مبارك الدويلة

حتى عمل الخير.. منعوه

لا انت راحمني.. ولا مخلي رحمة الله تنزل علي!! أستغفر الله من هذا القول، لكن ما يحدث هذه الايام من جدل غير مبرر بشأن جمع التبرعات في رمضان يجعل المرء في حيرة من موقف الليبراليين في الكويت الذين ضغطوا على الحكومة لاتخاذ خطوات تقيد مساعدة المحتاجين ولا تعطي الفرصة لبذل الخير وعمل المعروف في الفقراء والمساكين!
بعد احداث 2001/9/11 استغل خصوم الظاهرة الدينية الحدث ومارسوا كل انواع التشكيك واستغلوا الضعف الامني للمجتمعات الاسلامية، وشوهوا اعمال الخير والتبرعات التي اصبح الاصل في جمعها انها تذهب الى الارهابيين والى جماعة القاعدة وابن لادن، وسكتنا طوال تلك الفترة لان التيار في هذا الاتجاه كان قويا وقبلنا مرغمين بكل القيود وانواع المراقبة على العمل الخيري لادراكنا سلامة المسيرة. وظهر مفهوم الاستقطاعات الموثقة من وزارة الشؤون ومنع الجمع النقدي في الاماكن العامة وحتى في المساجد، وشنّ غلمان بني علمان حملة مستعرة على كل مظاهر العمل الخيري، حتى شككوا في الحصالة عند الكاشير واكشاك اللجان الخيرية في الجمعيات التعاونية فأزالوها من الوجود، لانها في نظرهم القاصر ترمز الى الارهاب! ووصل الامر الى لجان تحقيق ومتابعة من وزارة العدل الاميركية تأتي بشكل دوري وتجتمع مع ممثلي الجمعيات الخيرية للتأكد من التزامهم بضوابط الحكومة الاميركية في جمع التبرعات في الكويت!! وبعد كل زيارة تصدر وزارة العدل الاميركية بيانا تؤكد فيه سلامة اجراءات اللجان الخيرية، يتبعه بيان رسمي من وزارة الشؤون بتأكيد ذلك لان الجمع النقدي توقف.. وكل تبرعات تكون غير نقدية، اي باستقطاع من الحساب الى حساب الجمعية الخيرية، مختوما بختم الوزارة وبرقم متسلسل!! فهل كان هذا كافيا!!
اليوم.. ومع نفحات الشهر الفضيل.. حيث ينتظر الفقراء كرم الاغنياء.. وتنتظر الاسر المتعففة نظرة اهل الخير إليهم في شهر الخير.. الشهر الذي تسمو فيه الروح عن الرذائل.. وتتزكى الانفس بالفضائل.. اليوم تصدر الحكومة قراراً تمنع فيه التبرعات في المساجد في رمضان مع ان الجمع لهذه التبرعات بالاستقطاعات الموثقة وليس النقدية!!
اعتقد ان السبب احد امرين لا ثالث لهما: إما انه صدر من نفسية لا تحب الخير للناس ولا تتمناه لهم، ولا هي قادرة اصلا على فعل الخير!! وإما انه ضغوط بعض التيارات الطائفية التي تعمل ما تشاء في مساجدها الخاصة من دون ان يتجرأ واحد من الاوقاف او الشؤون «يوطوط» عند بابهم وهنا تكون المصيبة اعظم.. يا ناس.. يا حكومة.. الكويت لم يتبق فيها الا عمل الخير فلا تقطعوه.
***
• لفتة:
مات احمد البغدادي.. اسأل الله له الرحمة.. وان يغفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. والموت عبرة لكل عاقل… وحق لا مفر منه.. «إنا لله وإنا اليه راجعون».

مبارك فهد الدويلة

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *