لكن المقام لا يسمح بالاطالة.. المهم انه حان وقت التغيير!!
***
لفتة كريمة
< الزميل صلاح منتصر اكتشف اخيراً سراً خطراً!! فقد وقعت يداه على اعترافات المدعو محمود عبداللطيف المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة في منتصف القرن الماضي!! والتي ع‍لى اثرها حل جماعة الاخوان المسلمين، وذكر الزميل ان الاعترافات بأن الحادث من تدبير الاخوان قرأها في مذكرات محمد حسنين هيكل الرجل الاول لعبد الناصر آنذاك.
فعلا اكتشاف خطر.. واعتراف اخطر!!

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

رضيتم أم أبيتم.. شعبنا متديّن ومحافظ

بعد إعلان وزارة الاعلام عن اسباب منع 25 كتابا من دخول معرض الكتاب العربي وجب على الجميع ان يسكت ويغلق ملف الاعتراض على هذا المنع – هذا بالنسبة الى المتطرفين من اصحاب الفكر الليبرالي – اما عقلاء الناس وعامة المثقفين فعليهم ان يقفوا للوزارة وقرارها اجلالاً واكباراً واحتراماً.
ذكرت الوزارة في بيانها ان الكتب الخمسة والعشرين منعت للاسباب التالية: إما تطاولت على الذات الالهية او تعرضت للانبياء والصحابة!! او انها كتب اباحية!! واخيراً فيها اساءة لدولة الكويت او الدول الشقيقة!! اذا كانت هذه مبررات المنع فما الذي يزعج البعض من ذلك؟!
رابطة الادباء رابطة لم يدخلها عضو مجلس ادارة ملتزم بالفكر الاسلامي الحركي منذ تأسست الى اليوم، بل كانت بيتا للقوميين والعروبيين منذ سنوات طويلة!! اصدرت بيانا اوضحت فيه ان الاساءة الى الكويت في بيان اتحاد الكتاب العرب ليس لها ما يبررها، لان قرار المنع لم يكن واسعا او مقصودا فيه كتاب بعينه، فكل كاتب ممن ذكرت اسماؤهم منع له كتاب واحد واجيزت له عشرات الكتب!! اذن الكاتب بحد ذاته غير مقصود، وجاء بيان رابطة الادباء انتصاراً لاحدى المؤسسات الحكومية الكويتية (وزارة الاعلام) وانطلاقا من واجبها المهني وليس لان «الافكار المتحجرة مسيطرة عليها» او انها تخضع لتيار ديني معين!!
المتطرفون من اصحاب الفكر الليبرالي لم يعجبهم قرار وزارة الاعلام التوضيحي ولا بيان رابطة الادباء المنطقي، فشنوا هجوما لاذعا على الجميع وفي جميع الاتجاهات، ووجدوها فرصة لاستمرار النيل من التوجهات الاسلامية والمحافظة في هذا البلد.
واقول للزملاء الخصوم من اصحاب هذا الفكر: ان الكويت مهما قلتم عنها ومهما رأيتم منها تظل بلداً اسلامياً محافظاً بأغلبية اهله وساكنيه!! قد تشاهدون هنا وهناك بعض مظاهر التحلل من بعض السلوكيات لكنها تظل شاذة ونادرة، اما اغلبية سلوكيات اهلها فتنطلق من موروثهم الديني والاجتماعي، ولعل ما حدث في الايام الماضية من احداث اظهر المعدن الاصيل لهذا الشعب المحافظ المتدين.
ان مواقفكم من منع الكتب فضحت لديكم نفسية الحقد الدفين على الظاهرة الدينية والكره الشديد للارث التاريخي للتقاليد الاسلامية وثوابت العقيدة، فاستروا على ما تبقى لديكم من سمعة طيبة واحترام الاخرين لكم.

***

لفتة كريمة
«اذا لم تستح فاصنع ما شئت».
(حديث شريف)

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

حدث في 42 ساعة

في 27 رمضان اصدرت الحركة الدستورية الإسلامية بيانا نددت فيه بتصريحات زنديق لندن، ويوم 4 شوال لم يتمكن نائب الحركة وممثلها في البرلمان د. جمعان الحربش من المشاركة في ندوة الفردوس لوجوده خارج البلاد. ويوم 8 شوال أرسلت الحركة معاذ الدويلة عضو المكتب السياسي ليلقي كلمة الحركة في الجهراء عند ديوان الشليمي، الا ان الحكومة ألغت الندوة مما حدا بالحركة الى الدعوة لعقد الاجتماع في ديوان الدويلة يوم 10 شوال، وذلك بعد ان ساءها ما تعذرت به الحكومة من تطبيق قانون التجمعات وأعلنت انها لن تستأذن أحدا!! وفي مساء السبت – اي قبل موعد الندوة بيوم واحد اتصل بي رئيس الحكومة بالنيابة وطلب مني تأجيل اللقاء لمدة 24 ساعة فقط متعهدا بتنفيذ ما يطالب به الناس من عقاب زنديق لندن، فأخبرته اننا إن أجلنا الندوة ولم تصدر قرارات تردع المجرم وتنتصر لأم المؤمنين رضي الله عنها فسنضطر لعقد الندوة في اليوم التالي وفي الزمان والمكان أنفسهما. وفعلاً اجتمعت الأمانة العامة للحركة صباح الاحد وقررت اعطاء الحكومة فرصة لمدة 24 ساعة لعلاج الموضوع، حيث اننا نريد العنب ولا نريد قتل الناطور كما يقولون!! وفعلا التزمت الحكومة بتعهدها للحركة واصدرت قراراً بسحب جنسية الزنديق وفقا للمادة 13 من قانون الجنسية وملاحقته قانونيا. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وتأتي اهمية سحب الجنسية من كونها رادعاً لكل من تسوّل له نفسه الطعن في ثوابت العقيدة الإسلامية في المستقبل، مثل احد الزملاء الخصوم الذي قال عن السيدة عائشة رضي الله عنها في القبس عدد الاثنين الماضي: «فالقضية ليست عرضنا وليست أمنا»!! ولو لم يتم ردع هذا الزنديق لخرج علينا كل يوم زنديق جديد يكره الدين وثوابته كما يكره المسلم اليهودي!!
وقد يقول قائل ان سحب الجنسية ليس له علاقة بحرية التعبير، ونقول ان سحب جنسية هذا الزنديق تمت وفقا للمادة 13 من قانون الجنسية وليس لها علاقة بالفكر المنحرف الذي تبناه، لكن هذا الانحراف نبّه الناس الى بقية أفعاله النكراء مثل مطالبته بمسح الكويت من الخارطة في دولة طائفية!!
ولعل من ايجابيات هذه الحملة ان وحدت مواقف اهل الكويت سنة وشيعة في وجه الزندقة واثبتت ان اهل الكويت غيّورون على دينهم وثوابتهم كما اثبتت ان الشيعة يحترمون الآل والأصحاب وان لأمهات المؤمنين عندهم حظوة وتقديرا وليس كما يشاع عنهم، لذلك اعتقد انه قد آن الاوان لطي هذه الصفحة والتفكير في البناء والتنمية، ونتمنى من الاخوة العلمانيين والمتطرفين من كل الاطراف عدم اشغالنا في قضايا ليست من ثوابتنا ودخيلة على تراثنا، فقد اثبتت الأيام الماضية ان اهل الكويت لن يسكتوا عن الذبّ عن دينهم ورسولهم، صلى الله عليه وسلم.

لفتة كريمة
ما قامت به الحكومة هو انتصار لدين الله واحترام وتعاطف مع مشاعر اهل الكويت سنة وشيعة، ونقول لمن انزعج من هذه الخطوة الحكومية المباركة ان الهجرة الى بلاد الحريات اريح لكم من البقاء في بلد السلف والتلف والتخلف والرجعية كما تسمونها!! ويا حلوها عندنا هي ورجعيتها!!

مبارك فهد الدويلة

مبارك الدويلة

ياسر.. والخيانة العظمى

عندما طعن «ياسر» في شرف الرسول، صلى الله عليه وسلم، وشكك في عصمته ثارت ثائرة المسلمين من سنة وشيعة انتصاراً لدينهم ولعرض نبيهم عليه الصلاة والسلام، كما فعلوا في ردة فعلهم على تصرفات المعتوه قس فلوريدا الذي اعلن عن نيته حرق نسخ من المصحف الشريف!! ومع هذا قلنا ان امره الى الله ينتقم منه يوم القيامة وذلك لعدم وجود حكم شرعي مطبق في البلاد بشكل سليم، الا ان «ياسر» هذا قام بفعل شنيع آخر عندما طالب بانشاء دولة شيعية في منطقة الخليج العربي تقتطع اجزاء من شرق الشقيقة المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وجنوب العراق!! فهو بهذا الاقتراح احرج الكويت- وهو احد ابنائها- مع جيرانها، مما حدا بالسعودية والبحرين لتقديم اعتراضهما على ما قال، بل ان باقتراحه هذا مسح بلده الكويت الذي ينتمي اليه من الخريطة واعلن في تصريح خطر انه سيدخلها فاتحا!! لهذه التصريحات طالب البعض من الغيورين على دينهم ونبيهم وبلدهم بمعاقبته بسحب جنسيته باعتبار ان ما قام به يعد من الخيانة العظمى للبلاد، وايضا عمل عملا يهدد الأمن القومي بتعكير صفو علاقة الكويت مع جيرانها، واتمنى ان اسمع رأيا قانونيا مختصا في هذه الجزئية، خصوصا ان سابقة سليمان غيث ما زالت في اذهاننا!! وبهذه المناسبة اشكر الاخوة الشيعة العقلاء – وما اكثرهم- الذين تبرأوا من فعل هذا الزنديق وبرأوا أم المؤمنين من اتهاماته الشنيعة، علما بان براءتها نزلت من سابع سماء قبل 14 قرنا من الزمان «والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اولئك مبرأون مما يقولون» صدق الله العظيم.
>>>>
تعليقا على ما كتبه البعض بشأن سماحة الاميركان والغرب مع الدين الاسلامي في قضية معتوه فلوريدا ومطالبتهم بمراعاة مشاعر المسيحيين مثل ما نطالبهم نحن بمراعاة مشاعرنا!!
أقول، نحن كمسلمين نحترم الأديان السماوية، ولم يحدث ان طالب مسلم عاقل بحرق الانجيل مع ادراكنا ان انجيل اليوم محرف عن الانجيل الذي انزله الله على عيسى عليه السلام.
نحن كمسلمين نؤمن بان عيسى نبي الله ورسوله ونؤمن بان الله انزل عليه كتابا مقدسا ونعتبر الايمان بعيسى والانجيل من مستلزمات الايمان بالله تعالى «آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله» صدق الله العظيم.
البعض الآخر استكثر على المسلمين ردة الفعل القوية لقضية يعتبرها «تافهة»، ونقول ان ردة الفعل هذه مطلوبة لردع من قد تسول له نفسه بالتعدي على دين الله، فان سكتنا اليوم عن هذا الامر فسنجد غدا من عظائم الأمور ما لم نتمكن من صده ورده.

(لفتة كريمة)
قال تعالى: «ان تنصروا الله ينصركم»
فما احوجنا الى نصر الله في هذه الزحمة من الهزائم المتتالية!!

مبارك فهد الدويلة